الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

لا نريد بناء قصور في الهواء .. بينما هم يبنون مغتصباتهم على ارضنا



نعم, اعترفت منظمة اليونسكو بفلسطين عضو دائم كامل الحقوق و ضربت الحائط بإعتراض كل من الولايات المتحدة الامريكية و المانيا و الكيان الصهيوني عرض الحائط. قد يكون هذا ابسط حق من حقوق الشعوب و الدول في العالم و لكنه عند الفلسطيني يصبح حلم تحقق بعد عناء كبير. كيف لا و قد قدم طلب انضمام فلسطين كعضو الى اليونيسكو في عام 1995, و تم الموافقة عليه بعد قرابة الـ 16 عاماً مما يوضح صعوبة اتخاذ مثل هذا القرار لانه يتعلق بفلسطين فقط.


و هذا القرار طعنة في قلب كل من يجمّل صورة الكيان الصهيوني و يدعم تهويد القدس و ازالة مقدساتنا الاسلامية و المسيحية من الوجود و تحويلها الى مدينة يهودية خالصة, و تحديداً الى مركز سايمون ويسنثال الذي شن حملة كبيرة في الولايات المتحدة الامريكية و اوروبا ضد هذا القرار بحجة " تخوفهم من طمس و ازالة اثار الشعب اليهودي في فلسطين". هذا المركز الذي يساهم بشدة في تهويد مدينة القدس و هو الداعم الاساسي في بناء ما يسمى متحف التسامح فوق اراضي مقبرة مأمن الله.


و لكن هذه الافضلية, او حتى الانجاز ان صح تسميته بذلك, لا يجب ان يكون هدف حققناه و انتهى الموضوع. بل ان هذا القرار وسيلة يجب ان نستغلها و نبني عليها بشكل نحمي فيها مقدساتنا في فلسطين كاملة و في القدس تحديداً. و ان كانت السلطة تحارب من أجل هذا القرار منذ فترة, فمن الواجب ان تكون هناك خطة مسبقة محضرة للاستفادة من هذا القرار في حماية مقدساتنا. فلم يعد يخفى على احد انه و بعد كل هذه السنوات من الحفر و التنقيب, فإن الحفريات تحت المسجد الاقصى لم تعد من اجل ايجاد اي اثار يهودية لان الكل اصبح على ثقة انها ليست موجودة سوى في عقول المستوطنين الواهمين, و انما هي لطمس التاريخ و الاثار الاسلامية بشكل كامل, و ايجاد واقع يهودي اسرائيلي تحت المسجد الاقصى. اضافة الى اضعاف اساسات المسجد الاقصى و هدمه مستقبلاً.


هذا القرار يجب ان يبنى عليه منع ازالة جسر المغاربة و ابطال القرار الذي اصدرته بلدية القدس قبل ايام و القاضي بإزالة جسر المغاربة خلال 30 يوم من تاريخ القرار. فهذا القرار يعتبر مساس بجزء من المسجد الاقصى الذي هو وقف اسلامي خالص للمسلمين لا يجب المساس به, و ان كان الجسر قابل للهدم او الحرق فإن مؤسسة المقدسات و الاوقاف الاسلامية على استعداد للقيام بكل اعمال الترميم اللازمة من أجل الحفاظ عليه.


و لا يجب ان يقتصر الامر على هذا, بل يجب ان تتحرك السلطة من اجل استعادة حائط البراق, و ان كان هذا الامر صعب جداً بنظر الجميع, و لكنا نريد التأكيد على حقوقنا كاملة. فالحائط ملك للمسلمين و جزء لا يتجزء من المسجد الاقصى و هذا ما اقرته اللجنة الاوروبية و التي قامت بالتحقيق في احداث البراق و اقرت بشكل كامل و واضح ان الحائط الغربي, و الساحة المقابلة له هي جزء من الوقف الاسلامي.


و من الملفات الساخنة التي يجب ان نعمل عليها مستغلين هذا القرار, قرار بناء الحدائق التوراتية في اراضي سلوان و التي سينتج عنها هدم 22 منزل في الحي و تهجير سكانها و تركهم بدون مآوى. اضافة الى محاربة المستوطنات التي تنهش القدس الشرقية, و للتذكير فقد اقرت اللجنة الوزارية للشؤون الامينة الصهيونية ببناء 2000 وحدة استيطانية في القدس الشرقية و الاسراع في انجازها و التأكيد ان هذه المغتصبات ستبقى داخل حدود الكيان الصهيوني.


إن المتتبع لمسار "الحرب" التي خاضتها السلطة الفلسطينية من أجل تحقيق هذا القرار, يتوقع ان تكون هناك خطة متكاملة للاستفادة من هذا القرار و انقاذ ما يمكن انقاذه و من ثم استرجاع المقدسات و الاثار المقدسيّة و الفلسطينية. و لكن يبدو الواقع مغاير تماماً لما نتوقعه, و ذلك يرشح من خلال تصريحات مسؤولي السلطة الفلسطينية. فها هو المالكي يقول ان هذا القرار يخلق مناخات أفضل لعملية السلام. و تصريح نبيل ابو ردينه بأن قرار استكمال بناء 2000 وحدة استيطانية هو قرار لتسريع  تدمير عملية السلام. و سؤالنا هنا, ماذا عن السكان الذين يشردوا يومياً في القدس ؟! ماذا عن المقدسات التي تسلب و تنتهك و تهود ؟! ان لم يكن هذا القرار ليقف بوجهها, فماذا جنينا منه؟!


إن هذه الخطوة مهمة جداً و قد تكون تاريخية اذا ما عرفنا كيف نستغلها حتى نحمي اهلنا و مقدساتنا في القدس ... و لكن القصور التي بناها و يبنيها البعض في الهواء ... تصطدم بواقع أليم يتمثل في اصرار سلطات الاحتلال في تهويد القدس و الاعتداء على المقدسات و تهجير المقدسيّين و تهويد المسجد الاقصى .. و ما يزيد من تخوفنا, ان تصريحات مسؤولي السلطة تنم عن شعور بتحقيق الانتصار و انتهاء المعركة, بل انهم يريدون استغلال هذا القرار في تحريك عملية السلام !!!! .. و إن صح ذلك, فعلى مقدساتنا السلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق