السبت، 13 أغسطس 2011

القدس .. و أطماع بني صهيون

منذ نشأت الصهيونية و عقد اول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل في 1890, كانت مدينة القدس و الاستيلاء عليها و بناء هيكل سليمان المحرك الاساسي الذي استغله كبار مفكري الصهاينة من اجل دفع يهود اوروبا للتوجه نحو فلسطين من اجل قيام دولتهم القومية على حد زعمهم. و للاسف لم يكن هذا الشعار مجرد وهم لدى اليهود بل اصبح هدف حقيقي يسعون الى تحقيقه و بدا ذلك جلياً من خلال الخطوات التي اتخذها الكيان الصهيوني منذ عام 1948 عند احتلال القدس الجديدة او ما يعرف بالقدس الغربية.

احتلال القدس الغربية كان خطوة مهمة لليهود و لكن وجود مدينة القدس القديمة و الحرم القدسي تحت السيادة العربية جعل هدفهم ناقصاً, و عليه فقد بدؤوا بوضع الخطط و المشاريع من اجل تحويل القدس كاملة الى مدينة يهودية بحتة خالية من اي معالم عربية, اسلامية كانت ام مسيحية على حد سواء.

اهم الخطوات العملية التي قام بها الكيان الصهيوني في ذلك الوقت حدث في 11/12/1948, و  تمثل بإعلان ديفيد بن غوريون, رئيس وزراء دولة الاحتلال, ان مدينة القدس ستصبح عاصمة لدولة اسرائيل ابتداءاً من 1/1/1950. و قد كان الهدف من هذا الاجراء تعزيز الانتماء لدى المهاجرين اليهود نحو مدينة القدس و اعتبارها المدينة الرئيسية في دولتهم و اهم مكان لدى كل يهودي في العالم. (هذا القرار لم يتم بشكل فعلي حتى عام 1980, حين اصدر الكنيست قرار يتبنى اتخاذ القدس عاصمة ابدية للدولة , حيث كانت قبل ذلك تل ابيب العاصمة الفعلية للكيان الصهيوني).

في عام 1967 حدثت النكسة و تمكن اليهود من احتلال القدس القديمة, الضفة الغربية و غزة لتصبح فلسطين بالكامل تحت الاحتلال الاسرائيلي. و مباشرة اصدر الكينيست الاسرائيلي قراراً بضم القدس الشرقية و توسيع مساحة المدينة بضم الاف الدونمات من الاراضي و فرض السيطرة عليها بشكل كامل و مطلق.

منذ ذلك اليوم, انتهج الكيان الصهيوني خطة محددة من اجل تهويد مدينة القدس و طمس معالهما الاسلامية و المسيحية من اجل الوصول الى عاصمة دولة اسرائيل صافية خالصة لليهود بحسب خطتهم. هذه الخطة ارتكزت على عدة عوامل اهمها:

- ضم اكبر قد ممكن من الاراضي لمدينة القدس و فرض السيطرة عليها.
- عزل مدينة القدس عن امتدادها الجغرافي تجاه الضفة الغربية ببناء طوق استيطاني يشكل حاجز بين مدن الضفة العربية و بيت المقدس.
- التضييق على سكان المدينة من العرب و استخدام كافة الطرق من اجل ارغامهم على الرحيل
- ادخال اكبر عدد ممكن من اليهود المتطرفين في المدينة القديمة
- تهويد الحرم القدسي, من خلال السيطرة على حائط البراق, اقامة الحفريات تحت المسجد الاقصى تمهيداً لهدمه و اقامة هيكلهم المزعوم.

رأس الحربة في هذه الخطة يتمثل في بلدية القدس, و التي وجدت من اجل تهويد القدس بالكامل و طرد اهلها من الفلسطينيين منها و تفريغها من اي معالم عربية. حيث بدأت بسن القوانين التي تعيق الفلسطينيين و تمنعهم من ترميم او التوسع في منازلهم, فرض ضرائب عالية جداً على التجار العرب و أهمها ضريبة الارنونا التي تصل قيمتها الى مبالغ خيالية يصعب على التاجر تسديدها. ناهيك عن قوانين سحب الهويات المقدسية من المواطنين العرب و تهجيرهم و تهديم بويتهم. حتى  وصل الامر بهم الى إنشاء وحدة شرطة إسرائيلية خاصة لملاحقة البناء الفلسطيني في القدس في عام 1997. اما في مدينة القدس القديمة, فمصادرة البيوت و وضع اليد كانت السياسة الابرز اضافة الى اغراء السكان ببيع بيوتهم مقابل مبالغ طائلة من المال, حتى وصل الامر الى تقديم شيكات مفتوحة من أجل بيع البيت و الرحيل الى اي مكان اخر خارج مدينة القدس. 

 [ صورة تبين المناطق الاستيطانية الجديدة  التي بنيت عام 2008 ]  

كما ان هذه البلدية مدعمة من قبل حكومة اسرائيل عملت بشكل دائم على عزل الحرم القدسي و المسجد الاقصى عن زائريه, فسنت القوانين التي تمنع دخول الشبان للصلاة فيه و حاولت دائماً منع المصلين من دخول الحرم خاصة ايام الجمع و الاعياد الاسلامية, حتى يتسنى لهم العبث به كما يشاؤون. 

كل ما تقدم, يظهر لنا اي وضع يعيش فيه اهلنا في القدس و كيف انهم يتعرضون للتنكيل و الظلم و التضييق الذي يتعرض اليه الانسان المقدسي في كل يوم. فعلى الرغم من كل هذه الاجراءات التي يتخذها الكيان الصهويني, الى ان وجود الانسان المقدسي و تمسكه بأرضه عطل الكثير من مخططاته و وقف حجر عثره في وجه تحركاته نحو تهويد القدس و الحرم القدسي.

من هنا, وجب علينا بذل الغالي و النفيس من اجل دعم اهلنا في القدس و تثبيتهم عن طريق التواصل معهم, الدفاع عنهم و تقديم الدعم المادي و المعنوي لهم من اجل الوقوف في وجه هذه الحملة الصهيونية الشرسة و التي تسعى لتحويل القدس الاسلامية العربية الى مدينة يهودية خالصة.

من هنا فهدفنا هنا, اولاً التعريف بكل ما يدور في مدينة القدس, نقل الصورة الحقيقية لكل ما يتعرض له اهلنا المقدسيين للعالم العربي و الاسلامي, و ايضاً تقديم الدعم المادي لهم ...

هذا كله بحاجة الى وقفة جادة من كل انسان عربي و مسلم  ... فأنشروا هذه المدونة احبائي ... و ساهموا معنا و لو باليسير في سبيل دعم اهلنا الجاهدين المرابطين في القدس .. و ليكن شعارنا دائماً

كلنا مقدسيّون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق