الخميس، 3 نوفمبر 2011

قرأة في تقرير حال القدس (3)



اصدرت ادارة الاعلام و المؤسسات في مؤسسة القدس الدولية تقرير حال القدس (3) و الذي يتناول اهم الاحداث المتعلقة بمدينة القدس في الفترة ما بين تموز/ يوليو و حتى أيلول / سيبتمبر من عام 2011. و قد تناول التقرير احوال القدس بنظرة شاملة فتطرق الى حال المدينة, المقدسات و المقدسيّون في هذه الفترة موضحاً بعين خبيرة اوضاع المدينة في الربع الثالث من عام 2011.


و نستخلص في هذا المقال اهم ما تناوله التقرير موضحين اهم استنتاجات هذا التقرير و ساعين الى ربطه بكل ما تناولناه من قبل و بكل ما يحدث حالياً في القدس الشريف. و في ما يلي نجمل أهم النقاط التي نستخلصها من هذا التقرير المهم:


1. واصلت سلطات الاحتلال سياستها في تهويد مدينة القدس و الاعتداء على المقدسات الاسلامية بشكل وحشي, و استمرار تدنيس المسجد الاقصى من قبل قطعان المستوطنين تحت حماية شرطة الاحتلال و قوات حرس الحدود. و هذه الفترة شهدت حلول شهر رمضان المبارك, حيث وصل اكبر عدد من المصلين المتواجدين في المسجد الاقصى في ليلة 27 من شهر رمضان. فقد فاق عدد المصلين في تلك الليلة في المسجد الاقصى الـ 300 ألف مصلي و هذا الرقم يعتبر نادر في السنوات الاخيرة.


في المقابل فإن سلطات الاحتلال قامت بشكل ممنهج بفرض الحواجز و التضييق على المصلين, فيكفي ان ندرك ان عدد المصلين في الجمعة الثالثة في المسجد الاقصى وصل الى 70 ألف مصلي فقط, حيث ان التضييق شمل المصلين من جميع المناطق, الضفة الغربية, القدس و أهل الداخل الفلسطيني.


و في الجهة الاخرى استمر قطعان المستوطنين بإقتحام المسجد الاقصى و تدنيسه, و في يوم 9/8 قام 500 مستوطن بإقتحام المسجد الاقصى دفعة واحدة في ذكرى خراب " الهيكل" و ادوا الصلاة فيه. و الخطير في هذا الحدث ان هذه المرة الاولى التي يقتحم فيها هذا العدد المسجد الاقصى في ايام رمضان و التي تعرف بالتواجد الكبير للمسلمين في الحرم. لقد كانت هذه الخطوة بالون اختبار حتى تتعرف سلطات الاحتلال فيما اذا حان الوقت لمثل هذه الاقتحامات,  و للاسف فإن سلطات الاحتلال الان ستبني على هذه الخطوة من أجل تحويل جزء من المسجد الاقصى الى كنيس يهودي.


كما ان هذه الفترة شهدت اقرار خطة اقامة ما يسمى بمتحف التسامح فوق ما تبقى من اراضي مقبرة مأمن الله بشكل نهائي, حيث يدعم هذا المشروع مركز سيمون فيسنثال و الذي يقع مقره الرئيسي في الولايات المتحدة الامريكية. كما انه تم غمر جزء كبير من اراضي المقبرة بالمياه من أجل تخريب القبور. اضافة الى قيام المستوطنين بشكل متواصل بالاعتداء على القبور و تخريبها.


2. شهدت مدينة القدس حملة استيطانية محمومة تقودها سلطات الاحتلال بهدف تغيير معالم المدينة و استمراراً لمنهجها في تهويد المدينة و تقطيع اوصالها. فقد قامت سلطات الاحتلال بإقرار بناء ما يزيد على 4000 وحدة استيطانية في مغتصبات جيلو و هارحوما و جفعات هاموتس في جنوب القدس بهدف فصل المدينة عن الضفة الغربية و اكمال سلسلة المغتصبات التي تطوق القدس بحيث تخنقها و تضغط على المقدسيّين من أجل تهجيرهم.


كما شهدت هذه الفترة بدء العمل بمشروع القطار الخفيف و الذي يربط بين المغتصبات في القدس الشرقية و القدس الغربية بحيث تجعل التواصل بين المغتصبات في شطري المدينة سهل جداً مما يعزز تواجد المستوطنين في القدس و يصبغ المدينة بصبغة يهودية استيطانية.


3. استمرت قوات الاحتلال في هدم المنازل و تهجير المقدسيّين بشتى الوسائل, و استمرت ازمة النواب المقدسيّين بل تطورت بشكل خطير. فبعد ابعاد النائب المقدسي ابو طير الى الضفة الغربية, قامت قوات الاحتلال بإعتقاله  في عوفر اعتقال اداري يمتد لستة اشهر. كما ان قوات المستعربين قامت بإختطاف النائب المقدسيّ احمد عطون من مقر الصليب الاحمر, و قد مضى الى الان ما يزيد عن 5 اسابيع على اختطاف عطون.


4. أهم نقطة تطرق اليها التقرير تتمثل في الويلات التي جرها " استحقاق ايلول" على القدس و المقدسيّون. فقد زادت هجمات سلطات الاحتلال بشكل كبير على المدينة و شرعت في اقرار مشاريع الاستيطان بشكل كبير و تهجير السكان و اعتقال المقدسيّين ابان هذا الاستحقاق, كما زادت وتيرة اقتحام المسجد الاقصى و تدنيسه. في المقابل, لم يتجاوز فعل السلطة الفلسطينية سوى ذكر القدس في خطاب عباس لا غير. فعلى ارض الواقع, تظهر السلطة الفلسطينية بمظر المتفرج على الاحداث و لا يوجد اي فعل حقيقي يؤكد انها تسعى الى الحفاظ على القدس كعاصمة لدولة فلسطين.


الامر الاخر المهم, بين التقرير ضعف الدعم العربي و الاسلامي للمقدسيّين و للمشاريع المقامة في القدس مقارنة بضخامة الميزانيات المرصودة لدعم المستوطنين و الاستيطان في القدس و ضعف التحرك و عدم استمراريته مقارنة بالسباق المحموم بين الجمعيات الاستيطانية في نهش المدينة و وضع اليد على اكبر مساحة ممكنة منها.


إن هذا التقرير وثيقة مهمة جداً توضح مدى صعوبة الوضع في مدينة القدس على جميع الصعد و تظهر بوضوح مدى التخاذل العربي و الاسلامي تجاه قضية القدس و المسجد الاقصى. إن هذا التقرير يوضح بالارقام و البيانات اهمالنا لثالث الحرمين الشريفين و قبلة المسلمين الاولى و تركها لليهود يعيثون فيها فساداً دون ان نحرك ساكناً .. فهل بعد هذا تهاون او تخاذل ؟؟!! الله الله في مسرى رسولكم - عليه الصلاة و السلام - يا أمة الاسلام .. القدس تستصرخكم .. فهل من مجيب !!

لقراءة التقرير بشكل كامل:
http://www.alquds-online.org/userfiles/QudsReport/halQuds3.pdf  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق