الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

ثوابتنا متغيّرة و متغيّراتهم ثابتة



أهل عيد الفطر على القدس الشريف و فلسطين المحتلة حاملاً الامل للفلسطينيّين .. و كما جرت العادة فقد اخذ الفلسطينيون بزيارة اهالي الشهداء و ذوي الاسرى تقديراً لما بذلوه من أجل فلسطين و القدس. و ان كان الحال مختلفاً في القدس التي حرص العدو الصهيوني على عزلها عن باقي مناطق فلسطين في مثل هذه المناسبة الاسلامية المهمة, فحواجز الاحتلال المحيطة بالمدينة منعت الاقارب من باقي مدن فلسطين من الوصول الى المدينة و زيارة المقدسيّين و تبادل التهاني معهم, مما جعل العيد اقل بهجة في قلوب المقدسيّين.


و في صباح هذا اليوم المبارك, أطل علينا سلام فياض بتصريح خطير لقناة القدس. فقد قال فياض : " ان شاء الله تتحرر ارضنا و نقيم دولتنا المستقلة على حدود فلسطين المحتلة في 67". و ما اجملها من عيدية و خبر رائع تزفه للشعب الفلسطيني كامل, سواء الموجود في فلسطين او المتواجد في الشتات. نعم, فياض يقدمها لكم بكل بساطة, اصبحت دولتنا الفلسطينية مقتصرة على حدود 1967 فقط, اما البقية فسلموها لمن شئتم.


لقد نسف فياض بهذا التصريح كل الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني و اختزلها في جزئيات بسيطة متناسياً كل ما بذل من اجل هذه القضية و متخلياً عن وطن و شعب و تراث. بإختصار انه وعد بلفور جديد و لكنه هذه المرة صدر من فلسطيني يشغل ثاني اعلى منصب في السلطة الفلسطينية ... فإلى اين انتم ذاهبون؟!!


و لمعرفة خطورة هذا التصريح, يجب ان نعي ما وراء هذا التصريح الذي قاله فياض. حيث ينتج عنه ضمنياً الاتي:

- التخلي عن فلسطين المحتلة في عام 1948 و اعتبارها خاضعة تماماً لاسرائيل و التخلي عن اهل الـ 48.
- التخلي عن القدس الغربية بالكامل و الاعتراف بأنها تابعة تماماُ للدولة العدو الصهيوني
- التخلي عن عودة اللاجئين من اهل الـ 48.


فماذا تبقى لنا من فلسطين؟ الم تنسف ثوابتنا الفلسطينية الوطنية؟ اليست فلسطين بكامل ترابها, و القدس عاصمة لها و عودة اللاجئين هي اهم ثوابتنا؟

و يوضّح لنا الدكتور الزهار صورة جديدة تضاف الى المشهد اليوم, حيث قال في خطبة العيد ان هناك تعليق لموضوع المصالحة و مماطلة في انهائه من اجل استحقاق ايلول. افصبحت الوحدة الوطنية ورقة نساوم عليها و قد نتخلى عنها من أجل سراب يجري خلفه ابو مازن و السلطة الفلسطينية ؟!

في المقابل, نجد ان العدو الصهيوني يشدد على ان القدس عاصمة ابدية لدولتهم, و ان مستوطنات الضفة غير قابلة للمس. و الاغرب انه في كل يوم يواصل سلب الارض و تهجير الناس في القدس و باقي مدن الضفة مسلطاً عليهم سيف جدار الفصل العنصري الذي يلتهم اراضي جديدة في كل شهر, و لتصبح هذه الاراضي تابعة للعدو, غير قابلة للتفاوض فتصبح امر واقع لا مجال للتنازل عنه بالنسبة للعدو الصهيوني.

و اين  اصبحت القدس بالنسبة لفياض؟ هل حصل على صك تنازل من اهالي حي المغاربة المهجرين  على سبيل المثال؟؟! اين سيقيم عاصمته و المستوطنات تحيط بالقدس الشرقية من كل جانب و الجدار يقطّع اوصالها و يفضل قراها؟! 

إن ما صرّح به فياض, لهو صك تنازل عن اجزاء واسعة من ترابنا الفلسطيني و هذا امر لا يحق له القيام به .. و كأنما بلفور يكرر وعده و لكنه يأتي بعد قرابة القرن و من مسؤول فلسطيني .. فأي مصيبة هذه ؟؟!! يجب على فياض الاعتذار عن هذا التصريح المسيء لكل فلسطيني فوراً, و الا وجبت اقالته دون تباطؤ.


الاطماع الصهيونية و جهل الامة الاسلامية



حل عيد الفطر مبكراً .. و رحل شهر رمضان دون انتظار يومه الثلاثين .. و بقي حال المسجد الاقصى و مدينة القدس على ما هو .. بين صبر على البلاء, جهاد للاعداء, و انتظار نصرة من الأهل و الاقرباء. رحلت ليالي الاعتكاف التي زينت المسجد الاقصى و ملأت ساحاته بجموع المصلين و المعتكفين .. و مع عيد جديد, تجد ان الغصة ما زالت موجودة في قلوب المقدسيّين ممن فقدوا منازلهم او هجّروا من ديارهم و اتخذوا من الخيام منزلاً لهم.


طيلة شهر رمضان, لم تتوقف السنة المسلمين عن الدعاء للمسجد الاقصى و المقدسيّين لفك اسرهم من كيد الاحتلال الصهيوني, و لكن هل كانت هذه الالسنة مرتبطة بقلوب تتحرق قهراً مما يحل في المسجد الاقصى, و عقول تدرك لعظم المصيبة التي نعيشها ؟!  
ان ما يحدث في الامة الاسلامية من تعوّد على ما يحصل في المسجد الاقصى و القدس الشريف و لامبالاة  بخصوص ما يجري من حفريات في المسجد الاقصى لهو ناتج عن جهل كبير بالمسجد الاقصى و عدم إلمام كامل به.


و من هنا نسأل ما هو المسجد الاقصى؟؟! لعل الاغلبية القصوى تعتقد ان المسجد الاقصى هو المسجد القبلي ذو القبة الفضية, و البعض يعتقد انه قبة الصخرة, و بعضهم يعتقد انه الاثنان معاً. يقول مجير الدين الحنبلي (في كتاب الأنس الجليل):"و حقيقة الحال أن الاقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور ". نعم ان المسجد الاقصى هو كل ما احاطت به الاسوار من مساجد و مدارس و ساحات و هذه الاسوار التي تحيط في المسجد الاقصى جزء لا يتجزأ منه. و كما قال السيد كمال الخطيب: " المسجد الاقصى كل ما احاط به السور, حتى سابع سماء و حتى سابع ارض ".


و الان هل اختلفت نظرتك لقضية القدس و المسجد الاقصى ؟؟!! هل تدرك ان حائط البراق المسلوب و الذي اغتصبه الصهاينة زوراً و بهتاناً جزء من قبلة المسلمين الاولى؟ هل تتصور كيف ان المسجد الاقصى يدنس يومياً بالسماح للسياح الفجرة بدخوله من شتى المنابت و الاصول و الاديان .. سائحات, سافرات لا نعلم اذا ما كانت طاهرات يدنسن بيت الله ؟؟!! هل تعي ان تحويل المدرسة التنكزية و التي هي جزء من المسجد الاقصى الى مركز للجيش الاسرائيلي هو تدنيس لمسرى رسول الله عليه افضل الصلاة و السلام ؟!!


ان الاعتداء على اي ساحة, شجرة, او صخرة من السور و داخله يعتبر اعتداء على المسجد الاقصى. و لا يخطرنّ ببال احدكم ان هذه الحفريات التي يقوم بها العدو الصهيوني ليست اعتداء على المسجد الاقصى, بل هي اعتداء سافر, تصادر اثاره, تشوه و تهود معالمه و تصدع اساساته و جدرانه.


إن اول خطوة لنصرة المسجد الاقصى تكمن في معرفة ماهية المسجد الاقصى و حجم الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها. و لا يوجد اي عذر لاي منا في الجهل حول قضية امته الاولى مع كل هذه الوسائل المتاحة للحصول على المعرفة المفصلة حول المسجد الاقصى. علينا جميعاً ان نثقف انفسنا حول قضية المسجد الاقصى و ان ننشر هذه المعرفة حتى تعم الفائدة و نجد تحرك و وعي اكثر حول مخططات بني صهيون و التي تسعى  الى هدم المسجد الاقصى و بناء هيكلهم المزعوم مكانه.

السبت، 27 أغسطس 2011

ذقتم حلاوة لقائه ... فلا تحرموه منها



زاهياً بأضوائه ... مفاخراً العالم بزواره .. منتشياً برؤية ابناء الاسلام في ساحاته ... سعيداً بتردد ذكر الله في جنباته ... هكذا كان حال المسجد الاقصى يوم امس. كيف لا و الاف المسلمين اموا ساحاته في النهار خلال صلاة الجمعة و في الليل خلال الاعتكاف و التهجد في ليلة 27 من رمضان. لقد كان اقرب الى العيد في المسجد الاقصى .. فالشجر, و الحجر و الارض اشتاقت لاهلها الاصليين لكي يخلصوها من هجمات قطعان المستوطنين التي تدنسها من حين للاخر.


ما يقارب 400 ألف مصلي احيوا ليلة 27 من رمضان في المسجد الاقصى, اضافة الى مئات الالاف الذين منعهم الاحتلال الصهيوني من الوصول الى المسجد الاقصى بشتى الحجج و العراقيل. هذه الجمعة كانت مميزة جداً في القدس بشكل كامل, فأهل فلسطين التقوا من شتى البقاع, بشتى التصنيفات التي فرضها الاحتلال البغيض .. فلسطيني الـ 48 مع أهل الضفة الغربية ...حلوا ضيوفاً على المقدسيّين في القدس الشريف .. فأختفى اليهود المستوطنين في جحورهم .. عانق الاقصى محبيه .. و انتعشت الحياة الاقتصادية في اسواق القدس القديمة, و التي كانت تشكو الهجر و القطيعة .. يوم الجمعة, ليلة 27 من رمضان .. جمعة تحررت فيها القدس من الاحتلال و لو بشكل مأقت.


و لكن ماذا بعد ؟؟!! هل ستعود الامور سيرتها الاولى و يعود المسجد الاقصى يشكو هجران المسلمين و يتعرض لهجمات المستوطنين و مخططاتهم الدنيئة لتدنيسه؟؟!! هل سيبقى المسجد الاقصى عرضة لعمليات الحفر و التخريب دون ان يتحرك اي عربي او مسلم لمنع هذا العدوان؟؟! هل سيعود المستوطنون يدنسون المسجد الاقصى دون حسيب او رقيب او رادع؟؟!!


لما لا نعتبر كل ايامنا يوم الجمعة و كل ليالينا ليلة 27 من رمضان؟؟!! هل يستطيع اي مستوطن ان يقترب من المسجد الاقصى او حتى حائط البراق مع كل هذه الاعداد من المسلمين؟؟! ان كان هناك فائدة حققناها في هذه الليلة المباركة, فهي بايجادنا لسلاح فتاك قادر على انقاذ المسجد الاقصى و اهلنا المقدسيّين من هجمات و مخططات الاحتلال الصهيوني. لا نطالب ان يكون في كل يوم 400 الف مصلي في المسجد الاقصى, و لكن يجب علينا ان نشد الرحال بشكل متواصل الى رحاب الحرم القدسي, سواء من اهلنا في الـ 48 او من الضفة الغربية. تواجد عدد كبير بشكل يومي و اسبوعي في القدس الشريف سيكون عائق كبير و مانع و رادع لقطعان المستوطنين و قوات الاحتلال.

في المقابل, يجب ان يكون هناك مساندة اكبر من الدول الاسلامية و العربية, فاليوم قام سفير جنوب افريقيا بزيارة النواب المعتصمين في خيمة الصليب الاحمر. و في الوقت الذي يسعدنا هذا التحرك و التفاعل الدولي, فإنه يؤلمنا لما نجد ان هناك تقصير كبير من دولنا تجاه قضيتنا الاساسية و الاولى. و هنا نطالب الاردن, مصر, قطر و تركيا بأدوار اكثر فاعلية تجاه المسجد الاقصى على الصعيد الدولي و الشعبي .. و ان يتم التفاعل بشكل اكبر مع المقدسيّين و نصرتهم و التفاعل معهم من اجل تحسين اوضاعهم.

لم يعد هناك وقت للتخاذل او الوقوف بسلبية, فما يحدث في القدس يشيب له الولدان و من يقرأ تقارير حفريات الصهاينة و مخططاتهم يدرك اننا امام خطر كبير و عدو مهوس بفكرة اختلقها و صدقها و يعمل ليلاً نهاراً لتحقيقها .. و لذلك يجب علينا ان نقابله بعمل على جميع الصعد .. و لا ينتظر اي منا الطرف الاخر ليقوم بالمبادرة .. فلنبادر منذ الان بكل ما نملك لنصرة الاقصى .. و اول و اهم شيء نريده الان .. شد الرحال الى المسجد الاقصى بشكل يومي و متواصل حتى نردع العدو و نحمي قبلة المسلمين الاولى

الخميس، 25 أغسطس 2011

بيت المقدس .. قضية امة ... لا مسرحاً للاستعراض



منذ ان دخله امير المؤمنين عمر بن الخطاب فاتحاً, اصبح المسجد الاقصى وقفاً اسلامياً لكل المسلمين و مهوى لافئدة العشاق و اخذت مدينة القدس مكانتها الرفيعة في قلوب الناس. فاصبحت محج طلاب العلم و مقر العلماء و منبراً للعلوم و الاداب. و قد اعاد لها صلاح الدين الايوبي مكانتها مرة اخرى بعد ان خلصها من دنس الصليبيين و طهرها من رجسهم و اعادها الى الامة الاسلامية عزيزة منصورة, و بقيت القدس في الامة الاسلامية ذات منزلة عظيمة و قيمة عالية. كيف لا و فيها المسجد الاقصى, قبلة الملسمين الاولى و مسرى الرسول الكريم - عليه افضل الصلاة و اتم التسليم-. و بقي الحال كذلك حتى الانتداب البريطاني و من ثم الاحتلال الصهيوني, لتقع المدينة الكريمة المباركة في الاسر مرة اخرى, بإنتظار ابناء الامة الاسلامية لتحريرها من براثن بني صهيون.


و مقابل كل ما يتعرض له المسجد الاقصى و المدينة بكاملها من تهويد و استطيان و ما يواجهه اهلها من تنكيل و تهجير و تضييق من اجل تفريغ القدس من أهلها المقدسيّين و زرع المستوطنين فيها لتحويلها الى مدينة يهودية خالصة خالية من اي معالم اسلامية او مسيحية, لتصبح عاصمة اسرائيل الابدية بحسب زعمهم. هذا المخطط يحاول الاحتلال الاسرائيلي تطبيقه بشكل يومي و يحاول بشتى الطرق و بدعم عالمي كبير ان يكسر الانسان المقدسي و يجبره على ترك بيته و ارضه لليهود, نجد ان الصهاينة و لله الحمد اصطدموا بشعب عزيمته صلبة راسخة متجذرة, لا يترك هذه الارض و لا يستغني عنها مهما حدث.


و من هنا, كان دعم المقدسيّين بكل ما هو متاح بمثابة تجهيز المجاهدين للغزو في سبيل الله, فوجود المقدسيّين و ثباتهم في القدس جهاد يومي و نضال مستمر. و مع غياب دعم الدول الواضح, كان تحرك الشعوب و الجمعيات الاهلية و الخيرية هو الدافع و المحرك الاساسي لهذا المشروع  و بالتالي فإن هذا الدعم ارتبط ارتباط كامل بايمان راسخ و رغبة جارفة في تثبيت المجاهدين امام هجمات الاستطيان الشرسة.


و لكن للاسف, في السنوات الاخيرة طفت ظاهرة غريبة على السطح, فأصبحت بعض الدول حريصة على استغلال نصرة القدس و المقدسيّين من اجل تقديم صورة مزيفة تربط دعم المقدسيّين بهم وحدهم و تجعل البعض يعتقد انهم الحامي الحقيقي لبيت المقدس و الداعم المناصر الاول و الاخير للمقدسيّين في جهادهم امام العدو الصهيوني. الشيء المفزع ان هذا الدعم المزعوم ليس مترجماً على ارض الواقع بكفالة الايتام, او توفير منح جامعية او حتى تقديم الدعم المالي .. و انما بخطابات رنانة محصورة بيوم واحد جعلوه للقدس .. يخطبون فيه و ينظرون, ثم اذا قضي اليوم, انصرفوا عن القدس و تركوا اهلها ينتظرون عوناً لن يأتي ابداً.


هذه الارض المباركة وقف لجميع المسلمين .. و كل دعم لاهلها و نصرة لهم هي نصرة لدين الله و مرحب بها ايما ترحيب .. و لكن دون تسييس او توظيف لمصالح دولة على حساب هذه الامة اجمع و على حساب قضيتها الاولى ... لذلك, فإننا هنا حريصون على توضيح الامور ... القدس قضية امة ... فمن اراد العمل لاجلها و دعم اهلها فمكانه في قلوبنا و نحمله فوق الاعناق ... اما من اراد ان يتاجر في هذه القضية و يستخدمها مسرحاً للاستعراض و وسيلة لكسب الود و المصالح .. فهذا القدس و المقدسيّون غنيون عن اي دعم يقدمه .. و الله سيبدلهم خيراً منه اضعافاً مضاعفة .. فأقول لهذه الدول .. لن نسمح لكم بتضليل الامة بهذه الاساليب, فالقدس انقى من ان تستعملوها قناعاً تخفون وراءه اطماعاً دنيوية ..


و نستغل هذه الفرصة لنجدد دعوتنا للجميع لشد الرحال الى المسجد الاقصى غداً .. ليكون يوماً كاملاً مخصصاً للقدس الشريف .. منذ بزوغ فجره و حتى بزوغ فجر يوم السبت .. و إنا ان شاء الله لمنتصرون

الأربعاء، 24 أغسطس 2011

المسجد الاقصى مشتاق لاحبائه ... فشدّوا الرحال اليه



في ظل الهجمة الشرسة التي يقودها الاحتلال الصهيوني و قطعان المستوطنين, تأتي العشر الاواخر من رمضان لتعزز تواجد الفلسطينيين في مدينة القدس بشكل مكثف مما دب الرعب في قلوب اليهود. تأتي هذه الليالي المباركة في الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال  طمس معالم مدينة القدس و تصوير المسجد الاقصى على انه مجموعة من الحجارة القديمة مبنية فوق هيكلهم المزعوم عن طريق نقل صورة مغلوطة للعالم و خصوصاً الغربي منه. 


فالاحتلال الصهيوني اصبح يسمح لقطعان المستوطنين  بدخول باحات المسجد الاقصى بشكل فاضح, بل انه يهاجم كل من يعترض على ذلك من المقدسيّين كما حدث قبل عدة ايام في بيت المقدس لبعض الشبان المقدسيين. لذلك كانت النداءات المتواصلة لشد الرحال نحو المسجد الاقصى و بالتالي تثبيت قدسية المسجد الاقصى لدى المسلمين و تثبيت هذه الصورة في ذهن العالم, و منع المستوطنين من الدخول الى باحات المسجد و تخليص الحرم القدسي من دنسهم.


و مع اقتراب ليلة 27 و اخر جمعة في شهر رمضان المبارك لهذا العام, فإن الفرصة اصبحت اكبر و اكبر من اجل ايجاد اكبر تجمع فلسطيني مسلم في القدس في هذه السنة على الاقل. لذلك نهيب بكل من يستطيع شد الرحال الى القدس و المسجد الاقصى في هذه الايام ان لا يتردد في ذلك, خصوصاً في يوم الجمعة القادم. ففي النهار ستكون هناك صلاة الجمعة, و من ثم في الليل ستكون ليلة 27 من رمضان. هذا العدد الكبير من المسلمين سيرعب اليهود و المستوطنين و سيجدد عهد المسجد الاقصى بمحبيه و عهد المسلمين بقبلتهم الاولى.


لنجعل من يوم الجمعة, يوم رباط في المسجد الاقصى .. يوم مخصص للقدس الشريف من اول ساعاته و حتى صلاة فجر يوم السبت. لنشد الرحال للمسجد الاقصى لصلاة الجمعة, ثم لنعرج الى اسواق القدس و ندعم تجارنا المقدسيّين بشراء البضائع و مساندتهم ضد ممارسات العدو الصهيوني و بلدية القدس الغاشمة, ثم لنفطر في ساحات المسجد الاقصى, و ننهي الليلة بالاعتكاف في الحرم القدسي و اداء صلاة الفجر في جنباته.


و حتى لا يعتقد البعض ان ما نطرحه هنا هو مجرد كلام نظري, نستشهد بالخبر الذي ذكره السيد حسام الغالي, المنسق العام لرابطة شباب لأجل القدس العالمية, اليوم عن ان عائلات يهودية بدأت بمغادرة القدس استعدادا لليلة ٢٧ من رمضان. كلنا يعرف جبن بني صهيون و خوفهم من الزحف الاسلامي و محاولاتهم الدائمة لفصل المسجد الاقصى عن احبائه. و هنا اناشد الجميع, ليس فقط ليلة 27, اجعلوا يوم الجمعة يوماً خاصاً بالمسجد الاقصى و القدس الشريف, تجديداً للقاء مع القبلة الاولى, انعاشاً للاقتصاد المقدسيّ, تعاضداً و دعماً للمقدسيّين و احياءاً لشعائرنا الاسلامية في الحرم القدسي.


و في هذه المناسبة, دعونا لا ننسى النواب المهددين بالابعاد في خيمة الصليب الاحمر في حي البساتين .. هي فرصة مناسبة من اجل زيارتهم و دعمهم و التأكيد ان الشعب الفلسطيني كله يدعمهم و يساندهم.


نعم .. يوم الجمعة سيكون يوم الاقصى بإذن الله .. و سنرى الفلسطينيّين من كل الاماكن يجتمعون .. من عرب الـ 48, من اهلنا في الضفة, مع المقدسيّين و كل من يستطيع الوصول الى المسجد الاقصى من خارج فلسطين .. ليكن يوم لتجديد العهد مع المسجد الاقصى .. ليكن يوم لجعل مخططات اليهود تتهاوى امام ناظريهم ... فالقدس و حرمها اغلى علينا من ارواحنا .. و لن نتركها لكم ابداً بإذن الله ..


و كأني اسمع المسجد الاقصى ينادي محبيه شوقاً ... فلا تتباطؤا عليه .. و شدوا الرحال نحو القدس الشريف نصرة له و استجابة لندائه

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

تحرير القدس الشريف ... نتيجة منطقة للثورات العربية



شهدت الدقائق القليلة قبيل اذان المغرب لهذا اليوم, بحسب توقيت المسجد الاقصى, سقوط حصن القذافي او ما يعرف بباب العزيزية في قبضة الثوار ليسقط طاغوت اخر من طواغيت القرن الواحد و العشرين و ليتحرر الليبيون من ظلم استمر لسنوات طويلة زادت عن الـ 40 سنة. هذا الخبر كان له وقع كبير في جميع البلدان العربية, كيف لا و قد قال الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز, " و يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله " ( سورة الروم ).

ان سقوط القذافي و نظامه البائد يضيف ضحية جديدة لضحايا ثورات الشعوب العربية, بعد كل من زين العابدين في تونس و حسني مبارك في مصر, مما يعني ان شعب عربي اخر تحرر و اصبح قادر على العمل بشكل جاد من اجل حياة افضل و اكثر حرية و كرامة. بدون شك, ان الانظمة البائدة كان همها الاكبر السيطرة على عقول الشعوب و تحجيمها و تسييرها بالشكل التي تريد بحيث تتبع كل ما يريدون, مما جعلنا نقع في ظلمات و غياهب الجهل و التخلف.

ان هذه الثورات اعادت الحرية و الكرامة للشعوب و البلاد العربية, و قد شاهدنا ذلك جلياً في الايام الاخيرة في مصر. فشاهدنا رد فعل قوي من الشعب المصري الرائع على الشهداء الذين قتلتهم الة التدمير الصهيونية على  الحدود, و شاهدنا حرق العلم الصهيوني و وضع العلم المصري بدلاً منه. و لم يكن الرد السياسي بأقل من ذلك الشعبي, فقد اجبرت دولة العدو على الاعتذار لمصر و قد رفضت مصر هذا الاعتذار. نعم الشعب العربي يتنفس الحرية و يتمتع بالعزة من جديد .. و ما هذه الا البداية.

في ضوء هذه الثورات المتتالية, ما زال يقبع المسجد الاقصى تحت قبضة عدو خسيس يستغل كل الظروف من اجل تنفيذ خططه. و قد سارعت بلدية القدس في الاونة الاخيرة من اعمال التهجير و التهويد مستغلة انشغال الانسان العربي بمتابعة الثورات, و هذا امر يجب ان يواجه بشكل ممنهج. فمع هذه الثورات الرائعة, يجب ان نبقي عيناً لنا على القدس, مراقبة لكل ما يجري و يجب ان يكون تحركنا فعل منفصل استباقي و مستقل و ليس ردات فعل خجولة على العدوان الصهيوني المستمر. 

هذه الثورات المباركة هي الطريق الواضح من اجل تحرير المسجد الاقصى و القدس الشريف, و لكن حتى نستفيد من كل هذا الزخم و نستغل الطاقات المبذولة و روح الحرية الموجودة في شعوبنا و نساهم في تحرير بيت المقدس .. يجب ان نقوم بالخطوات التالية:

1) على الدول العربية خصوصاً التي تحررت من براثن الطواغيت, ان تعمل جاهدة في سبيل رفعة مواطنيها و ايجاد حياة كريمة و حرية كاملة بحيث يسعى المواطن الى بذل الغالي و الرخيص في سبيل امته و وطنه. و دعونا هنا نتخذ من منهاج صلاح الدين الايوبي طريقاً لنا. فالناصر صلاح الدين, لم يحارب الصليبيين مباشرة, بل قام ببناء دولة قوية عزيزة, يحترم فيها المواطن و يعيش الحرية, حتى اقدم المجاهدون معه مستعدون لبذل الغالي و الرخيص لرفعة الامة و نصرتها. 

2) على الدول الثائرة ان تسلط الضوء على ما يحدث في بيت المقدس من عبث في المقدسات الاسلامية و المسيحية و ما تقوم به سلطات الاحتلال من تهجير و تهويد للمدينة و محاولة طمس ملامحها. اضافة الى تقديم الدعم المتواصل للمقدسيّين من اجل تثبيت اقدامهم و مواصلة جهادهم امام هذا العدو الشرس.

3) على الشعوب العربية ان لا تبقى تنتظر التحركات من قبل الدولة فقط, علينا ان نواصل دعمنا لاهلنا في القدس بتشى الوسائل, بالتزامن مع العمل على بناء الدول و انشاء بلدان عربية اسلامية عزيزة. فلا يجب ان يشغلنا اي الامرين عن الاخر, فهما لا يقلان اهمية عن بعضهما. و هذه الروح يجب ان تنتقل الى اهلنا في القدس باشعارهم ان هذه الثورات ستصل لهم و ان مصير القدس هو الشغل الشاغل للامة اجمع في السراء و الضراء

ان حرية و عزة الشعوب تعتبر الخطوة الاولى من اجل تحرير بيت المقدس و اعادته الى احضان الامة العربية الاسلامية عزيزاً حراً, و حتى تكتمل هذه الحرية, يجب ان نواصل دعمنا لاهلنا في القدس و يجب ان نبقي اعيننا على المسجد الاقصى و تحركات اليهود .. و بإذن الله ستفرح الامة بتحرير القدس الشريف قريباً 

الاثنين، 22 أغسطس 2011

تقرير مؤسسة القدس الدولية الخامس .. المسجد الاقصى يستغيث



اصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها الخامس بعنوان "عين غلى الاقصى" و الذي يرصد الاعتداءات على المسجد الاقصى و محاولات التهويد في الفترة ما بين 22/8/2010 الى 21/8/2011 و الذي تصدره المؤسسة في ذكرى احراق المسجد الاقصى. التقرير تناول هذه الاعتداءات من عدة محاور من اجل تقديم صورة شاملة لما يجري في حرم المسجد الاقصى.


التقرير يطرح حقائق مرعبة تدعونا الى اتخاذ اجراءات عملية من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه و ايقاف عمليات التهويد الممنهجة. فيذكر التقرير ان هناك ايمان عقدي اكبر لدى اليهود لدخول المسجد الاقصى و الاستيلاء عليه. فقد قام احد اهم حاخامات اليهود بإصدار فتوى بوجوب تقديم القرابين في جبل المعبد أمام قبة الصخرة. هذه الفتوى يدعمها قرار سياسي من خلال مراقب عام الدولة الذي يتحدث في تقريره عن امكانية فرض السيادة الاسرائيلية على المسجد الاقصى.


ثم يتناول التقرير التغيير النوعي في سياسة العدو الصهيوني تجاه الحفريات المقامة تحت المسجد الاقصى, حيث ان عدد الحفريات تناقص بشكل ملحوظ, في المقابل اصبح هناك تركيز على ترميم الحفريات الموجودة و فتحها امام الزوار, بحيث يصبح هناك مدينة يهودية مقامة تحت المسجد الاقصى. اضافة الى ان مشاريع الحفريات اصبحت اكبر و اكثر خطورة على المسجد الاقصى.


و يعرج التقرير على مصادرة البناء و الاراضي المحيطة في المسجد الاقصى, حيث ان العدو الصهيوني قام بتحويل منطقة حوش الشهابي القريبة من باب الحديد الى منطقة صلاة شبه رسمية لليهود مطلقاً عليها تسمية المبكى الصغير باللغتين العبرية و الانجليزية.


اخيراً يتحدث التقرير عن التدخل الصهيوني في المسجد الاقصى, حيث يشير الى ان المسجد الاقصى تعرض لاكبر عملية اقتحام منذ 1967, حيث اقتحم قرابة الـ 500 مستوطن المسجد الاقصى في "عيد الخراب". ايضاً يشير التقرير الى ان قوات الاحتلال باتت تتعامل بتساهل سافر مع المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الاقصى بل ان هذا يقابله تعامل عنيف و قوي مع الفلسطينيين الذين يؤمون ساحات الحرم للصلاة في المسجد الاقصى. و في نهاية التقرير, تم طرح عدة توصيات من اجل مواجهة هذا العدوان الصهيوني.


مما ذكر في السابق, يتبين لنا ان المسجد الاقصى يتعرض لاكبر حملة ممنهجة من اجل السيطرة عليه و هدمه لاقامة هيكلهم المزعوم. فالاحتلال الصهيوني يعمل بمنهجية عالية و على عدة محاور من أجل تحقيق اهدافه و التخلص من اكبر رمز اسلامي في القدس و تحويلها بالتالي الى مدينة يهودية خالصة لتكون عاصمة لدولتهم.


من هنا, وجب التحرك على جميع الصعد من أجل الحد من هذه الافعال و افشال خططهم, كلٌ بما يستطيع و كلٌ من مكانه ...


لا يمكن ان نطلب اكثر من المقدسيّين الذين يبذلون الغالي و الرخيص من اجل الحفاظ على القدس و المسجد الاقصى, و كل ما يمكن ان نطلبه منهم ان يواصلوا جهادهم و صبرهم. في المقابل, و بما ان الجدار العنصري اصبح حائل كبير بين القدس و الضفة  مما عزل فصائل المقاومة عن التفاعل بشكل كبير على ارض القدس مع هذه الاحداث ..  فإنّا نطالب اهلنا في الـ 48 ان يبذلوا جهداً اكبر في حماية الاقصى يضاف الى ما يقدموه من مجهودات مباركة.


العبء الاكبر و الغائب الاكبر يتمثل في السلطة الفلسطينية التي تبدو منعزلة بشكل كامل عن عاصمة الدولة التي يسعون للحصول على الاعتراف بها . فيجب عليها تسليط الضوء على كل ما يحدث من تغيير لوقائع الامور و حفريات و تهويد و يجب ان يتم جلب عدد من المنظمات العالمية لشرح ما يحدث و نقله الى العالم اجمع. نفس الامر ينطبق على الحكومات العربية و الاسلامية, فالمسجد الاقصى وقف اسلامي ملك للعالم الاسلامي اجمع.

اخيراً, علينا نحن الشعوب ان ننشط بكل ما لدينا من قوة لنصرة اهلنا في القدس و منع اليهود من تنفيذ مخططاتهم اللعينة .. و ذلك عن طريق انشاء مؤسسات و جمعيات خيرية و اهلية, تدعم اهلنا المقدسيّين و تسلط الضوء على ما يحدث في القدس و المسجد الاقصى. كما يجب ان يتم غرس حب الاقصى و اهميته في قلوب الاطفال و الشبان و تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة, كحصر المسجد الاقصى بالمسجد القبلي عوضاً عن الحرم القدسي كامل.

إن هذا المسجد الاقصى امانة في اعناقنا .. و يجب بذل الغالي و الرخيص من أجل تحريره من براثن العدو الصهيوني, و حتى يتم ذلك .. يجب علينا ان نساعد اهلنا في القدس و فلسطين كاملة في وقف تهويد القدس و الحفاظ على المسجد الاقصى شامخاً عزيزاً, حتى نصلي فيه و قد تحرر من براثن بني صهيون ان شاء الله

الأحد، 21 أغسطس 2011

قوانين الاحتلال الصهيوني المستخدمة لتهجير المقدسيّين



منذ ان وضعوا اقدامهم على تراب فلسطين, لم يتوقف اليهود الصهاينة عن العمل من اجل الاستيلاء على القدس الشريف و تهجير اهلها و تحويلها الى  عاصمة يهودية لدولتهم البائدة بإذن الله. منذ استيلائهم على القدس الغربية عام 1948, شرعت قوات الاحتلال بفرض القوانين من اجل الاستيلاء على اكبر قدر من الاراضي و المباني. فتم تهجير سكانها قصراً و هدم عدد كبير من مبانيها و بني بدلاً منها مباني للمستوطنين, في حين انه تم الابقاء على بعض المباني و اسكان اليهود فيها بدلاً من أهلها.


و في عام 1967, استطاعت قوات الاحتلال الصهيوني من الاستيلاء على القدس كاملة بشقيها الشرقي و الغربي و اصبحت تحت قبضتها, و منذ ذلك الوقت بدأت بتوسيع نشاطها في هذه المدينة من اجل تحويلها الى عاصمة يهودية خالية من السكان العرب و من اي معالم اسلامية او مسيحية. بداية قامت بلدية القدس بتوسيع المناطق الواقعة تحت مسؤوليتها بحيث ضمت عدد كبير من الاراضي التابعة للضفة الغربية من اجل زيادة عدد المستوطان في القدس و ضم اكبر قدر من الاراضي الممكن الاستيلاء عليها.


و من أجل تسهيل عملية التهويد و الاستيلاء على الاراضي و المباني و تهجير السكان, شرّعت الحكومة الصهيونية عدة قوانين تسهل عمل بلدية القدس و قوات الجيش من اجل وضع اليد على الاراضي و طرد المقدسيّين. و من أهم هذه القوانين:


1- قانون  الاراضي 1969:
ينص هذا القانون على ان الاراضي الميري ستحدد ملكيتها تبعاً لهذا القانون. و بموجب هذا القانون تم وضع اليد على الاراضي الميري و استولت عليها قوات الاحتلال الصهيونية. 
و الاراضي الميري بحسب التعريف العثماني هي اراضي اميرية, او متروكة و ارض بور و جميعها كانت تعتبر اراضي حكومية. بحسب القانون العثماني و حتى قانون الانتداب البريطاني و القانون الاردني في الفترة التي حكم فيها القدس الشرقية, فإن هذه الاراضي كانت من حق سكان القرى المحيطة بها للزراعة و الرعي و بالتالي لم يقم احد بتسجيل ملكية هذه الاراضي. و قد قامت قوات الاحتلال بالسيطرة على كل الاراضي الميري في القدس بموجب هذا القانون.


2- قانون الاراضي 1943 (المعروف بـ قانون استملاك للمنفعة العامة):
بموجب هذا القانون, يحق لوزير المالية اصدار الاوامر التي تقصي بالاستيلاء على اراضي خاصة و مصادرتها و استملاكها " للمنفعة العامة" على ان يتم تعويض اصحابها بقيمتها.
و يعتبر هذا القانون من اخطر القوانين و اكثرها استخداماً من اجل مصادرة الاراضي و المنازل, فمصطلح المنفعة العامة مصطلح فضفاض و وزير المالية غير مطالب بتبيان هذه المنفعة العامة, و بالتالي هذا يمكنه من مصادرة اي اراضي يريدها. و يذكر ان المرة الوحيدة التي صرح فيها وزير المالية عن سبب المصادرة كان في عام 1991, حين تم مصادرة اراضي جبل ابو غنيم و علل ذلك بأن الاراضي ستخصص لاقامة بناء سكني.


3- قانون أملاك الغائبين لعام 1950:
ينص هذا القانون على ان الافراد الذين كانوا متواجدين خارج القدس اثناء عملية الاحصاء التي اجرتها قوات الاحتلال في عام 1967 غائبين, و بالتالي فإن املاكهم تنقل لاملاك الغائبين ليتم التصرف بها ببيعها او تأجيرها.
هذا القانون كان سيفاَ مسلطاً على رقاب المقدسيّين حيث تم مصادرة الكثير من المنازل, المحلات التجارية و الاراضي و بالتالي اصبحوا بدون مأوى او مكان للسكن و بالتالي تهجيرهم الى خارج القدس.


4- قانون البناء و التخطيط لعام 1965:
يجيز هذا القانون مصادرة الارض و البناء من اجل ما يعرف بمصلحة الجمهور او المصلحة العامة, حيث تستخدم هذه الاراضي في خدمة الجماهير.


هذا القانون يتيح للسلطات الصهيونية بالاستيلاء على اي مبنى او ارض في القدس, و تشن حملات كثيرة في القدس الشرقية من اجل مصادرة الاراضي بموجب هذا القانون من اجل بناء المستوطنات و المشاريع الاستيطانية بهدف طمس معالم المدينة و تهجير اهلها.


هذا القانون, يضم بند خاص بإستصدار رخص البناء, حيث يضع هذا البند معوقات و صعوبات جمة في وجهة المقدسيّين من اجل الحصول على رخصة البناء.
و بسبب هذه الصعوبات فإن عدد كبير من المقدسيّين يلجؤون الى البناء دون الحصول على ترخيص, مما يعطي فرصة لبلدية القدس لهدم هذه المباني و تهجير اصحابها الذين يصبحون بلا مأوى و بالتالي اما التهجير خارج القدس او السكن في خيم و الصمود في القدس رغم هذه الظروف.


مما سبق, يتبين لنا ان الانسان المقدسيّ يتعامل مع قوانين تكاد تكون اقرب الى الخيال. فالقوانين التي تحدثنا عنها تبيّن ان الانسان المقدسيّ معرض لخسارة منزله او محله و البقاء دون مأوى لاتفه الاسباب. فالعدو الصهيوني يستخدم مصطلحات فضفاضة و عمومية من اجل ابقاء موضوع مصادرة الاراضي و المنازل صالح بالنسبة لهم تحت اي ظرف.


في ظل كل هذه الظروف يتبين لنا مدى معاناة المقدسيّين و كيف انهم في كل يوم معرضين لمصادرة اراضيهم  ومنازلهم و البقاء في العراء .. و بالرغم من لك هذه الظروف, فإن اهل القدس يفضلون العيش في خيم و مواصلة النضال و الصمود على ترك القدس لليهود .. 

السبت، 20 أغسطس 2011

إحراق المسجد الاقصى ... حدث مستمر و فعل متواصل



في 21/8/1969, أقدم الصهيوني الاسترالي "مايكل دنيس روهان " ,عليه من الله ما يستحق, على احراق المسجد الاقصى و اضرام النار فيه .. و هذا التاريخ لم يتم اختياره جزافاً, فهو بحسب المعتقدات الصهيونية اليهودية يوافق ذكرى هدم الهيكل, كما انه  تزامن مع الذكرى الثامنة و السبعين لعقد مؤتمر بازل. قاد روهان مجموعة من المتطرفين اليهود, و بتنسيق مع جيش الاحتلال الصهيوني, اشعلوا النار في 3 مواقع هي: مسجد عمر بن الخطاب و الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الاقصى, منبر صلاح الدين و  النافذة العلوية الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد و المرتفعة عن الارض قرابة الـ 10 أمتار.


اشتعلت النيران في المسجد الاقصى و اتت على مساحة كبيرة منه. فعلى الرغم من هبة سكان القدس من كل حوب و صوب و التسابق على اطفاء النيران و الا انهم لم يتمكنوا من اخمادها الا بعدما اتت على ثلث مساحة المسجد الاقصى اي قرابة 1500 متر مربع. و مما ساهم في انتشار الحريق, تواطؤ ما يسمى ببلدية القدس و التي قطعت الماء عن المسجد الاقصى و قامت بتأخير وصول سيارات الاطفاء, حيث انها وصلت المكان بعد ان اخمد المقدسيون النيران بالكامل.


يعتبر احراق المسجد الاقصى من اشنع الافعال التي قام بها المستوطنون في القدس, فقد احرق منبر صلاح الدين و مسجد عمر و محراب زكريا و الكثير من الاجزاء التاريخية في المسجد. في المقابل فإن روهان اتهم بالجنون و تم ترحيله الى استراليا دون ايقاع اي عقوبة عليه من قبل قوات الاحتلال. و إن كانت هذه الجريمة مؤلمة جداً و ما زالت اثارها في قلوب المقدسيين و المسلمين, الا ان ممارسات العدو الصهيوني تجاه المسجد الاقصى لم تقتصر على هذه الفعلة, فقد بدأت قبل ذلك و  هي مستمرة حتى يومنا هذا.


فبمجرد استيلائها على القدس, قامت قوات الاحتلال الصهيوني بتدمير حي المغاربة و طرد اهله من اجل ايجاد موطيء قدم قريب من المسجد الاقصى للعبث به و بممتلكاته. و ما الحفريات الدورية التي تقوم بها دائرة الاثار و الشركات الخاصة تحت المسجد الاقصى الا من اجل اضعافه بنيانه و تخريب اساساته و بالتالي هدمه. 


و يقول الشيخ كمال الخطيب " ان المسجد الاقصى ليس المسجد القبلي فقط او قبة الصخرة, انما هو الحرم القدسي كاملاً محاطاً بأسوار القدس ممتداً الى سابع سماء و سابع أرض ". و هذا ما يدركه العدو الصهيوني جيداً, و لذلك فهو يدفع المستوطنين دائماً الى دخول الساحات زعماً منهم انها ليست تابعة للمسجد الاقصى. و هذا ما قام به شارون لعنه الله عندما اقتحم ساحات الاقصى في عام 2000 متحدياً المسلمين, حيث قامت انتفاضة الاقصى و ثار الناس في فلسطين كافة من اجل هذه الفعلة الخسيسة.


ان استهداف المسجد الاقصى لا يعني فقط استهداف الحجر و تاريخ هذه المدينة, بل ان جزء اساسي يتمثل في استهداف اهل القدس و العمل على فصل المسلمين عن مسجدهم و منعهم من الصلاة فيه, من اجل افقاده شرعيته عند العالم و الزعم ان هذا المسجد لا يمثل شيء للمسلمين و انه عبارة عن مسجد عادي و حجارة قديمة. و لذلك نجد ان قوات الاحتلال تحاول بشتى الطرق الحيلولة دون وصول المصلين اليه, و ما حدث في الامس من عمليات تضييق و ضرب و اغلاق للطرقات في وجه المصلين لمنعهم من اقامة صلاة الجمعة في المسجد الاقصى انما يعتبر حلقة في سلسلة متواصلة لتحقيق مآربهم اللعينة.


ان ذكرى احراق المسجد الاقصى فرصة جديدة لنعاهد انفسنا على بذل الغالي و النفيس لدعم اهلنا في القدس و فلسطين و شد الرحال بشكل دائم الى المسجد الاقصى و القدس لتثبيت حقنا و الدفاع عنه بكل ما اوتينا من قوة .. و هي فرصة جديدة للتذكر ان هذا العدو يعمل ليل نهار من اجل سلب حقوقنا و هدم قبلتنا الاولى و اقامة هيكلهم المزعوم مكانه ... فلنعاهد انفسنا ان نواصل العمل من اجل نصرة اهلنا في القدس و تثبيت اقدامهم فيها حتى تعود محررة من كيد الصهاينة المعتدين.

الجمعة، 19 أغسطس 2011

التقاء المسجد الاقصى بالفلسطينيين ... معادلة الرعب التي يخشاها الاحتلال الصهيوني



حملت الايام الاخيرة الماضية احداث قوية و متسارعة ادت الى تأجيج مشاعر الفلسطينيين و المسلمين كافة. فمن عملية ايلات الجهادية و التي اشتقنا لرؤيتها كثيراً و ما اوقعته من خسائر فادحة في صفوف العدو, الى عدوان الاحتلال الصهيوني السافر على اهلنا في غزة و استهداف الامين العام للجان المقاومة, الشهيد كمال النيرب, و اخوته. و قبل كل ذلك, مرور ذكرى معركة بدر و انتصار الاسلام المؤزر على زمرة الكفر و رؤوس المشركين.


كل هذه الاحداث جعلت الكل يتوقع رؤية حشود كبيرة تقصد المسجد الاقصى من أجل اداء صلاة الجمعة في رحابه و تأكيد التحامهم به, فالقدس دائماً ما كانت مسرحاً لانطلاق الانتفاضات الفلسطينية و منبراً يبث من خلاله الفلسطينيون رسائلهم للعدو الصهيوني, كما انها لطالما كانت بؤرة تلاقي أهل فلسطين من داخل الخط الاخضر , فلسطينيي الـ 48, و اهل الضفة الغربية.


و لعلمها باهمية هذا العيد الاسبوعي, و علو مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين و ما يبثه من شحن لطاقاتهم و تعزيز لصمودهم, قامت قوات الاحتلال بعدة اجراءات جبانة من اجل منع اكبر عدد من المصلين من الوصول الى المسجد الاقصى. فبداية منعت عدد من المصلين من اداء صلاة الفجر في المسجد الاقصى بشكل سافر, كما انها اصدرت بيان تسمح فيها للرجال فوق الـ 50 و النساء فوق الـ 40 من حملة البطاقات الزرقاء فقط من دخول الحرم و اداء الصلاة. و لكنها لم تحدد اي معايير لفلسطينيي الضفة الغربية و الذين تفاجؤوا بوجود قوات كبيرة من الجيش في معبر قلنديا, حيث انهم قاموا بإعاقة الالاف و منعهم من التوجه نحو المسجد الاقصى. 


و لم تكتفي بهذه الاجراءات, بل اخذت كعادتها بمهاجمة القادمين للصلاة في المسجد الاقصى و ضربتهم بالهروات و اطلقت الرصاص المطاطي بشكل عشوائي, حتى ان النائب د. مصطفى برغوثي كان له نصيب من هذه الاعتداءات في باب العمود. و بلغت فيها الوقاحة ان تمنع حتى بعض الرجال ممن يزيد عمرهم عن 50 سنة من الوصول الى المسجد الاقصى. و من اكبر المفارقات, ان تجد السياح يدخلون الحرم و يتجولون في القدس القديمة كما يشاؤون, و يمنع اهلها من وصول قبلتهم الاولى و اقامة صلاة الجمعة في المسجد الاقصى.

كل هذه الاجراءات كان الهدف منها كسر معادلة الرعب .. حيث ان هذه السلطات الاسرائيلية تحاول الحد من ارتباط الفلسطينيين بالمسجد الاقصى .. و لكنها لا تدرك ان ارواح الفلسطينيين و المقدسيين معلقة بهذا المسجد و مرتبطة بها ارتباط الارض بأهلها. هذه الاجراءات لم و لن تكسر معادلة الرعب و ستبقى مدينة القدس الباعث الحقيقي لكل الفلسطينيين و المحرك الاساسي لروح الجهاد و الصمود بإذن الله.

و لنعمل جميعاً من اجل رؤية المسجد الاقصى محرراً من براثن اليهود, تقام فيه صلاة الجمعة و قد مليء المسجد الاقصى بالمسلمين من كل بلاد العالم .. و إنه جهاد, نصرٌ او استشهاد. 


الخميس، 18 أغسطس 2011

سلوان .. مطمع الاحتلال و عنوان الصمود



تعتبر بلدة سلوان او حي سلوان اهم الاحياء المحيطة بالمسجد الاقصى, حيث انها اقرب بلدة على المسجد الاقصى, حيث انها تمتد من الزاوية الجنوبية الشرقية للبلدة القديمة بإتجاه وادي حلوة. و يحدها من الغرب حي النبي داوود و حي الثوري و من الجنوب جبل المكبر و السواحرة, في حين يحدها من الشرق قرى ابو ديس,  الطور و العزيرية. و هي مقامة على مدينة يبوس القديمة, مما يضيف ميزة تاريخية لهذه البلدة تضاف الى اهميتها الجغرافية.


هذا الموقع المميز و الملاصق للبلدة القديمة و المسجد الاقصى, جعل من بلدة سلوان مطمع رئيسي للاستيطان و هدف اساسي في مشروع تهويد مدينة القدس الذي تقوده " بلدية القدس" مدعومة من الحكومة الصهيونية. يسكن في بلدة سلوان قرابة الـ 50 ألف فلسطيني, و هذه الكثافة السكانية شكلت عائق امام مشاريع الصهاينة, فشرعوا في زرع المستطونين المتطرفين في الحي من اجل ايجاد واقع ديمغرافي جديد. يعيش اليوم قرابة الـ 16 عائلة استيطانية في بلدة سلوان, و 300 مستوطن متطرف من طلبة المدارس الدينية, كما تم انشاء كنيس في هذه البلدة. و كعادتها في تحوير الاسماء, تشير بلدية القدس الى بلدة سلوان بإسم مدينة داوود.


ركزت بلدية القدس و الجكومة الصهيونية على تهويد هذه البلدة و الحاقها بمشروع القدس " اليهودية" و التي هي عاصمة دولة اسرائيل بحد زعمهم, فعملت على ذلك من خلال عدة محاور, اهمها نفذته مؤسسة العاد, و هي مؤسسة شبه حكومية تتناول الانشطة الاثرية في المنطقة. فقد إدعت هذه المؤسسة ملكيتها 55% من بلدة سلوان بصكوك و وثائق مزورة, كما انها تدير عدد من المدارس الدينية فيها. و مؤخراً نجحت في السيطرة على عدة منازل في البلدة.


كما ان بلدة سلوان تقع ضمن مشروع " القدس اولاً", و هو مشروع يهدف الى تهويد المدينة القديمة و ايجاد مدينة مدينة يهودية مقدسة موازية لها. فقد تم تنفيذ حفريات مكثفة في الفترة ما بين 2000-2008 شملت بلدة سلوان التاريخية و التي تمثل مدينة يبوس التاريخية, كما اشرنا سابقاً. هذه الحفريات المتواصلة ادت الى تشكيل خطورة على منازل سكان البلدة حيث ان بعض منها تعرض لتصدع و تضرر من جراء هذه الحفريات و قد اصبح بعضها غير صالح للسكن, الا ان اهلها رفضوا مغادرتها حتى لا يستولي عليها المستوطنون.


بالتوازي مع هذه الاجراءات, قامت الحكومة الصهيونية بالعمل جاهدة على تهجير اكبر عدد من سكان البلدة و هدم بيوتهم, و قد بلغت هذه الحملة ذروتها في عام 2009 عندما تم تسليم 1900 مقدسياً يسكنون 120 منزل معظمها في بلدة سلوان , اوامر لاخلاء بيوتهم. في حملة تهجير تعتبر الاكبر منذ عام 1967.


إن بلدة سلوان تعتبر مطمع اساسي لليهود, فالاستيلاء عليها يعني ايجاد موطيء قدم ملاصق للمسجد الاقصى و بالتالي القدرة على التخريب و بناء هيكلهم المزعوم. و لكن هذه الاطماع يقابلها اصرار كبير من اهالي بلدة سلوان على الثبات دفاعاً عن بلدتهم و جهاداً في وجه العدو الصهيوني و حملته الاستيطانية من خلال تعايشهم مع هذا الواقع الاليم و بقائهم في ارضهم رغم كل الظروف الصعبة و التضييق. فجزاكم الله عنا كل خير يا اهالي سلوان .. فأنتم في كل يوم تجاهدون اعظم جهاد بمجرد ثباتكم في ارضكم ... و بالتالي فوجب علينا مساعدتهم بدعمهم بكل الوسائل من اجل استمرارهم في هذا الجهاد المبارك.

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

القدس .. و قصة يوسف عليه السلام في القرن الـ 21



يمر القاريء لكتاب الله الكريم على سورة عظيمة, و كل سوره عظيمة, في الجزء الثاني عشر الا و هي سورة يوسف. هذه السورة التي تروي قصة سيدنا يوسف عليه السلام و صبره على الاذى بشتى انواعه و كيف ان العاقبة دائماً للمتقيّن. و لا يسع المجال هنا للدخول في تفاصيل قصة سيدنا يوسف عليه السلام, و لكني أعرج على جزئية بسيطة و مهمة في هذه القصة. عندما كان اخوة يوسف يحاولون اقناع والدهم يعقوب عليه السلام بالموافقة على اخذ يوسف معهم .. يقول الله تعالى :" قالوا لئن أكله الذئب و نحن عصبة إنا اذاً لخاسرون " [ سورة يوسف, الاية 14]


من يتأمل و يتفكر في هذه الاية يجدها تنطبق على حالنا اليوم .. فها نحن نشاهد الذئب يأكل اخانا و نحن عصبة لا نحرك ساكناً و لا نغيّر اي شيء ... فماذا نكون؟؟ الامة العربية و الاسلامية تشاهد كل يوم هذا الغاصب يهاجم مقدساتنا في القدس و يشرد اهلنا من ارضهم و ديارهم, و لا تجد اي رد فعل حقيقي تجاه هذا العدوان المتواصل منذ 1948 و حتى يومنا هذا .. فهذا هو الخسران بعينه. بالله ماذا نقول لعمر الفاروق و صحابة رسول الله - صلى الله عليه و سلم - الذين بذلوا الغالي و النفيس لتحرير هذه الارض المباركة؟؟! بماذا نتعذر لنور الدين زنكي و صلاح الدين الايوبي الذان اعادا بيت المقدس لحضن الامة و انقذاها من براثن الصليبيين ؟؟!


كلما قرأت و اضطلعت على مخططات الحكومة الصهيونية لتهويد القدس و تهجير اهلها, كلما ادركت اي عدو بربري نواجه .. و اي حمل وديع نحن .. اهكذا تصان الحقوق ؟! لا و الله .. حتى الحمل الوديع يدافع عن نفسه اكثر من ذلك. الطامة الكبرى ان هذا العدوان ليس وليد الامس .. بل هو ممتد منذ سنوات و سنوات دون اي تحرك من الامة للدفاع عن القدس .. بحيث بقي اهلها بأيديهم و صدورهم العارية يواجهون اعتى القوى و اكثرها بطشاً و تدميراً في هذا العالم.


ان الحكومة الصهيونية و بلدية القدس تقومان بخطط ممنهجة من اجل الوصول الى هدفهم بجعل القدس عاصمة يهودية صرفة لاسرائيل على حد زعمهم, تخلوا من اي معالم اخرى غير المعالم اليهودية. و هي تعمل على عدة محاور أهمها:


- تفريغ القدس من سكانها العرب و اسبتدالهم بالمستوطنين
- ازالة كل ما يمت للديانات الاخرى بصلة, سواء المعالم الاسلامية او حتى المسيحية
- السيطرة على الحرم القدسي و تحويله الى مدينة يهودية صرف و اخيراً هدم المسجد الاقصى و بناء هيكلهم المزعوم.


و المراقب لافعال هذه الحكومة يجد انها مع مرور الوقت تصعد من خطواتها من اجل انجاز مخططها, و ما يعيقها الان وجود الانسان الفلسطيني المقدسي و تمسكنه بأرضه و ثباته رغم كل الظروف. فجزء من الانفاق التي تحفرها السلطات الصهيونية تحت المسجد الاقصى و القدس القديمة يهدف الى هدم بيوت المقدسيين و جعلها غير قابلة للسكن .. ففي عام 2008, تعرض 13 منزل في باب العامود, باب الساحة و باب الحديد للتصدع و اصبحت تشكل خطر على ساكنيها بسبب الحفريات الاسرائيلية, و لكنه اهلها رفضوا الرحيل عنها و اثروا البقاء فيها و عدم تركها للصهاينة المستوطنين.


و بعد مرور كل هذه السنوات من الصمت و الكلام الخاوي و الخالي من الافعال, اصبح التعويل على الحكومات العربية و الاسلامية ضرباً من الجنون. و ان كنا نلوم مرة هذه الحكومات, فإننا نلوم السلطة الفلسطينية ألف مرة, فهي متجاهلة لما يدور في القدس ايما تجاهل .. تركض وراء حلم الاعلان عن دولة وهمية و في كل يوم يوجٍد العدو واقع جديد في عاصمتها .. فكيف يستوي ذلك ؟؟!!


في زمن الثورات و تحرك الشعوب, الرهان الناجح الان على الافراد و الجمعيات الخيرية و الناشطة. لا مجال للتراخي او السلبية ... تحرك, شارك في نصرة اهلك في بيت المقدس بأي وسيلة تتاح لك .. و اذكروا حديث حبيبكم المصطفى عليه افضل الصلاة و السلام عندما سئل عن بيت المقدس, فعن ميمونة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله! أفتنا في بيت المقدس؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "أرض المحشر والمنشر"، وفي رواية أبي داود: "ائتوه فصلوا فيه - وكانت البلاد إذ ذاك حربًا– فإن لم تأتوه، فابعثوا بزيت يُسرج في قناديله", أو كما قال صلى الله عليه و سلم.


فهل بعد ذلك عذر لاي منا ؟! ليتحرك كل منا بما يستطيع من أجل دعم اخوتنا المقدسيّين في نضالهم و جهادهم اليومي ضد هذا العضو الصهيوني ... و الا كنا خاسرين


الاثنين، 15 أغسطس 2011

بين الجري وراء سراب الدولة الفلسطينية و سياسية الامر الواقع



المتتبع للقضية الفلسطينية يتلمس بوضوح انه في الاشهر الاخيرة عادت القدس لتصبح
 العنوان الرئيسي في المشهد الفلسطيني. فبين حراك شعبي مقدسي من اجل التشبث بهذه الارض المباركة, و السياسات الاستيطانية المتصاعدة التي تتخذها حكومة الاحتلال الصهيوني من اجل اغتصاب اكبر قدر من الاراضي في بيت المقدس و طرد اكبر عدد من السكان المقدسيين لافساح المجال للمزيد من المستوطنين, اصبح الوضع المقدسي اقرب الى التأجج.

و لعل هذا المشهد ازداد "حركية "  و اضطراباً في الايام الاخيرة, فالحكومة الصهيونية اصدرت قراراً ببناء المزيد في من الوحدات السكنية في القدس الشرقية. كما انها منذ بداية الشهر الفضيل تضيّق على المصليين محاولة منعهم من الوصول الى المسجد الاقصى و الصلاة فيه. في المقابل فإن المقدسيّين بالدرجة الاولى مساندين من اهلنا في الـ 48 و الضفة الغربية يحاولون المستحيل و لا يألون جهداً من اجل الابقاء على اجواء رمضان في الحرم القدسي و ارتباط المسلمين في فلسطين بالمسجد الاقصى خاصة في مثل هذه الايام الفضيلة.

في ضوء هذه المعطيات, يتسآل احدهم بشكل بريء, اين هي السلطة الفلسطينية مما يحدث في القدس الشريف ؟! و ازعم ان الجواب يترك غصة في قلب كل فلسطيني حر. السلطة الفلسطينية غائبة تماماً عن الساحة المقدسية, منفصلة بشكل كامل عن المواطن الفلسطيني المقدسي بل انها منسلخة عن واقع المدينة بشكل يدعو الى الاستهجان. فبدلاً من ان تكون في قلب الاحداث, نجد ان السلطة الفلسطينية برئاسة ابو مازن  تجري وراء سراب الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الـ 67 و عاصمتها القدس الشريف.

بالتأكيد, الحلم الاغلى لكل انسان فلسطيني هو قيام الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف بعد تحريرها كاملة من دنس اليهود. و عندما نتحدث عن دولة فلسطينية, فنحن نتحدث ضمنياً عن دولة ضمن ثوابتنا الفلسطينية المعروفة للجميع

- دولة على كامل التراب الفلسطيني
- محررة من الصهاينة المعتدين
- تضمن عودة اللاجئين
- تحرر كل الاسرى من سجون الاحتلال

و لكن الغريب ان الرئيس الفلسطيني ابو مازن يسابق الزمن من اجل الاعلان عن دولة فلسطينية ميتة قبل ولادتها. فأي دولة تلك التي يخترقها جدار فصل عنصري يمزق اوصالها و يفرق اهلها ؟؟! اي دولة تلك التي لا حدود واضحة لها الا مع عدوها المحتل؟! اي دولة تلك التي لا اقتصاد مستقل لها ؟! و اي دولة تلك التي تنادي بالقدس عاصمة لها, و في المقابل نجد ان ما يجري فيها هو اخر ما يهم ساسة و سلطة هذه الدولة ؟!!

في الطرف الاخر من المعادلة, نجد ان العدو الصهيوني ينتهج سياسة فرض الواقع عن طريق بناء المستوطنات, مصادرة الاراضي و المباني, طرد المقدسيّين و استبدالهم بالمستوطنين المتطرفين. و لنفترض ان الدولة المحتلة ستحارب هذا الاعلان, الا ان ما تقوم به على الارض يخلق واقع جديد كل يوم و يغير في حقائق الامور. في المقابل فإن سلطتنا العزيزة تبدي تجاهل فاضح لكل ما يجري من اجل الحصول على اعلان لن يقدم و لن يؤخر في وضع قضيتنا الفلسطينية شيئاً.

لقد كانت و ما زالت القدس الباعث الحقيقي و المحور الاساسي في القضية الفلسطينية, و ها نحن نمر بذكرى ثورة البراق و التي استشهد فيها ما يزيد عن مئة شهيد في سبيل الدفاع عن حائط البراق. وعندما انظر الى حال السلطة الفلسطينية,  اجد انه من العار ان تترك عاصمة دولتنا و حرمها الاسير وحيدة تحارب اعتى و اقوى ترسانة اسلحة في المنطقة بأيدي عارية و صدر مشكوف و صبر كبير. لدينا كنز كبير في القدس هم اهلها المناضلون الصابرون, فلا تتركوهم وحدهم و تجروا وراء سراب زائف.

الأحد، 14 أغسطس 2011

الارنونا ... سيف مسلّط على رقاب المقدسيّين



 تفرض ما يسمى بـ " بلدية القدس " ضريبة على المقدسيّين تعرف بضريبة الارونونا او السكن. حيث تقوم البلدية بتحصيلها من أهل القدس و تفرض على المحلات التجارية و المباني السكنية, مقابل الخدمات المقدمة من قبل البلدية لهذه المحلات و المباني. العجيب الغريب ان هذه الضريبة تطرح على جميع مناطق القدس بنفس المعايير بإختلاف الخدمات المقدمة, فالمعايير التي تفرض فيها الضريبة على ارقى احياء القدس الغريبة هي نفسها التي تستخدم لفرضها على افقر احياء القدس الشرقية.


و ضريبة الارنونا مثال واضح على ازدواجية المعايير في التعامل مع المقدسيّين و التسلط على فلسطينيي القدس, فالخدمات المقدمة للمقدسيّ تكاد تكون معدومة اذا ما قورنت بتلك المقدمة في احياء اليهود و الاحياء الاستيطانية في القدس. و في الوقت الذي يتم توفير افضل طرق التحصيل لهذه الضريبة من اليهود عن طريق تقسيطها و ايجاد القوانين التي تعفي اليهود من دفعها, نجد ان الارنونا هي العنوان الرئيسي و الطريقة الامثل لبلدية القدس من اجل تهجير المقدسيّين و دفعهم على ترك القدس.


يعتبر الحد الادنى لضريبة الارنونا 35% و ترتفع الى نسب عالية تصل الى 65% من دخل المقدسيّ و هو أمر يرهق كاهله بشكل كبير, يُضاف الى هذه القيمة غرامات عالية في حال التأخر في دفع قيمة الضريبة في الوقت المحدد. و تتفنن بلدية القدس في الاستفادة من هذا الحمل الثقيل الموضوع على المقدسييّن, فهي تماطل في تحصيلها حتى تصل قيمة الضريبة قيمة المحل التجاري او المسكن, ثم تجبر صاحب العقار اما على دفع المبلغ الطائل او الاستيلاء على العقار. حتى ان الوقاحة وصلت بفرض هذه الضريبة على صاحب المسكن و المستأجر في نفس الوقت, و بسبب قيمتها العالية فإن المستأجر قد يرحل عن المسكن و مع ذلك يتم ملاحقته من اجل دفع ما تبقى من ضريبة عليه لسنوات عديدة.


كما ان الحكومة الاسرائيلي في عام 1997, اوجدت قسم خاص في الشرطة لملاحقة البناء الفلسطيني و جزء من مهامها الاستيلاء على المساكن و المحلات التجارية التي لم يتكمن اصحابها من دفع قيمة ضريبة الارنونا. كما ان قسم من هذه الوحدة وزّع على الحواجز الامنية كحاجز قلنديا, بحيث يتم احتجاز المواطنين و مطالبتهم بدفع قيمة ضريبة الارنونا فوراً و بما انها مبالغ طائلة لا يمكن توفيرها فإنهم يقوموا بمصادرة المركبات كجزء من تحصيل هذه الضريبة.


تعتبر ضريبة الارنونا من اكبر الصعوبات التي يواجهها الانسان المقدسيّ في كل سنة, فالانسان الفلسطيني في القدس يدفع 4 اضعاف ما يدفعه اليهودي لضريبة الارونونا, كما ان التجار المقدسيّين اصبحوا يعملوا فقط من اجل تسديد هذه الضريبة في بعض الاحيان فقيمتها قد تصل ضعف ما يدخل عليه من المحل, مما دفع عدد من التجار الى ترك هذه المحلات التجارية و بالتالي سيطرت عليها بلدية القدس و اعطتها لليهود.


و بفضل الله هنالك جمعيات مقدسيّة تساعد اخواننا في القدس على سد هذه الضريبة و تثقفهم في كيفية التعامل معها قانونياً, و لكنهم بحاجة الى عون كبير منا في البلدان العربية و الاسلامية لمساعدتهم في الوقوف امام هذه الهجمة الشرسة المتواصلة عليهم و التي تقودها بلدية القدس.

السبت، 13 أغسطس 2011

القدس .. و أطماع بني صهيون

منذ نشأت الصهيونية و عقد اول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل في 1890, كانت مدينة القدس و الاستيلاء عليها و بناء هيكل سليمان المحرك الاساسي الذي استغله كبار مفكري الصهاينة من اجل دفع يهود اوروبا للتوجه نحو فلسطين من اجل قيام دولتهم القومية على حد زعمهم. و للاسف لم يكن هذا الشعار مجرد وهم لدى اليهود بل اصبح هدف حقيقي يسعون الى تحقيقه و بدا ذلك جلياً من خلال الخطوات التي اتخذها الكيان الصهيوني منذ عام 1948 عند احتلال القدس الجديدة او ما يعرف بالقدس الغربية.

احتلال القدس الغربية كان خطوة مهمة لليهود و لكن وجود مدينة القدس القديمة و الحرم القدسي تحت السيادة العربية جعل هدفهم ناقصاً, و عليه فقد بدؤوا بوضع الخطط و المشاريع من اجل تحويل القدس كاملة الى مدينة يهودية بحتة خالية من اي معالم عربية, اسلامية كانت ام مسيحية على حد سواء.

اهم الخطوات العملية التي قام بها الكيان الصهيوني في ذلك الوقت حدث في 11/12/1948, و  تمثل بإعلان ديفيد بن غوريون, رئيس وزراء دولة الاحتلال, ان مدينة القدس ستصبح عاصمة لدولة اسرائيل ابتداءاً من 1/1/1950. و قد كان الهدف من هذا الاجراء تعزيز الانتماء لدى المهاجرين اليهود نحو مدينة القدس و اعتبارها المدينة الرئيسية في دولتهم و اهم مكان لدى كل يهودي في العالم. (هذا القرار لم يتم بشكل فعلي حتى عام 1980, حين اصدر الكنيست قرار يتبنى اتخاذ القدس عاصمة ابدية للدولة , حيث كانت قبل ذلك تل ابيب العاصمة الفعلية للكيان الصهيوني).

في عام 1967 حدثت النكسة و تمكن اليهود من احتلال القدس القديمة, الضفة الغربية و غزة لتصبح فلسطين بالكامل تحت الاحتلال الاسرائيلي. و مباشرة اصدر الكينيست الاسرائيلي قراراً بضم القدس الشرقية و توسيع مساحة المدينة بضم الاف الدونمات من الاراضي و فرض السيطرة عليها بشكل كامل و مطلق.

منذ ذلك اليوم, انتهج الكيان الصهيوني خطة محددة من اجل تهويد مدينة القدس و طمس معالهما الاسلامية و المسيحية من اجل الوصول الى عاصمة دولة اسرائيل صافية خالصة لليهود بحسب خطتهم. هذه الخطة ارتكزت على عدة عوامل اهمها:

- ضم اكبر قد ممكن من الاراضي لمدينة القدس و فرض السيطرة عليها.
- عزل مدينة القدس عن امتدادها الجغرافي تجاه الضفة الغربية ببناء طوق استيطاني يشكل حاجز بين مدن الضفة العربية و بيت المقدس.
- التضييق على سكان المدينة من العرب و استخدام كافة الطرق من اجل ارغامهم على الرحيل
- ادخال اكبر عدد ممكن من اليهود المتطرفين في المدينة القديمة
- تهويد الحرم القدسي, من خلال السيطرة على حائط البراق, اقامة الحفريات تحت المسجد الاقصى تمهيداً لهدمه و اقامة هيكلهم المزعوم.

رأس الحربة في هذه الخطة يتمثل في بلدية القدس, و التي وجدت من اجل تهويد القدس بالكامل و طرد اهلها من الفلسطينيين منها و تفريغها من اي معالم عربية. حيث بدأت بسن القوانين التي تعيق الفلسطينيين و تمنعهم من ترميم او التوسع في منازلهم, فرض ضرائب عالية جداً على التجار العرب و أهمها ضريبة الارنونا التي تصل قيمتها الى مبالغ خيالية يصعب على التاجر تسديدها. ناهيك عن قوانين سحب الهويات المقدسية من المواطنين العرب و تهجيرهم و تهديم بويتهم. حتى  وصل الامر بهم الى إنشاء وحدة شرطة إسرائيلية خاصة لملاحقة البناء الفلسطيني في القدس في عام 1997. اما في مدينة القدس القديمة, فمصادرة البيوت و وضع اليد كانت السياسة الابرز اضافة الى اغراء السكان ببيع بيوتهم مقابل مبالغ طائلة من المال, حتى وصل الامر الى تقديم شيكات مفتوحة من أجل بيع البيت و الرحيل الى اي مكان اخر خارج مدينة القدس. 

 [ صورة تبين المناطق الاستيطانية الجديدة  التي بنيت عام 2008 ]  

كما ان هذه البلدية مدعمة من قبل حكومة اسرائيل عملت بشكل دائم على عزل الحرم القدسي و المسجد الاقصى عن زائريه, فسنت القوانين التي تمنع دخول الشبان للصلاة فيه و حاولت دائماً منع المصلين من دخول الحرم خاصة ايام الجمع و الاعياد الاسلامية, حتى يتسنى لهم العبث به كما يشاؤون. 

كل ما تقدم, يظهر لنا اي وضع يعيش فيه اهلنا في القدس و كيف انهم يتعرضون للتنكيل و الظلم و التضييق الذي يتعرض اليه الانسان المقدسي في كل يوم. فعلى الرغم من كل هذه الاجراءات التي يتخذها الكيان الصهويني, الى ان وجود الانسان المقدسي و تمسكه بأرضه عطل الكثير من مخططاته و وقف حجر عثره في وجه تحركاته نحو تهويد القدس و الحرم القدسي.

من هنا, وجب علينا بذل الغالي و النفيس من اجل دعم اهلنا في القدس و تثبيتهم عن طريق التواصل معهم, الدفاع عنهم و تقديم الدعم المادي و المعنوي لهم من اجل الوقوف في وجه هذه الحملة الصهيونية الشرسة و التي تسعى لتحويل القدس الاسلامية العربية الى مدينة يهودية خالصة.

من هنا فهدفنا هنا, اولاً التعريف بكل ما يدور في مدينة القدس, نقل الصورة الحقيقية لكل ما يتعرض له اهلنا المقدسيين للعالم العربي و الاسلامي, و ايضاً تقديم الدعم المادي لهم ...

هذا كله بحاجة الى وقفة جادة من كل انسان عربي و مسلم  ... فأنشروا هذه المدونة احبائي ... و ساهموا معنا و لو باليسير في سبيل دعم اهلنا الجاهدين المرابطين في القدس .. و ليكن شعارنا دائماً

كلنا مقدسيّون