السبت، 17 سبتمبر 2011

بدأت الحرب على المسجد الاقصى ... فهبّوا لنصرته



لا يخفى على احد في العالم العربي و الاسلامي ان اطماع اليهود في المسجد الاقصى جلية واضحة منذ بداية قدوم المستوطنين الى فلسطين في اواخر القرن التاسع عشر. و للاسف فإن هذا العدو الصهيوني بدأ بتحويل هذه الاطماع الى خطوات تنفيذية من اجل السيطرة على المسجد الاقصى و هدمه و اقامة هيكلهم المزعوم. و على الرغم من كل حملات التهويد البشعة التي تقوم بها بلدية القدس, الا ان وجود هذا الصرح الاسلامي الرائع المميز يحول دون اطماعهم في جعل القدس مدينة يهودية خالصة, و من هنا كان اصرارهم كبيراً على ازالة هذا المعلم الاسلامي التاريخي المقدس, و الذي يحول دون تحقيق مطامعهم.


و منذ عام 1967, اخذ اليهود بالعمل على اكثر من صعيد من اجل تحقيق هذا الهدف الرئيسي بالنسبة لهم. فصادروا حائط البراق ظلماً و بهتاناً و اطلقوا عليه اسم حائط المبكى, و صادروا رباط الكرد و اطلقوا عليه اسم المبكى الصغير, ليضعوا موقع قدم لهم ملاصقة للمسجد الاقصى تمكنهم من تدنيسه و العمل على ربط انفسهم بهذا الصرح الاسلامي الخالص مدعين ان حائط البراق هو ما تبقى من هيكلهم المزعوم. و ازالوا حارة المغاربة كاملة حتى يتوفر لهم فضاء عيني واضح يشير الى ما يقومون به من عبادات عند هذا الحائط, فتترسخ صورة هذا المشهد عند العالم و يصدقون مزاعمهم في الحرم القدسي الشريف.


و على صعيد اخر, عملت سلطات الاحتلال من خلال سلطات الاثار على نخر اساسات المسجد الاقصى من خلال القيام بسلسلة من الانفاق التي حفرتها تحت المسجد الاقصى بحثاً عن اي اثر يربطهم بالقدس, و عبثاً يحاولون. فكل ما خرج لهم كان عبارة عن اثار اموية و يبوسية تؤكد ان هذه القدس عربية اسلامية خالصة. فأخذوا يوسعون هذه الانفاق و يقيمون كنس لهم بهدف اقامة مدينة يهودية دينية تحت المسجد الاقصى, و هذا ما طلبوه بشكل صريح في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية, الا ان الرئيس الراحل ياسر عرفات, رحمه الله, رفض ذلك رفضاً قاطعاً. و لهذه الانفاق أهمية اخرى تكمن في محاولة ربط التجمعات اليهودية الاستيطانية في القدس بالمسجد الاقصى بحيث يتم الانتقال اليه بشكل سريع و خفي.


و منذ بداية الالفية الجديدة, انتهجت سلطات الاحتلال سياسية جديدة تهدف الى وضع قدم لهم داخل المسجد الاقصى عن طريق تسيير رحلات " سياحية الى المسجد الاقصى" بالقوة. فأصبحت تطلق الرحلات السياحية نحو المسجد الاقصى بشكل كبير جداً, بحيث يدخل السياح بمبلابس عارية مخلة للاداب الاسلامية, حيث انها تخدش حرمة المسجد الاقصى و الذي هو بيت من بيوت الله. و عندما يقوم حراس الاقصى بتنبيههم يقولون نحن في الساحات و لسنا في المسجد. و هذا تحديداً ما يسعى اليه الاحتلال, ترسيخ فكرة ان ساحات المسجد الاقصى هي ساحات عامة يجب ان تخضع لسلطة الاحتلال, و هذه الاغلوطة التي يحاولون نشرها تهدف لجعل حق لهم في المسجد الاقصى يمكنهم من فرض امر واقع فيه و ادخال اليهود اليه بالشكل الذي يريدون.


الا ان اخطر ما حصل من جراء هذه الرحلات " السياحية" يتمثل في دخول المستوطنين بشكل يومي الى المسجد الاقصى, فيجوبون ساحاته, و يقومون بتردد الترانيم و اداء صلواتهم فيه خفية. يقفون امام قبة الصخرة, حيث انهم يزعمون انها مبنية على انقاض هيكلهم المزعوم, و يرددون الترانيم و الصلوات. نعم, انهم يحولون المسجد الاقصى الى كنيس يقيمون فيه صلواتهم ... فأين انتم ايها المسلمون ؟؟؟!!!! و في الاشهر الاخيرة اخذت اعدادهم تتزايد بشكل كبير و ملحوظ, صباح كل يوم يأتون بالمئات الى المسجد الاقصى و اخذ بعض منهم يأخذ معهم حجارة و تراب من المسجد الاقصى حين تنتهي جولتهم. فأين نحن من هذا التدنيس الصارخ للمسجد الاقصى ؟؟!! 


ان ادعاءات الصهاينه لهدم المسجد الاقصى و بناء هيكلهم المزعوم على انقضاه ليست مجرد كلمات جوفاء, بل انهم يعملون ليل نهار من اجل تحقيق هذا الهدف, مدعومين بشكل كامل من دولة الاحتلال. و يكفي ان نذكر ان هناك ما يزيد عن 25 منظمة ارهابية صهيونية تعمل ليل نهار من أجل نباء الهيكل المزعوم. فماذا عملنا من اجل التصدي لهذه الحملة الشرسة على الاقصى ؟؟!!


و اخر ما خرج به هؤلاء الارهابيون دعوتهم يوم الخميس الماضي بالتوجه نحو المسجد الاقصى و اقتحامه يوم الاحد في الساعة الواحدة ظهراً, ضمن فعاليات مؤتمر يهودي تحت اسم مؤتمر الهيكل, و الذي يتمحور حول عقد ندوات و فعاليات بهدف تسريع بناء الهيكل على حساب المسجد الاقصى. و اقتحام المسجد الاقصى فقرة اساسية في هذا المؤتمر حيث يخططون للبقاء فيه لمدة ساعة كاملة, قبل التوجه نحو الكنيس الكبير لاستكمال فعايات مؤتمرهم.


و هذه الخطوة تعتبر اعلان حرب مفتوحة صريحة على المسجد الاقصى توجب علينا التصدي لها بكل ما اوتينا من قوة على جميع الصعد. و من هنا, يجب على كل من يستطيع الوصول الى المسجد الاقصى التوجه اليه منذ اليوم و الرباط فيه للتصدي لهؤلاء المستوطنين الراغبين في تدنيس المسجد الاقصى. و هنا نهيب بأهلنا في الـ 48 و نطالبهم بالتوجه للمسجد الاقصى بأكبر عدد ممكن, و هذا ما عهدناه عنهم دائماً, رجالاً يذودون عن المسجد الاقصى بالغالي و النفيس لحمايته من اطماع الصهاينة. كما ان على الجمعيات و المؤسسات الشعبية اقامة المظاهرات المنددة بهذه الاقتحامات و تسليط الضوء عليها. و في ما يخص الدول, يجب على الحكومات ان تقف بشكل حازم ازاء هذه الهجمة و الحرب المفتوحة, و هنا نطالب بالتحديد الدول التي لها مكانة  عالية في قلوب المسلمين مثل السعودية, تركيا و مصر ان تتحرك بشكل واضح و عملي لصد هذه الهجمات.


ان الحرب على المسجد الاقصى اعلنت بشكل واضح و لم تعد تدار في الخفاء, بل اصبح يخطط لها تحت ضوء الشمس بكل وضوح, فهبوا امة الاسلام لحماية اولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ... يجب التحرك بشكل سريع و على جميع الصعد .. فالمسجد الاقصى يأن وحيداً .. و العدو يعمل ليل نهار من اجل تدنيسه و هدمه ..  يجب علينا الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الحرب الشرسة مهما كانت النتائج, فلا تهاون في الذود عن حرمات الله, فكيف اذا كان الواقع تحت التهديد ثاني مسجد اقيم في الارض !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق