الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

الاقصى يتعرض لسياسة الامعاء الخاوية



في عزله الانفرادي ... محاطاً بمجرمي الحرب و قطاع الطرق و الارهابيين .. وحيداً يواجه هجمات السجّان اليومية .. هكذا بدا المسجد الاقصى في هذه الايام. بين الم و ألم .. ألم فراق الاهل و العشاق .. و ألم تدنيس قطعان اليهود و المستوطنين له بشكل يومي. و منذ بداية ما يسمى بالاعياد اليهودية, ابتداءاً برأس السنة العبرية, مروراً بعيد الغفران, وصولاً الى عيد العرش او عيد المظلة, فرضت على الاقصى سياسة تفريغية ممنهجة تحضيراً لتحرك مدروس ...


فمنذ بداية هذه الاعياد, ضربت قيود مشددة تمنع المصلين من الوصول الى المسجد الاقصى بشكل كبير. و ما زاد الامور سوءاً اجراءات الصهاينة تجاه طلبة مساطب العلم, سواء الرجال منهم او النساء. فمنعت النساء من دخول الاقصى الا ان يضعن هوياتهن عند بوابات المسجد, و منع الرجال من هم دون سن الخمسين من دخول المسجد الاقصى من أجل حضور دروس مساطب العلم و المشاركة فيها. فأصبحت ساحات المسجد الاقصى شبه خاوية, سوى من بعض المصلين الذين اصروا ان يدافعوا عن  مسرى الرسول الكريم - عليه أفضل الصلاة و السلام - مهما كان الثمن.


و لن يجد الصهاينة أفضل من هذه الفرصة من أجل تنفيذ مخططاتهم لتهويد المسجد الاقصى و وضع قدم لهم فيه حتى يحولوا جزء منه الى كنيس. فبشكل يومي, واصلت قطعان المستوطنات تدنيس المسجد الاقصى عن طريق اقتحامه في صباح كل يوم, يندسون جماعات صغيرة اليه و يرددون فيه ترانيهم و يؤدون صلواتهم فيه. و سلطات الاحتلال تعمل على اكثر من صعيد من في سبيل تهويد القدس و المسجد الاقصى, و ليس ادل على ذلك مما تضمنه بيان مؤسسة الاقصى للوقف و التراث و الذي اصدرته صباح هذا اليوم, حيث تشير المؤسسة ان سلطات الاحتلال تواصل العمل بإقامة حديقة توراتية بين باب الساهرة و بين طريق باب الاسباط المؤدية الى المسجد الاقصى, في محاولة جديدة لخلق واقع جديد و خنق المسجد الاقصى و البلدة القديمة بسلسلة من المشاريع الصهيونية التي تهدف الى طمس المعالم و تحويل المدينة الى مدينة يهودية صرفة.


إن هذه الظروف التي عملت سلطات الاحتلال بإصرار على خلقها من خلال وضع عدد كبير من الجواجز الفاصلة و اغلاق المعابر المؤدية الى القدس جعلت المستوطنين يطمعون اكثر فأكثر في زيادة وتيرة اقتحامات المسجد الاقصى. و مع قرب عيد العرش الذي يبدأ مساء غداً الاربعاء و يمتد الى اسبوع, فإن هناك دافع اكبر لدى هذه القطعان لتنفيذ اعتداءاتهم على المسجد الاقصى. و يؤكد ذلك ما ذكره الاستاذ أحمد ياسين, الباحث في حفريات القدس, من أن هناك جماعات صهيونية و عدد من الحاخامات دعت للتوجه الى جبل الهيكل " المسجد الاقصى " للحج فيه و الطواف حول قبة الصخرة.


و تأبى الاقدار الى ان توحد الاسرى الابطال مع المسجد الاقصى .. ففي الوقت الذي يخوض فيه اسرانا اضرابهم لليوم الـ 15 في وجه السجان بما يعرف بمعركة الامعاء الخاوية ... فإن المسجد الاقصى يتعرض لحملة من التفريغ و ابعاد المصلين عن المسجد الاقصى .. حملة شرسة تهدف الى تفريغ المسجد الاقصى من المصلين المدافعين عنه .. فهاهم الاسرى و المسجد الاقصى يجابهون عدوان نفس السجان بأمعاء خاوية .. و عزيمة عالية .. تأبى الا الصمود و اعلاء كلمة الله فوق فلسطين كاملة و طرد المحتل الغاصب من ارضنا.


و ازاء هذه السياسات العدوانية من قبل قوات الاحتلال .. اصبح التحرك بشكل جدي امر مفروغ منه ... فأسرانا و مسرى رسولنا الان في خطر حقيقي  .... فأسرانا يخاطرون بأرواحهم من للوقوف بوجه السجان, و عدد منهم دخل في مراحل خطرة ... و مسرى رسولنا يتعرض للتدنيس و التهويد و تحويله الى كنيس يهودي ... لم يعد للصمت مكان .. يجب علينا التحرك لحماية أسرانا و على رأسهم المسجد الاقصى .. يجب علينا القيام بتحرك شعبي ملموس و مؤثر .. و الا فقدنا أهم ما لدينا .. اسرانا و مسرى رسولنا ينتظرون نصرتك .. فلا تبخل عليهم بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق