الأحد، 20 نوفمبر 2011

مرابطات على أسوار القدس ~ 2




عن ذي الاصابع رضي الله عنه انه قال: يا رسول الله إن ابتلينا بالبقاء بعدك فما تأمرنا فقال صلى الله عليه و سلم :" عليك ببيت المقدس لعل الله يرزقك ذرية تغدو إليه و تروح " أخرجه أحمد. و ها نحن نرى ذرية صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام و التابعين يغدون الى المسجد الاقصى و بيت المقدس و يروحون اليه .. في عز وحدة الاقصى و انينه في ظل هجمات الصهاينة الاوغاد .. يؤنس وحدته أهلنا في القدس و فلسطين .. يذودون عنه و يشدون الرحال اليه نصرة له و دفاعاً عنه.


و من أجمل بركات بيت المقدس و المسجد الاقصى أنه ما ان تزوره مرة .. حتى يدفعك الشوق لزيارة مرة اخرى فأخرى .. تزوره فتتزود من بركته التي عمته و فاضت لما حوله .. تتنشق هواه .. تلتصق بتاريخه فتصبح جزء ممن كرس حياته للمسجد الاقصى .. فتخرج منه جندي من جنود الله في الارض تعمل لنصرة المسجد الاقصى و القدس بكل حب و تفانٍ .. ثم تزوره تارة اخرى .. فيتعزز هذا الشعور .. هي تغذية راجعة .. تحمل في طياتها عبق التاريخ و نسائم العزة تعزز صمود اهلنا و تجعلنا نراهم بصلابة قد نستغربها .. و لكن ما ان تعرف سرها حتى تقف احتراماً لهيبتها و تقديراً لاهلها.


في هذه المقابلة نطرح ثاني اجزاء سلسلة مرابطات على اسوار القدس ..  نوضح للعالم اي جيل تحمله فلسطين و اي جيل يحمل فلسطين .. كيف يجعلنّ من الاقصى قضية حياة .. حتى يكنّ قدوة لنا .. رجالاً و نساءاُ في عملنا و تعاملنا مع المسجد الاقصى و القدس و كامل فلسطين .. نترككم مع مرابطة على أسوار القدس:


-  تعريف بالبطاقة الشخصية:


صفاء الخطيب، من قرية كفركنا قضاء مدينة الناصرة أي ادخل الخط الأخضر، طالبة ثانوية عامة تخصص كيمياء بيولوجيا. أحمل الجنسية الإسرائيلية 


-  ماذا تعني لكِ القدس .. و كيف توطدت علاقتكِ معها ؟


ماذا تعني لي القدس .. في الحقيقة لقد وجدت القدس لها معنى في حياتي من خلال معناها وقيمتها لأمتي.. أمة الإسلام فهي محور الأمة ولبّ الصراع يدور كله عليها وإن صلح حال القدس صَلُحَ حال الأمة وإن فسد حالها فسد حال الأمة . وكذلك تكتسب معناها لدي من خلال رمزيتها الدينية لي ولجميع المسلمين فهي القبلة الأولى التي صلى إليها وهي مهبط وحي رسول الله حين أسرى من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج إلى السماء.
وحين تسمع حديث الرسول الكريم يقول " أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه" بالتأكيد ستعني لك القدس شيئاً ويعني لك مسجدها الأقصى أشياء.. وقد توطدت علاقتي معها من خلال الزيارات المتكررة الكثيرة فأنا لا أستطيع أن لا أزور القدس مرة في الشهر على الأقل لأصلي في المسجد الأقصى وأكتشف أسرارها من معالم وتاريخ .


- كيف تصفِين الشعور عندما تدخلين المسحد الاقصى و تؤدين الصلاة فيه


كيف أصف الشعور حين أدخل المسجد الأقصى .. لن أقول إنه شعور لا يوصف لأنه كذلك فالدخول إليه يجعلك تمزج مشاعر الحب والروحانية مع مشاعر الحزن والبغض لمن سلب هذه الدرة الثمينة من أيدينا .. الشعور بالإغتراب.. بالوحدة .. فعندما ترى في أيام أن عدد الجنود والشرطة يتجاوز في سائر أنحاء المسجد وعلى أبوابه عدد المصلين بكثير .. ستشعر بالغربة والأسى الملطخ بعار صمت المسلمين على ما يحصل من انتهاكات وتدنيس له


- مما لا شك فيه تواجد المستوطنين في القدس امر مؤذي للعين و القلب .. كيف تجدي صمود اهلنا في القدس رغم كل هذه الظروف الصعبة


أهل القدس آية في الصمود .. رغ ما يتعرضون له من سلب حريات كحرية التنقل من حارة إلى أخرى وتجد حاجزاً يوقفك وإيذاء بطرق تصدقها ولا تصدقها كنشر المخدرات بين أوساط الشباب المقدسي لتجهيلهم أخلاقياً وثقافياً ومنعهم من أبسط حقوقهن وهي حق التملك والبناء على أراضيهم عدا عن مصادرتها فأن تعمر بيتاً في القدس كأن تنسف جبلاً عن بكرة أبيه لصعوبة هذه المهمة فالكل يحول دون بناء البيت والكل يحاول أن يثنيك عن عزمك لتغادر الأرض وتهاجر لمكان آخر .
والمقدسيون صابرون .. أم كامل وأهل الشيخ جراح بأكمله.. أهل سلوان وشعفاط وصور باهر .. الكل صامد


-  ما هي أهم الوسائل التي ممكن ان ننصر بها القدس


قبل أن نساهد في نصرة الأقصى مادياً من خلال التبرعات أو المساهمة إعلامياً من خلال نشر القضية بكافة وسائل الإعلام يجب المعرفة بهذه القضية، دراستها، سبر أغوار مدينة القدس، يجب أن نبني حبنا لهذه المدينة على أساس علمي وديني معاً، فحب المسجد الأقصى ونحن لا نعرف المسجد القبلي من قبة الصخرة لا يكفي لنصرة القضية وحب القدس ونحن لا نعرف السياسة التي يتبعها الإسرائيليون ضد المقدسيين كذلك لا يكفي لنصرة القضية .. يجب أن نعرف أهميتها، تاريخها، معالمها حتى نستطيع نصرتها


- قضية القدس و المسجد الاقصى .. هل تجد الاهتمام المطلوب في شعوبنا و كيف نعززها و نغذيها في نفوس شبابنا


هل تجد الإهتمام المطلوب أم لا تجد.. ربما تجد مكاناً لها في عاطفة المسلم الشاب وتحرك فيه روح النخوة ولكن ما دام هذا مجرد عاطفة فلن يكفي . 
الشعوب تستيقظ، ووجدنا في مرحلة طيبة يمكن الشعوب من تحرير نفسها ثم الانتقال إلى تحرير عاصمة الخلافة الإسلامية القدس .. نحن على أمل ويقين بأن الأمة تحمل كل الخير لمقدساتها .. وأنها تستيقظ من نوم كاد يميتها.. والأيام سترينا ما تحمله الأمة المسلمة من دعم وعمل لهذه المدينة وإنقاذها قبل فوات الأوان


 - كلمة موجهة لـ كلنا مقدسيّون


كلنا مقدسيون" إسم جميل لا يعبر إلا عن معنى الوحدة الخالصة لهذه المدينة ورمزيتها الدينية "
باركَ الله في جهودكم في المدونة.. تويتر .. لنشر القضية .. وإن شاء الله لن يضيع جهدكم سدى :)


- كلمة حرة ..


 أود الكلام حول الإنتهاكات التي تحصل في القدس.. يجب نشر القضية بشكل أكبر .. فضح الإنتهاكات كالحفريات التي تحصل أسفل المسجد الأقصى .. نبش القبور كالذي يحصل في مقبرة مأمن الله ليبني اليهود عليها "متحف سلام" !! .. الوحدات الإستيطانية التي تزحف يوماً بعد يوم لتخترق قرى وضواحي القدس الشريف .. القدس والأقصى في خطر شديدين !! فانصروا أقصاكم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق