الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

الاطماع الصهيونية و جهل الامة الاسلامية



حل عيد الفطر مبكراً .. و رحل شهر رمضان دون انتظار يومه الثلاثين .. و بقي حال المسجد الاقصى و مدينة القدس على ما هو .. بين صبر على البلاء, جهاد للاعداء, و انتظار نصرة من الأهل و الاقرباء. رحلت ليالي الاعتكاف التي زينت المسجد الاقصى و ملأت ساحاته بجموع المصلين و المعتكفين .. و مع عيد جديد, تجد ان الغصة ما زالت موجودة في قلوب المقدسيّين ممن فقدوا منازلهم او هجّروا من ديارهم و اتخذوا من الخيام منزلاً لهم.


طيلة شهر رمضان, لم تتوقف السنة المسلمين عن الدعاء للمسجد الاقصى و المقدسيّين لفك اسرهم من كيد الاحتلال الصهيوني, و لكن هل كانت هذه الالسنة مرتبطة بقلوب تتحرق قهراً مما يحل في المسجد الاقصى, و عقول تدرك لعظم المصيبة التي نعيشها ؟!  
ان ما يحدث في الامة الاسلامية من تعوّد على ما يحصل في المسجد الاقصى و القدس الشريف و لامبالاة  بخصوص ما يجري من حفريات في المسجد الاقصى لهو ناتج عن جهل كبير بالمسجد الاقصى و عدم إلمام كامل به.


و من هنا نسأل ما هو المسجد الاقصى؟؟! لعل الاغلبية القصوى تعتقد ان المسجد الاقصى هو المسجد القبلي ذو القبة الفضية, و البعض يعتقد انه قبة الصخرة, و بعضهم يعتقد انه الاثنان معاً. يقول مجير الدين الحنبلي (في كتاب الأنس الجليل):"و حقيقة الحال أن الاقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور ". نعم ان المسجد الاقصى هو كل ما احاطت به الاسوار من مساجد و مدارس و ساحات و هذه الاسوار التي تحيط في المسجد الاقصى جزء لا يتجزأ منه. و كما قال السيد كمال الخطيب: " المسجد الاقصى كل ما احاط به السور, حتى سابع سماء و حتى سابع ارض ".


و الان هل اختلفت نظرتك لقضية القدس و المسجد الاقصى ؟؟!! هل تدرك ان حائط البراق المسلوب و الذي اغتصبه الصهاينة زوراً و بهتاناً جزء من قبلة المسلمين الاولى؟ هل تتصور كيف ان المسجد الاقصى يدنس يومياً بالسماح للسياح الفجرة بدخوله من شتى المنابت و الاصول و الاديان .. سائحات, سافرات لا نعلم اذا ما كانت طاهرات يدنسن بيت الله ؟؟!! هل تعي ان تحويل المدرسة التنكزية و التي هي جزء من المسجد الاقصى الى مركز للجيش الاسرائيلي هو تدنيس لمسرى رسول الله عليه افضل الصلاة و السلام ؟!!


ان الاعتداء على اي ساحة, شجرة, او صخرة من السور و داخله يعتبر اعتداء على المسجد الاقصى. و لا يخطرنّ ببال احدكم ان هذه الحفريات التي يقوم بها العدو الصهيوني ليست اعتداء على المسجد الاقصى, بل هي اعتداء سافر, تصادر اثاره, تشوه و تهود معالمه و تصدع اساساته و جدرانه.


إن اول خطوة لنصرة المسجد الاقصى تكمن في معرفة ماهية المسجد الاقصى و حجم الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها. و لا يوجد اي عذر لاي منا في الجهل حول قضية امته الاولى مع كل هذه الوسائل المتاحة للحصول على المعرفة المفصلة حول المسجد الاقصى. علينا جميعاً ان نثقف انفسنا حول قضية المسجد الاقصى و ان ننشر هذه المعرفة حتى تعم الفائدة و نجد تحرك و وعي اكثر حول مخططات بني صهيون و التي تسعى  الى هدم المسجد الاقصى و بناء هيكلهم المزعوم مكانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق