الاثنين، 22 أغسطس 2011

تقرير مؤسسة القدس الدولية الخامس .. المسجد الاقصى يستغيث



اصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها الخامس بعنوان "عين غلى الاقصى" و الذي يرصد الاعتداءات على المسجد الاقصى و محاولات التهويد في الفترة ما بين 22/8/2010 الى 21/8/2011 و الذي تصدره المؤسسة في ذكرى احراق المسجد الاقصى. التقرير تناول هذه الاعتداءات من عدة محاور من اجل تقديم صورة شاملة لما يجري في حرم المسجد الاقصى.


التقرير يطرح حقائق مرعبة تدعونا الى اتخاذ اجراءات عملية من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه و ايقاف عمليات التهويد الممنهجة. فيذكر التقرير ان هناك ايمان عقدي اكبر لدى اليهود لدخول المسجد الاقصى و الاستيلاء عليه. فقد قام احد اهم حاخامات اليهود بإصدار فتوى بوجوب تقديم القرابين في جبل المعبد أمام قبة الصخرة. هذه الفتوى يدعمها قرار سياسي من خلال مراقب عام الدولة الذي يتحدث في تقريره عن امكانية فرض السيادة الاسرائيلية على المسجد الاقصى.


ثم يتناول التقرير التغيير النوعي في سياسة العدو الصهيوني تجاه الحفريات المقامة تحت المسجد الاقصى, حيث ان عدد الحفريات تناقص بشكل ملحوظ, في المقابل اصبح هناك تركيز على ترميم الحفريات الموجودة و فتحها امام الزوار, بحيث يصبح هناك مدينة يهودية مقامة تحت المسجد الاقصى. اضافة الى ان مشاريع الحفريات اصبحت اكبر و اكثر خطورة على المسجد الاقصى.


و يعرج التقرير على مصادرة البناء و الاراضي المحيطة في المسجد الاقصى, حيث ان العدو الصهيوني قام بتحويل منطقة حوش الشهابي القريبة من باب الحديد الى منطقة صلاة شبه رسمية لليهود مطلقاً عليها تسمية المبكى الصغير باللغتين العبرية و الانجليزية.


اخيراً يتحدث التقرير عن التدخل الصهيوني في المسجد الاقصى, حيث يشير الى ان المسجد الاقصى تعرض لاكبر عملية اقتحام منذ 1967, حيث اقتحم قرابة الـ 500 مستوطن المسجد الاقصى في "عيد الخراب". ايضاً يشير التقرير الى ان قوات الاحتلال باتت تتعامل بتساهل سافر مع المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الاقصى بل ان هذا يقابله تعامل عنيف و قوي مع الفلسطينيين الذين يؤمون ساحات الحرم للصلاة في المسجد الاقصى. و في نهاية التقرير, تم طرح عدة توصيات من اجل مواجهة هذا العدوان الصهيوني.


مما ذكر في السابق, يتبين لنا ان المسجد الاقصى يتعرض لاكبر حملة ممنهجة من اجل السيطرة عليه و هدمه لاقامة هيكلهم المزعوم. فالاحتلال الصهيوني يعمل بمنهجية عالية و على عدة محاور من أجل تحقيق اهدافه و التخلص من اكبر رمز اسلامي في القدس و تحويلها بالتالي الى مدينة يهودية خالصة لتكون عاصمة لدولتهم.


من هنا, وجب التحرك على جميع الصعد من أجل الحد من هذه الافعال و افشال خططهم, كلٌ بما يستطيع و كلٌ من مكانه ...


لا يمكن ان نطلب اكثر من المقدسيّين الذين يبذلون الغالي و الرخيص من اجل الحفاظ على القدس و المسجد الاقصى, و كل ما يمكن ان نطلبه منهم ان يواصلوا جهادهم و صبرهم. في المقابل, و بما ان الجدار العنصري اصبح حائل كبير بين القدس و الضفة  مما عزل فصائل المقاومة عن التفاعل بشكل كبير على ارض القدس مع هذه الاحداث ..  فإنّا نطالب اهلنا في الـ 48 ان يبذلوا جهداً اكبر في حماية الاقصى يضاف الى ما يقدموه من مجهودات مباركة.


العبء الاكبر و الغائب الاكبر يتمثل في السلطة الفلسطينية التي تبدو منعزلة بشكل كامل عن عاصمة الدولة التي يسعون للحصول على الاعتراف بها . فيجب عليها تسليط الضوء على كل ما يحدث من تغيير لوقائع الامور و حفريات و تهويد و يجب ان يتم جلب عدد من المنظمات العالمية لشرح ما يحدث و نقله الى العالم اجمع. نفس الامر ينطبق على الحكومات العربية و الاسلامية, فالمسجد الاقصى وقف اسلامي ملك للعالم الاسلامي اجمع.

اخيراً, علينا نحن الشعوب ان ننشط بكل ما لدينا من قوة لنصرة اهلنا في القدس و منع اليهود من تنفيذ مخططاتهم اللعينة .. و ذلك عن طريق انشاء مؤسسات و جمعيات خيرية و اهلية, تدعم اهلنا المقدسيّين و تسلط الضوء على ما يحدث في القدس و المسجد الاقصى. كما يجب ان يتم غرس حب الاقصى و اهميته في قلوب الاطفال و الشبان و تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة, كحصر المسجد الاقصى بالمسجد القبلي عوضاً عن الحرم القدسي كامل.

إن هذا المسجد الاقصى امانة في اعناقنا .. و يجب بذل الغالي و الرخيص من أجل تحريره من براثن العدو الصهيوني, و حتى يتم ذلك .. يجب علينا ان نساعد اهلنا في القدس و فلسطين كاملة في وقف تهويد القدس و الحفاظ على المسجد الاقصى شامخاً عزيزاً, حتى نصلي فيه و قد تحرر من براثن بني صهيون ان شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق