الأحد، 4 سبتمبر 2011

المخاطر الصهيونية وراء السياحة في المسجد الاقصى



منذ قدومهم الى القدس, حرص اليهود على ايجاد موطيء قدم لهم في المسجد الاقصى, حيث انهم يزعمون انه مقام فوق هيكلهم المزعوم و هم يسمونه الان بجبل الهيكل, حيث يدّعون ان الهيكل المزعوم يجب ان يبنى مكان قبة الصخرة. و قد سجّل منذ احتلال القدس الشرقية حالات اقتحام للمسجد الاقصى الا انها كانت حالات شاذة من قبل بعض المتطرفين و كانت تواجه بقوة من قبل المصلين المتواجدين في المسجد الاقصى.و لكن للاسف فقد تغيّر الحال بشكل واضح منذ بداية الالفية الثالثة, حيث اصبحت قوات الاحتلال تنظم بشكل يومي مكثف رحلات " سياحية"  مدّعين ان هذا المسجد يجب ان يكون مفتوحاً للجميع.


و على الرغم من محاولات دائرة الاوقاف الاسلامية منع ذلك, الا ان سلطات الاحتلال اصرت على تنفيذ الامر و الذي زاد بشكل كبير و ملحوظ بعد بناء الجدار الفاصل, و الذي ادى الى فصل اهل الضفة الغربية عن القدس بسبب الحواجز و التضييقات مما جعل عدد المرابطين في المسجد الاقصى قليل و يقتصر فقط على المقدسيّين و اهل الـ 48, اضافة الى حراس المسجد الاقصى الذين يبذلون قصارى جهدهم للدفاع عن المسجد الاقصى و الذود عنه.


و لكن السؤال الذي يطرح نفسه, ما السبب الذي يدفع الاحتلال الاسرائيلي على الاصرار على تسييير هذه الرحلات " السياحية" بزعمهم بشكل مكثف, بل انهم يرسلون معها قوات الجيش و الشرطة لحماية هؤلاء السيّاح, إن توافد هؤلاء السياح الى المسجد الاقصى يحمل مخاطر عديدة و اهداف بعيدة يهدف الكيان الصهيوني لتحقيقها. و يمكن تلخيصها بالتالي:
1. تهدف السلطات الاسرائيلي الى خلق واقع جديد على الارض, من خلال دخول المستوطنين مع هذه الوفود الى المسجد الاقصى بأعداد كبيرة على فترات مختلفة من اليوم. حيث يقوم هؤلاء المستوطنين بترديد ترانيم و القيام بصلوات داخل الحرم القدسي, و على الرغم من ان حراس المسجد يحاولون منعهم, الا ان الاعداد المتزايدة و تواجد الشرطة تعيق من هذه المهمة.

إن دخول المسجد الاقصى و اقامة الصلوات فيه اصبح هدف اساسي لكل يهودي في القدس. و ان كان هذا الهدف مخفي و غير معلن عنه في السابق, فإنه اصبح واضحاً للجميع بل انهم يتباهون بالافصاح عنه في هذه الايام و يعتبرونه مطلب اساسي و حق طبيعي لهم. فها هو دودو هراري, نائب رئيس بلدية القدس السابق, يقول " سيادتنا في جبل الهيكل  امر غير قابل لحلول وسط و واضح ان دخول اليهود الى جبل الهيكل خطوة ضرورية و لازمة جداً من اجل الحفاظ على سيادتنا في جبل الهيكل". و هذا الهاجس ليس بالاقل لدى السياسيّين, حيث يقول د. شنلر, النائب في الكنيست عن حزب كاديما, " من حق كل يهودي الصلاة في جبل الهيكل و ليس زيارته فحسب". بل ان السياسيون يتسابقون من اجل التواجد في المسجد الاقصى حتى يحصلوا على اصوات الناخبين, فما زلنا نذكر زيارة شارون للمسجد الاقصى في عام 2000 و التي تسببت في اندلاع انتفاضة الاقصى.

2- يهدف الاحتلال الاسرائيلي من خلال تكثيف زيارات السياح للمسجد الاقصى نشر و ترسيخ فكرة ان المسجد الاقصى هو عبارة عن قبة الصخرة و المسجد القبلي فقط, و ان بقية الـ 144 دونم خصوصاً الساحات عبارة عن ساحات عامة يجب ان تخضع للسيادة الاسرائيلية. و بالتالي سيقومون بمحاولات تغيير ملامح المسجد الاقصى من الداخل و لما لا بناء كنس داخله و هو الامر الذي لن يحصل ابداً بإذن الله.

3- يحاول الاحتلال استفزاز المسلمين و خدش قدسية المسجد الاقصى, فيلاحظ بشكل ملفت ان السياح الذين يدخلون المسجد الاقصى يرتدون ملابس شبه عارية و يقومون بحركات و افعال منافية للاخلاق و التعاليم الاسلامية و لا تقبل في الشارع, فما بالك عندما يقومون بها في بيت الله ؟! و تتنوع هذه الحركات من تشابك الايدي حتى تبادل القبل و العياذ بالله. و هنا يجب االذكر ان حراس المسجد الاقصى دائماً يحاولون تنبيههم و منعهم من القيام بهذه الامور و يكون جوابهم دائماً اننا لسنا في المسجد, و عند النقاش معهم تتدخل الشرطة و قد ينتهي الامر بحسب الحارس.

لقد نجح الفلسطينيون في منع المستوطنين و اليهود من دخول المسجد الاقصى خلال انتفاضة الاقصى حيث اختفوا تماماً من المسجد و لم تسجل اي حالات اعتداء, و بقي الامر كذلك حتى تمكنت وزارة تساحي حفنقي من اعادتهم مجدداً الى باحات المسجد الاقصى, و قد صرح تساحي ان هذا اهم انجاز لوزارته. و كما اسلفنا, ان تناقص عدد المرابطين في المسجد الاقصى بسبب منع اهالي الضفة الغربية عن المسجد الاقصى ادى الى تزايد عدد المستوطنين الذين يدخلون الى المسجد الاقصى و يجوبون ساحاته. 

و هنا اسأل ضمير كل انسان عربي, كيف تسمح ان يدنس بيت من بيوت الله بهذا الشكل دون ان تحرك ساكناً ؟! فكيف اذا كان الذي يدنس اولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ؟!! ان هذا الاعتداء اليومي المتواصل لهو اعتداء على كل مسلم فينا و خدش سافر لحرمات بيوت الله و يجب ان نمنعه بكل ما اوتينا من قوة. فيا امة الاسلام افيقي و احمي بيوت الله و طهريها ممن يدنسها يومياً. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق