الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

عندما يصبح التكبير جريمة تستوجب الاعتقال



في كل يوم نسمع الاف المرات من مختلف الجهات عن حرية العبادة لكل انسان و انه حق كفلته الشرائع و القوانين الانسانية. كما ان حقوق الانسان تقضي بضرورة توفير الظروف المناسبة للافراد  لاداء عباداتهم و تصر على عدم الاعتداء على دور العبادة لانها تمثل رمز لاتباع هذه الديانة و لا يجب المساس بها. و لكن لطالما كانت هذه الامور مجرد كلمات رنانة غير مرتبطة بالواقع, على الاقل بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي لطالما حورب و منع من اداء الصلاة في المسجد الاقصى.


في الاونة الاخيرة اخذ المستوطنون بتدنيس المسجد الاقصى بشكل شبه يومي بجماعات متفرقة تهدف الى ايجاد واقع جديد في الحرم القدسي. و هذا الامر تنبه له المقدسيون و حراس الاقصى و اخذوا يكثفوا من وجودهم حتى يتصدوا لهذه التصرفات الاستيطانية, و من ضمن هذه الخطوات التي يقوم بها المقدسيون, التكبير بصوت عالي عند دخول هذه الجماعات حتى يرهبوهم و يمنعوهم من اداء الترانيم و الحركات العبادية في المسجد الاقصى و حتى يؤكدوا ان هذا المسجد للمسلمين فقط لا غير.


و ازاء هذه التحركات من الشبان المقدسيّين, اصبحت قوات الاحتلال ترافق جماعات المستوطنين الى داخل الحرم, و تقوم بإعتقال كل من يقوم بالتكبير بصوت عالي للتصدي لهذه الجماعات, تحت ذريعة ان هذه التصرفات تعيق " السياحة " في المسجد الاقصى و تشكل تهديد على حياة السياح و المستوطنين بشكل خاص. للاسف ازاء صمت العالمين العربي و الاسلامي تطاولت قوات الاحتلال, ليس فقط بمرافقة قطعان المستوطنين في تدنيسهم للمسجد الاقصى, بل ايضاً في اعتقال كل من يردد ذكر الله بصوت عالي و كل من يعلن على الملأ ان هذا المسجد الاقصى هو ملك فقط للمسلمين, ليس فيه ذرة تراب لا للمستوطنين اليهود و لا لغيرهم.


و مع ازدياد اعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الاقصى و تكرار عمليات التدنيس و التي اصبحت شبه يومية, اصبح من الواضح انه يجب علينا القيام بخطوات عملية تردع هؤلاء المستوطنين و تجعلهم ينسحبون من المسجد الاقصى صاغرين و ان يغيروا من منهجم في فرض امر واقع داخل المسجد الاقصى. و لعل اهم الخطوات التي يمكن القيام بها, ان نجعل المسجد الاقصى بكافة ارجائه و مناطقه مسجداً حقيقياً في كل وقت و كل حين بحيث نوجد الواقع المطلوب في المسجد الاقصى الذي يردع المستوطنين و يجعلهم يتخوفون من تدنيس الحرم القدسي و يقوم بكسر الهدف من فرض السياحة الى المسجد الاقصى و الذي يتمثل في حصر المسجد الاقصى بالمسجد القبلي و قبة الصخرة فقط.


بداية, يجب ان تقام الصلاة في كل مناطق المسجد الاقصى و ساحاته و باحاته, مثبّتين في ذلك فكرة ان المسجد الاقصى هو كامل الحرم و ليس فقط في المساجد المبنية كالمسجد القبلي و قبة الصخرة و المرواني. فعن طريق ايجاد جماعات تقيم جميع الفروض و السنن في جميع ارجاء المسجد الاقصى و باحاته نجعل السياح يشاهدون انهم يدخلون الى مسجد حقيقي و ليس الى ساحات فرعية ملحقة بالمسجد, و بالتالي سيمكنا ذلك من محاربة العري المقصود الذي يدخل به السياح الى المسجد الاقصى. الامر ليس مقتصر بصلاة معينة او محدود بالفروض فقط, فاداء السنن ايضاً سيمكنا من نقل صورة مستمرة متواصلة ان هذا الحرم بأكمله هو المسجد الاقصى. و لعل اداء صلاة الضحى في الساحات يمثل اهم خطوة في هذا التوجه, فالمستوطنون يحاولون دخول الساحات بشكل مكثف في ساعات الصباح الاولى مستغلين عدم وجود مصلين في الحرم, و عن طريق اداء صلاة الضحى في باحات الاقصى سنقوم بردع المستوطنين و منعهم من دخول الحرم, فكلنا شاهد اختفاءهم من دخول الحرم خلال رمضان بسبب وجود اعداد كبيرة من المسلمين على مدار الساعة.


و من الامور المهمة التي يجب اتخاذها, نشر المقرئين في جميع انحاء المسجد الاقصى و اقامة حلقات الذكر و تدارس القراءن طيلة اليوم. و هذا الامر لا يقل اهمية عن الصلاة في المسجد الاقصى, فللقراءن الكريم وقع كبير على نفوس الناس و محفز حقيقي للمسلمين و راحة لهم. اضافة الى انه يؤكد هوية المسجد و باحاته الاسلامية الصرفة الخالصة و يطرد المستوطنين الذين يحاولون اقتحام المسجد الاقصى فهم شياطين الانس و ذكر الله له وقع كبير عليهم. كما انه سيجعل موضوع السياحة امر غير مستساغ حتى للسياح انفسهم, فهم يشاهدون اهل القدس يمارسون العبادات طيلة اليوم و هذا لن يعطيهم الاريحية التي يبحثون عنها و بالتالي سيحد من افواج السياح الذين يقصدون المسجد الاقصى من المسيحيين و غيرهم.


ثالثاً, تسيير الرحلات المدرسية و العائلية من مناطق الـ 48 الى المسجد الاقصى بشكل يومي, و تفعيل مسيرة البيارق بشكل يومي. فلقد كان اهلنا و ما زالوا و سيبقوا ان شاء الله رأس الحربة في جهادنا ضد اليهود و التهويد في القدس و المسجد الاقصى. و من هنا فنحن نطالبهم بزيادة الجهد و استمراريته طيلة اوقات السنة. فما شاهدناه في رمضان, نريد مشاهدته طيلة اوقات السنة عن طريق شد الرحال الى المسجد الاقصى طيلة ايام السنة. فالزاد البشري هو المحرك الاساسي لما نطرحه من افكار من اجل التصدي لهجمات المستوطنين و " السياحة" الاجبارية الى المسجد الاقصى. كما انه من المهم ان نربط ابناءنا و شبابنا بقضية القدس و المسجد الاقصى عن طريق زيارتهم بشكل متواصل للمسجد الاقصى و جعلهم جزء من النضال و الجهاد في وجه هجمات الاحتلال على القدس و الاقصى.


أخيراً, بالتوازي مع كل هذه التحركات من الداخل, نحن بحاجة الى عمل كبير و واضح من قبل الدول العربية و الاسلامية و شعوبها على جميع الصعد. فيجب على الدول و خصوصاً ذات القيمة الدينية العالية كالمملكة السعودية, برفض ما يحدث من تدنيس في المسجد الاقصى و اتخاذ موقف واضح و حاسم و تسيلط الضوء دولياً على هذه القضية الحساسة لنا كمسلمين. ايضاً يجب على الشعوب و المؤسسات العامة التحرك عن طريق المظاهرات و المؤتمرات الشعبية, الحقوقية و العالمية و استضافة المؤسسات العالمية و بيان ما يحدث في الاقصى لهذه المؤسسات بحيث يتم نقل الصورة الصحيحة الى دول الغرب.


نحن بحاجة الى اتخاذ اجراءات تنفيذية على ارض الواقع لصد العدوان اليومي على المسجد الاقصى, و ان نتحول في تحركنا من مجرد رد فعل, الى فعل استباقي حقيقي مؤثر يحمي المسجد الاقصى من مخططات التهويد و الاستيطان المتواصلة. ان هذا الاقصى غالٍ و يستحق منا بذل الغالي و النفيس في سبيله .. فهبي امة الاسلام مدافعة عن القبلة الاولى و ثالث الحرمين الشريفين .. فالاقصى يستصرخكم .. فهل من مجيب ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق