الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

اليوم اليوم ... و ليس غداً




اليوم اليوم و ليس غداً ... هي ليست الكلمات التي غنتها فيروز من أجل القدس و التي رددها العرب عبر سنوات طوال .. ترديدهم لها كترديدهم لاي غناء .. كلمات جميلة بلحن مميز و صوت رائع .. كلا .. هي صرخات القدس .. هو أنين المسجد الاقصى .. هي استغاثات احجار القدس التي شوهتها بلدية القدس بتهويدها عبثاً .. هي نداءات اسوار القدس الشاهدة على صمود أهل القدس رغم كل الظروف المحيطة .. اليوم اليوم و ليس غداً ..



نعم اليوم .. اتتنا الاخبار ثقالاً من القدس .. تهز ضمير الامة العربية و الاسلامية .. تخاطب ضمير كل عاشق لمسرى رسولنا الكريم - عليه افضل الصلاة و السلام - اما ان لك ان تنتصر لاولى القبلتين ؟؟! اما آن لك ان توقظ الامة من سباتها ؟! لم يبقى شيء في القدس الا و تعرض للتهويد .. المسجد الاقصى تحت الخطر ... المقدسيّون يواجهون خطر هدم منازلهم و تهجيرهم .. معالم القدس تتعرض للتهويد ؟؟ هي حربة ممنهجة مفتوحة في القدس ... فإلى متى ؟!


تمضي الايام و تمضي سريعة .. المدة المحددة لهدم طريق المغاربة تكاد تنتهي .. هذا القرار الذي اتخذت سلطات العدو منذ 2007 و اجلته حتى اعادة طرحة قبل عدة اسابيع .. هدم طريق المغاربة خلال 30 يوم .. لماذا الان ؟! لان الصمت العربي و الاسلامي وصلت ذروته فيما يتعلق بالمسجد الاقصى و القدس. إن هدم طريق المغاربة يعني ان سلطات الاحتلال اصبحت شريكة للمسلمين في المسجد الاقصى .. اليوم يهدمون طريق المغاربة .. غداً يجرفون ساحات المسجد الاقصى .. بعده يقسمونه .. و نحن ننظر. إن هدم طريق المغاربة سيتبعه انشاء جسر حديدي يوصل بشكل مباشر للمسجد الاقصى بحيث يصبح " اوتستراد" لكل من قوات الشرطة و حرس الحدود و قطعان المستوطنين من أجل اقتحام المسجد الاقصى متى شاؤوا و بأعداد اكبر.


بالتزامن مع هذا التهديد للمسجد الاقصى .. تواصل قوات الاحتلال خطواتها نحو إقامة ما يسمى بالحدائق التوراتية في سلوان و الذي يتطلب هدم ما يزيد عن 22 منزل هي كامل حي البستان في سلوان .. إقتلاع الانسان و العائلات و هدم منازلها من اجل اقامة حدائق .. هل يحدث هذا في اي مكان اخر غير القدس ؟؟!! و الاغرب من ذلك .. قامت قوات الاحتلال و بلدية القدس بمداهمة ارض في حي الثوري بمساحة 850 متر من اجل تحويلها الى حديقة عامة و مواقف للسيارات !! المفارقة الكبرى ان هذه الارض ملاصقة لمدرسة للبنات و قد كانت المدرسة تقدمت بطلب من اجل ضمها للمدرسة و توسيع مباني المدرسة لاكتظاظ الصفوف ... الا ان الطلب قوبل بالرفض .. من اجل هذا المشروع!!!


و على مستوى الاستيطان, فإنه في الوقت الذي يطرد فيه المقدسيّ من منزله و يتكدس افراد العائلة الواحدة في غرف معدودة لان بلدية القدس لا توافق على طلب ترخيص توسيع البناء .. تواصل بلدية القدس في بناء و طرح عطاءات بناء المغتصبات في القدس و خصوصاً القدس الشرقية. حيث اشارت التسريبات ان بلدية الاحتلال نشرت عطاءات لبناء 750 وحدة استيطانية على جبل ابو غنيم و اخرى ستقام في المدينة ذاتها. و هذا الاجراء نقطة في بحر تغيير المعالم في القدس و خنقها بطوق من المغتصبات التي تحيط بها من كل مكان.


و في نفس سياق التهويد, كشفت الاخبار القادمة من القدس مواصلة اعمال الحفر في مقبرة مأمن الله, أقدم مقبرة في القدس و التي تضم عدداً من رفات صحابة رسول الله عليه الصلاة و السلام, في المنطقة التي تنوي حكومة الاحتلال بالتعاون مع مؤسسة سيمون فيزنتال  انشاء ما يسمى بمتحف التسامح. و اي تسامح هذا الذي يبنى على رفات رجال ضحوا بأموالهم و انفسهم في سبيل تحرير هذه الارض و الذود عنها .. اي تسامح هذا في ازالة قبور ضمت في جنباتها رفات كبار علماء الامة الاسلامية الذين اضاؤوا الطريق لاجيال و اجيال من ابناء هذه الامة.


و ما ذكرناه ملخص بسيط لما يجري في هذه الايام في القدس .. فهناك احداث في كل ساعة .. بين تجبر من سلطات الاحتلال و سياسة تهويدية مكثفة .. يقابله صمود يتبعه صمود من أهلنا في القدس ... الا ان الشيء الثابت في هذه العملية كلها .. الصمت العربي و الاسلامي. لم يعد للصمت مكان يا أهلنا ..و يجب ان نبدأ تحركنا اليوم اليوم ... و ليس غداّ:


- أولاً ... يجب على وزارة الاوقاف الاردنية ان تباشر في اتخاذ اجراءات حقيقية للوقوف في وجه حملة هدم طريق المغاربة, حيث ان الاوقاف الاردنية هي المسؤولة عن المقدسات الاسلامية في القدس و تحديداً المسجد الاقصى .. يجب ان نتوجه بشكل مكثف من أجل دفع الوزارة الى التحرك و الخروج بموقف واضح .. يتبعه تحرك عملي من اجل حماية المسجد الاقصى بشكل فعلي.


- ثانياً ... يجب ان نقوم بعمل حملة مكثفة من أجل فضح مؤسسة سيمون فيزنتال و كشف صورتها الحقيقية امام العالم الغربي بحيث نوقف ما يسمى بمشروع متحف التسامح و نظهر للعالم اي طغيان تمثله هذه المؤسسة بالاضافة الى تذكير العالم بغطرسة سلطات الاحتلال.


 و قبل كل ذلك و بعده ... يجب ان ندعم اهلنا في القدس مادياً, و معنوياً بشكل مكثف من اجل تعزيز صمودهم في وجه حملة التهويد المكثفة التي يواجهونها .. و هنا نوضح انه و لله الحمد, اهلنا في المقدسيّون صامدون على العهد مهما كانت الظروف و لكن اقل ما نقدمه ان نوفر لهم بعض الادوات التي تساعدهم على الصمود مادياً .. و ان نساندهم معنوياً لنشد من أزرهم و نؤكد لهم اننا الى جانبهم ندعهم جهادهم اليومي و نقف الى جانبهم في دفاعهم عن الارض و المقدسات.


اليوم اليوم ... و ليس غداّ .. بهذه العقلية يجب ان نتحرك .. بهذا الاصرار و بهذه العزيمة يجب ان نعمل .. لم يعد للسكوت مكان الان .. فالاقصى ينادينا .. إن هذه امانة في اعناقنا مسؤلون عنها يوم القيامة ... فلننصر مسجدنا الاقصى و اهلنا في القدس .. اليوم اليوم .. و ليس غداّ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق