الجمعة، 2 سبتمبر 2011

المدرسة العمرية ..ادرك قيمتها الاحتلال و تناساها المسلمون



تقع المدرسة العمرية في الزاوية الشمالية الغربية للحرم القدسي و هي على مقربة من باب الغوانمة, و قد سيمت بالمدرسة العمرية تيمناً بالفتح الاول للقدس و الذي قام به الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه, حيث تتحدث بعض الروايات عن ان الفاروق دخل المسجد الاقصى من الجهة الشمالية.

تتكون المدرسة العمرية من عدة طبقات, فالطبقة الاولى تتكون من عدة اروقة و غرف تمتد تحت ساحات الحرم القدسي و تصل الى قبة الصخرة. اما الطبقة الثانية فتتكون من عدة غرف تصل الى قرابة الـ 25 غرفة اضافة الى ساحتين. و اخيراً الطبقة الثالثة و التي هي مكونة من ثماني غرف و سطوح المدرسة, و تقع المدرسة العمرية على مساحة تقدر بـ 8 دونمات. و المدرسة العمرية تضم ثلاثة مدارس بنيت في ازمان مختلفة و هي: - المدرسة المحدثية و التي بنيت في عام 762 هجري,  المدرسة الجاولية و التي اسست في عام 685 هجري, و المدرسة الصبيبية و التي اسست عام 800 هجري.


تحتوي المدرسة العمرية على عدد كبير و مميز من الكنوز. فبناؤها بحد ذاته تحفة فنية يحتوي على عدد الاثار من القباب الايوبية, النوافذ المستطيلة و العقود المتشاكبة و النوافير و فيها لوحة صلاح الدين الايوبي الزيتية. كما انها تحتوي على عدد من القبور المهمة كقبر علاء الدين الصيبي. و من المعروف ان المدارس في العالم الاسلامي مرتبطة بالدين و تعاليمه, و يوجد في المدرسة مسجد المحدثية. و من الناحية المعنوية, فإن هذه المدرسة كانت مزاراً لعلماء الامة الاسلامية و احتضنت طلبة العلم طيلة 800 عام.


و منذ وقوع المسجد الاقصى و القدس الشرقية تحت الاحتلال في عام 1967, تم الاستيلاء على المدرسة العمرية و وضعت تحت تصرف بلدية القدس التي شرعت بعمليات التهويد من ذلك اليوم و ما زالت تنفذها حتى يومنا هذا. فقد ازالة صورة صلاح الدين التي كانت موجودة على باب المدرسة, كما انها استخدمته كمركز للهجمات الصهيونية على المسجد الاقصى لقربها من باب الغوانمة, فعلى سبيل المثال عملية غولدمان على قبة الصخرة في عام 1983 نفذت من باب الغوانمة. كما ان الاحتلال استخدمها لقنص المتظاهيرن و المصلين في المسجد الاقصى.


الاحتلال الصهيوني و بحكم انه حصل على مخططات كاملة للمسجد الاقصى من الحكومة البريطانية, و هذه المخططات ترجع للعهد العثماني, فهو يدرك جيداً اهمية هذه المدرسة حيث ان اروقتها الموجودة في الطبقة الاولى تمكنهم من التغلغل في المسجد الاقصى و الوصول فيه حتى قبة الصخرة. و لذلك, فقد تم فتح بوابة للنفق من تحت هذه المدرسة و استخدم لتوجيه النفق بحيث ربط بباب الاسباط. و السيطرة على المدرسة العمرية تعطي خيارات كبيرة للاحتلال في حفر الانفاق و التغلغل في اساسات المسجد الاقصى و زعزعتها دون لفت الانظار الى هذه الحفريات.


و في مطلع الالفية الثالثة, اصدرت مؤسسة الاقصى نداء استغاثة للامة العربية و الاسلامية حكاماً و شعوب من اجل الوقوف في وجه الاقتراح الذي طرح من اجل تحويل المدرسة العمرية لكنيس يهودي و السماح لهم بأداء الصلاة فيها. كما ان عدد كبير من سفراء الدول الاوروبية و بعض الدول العربية سأل فضيلة الشيخ عكرمة صبري عن مكانة هذه المدرسة في قلوب المسلمين و فيما اذا كانت تعتبر جزء من المسجد الاقصى عند المسلمين, و قد اوضح الشيخ عكرمة بشكل جلي لا يخضع للتأويل ان هذه المدرسة و اي بناء في الجدار الغربي هو جزء من المسجد الاقصى لا يمكن المساس او التفريط فيه. و لعل المفارقة الكبيرة ان يدرك العدو قيمة هذه المدرسة في الوقت الذي تناساها المسلمون بحيث اصبح جلهم لا يعرف انها موجودة, ناهيك عن جهلهم انها جزء من المسجد الاقصى.


ان المدرسة العمرية التي سميت بهذا الاسم تيمناً بفتح الفاروق رضي الله عنه تأن منذ عام 1967 تحت الاحتلال, و ها هو جزء من مسجدنا الاقصى مصادر يدنسه الاحتلال و يجعله وكراً له من اجل ايذاء المصلين و قنصهم, فماذا نحن فاعلون ؟!! ان التفريط بهذه المدرسة هو تفريط بالمسجد الاقصى و هذا امر لا يجب السكوت عليه اطلاقاً, و يجب ان تكون هناك تحركات حقيقية من اجل تحرير هذا الجزء من المسجد الاقصى من دنس اليهود الصهاينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق