السبت، 27 أغسطس 2011

ذقتم حلاوة لقائه ... فلا تحرموه منها



زاهياً بأضوائه ... مفاخراً العالم بزواره .. منتشياً برؤية ابناء الاسلام في ساحاته ... سعيداً بتردد ذكر الله في جنباته ... هكذا كان حال المسجد الاقصى يوم امس. كيف لا و الاف المسلمين اموا ساحاته في النهار خلال صلاة الجمعة و في الليل خلال الاعتكاف و التهجد في ليلة 27 من رمضان. لقد كان اقرب الى العيد في المسجد الاقصى .. فالشجر, و الحجر و الارض اشتاقت لاهلها الاصليين لكي يخلصوها من هجمات قطعان المستوطنين التي تدنسها من حين للاخر.


ما يقارب 400 ألف مصلي احيوا ليلة 27 من رمضان في المسجد الاقصى, اضافة الى مئات الالاف الذين منعهم الاحتلال الصهيوني من الوصول الى المسجد الاقصى بشتى الحجج و العراقيل. هذه الجمعة كانت مميزة جداً في القدس بشكل كامل, فأهل فلسطين التقوا من شتى البقاع, بشتى التصنيفات التي فرضها الاحتلال البغيض .. فلسطيني الـ 48 مع أهل الضفة الغربية ...حلوا ضيوفاً على المقدسيّين في القدس الشريف .. فأختفى اليهود المستوطنين في جحورهم .. عانق الاقصى محبيه .. و انتعشت الحياة الاقتصادية في اسواق القدس القديمة, و التي كانت تشكو الهجر و القطيعة .. يوم الجمعة, ليلة 27 من رمضان .. جمعة تحررت فيها القدس من الاحتلال و لو بشكل مأقت.


و لكن ماذا بعد ؟؟!! هل ستعود الامور سيرتها الاولى و يعود المسجد الاقصى يشكو هجران المسلمين و يتعرض لهجمات المستوطنين و مخططاتهم الدنيئة لتدنيسه؟؟!! هل سيبقى المسجد الاقصى عرضة لعمليات الحفر و التخريب دون ان يتحرك اي عربي او مسلم لمنع هذا العدوان؟؟! هل سيعود المستوطنون يدنسون المسجد الاقصى دون حسيب او رقيب او رادع؟؟!!


لما لا نعتبر كل ايامنا يوم الجمعة و كل ليالينا ليلة 27 من رمضان؟؟!! هل يستطيع اي مستوطن ان يقترب من المسجد الاقصى او حتى حائط البراق مع كل هذه الاعداد من المسلمين؟؟! ان كان هناك فائدة حققناها في هذه الليلة المباركة, فهي بايجادنا لسلاح فتاك قادر على انقاذ المسجد الاقصى و اهلنا المقدسيّين من هجمات و مخططات الاحتلال الصهيوني. لا نطالب ان يكون في كل يوم 400 الف مصلي في المسجد الاقصى, و لكن يجب علينا ان نشد الرحال بشكل متواصل الى رحاب الحرم القدسي, سواء من اهلنا في الـ 48 او من الضفة الغربية. تواجد عدد كبير بشكل يومي و اسبوعي في القدس الشريف سيكون عائق كبير و مانع و رادع لقطعان المستوطنين و قوات الاحتلال.

في المقابل, يجب ان يكون هناك مساندة اكبر من الدول الاسلامية و العربية, فاليوم قام سفير جنوب افريقيا بزيارة النواب المعتصمين في خيمة الصليب الاحمر. و في الوقت الذي يسعدنا هذا التحرك و التفاعل الدولي, فإنه يؤلمنا لما نجد ان هناك تقصير كبير من دولنا تجاه قضيتنا الاساسية و الاولى. و هنا نطالب الاردن, مصر, قطر و تركيا بأدوار اكثر فاعلية تجاه المسجد الاقصى على الصعيد الدولي و الشعبي .. و ان يتم التفاعل بشكل اكبر مع المقدسيّين و نصرتهم و التفاعل معهم من اجل تحسين اوضاعهم.

لم يعد هناك وقت للتخاذل او الوقوف بسلبية, فما يحدث في القدس يشيب له الولدان و من يقرأ تقارير حفريات الصهاينة و مخططاتهم يدرك اننا امام خطر كبير و عدو مهوس بفكرة اختلقها و صدقها و يعمل ليلاً نهاراً لتحقيقها .. و لذلك يجب علينا ان نقابله بعمل على جميع الصعد .. و لا ينتظر اي منا الطرف الاخر ليقوم بالمبادرة .. فلنبادر منذ الان بكل ما نملك لنصرة الاقصى .. و اول و اهم شيء نريده الان .. شد الرحال الى المسجد الاقصى بشكل يومي و متواصل حتى نردع العدو و نحمي قبلة المسلمين الاولى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق