الخميس، 8 سبتمبر 2011

المشهد المقدسيّ قبيل استحقاق ايلول



مع دخول شهر ايلول, تتجه انظار العالم نحو الامم المتحدة مترقبة ما سيسفر عنه موضوع طلب السلطة الفلسطينية الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل حرب 1967. و مع اقتراب الموعد تزداد النقاشات بين مؤيد و معارض لهذا التوجه و يبقى الموضوع ضبابي الى حد كبير حيث اننا نتحدث عن قيام دولة غير واضحة المعالم, اضافة الى عدم وجود شفافية حول التنازلات التي ستقدمها السطلة للحصول على هذا الاعتراف.


و بعيداً عن تأييد هذا القرار من عدمه, نلقي الضوء اليوم على المشهد المقدسيّ في هذه الفترة التي تسبق هذا القرار و الذي سيؤثر بشكل اساسي, كما تفترض, على القدس الشريف خاصة انها عاصمة الشعب الفلسطيني, و العاصمة التي يطالب اليهود بالحصول عليها عاصمة ابدية لدولة اسرائيل. و بالنظر الى حال القدس اليوم, نجدد اننا في وضع يتحول من سيء الى اسوء بالنسبة للقدس كمقدسات, اراضي و مقدسيّين, مما يجعلنا نطرح الكثير من التساؤلات حول ما يحدث في القدس.


تشهد القدس في الايام الاخيرة نشاط استيطاني, يهودي مكثف متركز على القدس, يقابله تجاهل غريب و غير مبرر من السلطة الفلسطينية, تاركة المقدسيّين في حرب مفتوحة امام دولة صهيونية تدعم قطعان المستوطنين ليل نهار. و نستعرض بشكل سريع بعض الاحداث التي قام بها اليهود مؤخراً في بيت المقدس بشكل ملخص و أهمهما:


- كشفت الصحف الاسرائيلية عن استكمال الحفر في النفق المسمى بنفق عين سلوان و الذي يمتد بطول 600 متر و يصل الى الزاوية الجنوبية من المسجد الاقصى و قد كشفت هذه الحفريات عن جزء من اساسات المسجد الاقصى في تلك المنطقة. و من الجدير بالذكر ان مؤسسة الاقصى قد كشفت في عام 2009 عن بدء الحفر في هذا النفق, و لكن للاسف لم يتحرك احد لايقافه و ها هو يصل الى اساسات المسجد الاقصى امام ناظرينا.


- كشفت مؤسسة الاقصى عن تحركات مشبوهة لعدة جهات اسرائيلية صهيونية في المسجد الاقصى و تشمل كل من سلطة الاثار الاسرائيلية و التي تعتبر اليد اليمنى لبلدية القدس في عمليات التهويد و الاستيطان, مؤسسات استيطانية صهيونية و المخابرات الصهيونية. هذه الاقتحامات تم من خلالها دراسة عدة مناطق في المسجد الاقىصى و التحقيق مع بعض حراس المسجد و طلبة مساطب العلم في المسجد الاقصى.


- استهداف مركّز لكل من حي الشيخ جراح و حي سلوان, من خلال مصادرة المنازل, اعتقال المقدسيّين و زرع المزيد من المستوطنين في هذه الاحياء بهدف ايجاد واقع جديد على الارض و احداث خلل في النسيج السكاني و الاجتماعي في هذه الاحياء و زرع اكبر عدد من المستوطنين و من ثم الاستيلاء عليها و الذي يعتبر هدف رئيسي عند حكومة الاحتلال. اضافة الى مواصلة رصد الميزانيات الضخمة و الموافقة على بناء وحدات سكنية جديدة في عدد من المستوطنات التي تختق القدس و تعزلها عن الضفة الغربية.


في مقابل كل هذه الاحداث, و التي عرضنا اهمها, ماذا قدمت السلطة الفلسطينية على ارض الواقع لمواجهة هذه الاحداث و اين هي الاجراءات العملية التي تم تطبيقها لنصرة المسجد الاقصى و المقدسيّين و دعمهم لمواجهة هجمات الاحتلال في القدس ؟؟!! لقد بحثنا مطولاً و لم نتمكن من ايجاد خبر يتحدث عن فعل حقيقي او تواجد ملموس للسلطة الفلسطينية في القدس خلال الاشهر الاخيرة الماضية, و يكاد يكون الحديث عن المشاكل اليومية للانسان المقدسيّ في مؤتمرات و احاديث السلطة الفلسطينية شبه معدوم .. فهل يعقل هذا ؟؟!!


لنتفرض ان قرار اعلان الدولة الفلسطينية سيعود بالنفع على كل من فلسطين و الفلسطينيين في شتى الاماكن بالنفع و سيساهم في تحرير الارض و اعادة اللاجئين, أيعقل ان يتم اهمال عاصمة هذه الدولة بهذا الشكل السافر ؟؟ ايعقل ان نتركها لاعدائنا يسرحون و يمرحون فيها كما يشاؤون ؟؟!! إن من ينظر الى ما يقوم به الاحتلال من خطوات ممنهجة و مدروسة تجاه القدس و المسجد الاقصى يدرك ان الاحتلال متأكد ان هذا الاعلان لن يغير شيء بالنسبة لهم اذا ما تم و لن يؤثر على تواجدهم في القدس. و ان من ينظر الى ما تقوم به السلطة من تجاهل لما يحدث في القدس و عدم ابداء اي ردة فعل تجاهه, يدرك تماماً ان القدس و المقدسيّين خارج حسابات السلطة, او على الاقل هذا ما يظهر لنا حتى الان.


فإلى اين سيقودنا هذا الاعلان و ماذا سيكون مصير القدس و ما هي وضعيته المقدسيّيين جراء هذا الاعلان .. أمور غامضة, ستتكفل الايام القليلة القادمة بتوضيحها ان شاء الله ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق