السبت، 20 أغسطس 2011

إحراق المسجد الاقصى ... حدث مستمر و فعل متواصل



في 21/8/1969, أقدم الصهيوني الاسترالي "مايكل دنيس روهان " ,عليه من الله ما يستحق, على احراق المسجد الاقصى و اضرام النار فيه .. و هذا التاريخ لم يتم اختياره جزافاً, فهو بحسب المعتقدات الصهيونية اليهودية يوافق ذكرى هدم الهيكل, كما انه  تزامن مع الذكرى الثامنة و السبعين لعقد مؤتمر بازل. قاد روهان مجموعة من المتطرفين اليهود, و بتنسيق مع جيش الاحتلال الصهيوني, اشعلوا النار في 3 مواقع هي: مسجد عمر بن الخطاب و الذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الاقصى, منبر صلاح الدين و  النافذة العلوية الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد و المرتفعة عن الارض قرابة الـ 10 أمتار.


اشتعلت النيران في المسجد الاقصى و اتت على مساحة كبيرة منه. فعلى الرغم من هبة سكان القدس من كل حوب و صوب و التسابق على اطفاء النيران و الا انهم لم يتمكنوا من اخمادها الا بعدما اتت على ثلث مساحة المسجد الاقصى اي قرابة 1500 متر مربع. و مما ساهم في انتشار الحريق, تواطؤ ما يسمى ببلدية القدس و التي قطعت الماء عن المسجد الاقصى و قامت بتأخير وصول سيارات الاطفاء, حيث انها وصلت المكان بعد ان اخمد المقدسيون النيران بالكامل.


يعتبر احراق المسجد الاقصى من اشنع الافعال التي قام بها المستوطنون في القدس, فقد احرق منبر صلاح الدين و مسجد عمر و محراب زكريا و الكثير من الاجزاء التاريخية في المسجد. في المقابل فإن روهان اتهم بالجنون و تم ترحيله الى استراليا دون ايقاع اي عقوبة عليه من قبل قوات الاحتلال. و إن كانت هذه الجريمة مؤلمة جداً و ما زالت اثارها في قلوب المقدسيين و المسلمين, الا ان ممارسات العدو الصهيوني تجاه المسجد الاقصى لم تقتصر على هذه الفعلة, فقد بدأت قبل ذلك و  هي مستمرة حتى يومنا هذا.


فبمجرد استيلائها على القدس, قامت قوات الاحتلال الصهيوني بتدمير حي المغاربة و طرد اهله من اجل ايجاد موطيء قدم قريب من المسجد الاقصى للعبث به و بممتلكاته. و ما الحفريات الدورية التي تقوم بها دائرة الاثار و الشركات الخاصة تحت المسجد الاقصى الا من اجل اضعافه بنيانه و تخريب اساساته و بالتالي هدمه. 


و يقول الشيخ كمال الخطيب " ان المسجد الاقصى ليس المسجد القبلي فقط او قبة الصخرة, انما هو الحرم القدسي كاملاً محاطاً بأسوار القدس ممتداً الى سابع سماء و سابع أرض ". و هذا ما يدركه العدو الصهيوني جيداً, و لذلك فهو يدفع المستوطنين دائماً الى دخول الساحات زعماً منهم انها ليست تابعة للمسجد الاقصى. و هذا ما قام به شارون لعنه الله عندما اقتحم ساحات الاقصى في عام 2000 متحدياً المسلمين, حيث قامت انتفاضة الاقصى و ثار الناس في فلسطين كافة من اجل هذه الفعلة الخسيسة.


ان استهداف المسجد الاقصى لا يعني فقط استهداف الحجر و تاريخ هذه المدينة, بل ان جزء اساسي يتمثل في استهداف اهل القدس و العمل على فصل المسلمين عن مسجدهم و منعهم من الصلاة فيه, من اجل افقاده شرعيته عند العالم و الزعم ان هذا المسجد لا يمثل شيء للمسلمين و انه عبارة عن مسجد عادي و حجارة قديمة. و لذلك نجد ان قوات الاحتلال تحاول بشتى الطرق الحيلولة دون وصول المصلين اليه, و ما حدث في الامس من عمليات تضييق و ضرب و اغلاق للطرقات في وجه المصلين لمنعهم من اقامة صلاة الجمعة في المسجد الاقصى انما يعتبر حلقة في سلسلة متواصلة لتحقيق مآربهم اللعينة.


ان ذكرى احراق المسجد الاقصى فرصة جديدة لنعاهد انفسنا على بذل الغالي و النفيس لدعم اهلنا في القدس و فلسطين و شد الرحال بشكل دائم الى المسجد الاقصى و القدس لتثبيت حقنا و الدفاع عنه بكل ما اوتينا من قوة .. و هي فرصة جديدة للتذكر ان هذا العدو يعمل ليل نهار من اجل سلب حقوقنا و هدم قبلتنا الاولى و اقامة هيكلهم المزعوم مكانه ... فلنعاهد انفسنا ان نواصل العمل من اجل نصرة اهلنا في القدس و تثبيت اقدامهم فيها حتى تعود محررة من كيد الصهاينة المعتدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق