الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

تحرير القدس الشريف ... نتيجة منطقة للثورات العربية



شهدت الدقائق القليلة قبيل اذان المغرب لهذا اليوم, بحسب توقيت المسجد الاقصى, سقوط حصن القذافي او ما يعرف بباب العزيزية في قبضة الثوار ليسقط طاغوت اخر من طواغيت القرن الواحد و العشرين و ليتحرر الليبيون من ظلم استمر لسنوات طويلة زادت عن الـ 40 سنة. هذا الخبر كان له وقع كبير في جميع البلدان العربية, كيف لا و قد قال الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز, " و يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله " ( سورة الروم ).

ان سقوط القذافي و نظامه البائد يضيف ضحية جديدة لضحايا ثورات الشعوب العربية, بعد كل من زين العابدين في تونس و حسني مبارك في مصر, مما يعني ان شعب عربي اخر تحرر و اصبح قادر على العمل بشكل جاد من اجل حياة افضل و اكثر حرية و كرامة. بدون شك, ان الانظمة البائدة كان همها الاكبر السيطرة على عقول الشعوب و تحجيمها و تسييرها بالشكل التي تريد بحيث تتبع كل ما يريدون, مما جعلنا نقع في ظلمات و غياهب الجهل و التخلف.

ان هذه الثورات اعادت الحرية و الكرامة للشعوب و البلاد العربية, و قد شاهدنا ذلك جلياً في الايام الاخيرة في مصر. فشاهدنا رد فعل قوي من الشعب المصري الرائع على الشهداء الذين قتلتهم الة التدمير الصهيونية على  الحدود, و شاهدنا حرق العلم الصهيوني و وضع العلم المصري بدلاً منه. و لم يكن الرد السياسي بأقل من ذلك الشعبي, فقد اجبرت دولة العدو على الاعتذار لمصر و قد رفضت مصر هذا الاعتذار. نعم الشعب العربي يتنفس الحرية و يتمتع بالعزة من جديد .. و ما هذه الا البداية.

في ضوء هذه الثورات المتتالية, ما زال يقبع المسجد الاقصى تحت قبضة عدو خسيس يستغل كل الظروف من اجل تنفيذ خططه. و قد سارعت بلدية القدس في الاونة الاخيرة من اعمال التهجير و التهويد مستغلة انشغال الانسان العربي بمتابعة الثورات, و هذا امر يجب ان يواجه بشكل ممنهج. فمع هذه الثورات الرائعة, يجب ان نبقي عيناً لنا على القدس, مراقبة لكل ما يجري و يجب ان يكون تحركنا فعل منفصل استباقي و مستقل و ليس ردات فعل خجولة على العدوان الصهيوني المستمر. 

هذه الثورات المباركة هي الطريق الواضح من اجل تحرير المسجد الاقصى و القدس الشريف, و لكن حتى نستفيد من كل هذا الزخم و نستغل الطاقات المبذولة و روح الحرية الموجودة في شعوبنا و نساهم في تحرير بيت المقدس .. يجب ان نقوم بالخطوات التالية:

1) على الدول العربية خصوصاً التي تحررت من براثن الطواغيت, ان تعمل جاهدة في سبيل رفعة مواطنيها و ايجاد حياة كريمة و حرية كاملة بحيث يسعى المواطن الى بذل الغالي و الرخيص في سبيل امته و وطنه. و دعونا هنا نتخذ من منهاج صلاح الدين الايوبي طريقاً لنا. فالناصر صلاح الدين, لم يحارب الصليبيين مباشرة, بل قام ببناء دولة قوية عزيزة, يحترم فيها المواطن و يعيش الحرية, حتى اقدم المجاهدون معه مستعدون لبذل الغالي و الرخيص لرفعة الامة و نصرتها. 

2) على الدول الثائرة ان تسلط الضوء على ما يحدث في بيت المقدس من عبث في المقدسات الاسلامية و المسيحية و ما تقوم به سلطات الاحتلال من تهجير و تهويد للمدينة و محاولة طمس ملامحها. اضافة الى تقديم الدعم المتواصل للمقدسيّين من اجل تثبيت اقدامهم و مواصلة جهادهم امام هذا العدو الشرس.

3) على الشعوب العربية ان لا تبقى تنتظر التحركات من قبل الدولة فقط, علينا ان نواصل دعمنا لاهلنا في القدس بتشى الوسائل, بالتزامن مع العمل على بناء الدول و انشاء بلدان عربية اسلامية عزيزة. فلا يجب ان يشغلنا اي الامرين عن الاخر, فهما لا يقلان اهمية عن بعضهما. و هذه الروح يجب ان تنتقل الى اهلنا في القدس باشعارهم ان هذه الثورات ستصل لهم و ان مصير القدس هو الشغل الشاغل للامة اجمع في السراء و الضراء

ان حرية و عزة الشعوب تعتبر الخطوة الاولى من اجل تحرير بيت المقدس و اعادته الى احضان الامة العربية الاسلامية عزيزاً حراً, و حتى تكتمل هذه الحرية, يجب ان نواصل دعمنا لاهلنا في القدس و يجب ان نبقي اعيننا على المسجد الاقصى و تحركات اليهود .. و بإذن الله ستفرح الامة بتحرير القدس الشريف قريباً 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق