الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

أقصاكم يحّول الى كنيس .. فأين انتم يا مسلمين ؟؟!!



ضارباً جذوره عميقاً في تاريخ البشرية .. مرتبطاً بشكل مباشر بالسماء .. مباركاً من اله الكون .. زاهياً بإرتباطه برسل الله ... مفاخراً بإسراء الحبيب المصطفى - صلى الله عليه و سلم - اليه و معراجه منه, كل ارجاء الدنيا ... عصياً على المعتدين .. تواقاً لعناق العاشقين .. هذا حول حال المسجد الاقصى على طول الزمن .. و ان تبدلت الاحوال في بعض الاحيان, فإنه لطالما عاد سيرته الاولى.


منذ احتلال القدس الشريف و فلسطين كاملة, شكل المسجد الاقصى شوكة في حلق قوات الاحتلال و حائطاً تتكسر عليه خزعبلاتهم و خرافاتهم. فعلى الرغم من كل ما تقوم به سلطات الاحتلال الصهيونية من تهويد في القدس الشريف, الا ان تواصل شموخ المسجد الاقصى و استمرار وجوده يشكل عقبة كبيرة لا يمكن تجاوزها .. فالعاصمة الابدية التي يريدونها يهودية خالصة لن تقوم طالما وجد المسجد الاقصى. و حتى يتم تحريض اليهود و الصهاينة في كل العالم ضد المسجد الاقصى و من اجل اكساب هجماتهم عليه صبغة شرعية, اعلنوا ان هيكلهم المزعوم يتواجد تحت المسجد الاقصى, على الرغم من ان كل هذه السنوات من الحفر و التنقيب لم تثمر عن اي اثر او دليل يربط هؤلاء الغاصبين بالقدس. و لم يكن هذا السبيل الوحيد لمحاربة الاقصى, فتدنيسه و منع المصلين من اداء الصلاة فيه و محاولة وضع قدم فيه و تقسيمه من اجل اكساب شرعية لليهود فيه لا تقل خطورة عن الانفاق التي تحفر اسفله.


و منذ ان اصدرت قوات الاحتلال قرارها بالاستيلاء على ادارة المسجد الاقصى و وضعها تحت امرته, اصبحت عمليات التدنيس موجهة بشكل مباشر نحو المسجد الاقصى, اولاً عن طريق منع اهله من اداء الصلاة فيه بوضع الحواجز و اغلاق الطرق و السماح فقط لمن هم فوق الـ 50 سنة من الرجال و الـ 40 سنة من النساء. و ان كانوا استطاعوا الحد من العدد الذي يؤدي الصلاة فيه, الا ان المسجد الاقصى دائماً لقي دعم اهلنا في الـ 48, الذين ادركوا انهم حماة المسجد الاقصى و بالتالي هم دائماً حاضرون للصلاة فيه و ابقائه رمزاَ للمسلمين و كل الفلسطينيين, رغم كل عمليات التضييق.


و منذ بداية الالفية الثالثة, فرضت  قوات الاحتلال " السياحة " القصرية الى المسجد الاقصى, و على الرغم من رفض هيئة الاوقاف الاسلامية لهذه الخطوة الا ان هذه السياحة اصبحت هدف اساسي لدى سلطات الاحتلال, و كما ذكرنا في مقالات سابقة, هذه السياحة تهدف الى خدش حرمة المسجد الاقصى عن طريق دخول السيّاح بملابس شبه عارية و القيام بافعال منافية للاخلاق و مخالفة للشريعة الاسلامية. كما انها تهدف الى ترسيخ فكرة ان المسجد الاقصى محصور بقبة الصخرة و المسجد القبلي, و تصوير بقية المسجد الاقصى من ساحات و باحات على انها ساحات عامة, من حق سلطة الاحتلال السيطرة عليها و وضعها تحت سلطتها, حتى تحولها لاماكن عبادة للمستوطنين اليهود.


و الهدف الاخطر من هذه السياحة, ادخال عدد من المستوطنين الى المسجد الاقصى بشكل علني. في البداية كانوا اعداد قليلة يدخلونه بشكل عادي و يتجولون فيه, و يقفون قبالة قبة الصخرة, حيث انه محرم عليهم الوصول اليها بحسب خزعبلاتهم. و مع مرور الوقت اخذ المستوطنون يدخلون بالعشرات و في ايام يصلون الى اكثر من مئة, يرددون ترانيمهم, و يقومون بصلواتهم في المسجد الاقصى امام الجميع و تحت حماية رجال الشرطة و حرس الحدود, الذين يقومون بإعتقال كل من يواجه هؤلاء المستوطنين حتى لو كان ذلك بالتكبير, بحجة انهم يشكلون خطر على السياحة. و هذه الخطوات اصبحت تشكل خطورة كبيرة, فهم يحولون المسجد الاقصى بشكل تدريجي الى كنيس, موجدين بهذه الافعال واقع جديد اقله سيؤدي الى تقسيم المسجد الاقصى لا سمح الله.


و في الايام الاخيرة, ركزت قوات الاحتلال اعينها على طلبة مصاطب المسجد الاقصى. كيف لا و هم يرابطون في المسجد الاقصى خارج اوقات الصلاة يتدارسون القراءن و علوم الدين, و لطالما تصدوا الى هجمات المستوطنين على المسجد الاقصى. فأخذت تعتقل عدد كبير منهم بعد خروجه من المسجد الاقصى و تصدر في حقه عقوبة تقضي بإبعاده عن المسجد الاقصى لفترة معينة. نعم, هم يعلمون ان هؤلاء الطلبة مرتبطون في المسجد الاقصى و لن يتخلصوا منهم, و بالتالي لجؤوا الى ابعادهم عن المسجد الاقصى. و في هذه الايام, منعت قوات الاحتلال طلبة المصاطب من الجلوس عند مصطبة ابي بكر. كما انها اصبحت تشترط على النساء الراغبات في الدخول الى المسجد الاقصى ان يتركن هوياتهن عند بوابات المسجد.


و تتزامن كل هذه التحركات مع اقتراب رأس السنة العبرية و احتفال اليهود بعدد من اعيادهم الدينية, و بالتالي فهم يريدون ان يفرغوا المسجد الاقصى من المصلين و المرابطين حتى يتسنى لهم ادخال اي عدد من المستوطنين يريدونه.  .. ان اقصاكم يحول الى كنيس شيئاً فشيئاً .. منع اهله من الصلاة فيه فسكتم .. دنسه المستوطنون فأغمضتم اعينكم ... سمعتم نداءات اهلنا في القدس فصممتم اذانكم .. فإلى متى يا امة الاسلام ؟؟!! 


ان الوضع اليوم يصل ذورة الخطورة في الحملة المسعورة المسلطة على ثالث الحرمين الشريفين, و اذا ما تواصلت هذه الحملة دون اي ردع, فستقسم دولة الاحتلال الاقصى و سيحولون جزء منه الى كنيس كما فعلوا في الحرم الابراهيمي .. الاقصى يستصرخ أهله .. فهل من مجيب ؟؟؟!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق