السبت، 29 أكتوبر 2011

لندفع الاموال لتحرير المسجد الاقصى ايضاً



رداً على المكافآت التي وضعتها عائلات استيطانية صهيونة لقتل اثنين من الاسرى المحررين, اعلن الدكتور الفاضل عوض القرني عن مكافأة قدرها مائة ألف دولار يرصدها لاي فلسطيني يقوم بأسر عسكري صهيوني حتى تتم مبادلته بالاسرى في سجون الاحتلال. و طبعاً ادى هذا الاعلان عن هجمة شرسة على الشيخ الدكتور, فقامت ادارة الفيسبوك بإزالة هذا الاعلان من صفحته بشكل مجحف في الوقت الذي لم يتعرض اي اعلامي او سياسي غربي لاعلانات المستوطنين, و صموا اذانهم عنها.


و تضامناً مع الدكتور القرني, أعلن الامير السعودي خالد بن طلال عن مكافأة مالية قدرها 900 ألف دولار تضاف للـ 100 ألف دولار التي رصدها الدكتور لكي يصبح المبلغ المرصود لمن يأسر جندي صهيوني في فلسطين مليون دولار. و هي نفس المبلغ الذي رصده المستوطنون لمن يقوم بقتل الدكتور القرني كرد على اعلانه عن رصد مبلغ لاسر جندي صهيوني. و هذه الحادثة من جديد تفضح الشعارات الفضفاضة التي يتغنى بها الغرب, فالحذف و التضييق كان فقط على الدكتور القرني اما العدو فله ان يتكلم كما يشاء. و هذا ما حدث ايضاً لصفحة المسيرة المليونية الى القدس و التي تم اغلاقها بشكل مفاجيء و غير مبرر.


و أمام هذا الموقف المميز من شيوخنا و اهلنا في السعودية و باقي بقاع الارض, لا نمتلك الا ان نرفع القبعة لشخوصهم الكريمة و افعالهم التي عهدناها عن امتنا الاسلامية. و هذه الافعال تمثل حالنا الحقيقي, ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد ) أو كما قال نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم.


و في المقابل, فإننا ندعو أهلنا ان يبذلوا الاموال لتحرير اسير غالي على قلوبنا, يقبع في سجون الاحتلال منذ عام 1967, و يأن ألماً لما يتعرض له من تضييق و تدنيس و انتهاك للحرمات, و نحن ننظر اليه و لا نحرك ساكناً. نعم .. المسجد الاقصى المبارك, ثالث الحرمين الشرفين و اولى القبلتين بحاجة الى ان نحرره من غدر الصهاينة و محاولتهم المستمرة لتهويده و تحويله لكنيس يهودي, و اكثر من نخشاه ان يتكرر سيناريو الحرم الابراهيمي في المسجد الاقصى. في كل يوم يخرج علينا العدو الصهيوني بقرار تهويدي جديد, اخرها كان قراره الجائر بهدم جسر باب المغاربة خلال اقل من 30 يوم.


من المهم ان نعرف ان عمليات تهويد المسجد الاقصى و القدس لا تتم فقط من قبل سلطات الاحتلال, بل ان منظمات صهيونية عديدة تعمل بمبادرات فردية و جماعية على تهويد المدينة و تدنيس الاقصى. و قد قلنا من قبل ان هناك اكثر من 24 منظمة ارهابية تعمل على اعادة بناء الهيكل المزعوم. و ان مشروع زاموش و الذي يعمل على تغيير معالم المدينة بالكامل و اقامة كنيس الخراب و غيره من مشاريع تعمل على تغيير معالم القدس و المسجد الاقصى قام بتمويله اكثر من 4 من مليارديرات اليهود في الولايات المتحدة الامريكية.


و على صعيد المؤسسات تعمل مؤسسة سايمون ويسنثال, مركزها الرئيسي في كاليفورنيا, على دعم بلدية القدس في عمليات التهويد. فأبرز مشاريعها و التي تفاخر به امام العالم يتمثل في اقامتها لمتحف التسامح في القدس المحتلة. هذا المتحف الذي اقيم على مقابر المسلمين و عظام موتاهم. فهذا المتحف مقام على جزء كبير من مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة. هذه المقبرة التي تضم عدد من قبور كبار الصحابة و العلماء و التابعين و المجاهدين, و التي حرص اليهود على طمس معالمها بعمل سلسلة من الاعتداءات, كبناء مصفات للسيارات و منتزهات, اضافة الى ما يسمى بـمتحف " التسامح".


و لا يقتصر دور هذه المؤسسة على هذا الدور فقط, بل انها في هذه الايام تقود حملة شرسة في العالم الغربي تطالب من خلاله منع اليونيسكو من ضم فلسطين كعضو في المنظمة " خوفاً من طمس و مسح تاريخ الشعب اليهودي في فلسطين " على حد تعبيرهم. بل انهم يشوهون صورة فلسطين و يؤكدون ان الاعتراف بها كعضو بفلسطين سيؤدي الى الاستيلاء على معالم اثرية " يهودية" و مسيحية ايضأ. 


مما لا شك فيه اننا امام حرب مفتوحة تستخدم فيها كل الوسائل من اجل طمس معالم القدس و هدم المسجد الاقصى, و من هنا وجب علينا دعم اهلنا في القدس بشكل منافس و مقارب لما يحصل عليه المستوطنون من دعم. ان الدعم المالي تحديداً اساسي جداُ لصمود اهلنا في القدس و الذين هم المعطل لكل مشاريع اليهود في تهويد المدينة. و ان كنا نرصد الاموال لخطف الجنود, فمن الواجب علينا ايضاً ان نخصص الاموال الكثيرة لدعم اهلنا في القدس و دعم المؤسسات العاملة على نصرة المسجد الاقصى و الحفاظ عليه في القدس و الداخل الفلسطيني. لقد فصلنا كثيراً في مقالاتنا السابقة عن معاناة الانسان المقدسي المادية و الضرائب الكبيرة التي تفرض عليه من اجل تهجيره و طرده من القدس. و حال المؤسسات المقدسية ليس بأفضل, فقد شاهدنا قبل ايام قليلة كيف قامت قوات الاحتلال بإغلاق مكاتب مؤسسة القدس للتنمية.


اننا هنا لا نهون مما قام به الشيخ الدكتور عوض القرني حفظه الله و الامير السعودي خالد بن طلال, بل اننا نقبل هذه الرؤوس و ندعو الله لهم بالتوفيق و ان ينفع الله الامة بهم. و لكنا هنا ندعو الى البناء على هذه الخطوة و التحرك بشكل حقيقي على ارض الواقع من خلال بناء مؤسسات حقيقية تقدم الدعم المادي و المعنوي لاهلنا في القدس و المؤسسات المقدسية, و تسليط الضوء على ما يحدث في المسجد الاقصى من انتهاكات و تدنيس يومي ... و نحن في هذه الايام الفضيلة, لنجدد العهد مع القدس و نقوم بدعمها بكل ما اوتينا من قوة لحماية اقصانا الحبيب الذي طال اسره و الذي يستصرخ الامة كل يوم .. فهل من مجيب ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق