السبت، 26 نوفمبر 2011

حملة .. كيف اكون للمسجد الاقصى اقرب




طل فجر هذا اليوم حاملاً معه بداية سنة هجرية جديدة و منهياً عاماً هجرياً كاملاً شهد اخر ايامه مسيرات في الاردن و الازهر تضامناً مع المسجد الاقصى و رفضاً لقرار قوات الاحتلال هدم تلة المغاربة. و عندما نتكلم عن هجرة نبي الرحمة - عليه الصلاة و السلام - فإننا نتحدث عن نبع لا ينضب من الدروس و العبر التي سطرها عليه الصلاة و السلام في كل حركة خلال هذه الهجرة التي غيرت وجه التاريخ حتى قيام الساعة.



لقد كان عنوان هجرة المصطفى عليه الصلاة و السلام في كل خطواتها تحت عنوان الاخذ بالاسباب و من ثم التوكل على الله .. من خلال التوجه في الطريق المغاير, اخفاء الاثار, الحصول على اخبار قريش و اخيراً المكوث في الغار. بهذه الخطوات استنفذ عليه الصلاة و السلام اسباب النجاح فكان المدد من الله سبحانه و تعالى بأن حماه و اعمى اعين المشركين عنه بعد اتخاذ كل الاسباب. و كان بمقدوره صلى الله عليه و سلم ان يغادر مباشرة الى المدينة و يقول ربي يحميني .. و لكنه عليه افضل الصلاة و السلام يعلمنا درس التوكل و الاخذ بالاسباب بشكل عملي في اهم مرحلة من مراحل الدعوة الاسلامية و قبيل قيام الدولة في المدينة المنورة.


هاجر الرسول عليه الصلاة و السلام الى المدينة المنورة و مكث المسلمون فترة يصلون مستقبلين المسجد الاقصى .. ثم اتى امر الله تعالى بتحويل القبلة نحو الكعبة المشرفة. رسالة تربط المساجد الثلاثة و تؤكد وحدتها .. فلم يكن المسجد الاقصى في ديننا الحنيف مرحلة عابرة و انما جزء اساسي في هذا الدين الحنيف, فعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" و ليوشكن  أن ( في الاصل: أن لا ) يكون للرجل مثل شطن فرسه من الارض حيث يرى منه بيت المقدس خيرٌ له من الدنيا جميعاً او قال خير من الدنيا و ما فيها " [من كتاب الاربعين المقدسيّة للدكتور رائد فتحي]


و ان كان اخر ايام السنة الهجرية الماضية شهد وقفة مع المسجد الاقصى و احتجاج على قرار بلدية الاحتلال هدم تلة المغاربة فإن باقي ايام السنة شهد تجاهل كبير للقدس و المسجد الاقصى بشكل محزن .. سواء كان هذا التجاهل من الدول او من الشعوب بحد ذاتها الا من رحم ربي. و لان القدس, و كما قال اسماعيل هنية في خطبة الجمعة في الامس , عقيدة و ليست فكرة .. و العقيدة تغذى بالايمان بها و القراءة عنها و تغذية الروح و القلب بها بحيث تتحول هذه العقيدة الى دافع يترجم بعمل على ارض الواقع.


و مع بداية العام الهجري الجديد .. ليسأل كل منا, كيف اكون للقدس و الاقصى اقرب ... كيف انصر الاقصى و المقدسيّين .. كيف اترجم تضامني معهم الى عمل يفيد القضية و يصل نفعه اليهم ؟! 


إن اهم و اول خطوة تقوم بها من اجل نصرة القدس ان تقرأ عن القدس و المسجد الاقصى, ان تتوفر لديك المعرفة الكافية بتاريخ المدينة .. جغرافيتها .. معالم المسجد الاقصى .. اهميته التاريخية و الدينية .. واقع المدينة و خطط ما يسمى " بلدية القدس " لتهويد المدينة. اضافة الى متابعة الاحداث اليومية التي تحدث في القدس و معرفة على كل مستجدات الوضع, بالتالي يصبح لديك المعرفة الكافية عن وضع القدس و ابعاد القضية و ما يتعرض له المسجد الاقصى في كل يوم.


ثانياً .. ان تضع خطة طويلة الامد لنصرة المسجد الاقصى و القدس الشريف .. الخطة ليست مرتبطة بأمور محددة و لكن كل واحد منا يعرف ما هي قدراته و امكانياته و بالتالي فهو الاقدر على وضع الخطة التي يراها مناسبة لكي ينصر القدس و المسجد الاقصى. و من المهم هنا ان تكون الخطة قابلة للتطبيق و مكونة من مراحل واضحة مستمرة .. بحيث يكون تنفيذ هذه الخطة جزء من يومك.


ثالثاً .. خصص جزء من مالك لنصرة القدس و المقدسيّين, فكثير من أهلنا في القدس بحاجة الى الدعم المادي من اجل التحرك في وجه خطط الاستيطان و تهويد المدينة .. و المؤسسات المقدسية بحاجة كبيرة الى الدعم المادي من اجل الوقوف في وجه خطط سلطات الاحتلال سواء فيما يتعلق بتهجير السكان او موضوع التعليم .. فالمدارس في القدس بحاجة الى دعم كبير لما تعانيه من تضييق من قبل سلطات الاحتلال.


رابعاً .. ان تنشر قضية القدس و المسجد الاقصى في محطيك .. سواء في المدرسة, الجامعة, العمل و العائلة بكل تأكيد .. و احرص على ان تنوع في الحديث عن القدس .. سواء بتقديم معلومة تاريخية عنها .. او ذكر خبر يومي عنها .. و لا تتردد في النقاش مع من ترغب في خطتك لنصرة القدس .. فقد تجد نقاط مشتركة مع اخرين بحيث تتوحد الجهود في نصرة المسجد الاقصى و القدس.


خامساً .. و هذه النقطة بالتحديد للاباء و الامهات بشكل خاص ... يجب ان نعمل على زرع اهمية المسجد الاقصى و القدس الشريف في نفوس اطفالنا و عقولهم .. يجب ان نربيهم على ان هناك المسجد الاقصى ثالث الحرمين يعاني من الاسر و الاضطهاد اليومي و انه يجب ان نحرره من كيد يهود .. فهذا من شأنه انشاء جيل يحمل هم القدس و الاقصى في قلوبهم و هذا ما نفتقده بشكل كبير في ايامنا هذه.


سادساً .. اعمل على ان تكون مبادر و خلّاق في نصرة القدس و المسجد الاقصى .. و للاسف فإنه في قضية نصرة المسجد الاقصى و القدس تغيب المباردة بشكل واضح و في المقابل فإن عدونا الصهيوني يبادر بشكل فردي لايجاد مشريع تهويدية في القدس .. فناك عدد من المنظمات التي انشأها افراد فاقت سلطات الاحتلال بالمجهود المبذول في تهويد القدس .. و ان كان المستوطنون يبادرون في قضية تبنوها و هي ظلم و عدوان .. فالاولى بالمبادرة هم نحن .. اصحاب الحق و اهله.


إن المسجد الاقصى و القدس مسؤولية كل المسلمين .. و لله الحمد فأهلنا في القدس و فلسطين ثابتون صامدون .. و نحن مطالبون بتحمل مسؤولياتنا و العمل على نصرة  المسجد الاقصى و الحفاظ عليه و على نصرة بيت المقدس بكل ما في وسعنا ..


و من هنا فـ كلنا مقدسيّون .. تطلق حملة ~ كيف أكون للمسجد الاقصى أقرب ~ ندعو من خلالها كل مسلم ان يضع برنامجه الكامل لنصرة المسجد الاقصى من اجل البدء في تنفيذه منذ اليوم .. و من باب التشجيع فإننا ندعوكم الى مشاركتنا ببرامجكم التي تضعونها من اجل نصرة المسجد الاقصى و قضية القدس من خلال ارسال هذه البرامج الى بريدنا الالكتروني kolona.maqdesyoun@gmail.com  .. و سنقوم بنشر البرامج المميزة منها .. و ايضاً التوافق على خطوات عامة نقوم بالعمل عليها جميعاً بحيث نتعاون في نصرة قضيتنا و مسرى رسولنا الكريم.


المسجد الاقصى يتنظرنا ... فلنبدأ بالعمل منذ اليوم على نصرته من أجل تحريره و تحرير فلسطين من ايدي اليهود الغاشمين .. و تذكر  .. أنا مسلم و المسجد الاقصى مسؤوليتي .. و تذكر ان هذا العمل جهاد في سبيل الله و ان الله سبحانه و تعالى سيثيبك و يطرح البركة في كل تحرك تتحركه لنصرة مسرى الرسول عليه الصلاة و السلام .. حتى ننشيء امة يكون ينبطق على كل فرد فيها قول الشاعر:


صب يرى في القدس خير حبيبة ... و القدس في قلب الابي غرام


و نحن بإنتظار برامجكم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق