الخميس، 22 سبتمبر 2011

حراس المسجد الاقصى ... القابضون على الجمر .. المدافعون عن شرف الامة



كالآساد واقفون .. يحملون ارواحهم على اكفهم ... و يضعون مسرى الرسول - عليه أفضل الصلاة و التسليم - في اعينهم .. يسهرون حين ينام الاخرون ... يذودون عن الاقصى حين يغيب المدافعون ... رجال عرفوا قيمة الاقصى, فنذروا ارواحهم للدفاع عنه و الوقوف في وجه هجمات المستوطنين المسعورة و عنجهيات قوات الاحتلال اليومية.


منذ احتلال المسجد الاقصى, شكل حراس المسجد الاقصى الجدار المانع ضد هجمات المستوطنين الغاصبين على المسجد الاقصى و شوكة في حلق قوات الاحتلال الغاشمة حيث اوقفوا عديد التدخلات و الانتهاكات على المسجد الاقصى. و بسبب طبيعة عملهم, فحراس المسجد الاقصى معرضون في كل وقت للايذاء و الاعتداء عليهم حيث انهم اول من يحتك مع المخربين الصهاينة و اول من يوقف قوات الاحتلال التي تحاول اقتحام المسجد الاقصى, و قد استشهد عدد كبير منهم خلال هذه المواجهات. و لكن هذا الامر لم يثنيهم عن اداء واجبهم تجاه ثالث الحرمين الشريفين بل زادهم و يزيدهم اصراراً و عزيمة على مواصلة كفاحهم و تصديهم لكل من يحاول المساس بالمسجد الاقصى.


و من خلال هذه المقالة, نحاول تسليط الضوء و لو بشكل مبسط على عظم المسؤولية الواقعة على كاهل حراس المسجد الاقصى و الى رائع فعلهم و نضالهم في سبيل حمايته. حتى ندرك صعب المهمة التي يقوم بها حراس الاقصى, يكفي الاشارة الى انه منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967 و حتى عام 2000 سجل اكثر من 600 حالة اعتداء على المسجد الاقصى, ناهيك عن الاعتداءات اليومية المستمرة و التي اصبح التصدي لها من قبل حراس الاقصى الابطال.


في كل عام تزداد شراسة هجمات الصهاينة على المسجد الاقصى, و ان كان احراق المسجد الاقصى اكثر هذه الاعتداءات الماً و وضوحاً, الا ان هناك الكثير و الكثير من هذه الاعتداء كانت نتائجه لتكون اكبر مما حدث في عام 1969 عندما احرق الاقصى, الا ان لطف الله سبحانه و تعالى و من ثم يقظة حراس المسجد الاقصى حالت دون اتمام هذه المخططات المدمرة. ففي الفترة الواقعة ما بين عامي 1982 و 1984 قام حراس الاقصى بإنتقاذ الاقصى من اكثر من عملية تفجير. ففي 8/4/1982 اكتشف حراس المسجد الاقصى طرداً مشبوهاً في ساحات المسجد الاقصى, تبين انه يحتوي على متفجرات موقوته كانت تستهدف تدمير المسجد الاقصى. و في 2/3/1982 اكتشف حراس الاقصى 3 كيلوغرام من المتفجرات موضوعة في احدى ممرات المسجد الاقصى, و قد كان هذا اليوم يصادف يوم الجمعة, و لله الحمد فقد تم افشال عملية كادت تودي الى مجزرة كبيرة في صفوف مصلي الجمعة في المسجد الاقصى.


و بعد ان ايقن اليهود الغاشمين ان حراس الاقصى قادرون على افشال عمليات التفجير, لجؤوا الى اساليب تخريبية اخرى. ففي 20/1/1988 قام مخربون يهود بعد منتصف الليل بإلقاء مواد حارقة على المسجد الاقصى الا ان حراس الاقصى اكتشفوها بشكل سريع و حاولوا دون اضرارها بالاقصى المبارك. و في عام 1994, تمكن حراس الاقصى من اكتشاف يهودي متطرف يدعى اديوار متخفي بلباس عربي, حيث كان بحوزته حقيبة فيها ادوات تخريب و اسلحة. كما تم ضبط احد اليهود المتطرفين عبر باب السلسلة و هو يحمل سلاحه في عام 1995 و قد تكفل حراس الاقصى في اخراجه من الاقصى. كما قام حراس الاقصى في اكثر من مناسبة  من اكتشاف يهوديات متطرفات متخفيات بلباس عربي يهدفن الى التسلل الى الاقصى تمهيداً لعمليات تخريبية.


سعياً منهم لتدنيسه و الانتقاص من حرمته, حاول الكثير من " السياح " الاجانب الداخلين الى الاقصى ادخال خمور اليه, الا ان حراس المسجد الاقصى دائماً ما كانوا لهم بالمرصاد فقد تصدوا للكثير من هذه الحالات. كما ان حراس الاقصى تصدوا للكثير من انتهاكات الجنود الذين يدخلون الاقصى و يحاولون احتساء الخمر او محاولة اداء الصلاة داخل الاقصى  حيث يقوموا بإخراجهم من المسجد بشكل  سريع كما حدث مع احد الجنود في عام 1997 حيث ضبط حراس الاقصى احد الجنود يقرأ التوراة و يؤدي الصلاة قرب قبة الصخرة المشرفة, فقاموا بإخراجه بشكل سريع.


و خلال عديد محاولات الاقتحام و التدنيس للمسجد الاقصى, دفع حراس الاقصى ارواحهم ثمناً لرباطهم و ذودهم عن المسجد الاقصى. ففي عام 1982 اقتحم الجندي الاسرائيلي غولد مان المسجد الاقصى و تبعه عدد من الجنود, حيث اقتحموا قبة الصخرة و اطلقوا النار على المصلين و على المبنى نفسه, و قد تصدى لهم حراس المسجد الاقصى و هم لا يملكون سلاحاً و ادى ذلك الى جرح العديد منهم و استشهاد محمد صالح اليماني. و قد حاول نفس الجندي في عام 1994 من اقتحام الاقصى مجدداً, الا ان حراس الاقصى كانوا له بالمرصاد و تمكنوا من منعه من الدخول الى الاقصى. و قد شاركوا في كل الاحداث الرئيسية التي حدثت في المسجد الاقصى, كيوم الشهداء و انتفاضة النفق و انتفاضة الاقصى.


ان الدور الكبير الذي يقدمه حراس المسجد الاقصى في سبيل حماية مسرى الرسول - صلى الله عليه و سلم - جعل سلطات الاحتلال تمارس عليهم عمليات التضييق حتى يتخلوا عن مهمتهم او يتهاونوا فيها. ففي عام 1996, تصدى حراس الاقصى لمجموعة من المتطرفين حاولت اقتحام المسجد و بعد ان نجحوا في طردهم, قام جنود الاحتلال بالاعتداء على عدد منهم و استدعوهم لمراكز الشرطة. و في عام 1997, استدعت سلطات الاحتلال عدد من حراس الاقصى لتقديمهم للمحاكمة.


و على الرغم من كل هذا التضييق الا ان حراس الاقصى  كانوا و سيبقوا ان شاء الله شوكة في حلق الاحتلال و مخططاته الشيطانية لهدم الاقصى و تدنيسه .. فيكفي انهم كانوا سبباً رئيسياً في اكتشاف الانفاق السرية التي كان يحفرها الصهاينة تحت المسجد الاقصى, حيث تم تسليط الضوء عليها و فضحها ... إن هؤلاء الرجال يذودون بأنفسهم و ارواحهم و دمائهم عن المسجد الاقصى و يحمونه بكل ما يملكون من قوة .. في الوقت الذي تقف فيه امة الاسلامية صامتة تتابع دون ان تحرك ساكناً ... فلهم منا كل التقدير و الاحترام و جزاهم الله عنا كل خير .. و بإذن الله سيتحرر الاقصى و يدخله المسملون و هو سليم معافى بعناية الله اولاً و من ثم بدفاع حراس الاقصى عنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق