الخميس، 18 أغسطس 2011

سلوان .. مطمع الاحتلال و عنوان الصمود



تعتبر بلدة سلوان او حي سلوان اهم الاحياء المحيطة بالمسجد الاقصى, حيث انها اقرب بلدة على المسجد الاقصى, حيث انها تمتد من الزاوية الجنوبية الشرقية للبلدة القديمة بإتجاه وادي حلوة. و يحدها من الغرب حي النبي داوود و حي الثوري و من الجنوب جبل المكبر و السواحرة, في حين يحدها من الشرق قرى ابو ديس,  الطور و العزيرية. و هي مقامة على مدينة يبوس القديمة, مما يضيف ميزة تاريخية لهذه البلدة تضاف الى اهميتها الجغرافية.


هذا الموقع المميز و الملاصق للبلدة القديمة و المسجد الاقصى, جعل من بلدة سلوان مطمع رئيسي للاستيطان و هدف اساسي في مشروع تهويد مدينة القدس الذي تقوده " بلدية القدس" مدعومة من الحكومة الصهيونية. يسكن في بلدة سلوان قرابة الـ 50 ألف فلسطيني, و هذه الكثافة السكانية شكلت عائق امام مشاريع الصهاينة, فشرعوا في زرع المستطونين المتطرفين في الحي من اجل ايجاد واقع ديمغرافي جديد. يعيش اليوم قرابة الـ 16 عائلة استيطانية في بلدة سلوان, و 300 مستوطن متطرف من طلبة المدارس الدينية, كما تم انشاء كنيس في هذه البلدة. و كعادتها في تحوير الاسماء, تشير بلدية القدس الى بلدة سلوان بإسم مدينة داوود.


ركزت بلدية القدس و الجكومة الصهيونية على تهويد هذه البلدة و الحاقها بمشروع القدس " اليهودية" و التي هي عاصمة دولة اسرائيل بحد زعمهم, فعملت على ذلك من خلال عدة محاور, اهمها نفذته مؤسسة العاد, و هي مؤسسة شبه حكومية تتناول الانشطة الاثرية في المنطقة. فقد إدعت هذه المؤسسة ملكيتها 55% من بلدة سلوان بصكوك و وثائق مزورة, كما انها تدير عدد من المدارس الدينية فيها. و مؤخراً نجحت في السيطرة على عدة منازل في البلدة.


كما ان بلدة سلوان تقع ضمن مشروع " القدس اولاً", و هو مشروع يهدف الى تهويد المدينة القديمة و ايجاد مدينة مدينة يهودية مقدسة موازية لها. فقد تم تنفيذ حفريات مكثفة في الفترة ما بين 2000-2008 شملت بلدة سلوان التاريخية و التي تمثل مدينة يبوس التاريخية, كما اشرنا سابقاً. هذه الحفريات المتواصلة ادت الى تشكيل خطورة على منازل سكان البلدة حيث ان بعض منها تعرض لتصدع و تضرر من جراء هذه الحفريات و قد اصبح بعضها غير صالح للسكن, الا ان اهلها رفضوا مغادرتها حتى لا يستولي عليها المستوطنون.


بالتوازي مع هذه الاجراءات, قامت الحكومة الصهيونية بالعمل جاهدة على تهجير اكبر عدد من سكان البلدة و هدم بيوتهم, و قد بلغت هذه الحملة ذروتها في عام 2009 عندما تم تسليم 1900 مقدسياً يسكنون 120 منزل معظمها في بلدة سلوان , اوامر لاخلاء بيوتهم. في حملة تهجير تعتبر الاكبر منذ عام 1967.


إن بلدة سلوان تعتبر مطمع اساسي لليهود, فالاستيلاء عليها يعني ايجاد موطيء قدم ملاصق للمسجد الاقصى و بالتالي القدرة على التخريب و بناء هيكلهم المزعوم. و لكن هذه الاطماع يقابلها اصرار كبير من اهالي بلدة سلوان على الثبات دفاعاً عن بلدتهم و جهاداً في وجه العدو الصهيوني و حملته الاستيطانية من خلال تعايشهم مع هذا الواقع الاليم و بقائهم في ارضهم رغم كل الظروف الصعبة و التضييق. فجزاكم الله عنا كل خير يا اهالي سلوان .. فأنتم في كل يوم تجاهدون اعظم جهاد بمجرد ثباتكم في ارضكم ... و بالتالي فوجب علينا مساعدتهم بدعمهم بكل الوسائل من اجل استمرارهم في هذا الجهاد المبارك.

هناك تعليق واحد: