الأربعاء، 25 يناير 2012

لعل الله يخرج من ابنائنا من يفتح القدس




عن انس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة , فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها ". أي قيمة عظيمة يزرع فينا رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و اتم التسليم في هذا الحديث الشريف .. اي رسالة يحملها للامة الاسلامية في هذه الكلمات الرائعة التي خرجت من فمه الطاهر صلوات ربي و سلامه عليه. حتى و الساعة تقوم .. حتى و الدنيا تنتهي .. حتى و البشرية على اعتاب الاخرة, يوصينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ان نواصل العمل .. ان نواصل اعمار هذا الكون. 



و قد يتساءل احدهم, ما الفائدة من زرع هذه الفسيلة و الدنيا على وشك الانتهاء و الناس مقبلون على حساب مع رب الكون عز و جل و مصير ابدي اما الفوز بالجنة, اللهم اجعلنا منهم,  او الخسران العظيم بالخلود في نار جهنم, اللهم حرمها على اجسادنا؟! ان هذا الحديث الشريف يزرع فينا قيمة نحن احوج ما نكون اليها اليوم, الاخذ بالاسباب و التوكل على الله في اي عمل نقوم به. الانسان محاسب على العمل ذاته, اما نجاح العمل من عدمه فهذا من اقدار الله التي كتبها و هذا الحديث يوضح للمسلم ان عليه الاخذ بالاسباب و القيام بما هو مطلوب منه لنصرة الدين و اعمار هذا الكون, ثم التوكل على الله و ترك النتائج له بعد الاخذ بكل الاسباب المتاحة.


و ان كنا نتحدث عن الزرع فإن اهم زرع في هذه الارض هم ابناؤنا, اطفال اليوم و رجال الغد, حلم الاباء و مستقبل الاوطان. في ظل هذا الزمن الذي ضلت فيه بوصلة الكثير من الاباء في تربية ابنائهم فتركوهم عرضة لما تريده وسائل الاعلام, فتبدلت القدوات و تغيرت القناعات و ظهرت اجيال في مجتمعاتنا لا تمت لنا بصلة الا بالاسم اما الفكر و الثقافة فهما من عالم اخر. ان الطفل عبارة عن عجينة طرية قابل للتوجيه بشكل سهل سلس, فإذا كبر و شب اصبح صلباً مقاوماً و اصبح التوجيه و التغير اصعب.


و عند الحديث عن نصرة القدس و المسجد الاقصى, فإن من اهم ما نقوم به ان نأسس لجيل يحمل قضية المسجد الاقصى و القدس في قلبه و فكره عقيدة, يعمل على تحريرها ليل نهار. و لان فاقد الشيء لا يعطيه, فتأسيس هذا الجيل يتطلب منا ان نعرف قضية القدس و المسجد الاقصى بشكل جيد و ان نعمل لنصرتها, حتى نكون قادرين على نقل هذه القضية الى ابنائنا بالشكل و الطريقة الصحيحة حتى نأخذ بالاسباب كاملة بالشكل الصحيح.


من المهم جداً زرع أهمية المسجد الاقصى و القدس في قلوب ابنائنا منذ صغرهم, من خلال الحديث معهم عن روعتها و رواية القصص لهم عن المسجد الاقصى و عن فاتحيها و ابطال امتنا الذين حرروها حتى يكونوا لهم قدوة. الحديث معهم عن اهمية المسجد الاقصى و شرح روعته من خلال الصور و الفيديو, و ايجاد الوسائل التي تنقل و ترسخ هذه المعلومة في قلوبهم و عقولهم. ثم اذا كبروا اكثر نبدأ بشرح القضية بشكل اكبر من خلال  الحديث عن صمود اهلنا في القدس و اظهار الوجه الحقيقي لليهود الصهاينة و اطماعهم في مسجدنا و قدسنا و فلسطيننا كاملة.


و في هذا المجال يتحدث الداعية الشيخ أحمد القطان فيقول: :" المسجد الاقصى امانة في عنقك و في عنقك يا اختي في الله, علمي ابنك و اخاك, ان الاقصى و المسجد الحرام قرينان في آية واحدة, عقيدة ذكرها الله في كتابه لا نتنازل عنها ليهود, نحيي هذا في نفوسهم, نعلق صور المسجد الاقصى في غرفهم, نحضر لهم الاشرطة التي تبعث محبة القدس و الاقصى, نظهر لهم لهذا الشاب الصغير الذي يرجم يهود بحجر و مقلاع و نقول لابننا: هذا قدوتك, و نناديه: يا فاتح, يا استشهادي, يا مجاهد".


و عندما نتمعن في جيل صلاح الدين الايوبي, فإننا نجد جيل كامل ربي منذ طفولته على عشق المسجد الاقصى و القدس و على حمل قضيتها, فخرج جيل عمل ليل نهار من اجل فتح بيت المقدس و تحرير المسجد الاقصى .. جيل اسس على ايدي علماء اجلاء كأمثال حجة الاسلام الشيخ ابي حامد الغزالي و الجيلاني و غيرهم من العلماء الذين اسسوا لهذا الجيل المميز الذي فتح الله على يديه مسرى الرسول الكريم عليه افضل الصلاة و اتم التسليم.


الكثير من امتنا الاسلامية عندما تتحدث معه عن قضية القدس يقول بكل تثاقل ماذا بإمكاني تقديمه لنصرة القدس في هذا الوضع؟! في يد كل واحد منا عمل الكثير من اجل نصرة القدس و من اهم اعمال نصرة القدس ان تزرع هذه القضية في ابنائك و تنوي ان تخرجهم رجالاً و نساءاً يحملون المسجد الاقصى في قلوبهم و يعملون على نصرته في حياتهم .. فلعل الله يتقبل منك هذا الزرع و يبارك لك فيه فيخرج من انبائنا من يفتح القدس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق