الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

ثوابتنا متغيّرة و متغيّراتهم ثابتة



أهل عيد الفطر على القدس الشريف و فلسطين المحتلة حاملاً الامل للفلسطينيّين .. و كما جرت العادة فقد اخذ الفلسطينيون بزيارة اهالي الشهداء و ذوي الاسرى تقديراً لما بذلوه من أجل فلسطين و القدس. و ان كان الحال مختلفاً في القدس التي حرص العدو الصهيوني على عزلها عن باقي مناطق فلسطين في مثل هذه المناسبة الاسلامية المهمة, فحواجز الاحتلال المحيطة بالمدينة منعت الاقارب من باقي مدن فلسطين من الوصول الى المدينة و زيارة المقدسيّين و تبادل التهاني معهم, مما جعل العيد اقل بهجة في قلوب المقدسيّين.


و في صباح هذا اليوم المبارك, أطل علينا سلام فياض بتصريح خطير لقناة القدس. فقد قال فياض : " ان شاء الله تتحرر ارضنا و نقيم دولتنا المستقلة على حدود فلسطين المحتلة في 67". و ما اجملها من عيدية و خبر رائع تزفه للشعب الفلسطيني كامل, سواء الموجود في فلسطين او المتواجد في الشتات. نعم, فياض يقدمها لكم بكل بساطة, اصبحت دولتنا الفلسطينية مقتصرة على حدود 1967 فقط, اما البقية فسلموها لمن شئتم.


لقد نسف فياض بهذا التصريح كل الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني و اختزلها في جزئيات بسيطة متناسياً كل ما بذل من اجل هذه القضية و متخلياً عن وطن و شعب و تراث. بإختصار انه وعد بلفور جديد و لكنه هذه المرة صدر من فلسطيني يشغل ثاني اعلى منصب في السلطة الفلسطينية ... فإلى اين انتم ذاهبون؟!!


و لمعرفة خطورة هذا التصريح, يجب ان نعي ما وراء هذا التصريح الذي قاله فياض. حيث ينتج عنه ضمنياً الاتي:

- التخلي عن فلسطين المحتلة في عام 1948 و اعتبارها خاضعة تماماً لاسرائيل و التخلي عن اهل الـ 48.
- التخلي عن القدس الغربية بالكامل و الاعتراف بأنها تابعة تماماُ للدولة العدو الصهيوني
- التخلي عن عودة اللاجئين من اهل الـ 48.


فماذا تبقى لنا من فلسطين؟ الم تنسف ثوابتنا الفلسطينية الوطنية؟ اليست فلسطين بكامل ترابها, و القدس عاصمة لها و عودة اللاجئين هي اهم ثوابتنا؟

و يوضّح لنا الدكتور الزهار صورة جديدة تضاف الى المشهد اليوم, حيث قال في خطبة العيد ان هناك تعليق لموضوع المصالحة و مماطلة في انهائه من اجل استحقاق ايلول. افصبحت الوحدة الوطنية ورقة نساوم عليها و قد نتخلى عنها من أجل سراب يجري خلفه ابو مازن و السلطة الفلسطينية ؟!

في المقابل, نجد ان العدو الصهيوني يشدد على ان القدس عاصمة ابدية لدولتهم, و ان مستوطنات الضفة غير قابلة للمس. و الاغرب انه في كل يوم يواصل سلب الارض و تهجير الناس في القدس و باقي مدن الضفة مسلطاً عليهم سيف جدار الفصل العنصري الذي يلتهم اراضي جديدة في كل شهر, و لتصبح هذه الاراضي تابعة للعدو, غير قابلة للتفاوض فتصبح امر واقع لا مجال للتنازل عنه بالنسبة للعدو الصهيوني.

و اين  اصبحت القدس بالنسبة لفياض؟ هل حصل على صك تنازل من اهالي حي المغاربة المهجرين  على سبيل المثال؟؟! اين سيقيم عاصمته و المستوطنات تحيط بالقدس الشرقية من كل جانب و الجدار يقطّع اوصالها و يفضل قراها؟! 

إن ما صرّح به فياض, لهو صك تنازل عن اجزاء واسعة من ترابنا الفلسطيني و هذا امر لا يحق له القيام به .. و كأنما بلفور يكرر وعده و لكنه يأتي بعد قرابة القرن و من مسؤول فلسطيني .. فأي مصيبة هذه ؟؟!! يجب على فياض الاعتذار عن هذا التصريح المسيء لكل فلسطيني فوراً, و الا وجبت اقالته دون تباطؤ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق