الجمعة، 19 أغسطس 2011

التقاء المسجد الاقصى بالفلسطينيين ... معادلة الرعب التي يخشاها الاحتلال الصهيوني



حملت الايام الاخيرة الماضية احداث قوية و متسارعة ادت الى تأجيج مشاعر الفلسطينيين و المسلمين كافة. فمن عملية ايلات الجهادية و التي اشتقنا لرؤيتها كثيراً و ما اوقعته من خسائر فادحة في صفوف العدو, الى عدوان الاحتلال الصهيوني السافر على اهلنا في غزة و استهداف الامين العام للجان المقاومة, الشهيد كمال النيرب, و اخوته. و قبل كل ذلك, مرور ذكرى معركة بدر و انتصار الاسلام المؤزر على زمرة الكفر و رؤوس المشركين.


كل هذه الاحداث جعلت الكل يتوقع رؤية حشود كبيرة تقصد المسجد الاقصى من أجل اداء صلاة الجمعة في رحابه و تأكيد التحامهم به, فالقدس دائماً ما كانت مسرحاً لانطلاق الانتفاضات الفلسطينية و منبراً يبث من خلاله الفلسطينيون رسائلهم للعدو الصهيوني, كما انها لطالما كانت بؤرة تلاقي أهل فلسطين من داخل الخط الاخضر , فلسطينيي الـ 48, و اهل الضفة الغربية.


و لعلمها باهمية هذا العيد الاسبوعي, و علو مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين و ما يبثه من شحن لطاقاتهم و تعزيز لصمودهم, قامت قوات الاحتلال بعدة اجراءات جبانة من اجل منع اكبر عدد من المصلين من الوصول الى المسجد الاقصى. فبداية منعت عدد من المصلين من اداء صلاة الفجر في المسجد الاقصى بشكل سافر, كما انها اصدرت بيان تسمح فيها للرجال فوق الـ 50 و النساء فوق الـ 40 من حملة البطاقات الزرقاء فقط من دخول الحرم و اداء الصلاة. و لكنها لم تحدد اي معايير لفلسطينيي الضفة الغربية و الذين تفاجؤوا بوجود قوات كبيرة من الجيش في معبر قلنديا, حيث انهم قاموا بإعاقة الالاف و منعهم من التوجه نحو المسجد الاقصى. 


و لم تكتفي بهذه الاجراءات, بل اخذت كعادتها بمهاجمة القادمين للصلاة في المسجد الاقصى و ضربتهم بالهروات و اطلقت الرصاص المطاطي بشكل عشوائي, حتى ان النائب د. مصطفى برغوثي كان له نصيب من هذه الاعتداءات في باب العمود. و بلغت فيها الوقاحة ان تمنع حتى بعض الرجال ممن يزيد عمرهم عن 50 سنة من الوصول الى المسجد الاقصى. و من اكبر المفارقات, ان تجد السياح يدخلون الحرم و يتجولون في القدس القديمة كما يشاؤون, و يمنع اهلها من وصول قبلتهم الاولى و اقامة صلاة الجمعة في المسجد الاقصى.

كل هذه الاجراءات كان الهدف منها كسر معادلة الرعب .. حيث ان هذه السلطات الاسرائيلية تحاول الحد من ارتباط الفلسطينيين بالمسجد الاقصى .. و لكنها لا تدرك ان ارواح الفلسطينيين و المقدسيين معلقة بهذا المسجد و مرتبطة بها ارتباط الارض بأهلها. هذه الاجراءات لم و لن تكسر معادلة الرعب و ستبقى مدينة القدس الباعث الحقيقي لكل الفلسطينيين و المحرك الاساسي لروح الجهاد و الصمود بإذن الله.

و لنعمل جميعاً من اجل رؤية المسجد الاقصى محرراً من براثن اليهود, تقام فيه صلاة الجمعة و قد مليء المسجد الاقصى بالمسلمين من كل بلاد العالم .. و إنه جهاد, نصرٌ او استشهاد. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق