الخميس، 6 أكتوبر 2011

لنجعلها جمعة لنصرة الاقصى و الاسرى



في الايام الاخيرة تعرضت القدس لهجمة قاسية جداً طالت الحجر و الشجر ... الارض و الانسان ... و طبعاً كان للمسجد الاقصى المبارك نصيب كبير منها. فمن تواصل اختطاف للنائب احمد عطون و استمرار عمليات الاعتقال في سلوان للشبان و الاطفال و تواصل استفزازات المستوطنين للمقدسيّين خلال ما اسموه احتفالات برأس السنة العبرية و منع لطلبة المساطب ممن هم دون الـ 50 سنة من دخول المسجد الاقصى لحضور دروس المساطب, ناهيك عن استمرار المعاناة اليومية للانسان المقدسيّ من رجال الشرطة و حرس الحدود.


و تتزامن هذه الاحداث مع استمرار اضراب اسرانا في سجون الاحتلال فيما اصبح يعرف بحرب الامعاء الخاوية و وصولهم لليوم العاشر في هذا الاضراب من اجل تحقيق حياة كريمة تصون كرامتهم و ترفع من اجحاف سلطات السجون في حقهم و تخفف من الحملة المكثفة عليهم من اجل النيل من عزيمتهم و كسر صمودهم و سلخهم عن قضيتهم الام. هذه الاساليب التي تنافي حقوق الانسان و التي تصل الى العزل الانفرادي لسنوات و حرمان الاسير من زيارة اهله و حتى وصل الامر الى تقليص الفورة " فترة الاستراحة التي يخرج خلالها الاسرى الى الساحات " لتصل الى نصف ساعة.


تأتي هذه الجمعة في الوقت الذي نحن بحاجة ماسة فيه للتحرك من أجل دعم أهم دعامتين للقضية الفلسطينية بمنظورها العربي و الاسلامي الواسع و البعيد عن التجزئة و التضييق, الا و هي نصرة المسجد الاقصى و الاسرى.


فهذه الجمعة مهمة جداً من أجل اعادة الوصل المعهود بين المسجد الاقصى و المصليّن, خصوصاً بعد نجاح سلطات الاحتلال في تقليص عدد المصلين في الجمعتين الماضيتين, حيث تمكن فقط 5 الاف مصلي من دخول المسجد الاقصى في الجمعة قبل الماضية, فيما تقلص العدد في الجمعة الماضية ليصل الى 3 الاف مصلي فقط اقاموا صلاة الجمعة في المسجد الاقصى. و هذا العدد كان جراء الطوق الامني المشدد الذي فرضته قوات الاحتلال على القدس و المسجد الاقصى في وجه المصلين من جميع مناطق فلسطين بسبب احياء اليهود لمناسبة رأس السنة اليهودية.


و لم يقتصر الامر على ذلك, فقد شهد المسجد الاقصى تحرك جديد من سلطات الاحتلال استهدف بشكل مباشر طلبة المساطب. بداية بملاحقتهم و اعتقالهم و ابعادهم عن المسجد الاقصى لفترة, مروراً بمنع النساء من اقامة حلقات العلم على مسطبة ابي بكر قرب باب المغاربة, و من ثم الاشتراط بترك الهوية عند بوابات المسجد الاقصى قبل الدخول اليه, و انتهاءاً بمنع طلبة المساطب ممن هم دون الـ 50 عاماً من دخول المسجد الاقصى من اجل حضور دروس العلم في مساطب العلم.


و لان المسجد الاقصى ملتصق بشكل دائم بمحيطه المقدسيّ, فمن المهم الاشارة في هذا المقام الى ما يتعرض له المقدسيّون من تضييق و استفزاز و اعتقال متواصل في سبيل تهجيرهم من المدينة. و مع احتفال قطعان المستوطنين برأس السنة العبرية, وصل الاستفزاز ذروته من خلال احتفالاتهم الصاخبة و شتائمهم للمسلمين و العرب و الذي رافقته حملة شرسة من الاعتقالات قادتها قوات الشرطة و كان مسرحها حي سلوان الصامد, و الذي يعتبر الهدف الاساسي الان للاستيطان حيث يسعى الاحتلال الى تحويله الى حي يهودي او كما يسمونه مدينة داوود. و هذه الحملة تستهدف الاطفال بشكل مستمر بما يخالف كل الشرائع و الاعراف و قوانين حقوق الانسان, و لكن عندما يتعلق الامر بالمقدسيّ و الفلسطيني عموماً, فهذه الامور تصبح هامشية و يتعامى عنها البشر.


و بالحديث عن المقدسيّين, فإن هذه الجمعة مهمة من أجل دعم النائب أحمد عطون الصامد في وجه اختطافه و رفضه على التوقيع على اي تعهد بمغادرة القدس او دفع اي كفالة, رافضاً الخروج من هذه الارض مهما كان الثمن. كما يجب مواصلة التضامن مع النائب طوطح و الوزير السابق عرفة و استمرار توجيه الوفود الدولية و المحلية لدعمهم في صمودهم و حثهم على مواصلة اعتصامهم في مقر الصليب الاحمر.  و دعم النائب عطون هو جزء من دعم اسرانا, و من ضمنهم المقدسيّين, في اضرابهم المستمر حيث سيكون غداً ان شاء الله اليوم الحادي عشر على هذا الاضراب. و هذه القضية مهمة ان يتم تسليط الضوء عليها بشكل مكثف, لانها حرب من أجل قهر السجان و تحقيق حياة كريمة رغماً عن انف سلطات السجون و ايجاد واقع افضل للاسرى في هذه السجون.


 غداً يوم للاقصى و الاسرى .. يتطلب منا جميعاً التحرك في جميع الاتجاهات لتحقيق هذه النصرة. فعلى صعيد نصرة المسجد الاقصى , فيجب شد الرحال الى المسجد الاقصى من أجل اقامة صلاة الجمعة و اعماره بأكبر عدد من المصلين. و هنا نهيب بأهلنا في الـ 48 و الذين عهدناهم رأس الحربة في نصرة الاقصى, ان يتوجهوا بأكبر عدد ممكن للصلاة في الاقصى. و هنا نحن نوجه رسالة مفادها ان المسجد الاقصى و كل مساجد الله هي اغلى ما نملك, و اننا على استعددا لبذل الغالي و النفيس في نصرتها. و ان هذه القدس هي أرض لنا, و لا مكان لاحتفالات اليهود و تباهيهم فيها, و تواجدنا بكثرة في صلاة الجمعة في الغد في المسجد الاقصى سيؤكد الهوية الاسلامية لهذه المدينة رغم كل مخططاتهم. 

كما ان هذه الجمعة يجب ان تكون جمعة لنصرة الاسرى و النائب احمد عطون و مساندة الاسرى في اضرابهم الذي سيصل في الغد اليوم الحادي عشر له ان شاء الله .. التظاهرات و التجمعات يجب ان تكون من أجل تحقيق هذه المساندة و تسليط الضوء بشكل دولي على هذه القضية .. فهذا اقل ما يمكن ان نقدمه لمن يقدم كل ما يملك في سبيل تحرير ارضنا  .. غداً يوم النصرة ان شاء الله .. فجعلوها نصرة للاقصى و الاسرى .. نصرة تليق بهما و تدافع عنهما .. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق