الاثنين، 16 يناير 2012

القصور الاموية .. في مهب رياح التهويد




منذ ان فتحها عمر الفاروق رضي الله عنه في السنة 15 هجري, حظيت القدس بمكانة مميزة عند الخلفاء على مر السنين. و لقد كان من اكثر من اهتم بالقدس الخلفاء الامويين حيث ما تزال اثارهم فيها شامخة الى اليوم. فعبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة و الوليد بن عبد الملك بنى المسجد القبلي, و امضى سليمان بن عبد الملك في القدس اكثر مما امضاه في دمشق, و قد اخذ بيعته في المسجد الاقصى, كما انه كان على وشك ان ينقل عاصمة الدولة الاسلامية من دمشق الى القدس لعشقه و حبه لهذه المدينة المباركة.



و قد بنيت قصور الخلفاء الاموين جنوب المسجد الاقصى حيث كانت مرتبطة بالمسجد الاقصى من خلال اروقة تنتهي بعدد من الادراج  كما كانت ترتبط من اعلاها بقناطر كبيرة توصل الى سطح المسجد. و ما تزال اثار هذه القصور الاموية جنوب المسجد الاقصى بشكل واضح. و لان هذه الاثار الاسلامية تشكل ضربة واضحة لادعاءات العدو الصهيوني عن هيكلهم المزعوم و تؤكد على الهوية الاسلامية للقدس فقد اصبحت هذه القصور هدف مستمر لعمليات التهويد من اجل طمس معلم اسلامي مهم و تهويده من اجل التوافق مع مشاريع التهويد المكثفة في محيط المسجد الاقصى.


اولى عمليات التهويد كانت بإقامة مدرج تهويدي امام البوابة الثلاثية, حيث قاموا بإلادعاء ان هذه الدرجات كان يصعدها و يتوقف عندها و قاموا بتفصيل مزمور خاص من توراتهم المحرفة ليتناسب مع ادعائهم الباطل. و قد افتتح هذا المدرج التهويدي رئيس الحكومة الصهيونية المجرم ايهود باراك في عام 1998 و من ذلك اليوم اصبحت هذه الدرجات الاموية مزاراً للسياح و للمستوطنين اليهود يردودن عندها مزاميرهم و صلواتهم.


ثاني عمليات الاعتداء على هذه القصور الاموية تمثل في قيام سلطات الاحتلال بالاستيلاء على حجر ضخم من حجارة القصور الاموية في عام 2009, حيث قامت رافعة عملاقة بإنتزاع حجر ضخم  و اخذ الى جهة مجهولة في اعتداء صارخ على المقدسات الاسلامية في القدس وسط صمت عربي اسلامي و مساندة اوروبية امريكية لهذا العدو الصهيوني الغاشم.


ثم كانت اكبر عمليات التهويد بقيام سلطات الاحتلال بمد شبكة من الجسور الحديدة  في منطقة القصور الاموية و قد كانت اعمال التهويد مكشوفة و مكثفة. و قد كشفت مؤسسة الاقصى ان سلطات الاحتلال تهدف الى الاعلان عن منطقة القصور الاموية كجزء من الهيكل المزعوم تحت اسم " مطاهر الهيكل". حيث تقوم سلطات الاحتلال بإنشاء هذه المطاهر في منطقة القصور الاموية و الربط فيما بينها بسلسلة من الجسور و الادراج الحديدية للربط بين هذه المطاهر التلمودية. كما انهم يخططون لجعلها جزء من مسارات توراتيه تلمودية.


كما ان سلطات الاحتلال قامت بتأسيس شبكات الانارة في هذه المنطقة اضافة الى مدها بشبكة واسعة من خطوط الكهرباء و الاتصالات من اجل تجهيزها لتصبح جاهزة للافتتاح تحت ما يمسى بمنتزه توراتي و بالتالي فإنها ستصبح محج و مزار لقطعان المستوطنين و السياح الاجانب و يتم تعريفها على اساس انها مطاهر للهيكل المزعوم و على انها جزء منه. و تشير مؤسسة الاقصى ان قوات الاحتلال تهدف الى ربط القصور الاموية عن طريق نفق بمنطفة وادي حلوة حيث يوجد ما يسمى زوراً و بهتاناً بـ " مركز الزيارات - مدينة داوود".


و بعد عدة شهور من كشف مؤسسة الاقصى لهذا المخطط التهويدي و فضحها لعمليات تغيير المعالم الذي تقوم به سلطات الاحتلال, فإن عمليات التهويد في منطقة القصور الاموية ما زالت مستمرة, حيث اشار اليوم الاستاذ فخري ابو دياب رئيس لجنة الدفاع عن سلوان الى ان عمليات تغيير المعالم ما زال جاري على قدم و ساق و قد قام بإلتقاط عدة صور تظهر احداها عدد من الصهاينة اليهود يتواجدون عن الدرجات الاموية و هم يرتلون صلواتهم.



[الصورة بعدسة الاستاذ فخري ابو دياب]


ان تهويد محيط المسجد الاقصى و تنفيذ مشروع مطاهر الهيكل و ربطه بباقي مخططات التهويد خطوة استباقية لتقسيم المسجد الاقصى و تحويله الى كنيس. فهم يريدون اولاً طمس اي معلم اسلامي محيط بالمسجد الاقصى حتى يقولوا للعالم شاهدوا .. ان كل ما يحيط بهذا الاقصى يهودي المعالم و بالتالي فإن هذا الاقصى مبني فوق هيكلهم المزعوم و عندها سوف يتوجهون بكل طاقتهم من اجل هدم و تهويد المسجد الاقصى بشكل كامل.


فمتى ننتصر للقدس و المسجد الاقصى؟؟! 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق