الخميس، 25 أغسطس 2011

بيت المقدس .. قضية امة ... لا مسرحاً للاستعراض



منذ ان دخله امير المؤمنين عمر بن الخطاب فاتحاً, اصبح المسجد الاقصى وقفاً اسلامياً لكل المسلمين و مهوى لافئدة العشاق و اخذت مدينة القدس مكانتها الرفيعة في قلوب الناس. فاصبحت محج طلاب العلم و مقر العلماء و منبراً للعلوم و الاداب. و قد اعاد لها صلاح الدين الايوبي مكانتها مرة اخرى بعد ان خلصها من دنس الصليبيين و طهرها من رجسهم و اعادها الى الامة الاسلامية عزيزة منصورة, و بقيت القدس في الامة الاسلامية ذات منزلة عظيمة و قيمة عالية. كيف لا و فيها المسجد الاقصى, قبلة الملسمين الاولى و مسرى الرسول الكريم - عليه افضل الصلاة و اتم التسليم-. و بقي الحال كذلك حتى الانتداب البريطاني و من ثم الاحتلال الصهيوني, لتقع المدينة الكريمة المباركة في الاسر مرة اخرى, بإنتظار ابناء الامة الاسلامية لتحريرها من براثن بني صهيون.


و مقابل كل ما يتعرض له المسجد الاقصى و المدينة بكاملها من تهويد و استطيان و ما يواجهه اهلها من تنكيل و تهجير و تضييق من اجل تفريغ القدس من أهلها المقدسيّين و زرع المستوطنين فيها لتحويلها الى مدينة يهودية خالصة خالية من اي معالم اسلامية او مسيحية, لتصبح عاصمة اسرائيل الابدية بحسب زعمهم. هذا المخطط يحاول الاحتلال الاسرائيلي تطبيقه بشكل يومي و يحاول بشتى الطرق و بدعم عالمي كبير ان يكسر الانسان المقدسي و يجبره على ترك بيته و ارضه لليهود, نجد ان الصهاينة و لله الحمد اصطدموا بشعب عزيمته صلبة راسخة متجذرة, لا يترك هذه الارض و لا يستغني عنها مهما حدث.


و من هنا, كان دعم المقدسيّين بكل ما هو متاح بمثابة تجهيز المجاهدين للغزو في سبيل الله, فوجود المقدسيّين و ثباتهم في القدس جهاد يومي و نضال مستمر. و مع غياب دعم الدول الواضح, كان تحرك الشعوب و الجمعيات الاهلية و الخيرية هو الدافع و المحرك الاساسي لهذا المشروع  و بالتالي فإن هذا الدعم ارتبط ارتباط كامل بايمان راسخ و رغبة جارفة في تثبيت المجاهدين امام هجمات الاستطيان الشرسة.


و لكن للاسف, في السنوات الاخيرة طفت ظاهرة غريبة على السطح, فأصبحت بعض الدول حريصة على استغلال نصرة القدس و المقدسيّين من اجل تقديم صورة مزيفة تربط دعم المقدسيّين بهم وحدهم و تجعل البعض يعتقد انهم الحامي الحقيقي لبيت المقدس و الداعم المناصر الاول و الاخير للمقدسيّين في جهادهم امام العدو الصهيوني. الشيء المفزع ان هذا الدعم المزعوم ليس مترجماً على ارض الواقع بكفالة الايتام, او توفير منح جامعية او حتى تقديم الدعم المالي .. و انما بخطابات رنانة محصورة بيوم واحد جعلوه للقدس .. يخطبون فيه و ينظرون, ثم اذا قضي اليوم, انصرفوا عن القدس و تركوا اهلها ينتظرون عوناً لن يأتي ابداً.


هذه الارض المباركة وقف لجميع المسلمين .. و كل دعم لاهلها و نصرة لهم هي نصرة لدين الله و مرحب بها ايما ترحيب .. و لكن دون تسييس او توظيف لمصالح دولة على حساب هذه الامة اجمع و على حساب قضيتها الاولى ... لذلك, فإننا هنا حريصون على توضيح الامور ... القدس قضية امة ... فمن اراد العمل لاجلها و دعم اهلها فمكانه في قلوبنا و نحمله فوق الاعناق ... اما من اراد ان يتاجر في هذه القضية و يستخدمها مسرحاً للاستعراض و وسيلة لكسب الود و المصالح .. فهذا القدس و المقدسيّون غنيون عن اي دعم يقدمه .. و الله سيبدلهم خيراً منه اضعافاً مضاعفة .. فأقول لهذه الدول .. لن نسمح لكم بتضليل الامة بهذه الاساليب, فالقدس انقى من ان تستعملوها قناعاً تخفون وراءه اطماعاً دنيوية ..


و نستغل هذه الفرصة لنجدد دعوتنا للجميع لشد الرحال الى المسجد الاقصى غداً .. ليكون يوماً كاملاً مخصصاً للقدس الشريف .. منذ بزوغ فجره و حتى بزوغ فجر يوم السبت .. و إنا ان شاء الله لمنتصرون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق