الخميس، 17 نوفمبر 2011

مرابطات على أسوار القدس ~ 1



هي تلك الارض التي باركها الله سبحانه و تعالى من فوق سبع سماوات .. ففاضت بركاتها و عمت على ما حولها .. ارض باركها رب العباد بوجود المسجد الاقصى فيها .. اولى القبلتين و ثاني المسجدين و ثالث الحرمين .. سكن فيها و زارها الانبياء ... و عشقها العباد و الزهاد .. و قصد جنباتها العلماء .. و سطر الخلفاء و السلاطين اسماءهم في تاريخ الامة بإهتمامهم بها .. و ما كانت مكانتها لتكتمل الا بزيارة خير الانام عليه افضل الصلاة و التسليم في رحلة الاسراء و المعراج لها ... إنها القدس .. ارض باركتها السماء

و ما كان لاهل القدس و ما حولها ان يكونوا اناس عاديين .. فهم يسكنون ارضاً باركها الله سبحانه و تعالى ... و يأكلون من ثمر زرع نبت من هذه الارض التي روتها دماء الصحابة و الشهداء .. و يعيشون في افق تعطر بصوت بلال بن رباح رضي الله عنه و هو يصدح بالاذان لاول مرة بعد وفاة الرسول الكريم عليه افضل الصلاة و السلام. كل هذه الاجواء جعلت من اهلنا في فلسطين و القدس اوتاد ترتبط بها, تستمد قوتها و صمودها من كل هذه العوامل .. يحملون جينات الصمود و الجهاد .. فهم المجاهدون بصمودهم و هم المجاهدون بنضالهم و هم الثابتون حتى ان يمن الله علينا بالنصر و الفتح المبين.

و يطول الشرح و الحديث في ذكر بطولات رجال و شباب فلسطين و لكنّا هنا نريد ان نلقي الضوء و لو بصورة بسيطة عن فتيات و شابات و نساء من فلسطين .. عشقنّ القدس .. حملنّ المسجد الاقصى في قلوبهنّ و عقولهنّ ...في الوقت الذي ينشغل مثيلاتهنّ في باقي العالم بأمور مختلفة تماماً .. يعشنّ للمسجد الاقصى قضية حياة .. و ينطلقنّ في هذه الدنيا .. تجدهنّ متميزات في حياتهنّ .. ليضئنّ نجوماً في سماء فلسطين تزينها و تفاخر بها الدنيا .. كل واحدة منهنّ .. خنساء بطريقتها الخاصة .. و كلهنّ يجتمعن في هدفهنّ .. هنّ هنّ .. مرابطات على أسوار القدس

و في هذه السلسلة سنتشرف بإجراء مقابلات مع عدد منهنّ .. نوضح للعالم اي جيل تحمله فلسطين و اي جيل يحمل فلسطين .. كيف يجعلنّ من الاقصى قضية حياة .. حتى يكنّ قدوة لنا .. رجالاً و نساءاُ في عملنا و تعاملنا مع المسجد الاقصى و القدس و كامل فلسطين .. نترككم مع اولى مقابلاتنا .. مع مرابطة على أسوار القدس:

 تعريف بالبطاقة الشخصية:

اختكم مروة كمال الخطيب – عمري 17 عشر عاما ، اسكن في قرية كفركنا قضاء الناصرة في الاراضي المحتلة عام 48 ، طالبة في السنة الاخيرة  للمرحلة الثانوية في التخصص العلمي .

- ماذا تعني لكِ القدس .. و كيف توطدت علاقتكِ معها ؟

القدس ، نبضُ عروبتي ، هويتي الاسلامية ، وأرضي التي فيها معيشتي ومماتي .

القدس بالنسبة لي كل شيء ، أبث فيها آهاتي ، وآهات المسلمين ، بوابة السماء التي أرسل الشكوى فيها إلى الله لا يحول بينها وبينه شيئ ، القدس عقيدتي ، وموطن الآمال .

توطدت علاقتي بفضل الله ثم أمي ، أمي مقدسية فكنت كلما ذهبت لبيت جدي زرت المسجد الاقصى ، ومن صغري اعتدت على اللعب بين جنباته ، وكبرت وصرت أذهب للرباط فيه على الرغم من المسافة الطويلة بين مكان سكني وبينه ، ولله الحمد والمنة ان رزقني الرباط والصلاة فيه .

وان لم يكتب لي أن ارى المسجد الاقصى حرا طليقا فأسأل الله ان يكون جسدي جسرا يعبر عليه الاحرار لتحريره .

 - كيف تصفِين الشعور عندما تدخلين المسحد الاقصى و تؤدين الصلاة فيه


عـدا عن الراحة النفسية التي تسكنني عند دخولي للمسجد القبلي او قبة الصخرة للصلاة ، فهناك الحضارات تلتقى ، عندما أتكأ على جدران المسجد القبلي أشعر بأيدي جنود صلاح الدين على أحجاره ، أرواحهم هناك محلقة ، عبق الانبياء يسري في كل جوانبه ، طهارة النبي محمد عليه السلام تبعث في الاجواء سكينة ونقاء ! شعور لا يوصف حقيقة ، أسأل الله ان يرزقكم صلاة قريبة فيه ، فيكون هناك شعورا جديدا آخر جميلا يضاف الى معاني المسجد الاقصى .

 - مما لا شك فيه تواجد المستوطنين في القدس امر مؤذي للعين و القلب .. كيف تجدي صمود اهلنا في القدس رغم كل هذه الظروف الصعبة

صمودهم كبير ، وألمهم عظيم ، وجراحهم غائرة ، كيف تجدون أنفسكم عندما يطردكم غريب من بيوتكم ويهدمها بعد ذلك أو يسكنها وتبقون أنتم في العراء ، لا ماء ولا مأوى !

- ما هي أهم الوسائل التي ممكن ان ننصر بها القدس
 
قبل المـال وقبل الدعم المادي ، يجب ان نكون أنفسنا ونبني جيلا يحمل القرءان ويعرف القدس ، عقيدته تهز الارض هزا ، ليستطيع ان يحمل القدس بيديه وينتزعها انتزاعا من بني صهيون ، المال يساعد مؤقتا ولا يفيدهم أبد الدهر ، ولكن العلم والايمان هما من سيعيدان القدس ، وجيل القرءان هو الوحيد الذي سيتمكن من ذلك .

- قضية القدس و المسجد الاقصى .. هل تجد الاهتمام المطلوب في شعوبنا و كيف نعززها و نغذيها في نفوس شبابنا

في الآونة الاخيرة ، وجدت شبابا رائعا ، يخاف على القدس ويحمل همه ، وجدته في الكويت ، وفي لبنان ، البحرين ، الاردن ، السعودية ، وفي سورية الجريحة ، وجدت في كل هؤلاء الشباب أن القدس تأخذ لها مكانا كبيرا في قلوبهم ، يسمعون أنينها ، وقريبا سيصلون أليها وان لم يستطيعوا فأجسادهم ستكون هي الجسر المؤدي اليها .

كيف نعزز القضية في النفوس ،، هي السؤال هل تستطيع أن تترك مسرى نبيك لبني صهيون يمرحون فيه ويهدمون آثاراه ويغيرون معالمه ؟ هذا جزء من ديننا ومن عقيدتنا ان فرطنا فيه فسنفرط في أنفسنا لاحقا .

 - كلمة موجهة  لـ كلنا مقدسيّون

 كلنا مقدسيون ، كلنا مسلمون ، كلنا الاقصى بالنسبة لنا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، هو مسرى نبينا ، اذا لم يكن فينا الخير لندافع عنه وهو عرضنا فلماذا نعيش وأين مروءة العرب وشيمهم ؟

كلنا مقدسيون أحرار ، رفعتم راية الحق وناديتهم بها ، عاهدتم على مساعدة أهلنا في القدس وعلى مساعدة المسجد الاقصى وتعريف الناس بقضيته ، ماذا أقول ؟ أدامكم الله للحق راية ونفعكم بكم الاسلام والمسلمين ، ورزقكم صلاة عاجلة في المسجد الاقصى بعد ان تحرروه من دنس بني صهيون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق