الخميس، 24 نوفمبر 2011

لنأخذ زمام المبادرة و نترك ردات الفعل




منذ ايام ليست بالبعيدة قررت بلدية الاحتلال هدم جسر باب المغاربة بحجة انه ايل للسقوط و الحريق و قد وضعت مهلة 30 يوم لهدمه. هذا الجسر الذي بني اثر تعرض تلة المغاربة الى انزلاقات ادت الى تهدم طريق المغاربة, فكان بناء الجسر بدلاً من اصلاح التلة التاريخية و التي تعتبر اخر ما تبقى من حارة المغاربة و المنفذ الرئيسي الى باب المغاربة.


استنهض المدافعون عن الاقصى همم الامة و قاموا بعقد عدد من المؤتمرات التي تبيّن خطورة الخطوة التي يرغب الاحتلال الاقدام على تنفيذها حيث تتضمن اقامة جسر جديد للمستوطنين و شرطة الاحتلال من اجل سرعة اقتحام المسجد الاقصى و تدنيسه, اضافة الى رغبتها في توسيع ساحة حائط البراق تماشياً مع مشروع زاموش الذي يهدف الى تهويد القدس و طمس معالم المدينة الاسلامية بالكامل. فتلة المغاربة و طريقها يوصل الى باب المغاربة و باب النبي - عليه أفضل الصلاة و السلام - و الذي يعتقد ان نبي الرحمة عليه الصلاة و السلام دخل الى المسجد الاقصى منه.


و استجابة للحملة الكبيرة التي نشرها شرفاء الامة و خيرة رجالها, الذين حملوا هم الاقصى و القدس في قلوبهم, ستخرج غداً ان شاء الله ملينويات في عدد من البلاد العربية و الاسلامية اهمها مليونية الاقصى في القاهرة و مليونية الاقصى في الاردن و التي ستنطلق الى اقرب منطقة على القدس " سويمة". و هاتين المليونيتين تحديداً لهما اهمية خاصة: فمليونية الاقصى في القاهرة لها اثر كبير في قلوب الصهاينة الجبناء, فكلنا يعرف ان اهل الكنانة, اهلنا في مصر, فك الله كربهم و نصرهم على كل ظالم, هم خير اجناد الله في الارض كما ذكر ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم, و هذا التجمع و الاهتمام بقضية الاقصى سيرعب اليهود و يجعلهم يراجعون حساباتهم.


أما مليونية الاقصى في الاردن فلها اهمية كبيرة في الضغط على وزارة الاوقاف الاردنية و التي يقع الاقصى و المقدسات الاسلامية في القدس تحت اشرافها و سلطتها بالكامل. و على الرغم من هذه المسؤولية الكبرى, فإننا لم نجد اي تحرك سواء على الصعيد الاعلامي او على ارض الواقع تجاه هذا التهديد الكبير الذي يمثله قرار الاحتلال بهدم تلة المغاربة. و من هنا فقد تم وضع هذه الخطوة كبداية لسلسلة من الخطوات التي تهدف للضغط على وزارة الاوقاف من أجل تحمل مسؤولياتها و اخذ الامانة بحقها .. و ما اكبرها و اقدسها من امانة !!


و هنا من الجدير ان نذكر ان هذا القرار قد اتخذته سلطات الاحتلال سابقاً و لكن الهبة الشعبية دفعتها الى تأجيل تنفيذ هذا القرار .. و اعادته قبل ايام قليلة .. فما الذي اختلف .. و ماذا يجب ان نفعل ؟!


ما نحتاجه في هذه المرحلة سلسلة من الخطوات العملية في محاربة تهويد القدس و الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الاقصى .. خطوات حقيقية على ارض الواقع تشكل خطوات استباقية تمكنا من أخذ زمام المبادرة و تحويل تحركاتنا من مجرد ردات فعل الى عنصر مغير في واقع الارض. للاسف في قضية القدس و المسجد الاقصى لم تكن تحركات امتنا الا في موقع رد الفعل, حتى كان الاستثناء في ترميم المصلى المرواني و افتتاحه للصلاة .


و بالتالي حتى لا تذهب جهود هذه المليونيات هباءاً و يزول تأثيرها بمجرد انفضاض الناس و يعود الاقصى وحيداً من جديد, علينا ان نتبعها بعدد من التحركات, أهمها:


1. الضغط بشكل مكثف على وزارة الاوقاف الاردنية من أجل تحمل كافة مسؤولياتها بالشكل المطلوب و الامر هنا ليس مقتصر على طريق المغاربة فقط, بل يتعداه الى الانتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها المسجد الاقصى ليل نهار, من تدنيس له من قبل المستوطنين و قيامهم بأداء صلواتهم فيه و حتى ان وصل الحال بتدنيسه بفتح زجاجات الخمر فيه. اضافة الى حملات السياح التي تدخل المسجد الاقصى بشكل مخزي كل يوم مما ينتهك حرمة الاقصى.


2. توجه كل من وزارة الاوقاف الاردنية اضافة الى السلطة الفلسطينية الى منظمة اليونسكو و طرح قضية حائط البراق بشكل علني امام الجميع, هذا الحائط الذي حصل المسلمون على حكم من قبل لجنة دولية بأنه ملك لهم لوحدهم عقب احداث حائط البراق, و في كل بلدان العالم احتلال بلد معين لا يغير معالمها الدينية و الاثرية. و طرح قضية حائط البراق سيشكل رأي عام كبير حول وضع المقدسات الاسلامية في القدس المحتلة.


3. ايجاد وسائل دعم مادي متواصل لاهلنا في القدس و مساعدتهم في الصمود في وجه حملات التهجير المتواصلة. معركتنا في القدس عنوانها الانسان .. لان المقدسيّ و بفضل الله بوجوده يبطل مشاريع التهويد و لذلك الحرب عليه شعواء, و نحن مطالبون بدعمه بكل الوسائل الممكنة من أجل ضمان بقائه في القدس و مساعدته على العيش حياة كريمة في القدس. و الاستيطان عنوان معركة اليهود في القدس و هذا ما صرح به اليوم وزير داخلية الاحتلال اليوم, و لذلك يجب ان نحاربه بالحفاظ على اهلنا في القدس و الحفاظ على منازلهم و محالهم التجارية.


4. العمل الشعبي المتواصل من أجل قضية القدس و المسجد الاقصى و جعلها قضية يومية في حياتنا .. لان اخطر ما نواجهه في قضية القدس انسلاخ شبابنا عنها و جهلهم الكبير فيها .. و بالتالي يجب ان نحيي قضية القدس في نفوس ابنائنا بحيث يكون العمل من اجلها بحب و ايمان ... و هنا سنرى الافكار الخلاقة بإذن الله


لم يعد مقبولاً ان نبقى ننتظر خطوة العدو الصهيوني حتى نتحرك لندافع عن المسجد الاقصى و بيت المقدس .. يجب علينا ان نبادر و ان نتحرك بشكل يومي و بخطط ممنهجة و مدروسة حتى نحرر المسجد الاقصى بإذن الله .. اليوم نقف على حدودك يا قدس .. و غداً نصلي فيكِ بإذن الله .. طال الانتظار نعم .. و لكن الفجر اصبح اقرب ما يمكن .. فهيا شبابنا ليكن هدفنا في هذه الحياة العمل على تحرير المسجد الاقصى .. و القدس تنتظر عشاقها بكل شوق .. فأين هم العاشقون ؟؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق