السبت، 8 أكتوبر 2011

في ذكرى مجزرة الاقصى .. قد نكون امام مجزرة جديدة



تمر علينا اليوم الذكرى الـ 21 لمجزرة المسجد الاقصى و التي وقعت في 8/10/1990. ففي صباح ذلك اليوم و تحديداً في الساعة العاشرة و النصف, قامت مجموعة من المستوطنين من اتباع ما يعرف بجمعية امناء جبل الهيكل و بقيادة المتطرف غرشون سلمون بإقتحام المسجد الاقصى لوضع حجر هيكلهم المزعوم فيه, و قبيل ذلك قامت قوات الاحتلال بإغلاق ابواب المسجد الاقصى بوجه المقدسيّين و الفلسطينيين و وضعت الحواجز في الطرق المؤدية الى القدس لمنع الفلسطينيين من الوصول الى المسجد الاقصى و نصرته, الا انه منذ ساعات الصباح كان قد تجمع الالاف داخل المسجد الاقصى لحمايته و الذود عنه.


و بمجرد دخول المجموعة المتطرفة لوضع حجر الاساس, تصدى لهم المصلون المتواجدون في المسجد فقامت قوات حرس الحدود بشكل مباشر بالتدخل لحماية المتطرفين و اخراجهم خارج المسجد, ثم بدأت مجزرتها في حق المتواجدين داخل المسجد الاقصى حيث اطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع, ثم شرعت بأطلاق الرصاص الحي, مما ادى الى استشهاد 22 مصلي و جرح اكثر من 220, اضافة الى اعتقال 270 منهم. و قد حالت قوات الاحتلال دون وصول سيارات الاسعاف و اعاقت حركتها, و لم يتمكن الفلسطينيون من اخلاء الجرحى و الشهداء الا بعد 6 ساعات من احداث المجزرة.


و تأتي هذه الذكرى في ايام يقف فيها المسجد الاقصى وحيداً ازاء حملة تصعيد و تفريغ ممنهجة تتخذها قوات الاحتلال, فهي على علم تام انه طالما ان المسلمون قادرون على الوصول الى المسجد الاقصى فإنهم مستعدون لبذل ارواحهم في سبيل حمايته و الذود عنه, و لذلك فقد وضعت سلسلة خطوات مدروسة لتفريغه من اهله و مصليه. بدأت هذه الحملة بإقامة جدار الفصل العنصري و الذي حد بشكل كبير جداً من وصول اهالي الضفة الغربية الى المسجد الاقصى و القدس, مما انقص كثيراً من رواده. و لقد تنبه اهلنا في الـ 48 لهذه الخطوة و كثفوا من تواجدهم لتعويض هذا النقص عن طريقة مسيرة البيارق و غيرها من انشطة تهدف الى اعمار المسجد الاقصى و شد الرحال اليه بشكل يومي.


و لكن و في هذه الايام, و بحجة الاعياد اليهودية, قامت سلطات الاحتلال بخنق مدينة القدس بالحواجز العديدة, مما حد من عدد مصلي المسجد الاقصى في اخر ثلاث جمع. و ان كنا لا نمتلك ارقام دقيقة حول عدد المصلين يوم الامس, الا ان الجمعة قبل الماضية شهد المسجد الاقصى اقل عدد من المصلين منذ فترة طويلة, فقد تمكن فقط 3000 مصلي من الوصول اليه و اداء صلاة الجمعة فيه. و في الوقت الذي يعاني فيه المقدسيّون و الفلسطينيون للوصول الى المسجد الاقصى و الدخول اليه, تزداد اعداد المستوطنين الذين يدنسون المسجد بشكل يومي و يدخلونه بالعشرات و المئات, و قد اصبحوا يجاهروا بترانيمهم و صلواتهم في المسجد الاقصى.


و لكنهم اصتدموا بطلبة مساطب العلم في المسجد الاقصى, الذين يتصدون لهم دائماً بالتكبير, مما جعل قوات الشرطة تعتقل عدد كبير منهم و تصدر بحقهم عقوبة " المنع عن دخول المسجد الاقصى", هذه العقوبة الاولى من نوعها في تاريخ البشرية. و من ثم اصدروا قرار يوجب الفتيات و السيدات الراغبات في حضور دروس العلم في المساطب ان يتركن هوياتهن عند بوابات المسجد الاقصى. ثم اصدروا قراراً منعوا فيه دخول الطلبة ممن هم دون الـ 50 سنة الى المسجد الاقصى لحضور هذه الدروس و الجلوس في مساطب العلم. 


نعم, هو تفريغ ممنهج مقصود يهدف الى فصل المسجد الاقصى عن اهله و تركه وحيداً يواجه هجمات المستوطنين و محاولاتهم لتدنيسه. و هذه الايام يحتفل اليهود بما يسمى بعيد الغفران. هذا العيد الغريب العجيب بطقوسه و مدلولاته. ففي هذا اليوم يحتشد اليهود في الكنس الملاصقة للمسجد الاقصى و البلدة القديمة, ينفخون بأبواقهم و ترتفع اصواتهم بالعويل و البكاء طلباً "للمغفرة", اضافة الى عدة طقوس غريبة كجلد الجسد. و في اليوم التالي, و الذي يصادف الغد, يراقبون اذا ما تم الغفران لهم عن طريق مراقبة بعد الدلالات كنزول المطر او تلبد السماء بالغيوم. فإن لم يغفر لهم, يعيثون بالارض فساداً و يدنسون المسجد الاقصى و يقترفون بحقه كل الجرائم, و تستمر هذه الافعال حتى يوم العرش الذي يليه بخمسة ايام.


و في السنوات الاخيرة سجلت جرائم كثيرة بحق المسجد الاقصى في هذا العيد, كإغلاق بوابات المسجد الاقصى على المصلين و قطع الكهرباء عنهم اضافة الى التكيل بالمقدسيّين في البلدة القديمة و اسواق القدس القديمة, و غالباً ما يرافق ذلك الاعلان عن معلم يهودي صهيوني جديد, كإفتتاح كنيس او الاعلان عن افتتاح نفق من الانفاق تحت المسجد الاقصى.


و هنا نسأل انفسنا, ماذا سيحل بالمسجد الاقصى في الغد ؟؟!! و من سيذود عنه و قد منع اهله من دخوله و شرّعت ابوابه للسياح و المستوطنين ؟! من للمسجد الاقصى يقف بوجه العابثين به ؟؟!! يا أمتي استيقظي فالاقصى اليوم اصبح امام خطر كبير جداً .. ليس فقط خطر الهدم و انما خطر التقسيم و التهويد ... نعم خطر ان يحول جزء من المسجد الاقصى الى كنيس .. فيا امتي استيقظي .. يجب ان تكون تحركاتنا استباقية و ان لا تكون ردة فعل ... منعنا في 1990 وضع ججر اساس الهيكل في المسجد الاقصى .. و اليوم بعد 21 سنة لم يتغير الحال بل زاد اصرار العدو على استهداف الاقصى .. و يجب ان يكون تحركنا اكبر و اكثر فعالية .. أحموا المسجد الاقصى  ... احموا المسجد الاقصى .. احموا المسجد الاقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق