الخميس، 15 سبتمبر 2011

أهلنا في الـ 48 ... رأس الحربة في محاربة تهويد القدس



منذ احتلال اجزاء كبيرة من فلسطين في عام 1948, و قيام الكيان الصهيوني و هزيمة الجيوش العربية, شكل الفلسطينيون الباقون في مناطق الـ 48 شوكة في حلق سلطات الاحتلال. فوجودهم يشكل خطر على مشروعهم الصهيوني كما يزعمون, فهم يشكلون امر واقع حاولت سلطات الاحتلال بشتى الطرق التخلص منهم, سواء من خلال التضييق عليهم و فرض القوانين المجحفة و التعامل معهم بعنصرية  كمواطنين من الدرجة الثانية, الا ان اهلنا في الـ 48 اصروا و اخذوا على عاتقهم مسؤولية محاربة الاحتلال بالصمود في ارضهم و بلداتهم مهما كان الثمن.


و قد سعى الاحتلال الصهيوني لطمس هويتهم العربية الاسلامية و جعلهم يتماهون مع المجمتع الصهيوني الاسرائيلي و عزلهم عن امتدادهم الفلسطيني و العربي. و قد بقي أهل الـ 48 في عزلة كبيرة حتى عام 1967, حيث خضعت كامل فلسطين للاحتلال الصهيوني مما مكن أهلنا في الـ 48 من التواصل مع اهل الضفة الغربية و غزة, فكانت هذه المناطق المتنفس الوحيد لهم من الحياة الخانقة التي فرضها عليهم العدو الصهيوني. و لم يتنصل اهلنا في الـ 48 من وطنيتهم, بل على العكس كانوا دائماً مبادرين نحو مواجهة العدو حيث اصبحوا الاكثر تمرساً في مناضهته و مقاومته, و ما ادل على ذلك من احداث يوم الارض في عام 1976 حيث استشهد خلالها 6 من أهلنا في مناطق الـ 48.


و لم يكن اهلنا في المناطق المحتلة عام 1948 يوماً منعزلون عما يحدث في باقي فلسطين, بل دائماً كانوا حاضرين في قلب الحدث مساندين لاهلنا في الضفة الغربية و غزة, كما حدث في احداث الانتفاضة الاولى و انتفاضة و هبة الاقصى. و مع كل هذه التضحيات المستمرة, فقد تم اجحاف حقهم بشكل كبير من جميع الاطراف, حيث تم تناسيهم في اتفاقيات السلام كأوسلو و غيرها. و لم يقتصر الاجحاف على الجانب السياسي بل حتى على الجانب الشعبي التضامني, فقد ترك اهلنا في الـ 48 في عزلة كبيرة من قبل مجتمعاتنا العربية بل انهم في كثير من الاحيان اتهموا بالعمالة و التماهي مع المجتمع الصهيوني الاسرائيلي و نسيان قضية فلسطين, و هذا الامر غير صحيح على الاطلاق. فمن يعرف اهل الـ 48 يدرك تماماً ان شغلهم الشاغل يتمثل في تحرير فلسطين و لم شمل الشعب الفلسطيني في كل فلسطين.


و منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967 و ضمها الى القدس الغربية, اعاد اهلنا في الـ 48 ارتباطهم بالقدس و الحرم القدسي الشريف و المسجد الاقصى. و حتى نكون اكثر دقة, فإنهم كانوا اول المدافعين عن المسجد الاقصى و اول من يتصدى لاي اعتداء او انتهاك لحرمة المسجد الاقصى او القدس الشريف بشكل كامل و على جميع الصعد. فقد كان للحركة الاسلامية في الـ 48 دور فاعل في الدفاع عن المسجد الاقصى من خلال القيام بحملات شد الرحال الى اليه و اقامة مساطب العلم و كشف خطط العدو الصهيوني التي تهدف الى هدم المسجد الاقصى و بناء هيكلهم المزعوم. و قد كانت مؤسسة الاقصى للوقف و التراث برئاسة و قيادة الشيخ رائد صلاح, المعروف بشيخ الاقصى, سبّاقة دائماً بالكشف عن المخططات الصهيونية و محاربتها بشكل استباقي. و على الصعيد السياسي, فقد حارب نوابنا العرب في " الكنيست" بكل بسالة ضد حملات التهويد التي تشنها الحكومة الصهيونية و لم يتنكروا لفلسطينيتهم بل انهم كانوا دائماً فخورين بإنتمائهم لارضهم و الدفاع عنها, حتى ان بعض المتطرفين اليهود كانوا و ما زالوا يطالبوا بمحاكمة و طرد هؤلاء النواب لانهم لا ينتمون للدولة الصهيونية و يعادونها, و هذا ما حدث مع د. عزمي بشارة الذي منع من دخول فلسطين المحتلة.


و منذ انتفاضة الاقصى, اصبح اهلنا في الـ 48 رأس الحربة في محاربة خطط تهويد القدس, خصوصاً مع قيام جدار الفصل العنصري الذي عزل القدس عن اهل الضفة الغربية, و مع المقدسيّون, اخذ اهلنا في الـ 48 على عاتقهم الدفاع عن القدس و المسجد الاقصى ببذل الغالي و النفيس. سواء عن طريق فضح خطط التهويد و الانفاق التي يقوم بها العدو الصهيوني تحت المسجد الاقصى و المدينة القديمة و تقديم الدلائل المادية على ما يقوم به الاحتلال من هجمات ممنهجة على الحرم القدسي. او من خلال شد الرحال الى المسجد الاقصى و التواجد فيه بشكل يومي لصد هجمات المستوطنين و قوات الاحتلال و منعهم من المساس بمقدساتنا في المسجد الاقصى. و لا ادل على ذلك من الحملات التي تم تنظيمها في الـ 48 للصلاة في المسجد الاقصى خلال ايام رمضان و تنظيم الافطارات و السحور للصائمين و المعتكفين في المسجد. و الامر ليس مقتصراً على المؤسسات, فأهلنا هناك يتسارعون من شتى القرى و البلدات و المدن من اجل خدمة المسجد الاقصى بكل ما يستطيعون. كما ان لاهلنا في الـ 48 دور كبير جداً في نصرة اهلنا المقدسيّين و دعمهم مادياً و معنوياً للثبات في وجه العدو الصهيوني و مخططاته المتواصلة التي تهدف الى ترحيلهم عن القدس.


ان كل ما ذكرناه انفاً ليس الا الشيء اليسير مما يقدمه أهلنا في الـ 48 في سبيل نصرة القدس و محاربة التهويد و افشال خطط العدو الصهيوني, و يجب علينا ان نتواصل معهم بشكل كبير و ان ننفتح عليهم و نساندهم في كل ما يقومون به من صمود و محاربة لهذا العدو الغاشم. و لكن للاسف و في هذه الايام, بدلاً من تصحيح تجاهل السلطة الفلسطينية لهم في المعاهدات السابقة, يخرج علينا السيد ابو مازن بأستحقاق ايلول ليتنكّر مرة اخرى لكل اهلنا في الـ 48 و يسلبهم حقهم بفلسطين و كأنهم ليسوا أهلاً لهذه الارض بذلوا الغالي و النفيس من أجل تحريرها.


من غير المقبول ان يتم مقابلة هذا الاحسان و النضال بالنكران و الجحود .. فإن كنا لا نشكرهم على ما يقومون به, و هذه جريمة بحد ذاتها, فلا يجب ان نتخلى عنهم و نتركهم معزولين يحاربون العدو الصهيوني لوحدهم. لا استحقاق ايلول و لا غيره يستطيع ان يسلب أهلنا في الـ 48 حقهم في هذه الارض و حقهم في الانتساب اليها .. فهم فلسطينيون اباً عن جد شاء من شاء و ابى من ابى .. و لهم منا كل التقدير و الحب  .. و قبلاتنا نضعها على رؤوسهم لنتشرف بالارتباط بهم .. فهم الصامدون المرابطون .. لا يرجون حمداً و لا شكوراً .. و إن كنا نحارب تهويد القدس .. فإننا سنحارب ايضاً كل من يتنكر لاهلنا في الـ 48 و الذين هم رأس الحربة في الدفاع عن المسجد الاقصى و القدس الشريف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق