الجمعة، 14 أكتوبر 2011

مهرجان الاقصى في خطر ... مثال يحتذى و ضرورة ملحة



في عام 1996, و في سعيها الى توجيه الانظار نحو الاخطار التي تحيط بالمسجد الاقصى من كل حدب و صوب, و من اجل كشف مخططات الاحتلال الصهيوني و فضح اهدافه المتمثلة في هدم المسجد الاقصى و اقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, اقامت الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني مهرجان بعنوان " الاقصى في خطر" على اراضي أم الفحم. و قد كان حامل مشعل هذا المهرجان شيخ الاقصى الشيخ رائد صلاح, حيث انه عمل بشكل دائم و متواصل على كشف مخخطات الاحتلال و الانفاق السرية التي كانت تحفر تحت المسجد الاقصى.


و اليوم شهدت ام الفحم مهرجان "الاقصى في خطر" السادس عشر, وسط احداث و متغييرات عديدة. فالمسجد الاقصى في هذه الايام يشهد هجمة سرشة من قبل اليهود المستوطنين تتزامن مع الاعياد اليهودية, مما جعل سلطات الاحتلال تفرض طوق امني مشدد على القدس مقلصة بذلك عدد المصلين الذين تمكنوا من اداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى على مدار الاسابيع الاربعة الاخيرة. اضافة الى اقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى و التهويد الذي تقوم به بلدية القدس في محيط المسجد الاقصى محاولة حصاره و فرض واقع جديد يطمس معالمه الاسلامية و يضفي صبغة يهودية على محيط الاقصى.


و ان كان هذا هو حال المسجد الاقصى, فإن حال شيخ الاقصى ليس بالافضل. فها هو يخوض معركة تحدي و صمود في بريطانيا في وجه اللوبي الصهيوني و محاولته كسر كل من يدعم القضية الفلسطينية و يدافع عن المسجد الاقصى. و لله الحمد فقد كسب الشيخ رائد اولى الجولات حيث حكمت المحكمة بعدم مشروعية ايقاف الشيخ رائد, و تبقى القضية الاهم و التي تتمثل في مشروعية  قرار ابعاد الشيخ رائد صلاح حيث ستنظر المحكمة في هذا القرار. و بسبب هذه الظروف فقد غاب الشيخ رائد صلاح عن مهرجان الاقصى في خطر بشكل قسري.


و قد اتى المهرجان كعادته قوياً مميزاً في فقراته و مشاركيه. فقد كانت الكلمات متماشية مع الاحداث الحالية و شاملة لكل ما يحدث في فلسطين و المحيط العربي و الاسلامي. و كعادتهما فقد جاءت كلمتا الشيخ عكرمة صبري و الشيخ كمال الخطيب. و في كلمته, حث الشيخ عكرمة صبري على الاقبال على برنامج مصاطب العلم في المسجد الاقصى و محاربة المخططات الصهيونية التي تهدف الى تفريغ المسجد الاقصى من طلبة المصاطب من اجل افساح المجال للمستوطنين للقيام بتدنيس المسجد الاقصى. و هذه النقطة مهمة جداً, لان ما تقوم به سلطات الاحتلال من خطوات ممنهجة ازاء طلبة المصاطب لهو دليل كبير على اهمية وجودهم و انهم يعطلون مساعي المستوطنين. كما انه اشاد بإضراب الاسرى و خوضهم معركة الامعاء الخاوية و شد من ازرهم في حربهم من أجل نيل حقوقهم الاساسية في الحياة الكريمة.


اما كلمة الشيخ كمال الخطيب فقد تميزت بشمولية رائعة, حيث ربط من خلالها تحرير فلسطين و القدس بوجود محيط عربي اسلامي حر. و ان تحرير القاهرة و دمشق و باقي المدن العربية يعتبر بداية تحرير القدس, و هذا ما حدث في عهد صلاح الدين. فقد قام صلاح الدين بتحرير كبرى المدن من  القادة العملاء و الفاسدين و من ثم قام بتحرير القدس. كما اكد الشيخ كمال الخطيب ان الامة الاسلامية في صعود و ان هذا عصر الامة الاسلامية و ان ايام اليهود اصبحت معدودة, و هم كباقي المحتلين السابقين الذين مروا على القدس, راحلون عنها قريباً ان شاء الله و ستبقى القدس و المسجد الاقصى شامخاً عزيزاً بإذن الله.


و هذا المهرجان لطالما حفز اهلنا في الداخل الفلسطيني على عمارة المسجد الاقصى و شد الرحال اليه بشكل يومي, كما انه كان عاملاً مهماً في زيادة الوعي الداخلي حول الاخطار المحدقة بالمسجد الاقصى. و من هنا يجب علينا الاستفادة من هذه التجربة و اخذها كمثال حي يحتذى به, و ما احوجنا الى مثل هذه المهرجانات في دولنا. فمن خلالها يتم توضيح الصورة بالشكل الامثل لاهلنا و كشف حقيقة ما يحدث في المسحد الاقصى و القدس الشريف من تهويد و تدنيس, كما انها ترسخ حب المسجد الاقصى و قضيته في نفوس اطفالنا, لنحصل على جيل يحمل قضية الاقصى و يضعها في اولى اولوياته.


الاقصى في خطر, لاننا تناسينا الاقصى ... الاقصى في خطر, لاننا اعمينا اعيينا عما يحدث في مسرى الرسول عليه الصلاة و السلام .. و من اجل نصرة الاقصى, يجب ان نرسخ قضية الاقصى في نفوسنا و ان نضعه دائماً نصب اعيننا ... و مهرجان الاقصى في خطر و امثاله من المهرجانات سلاح مهم يجب ان نستخدمه في محاربة الجهل المنتشر في امتنا ازاء ما يجري في القدس و المسجد الاقصى, و هي الخطوة الاولى و الاساسية في نصرة اولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق