الأربعاء، 4 يناير 2012

القدس .. و موقعها من حسابات السلطة الفلسطينية




تتبدل الايام و تتعاقب السنوات و تبقى القدس على حالها, رابطة مصابرة في وجه ضربات التهويدية المتلاحقة على المسجد الاقصى و بيت المقدس. قبيل نهاية عام 2011, قامت سلطات الاحتلال بكتابة سطر جديد في كتاب التهويد و التهجير في القدس, حيث افتتحت معبر او حاجز شعفاط فاصلة بذلك اكثر من 70 ألف مقدسيّ عن مدينتهم على الرغم من حملهم للهوية المقدسيّة. ثم يخرج نير بركات - عليه من الله ما يستحق - رئيس ما يسمى ببلدية القدس ليقترح التخلي عن الاراضي خارج الجدار العازل مما يعني سلخ 120 ألف مقدسيّ عن مدينتهم و منعهم من دخول القدس.



و مع بداية هذا العام, كشف الائتلاف الاهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس في بيان لها نشرته اليوم عن مخطط استيطاني يستهدف توسيع المستوطنات في القدس و الضفة الغربية. و قد اوضح البيان ان الصحف العبرية نشرت اعلاناً عن مشروع مناقصة لاقامة 117 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة هار حوماة على اراضي جبل ابو غنيم جنوب القدس المحتلة. كما تم الاعلان عن توسيع مستوطنة هار أدار في غرب القدس المحتلة. ايضاً تم الاعلان عن اقامة 213 وحدة سكنية استيطانية في 5 مواقع في مستعمرة افرات في منطقة غوش غتصيون جنوب القدس, اضافة الى عدد من الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنة جغعات هزايت في وسط القدس.


بالنظر الى ما يحدث في القدس منذ النصف الثاني من سنة 2011 و حتى ايامنا الاولى من عام 2012 نجد اننا امام نهج مكثف و متصاعد تجاه تهويد القدس و اقامة المشاريع الاستيطانية في عديد المناطق داخل القدس الشرقية من أجل تهويد المدينة بأسرع وقت ممكن و تحديداً سلوان. و هذا ما اكده محمود القراعين عضو مركز معلومات وادي حلوة حيث نوّه الى ان جمعية “العاد” الاستيطانية تنوي تحويل الحي الفلسطيني إلى متنزه للسياح اليهود وحرمان الفلسطينيين من استغلال أراضيهم وسط التقاء أجندة جمعية العاد الاستيطانية وسلطة الطبيعة الإسرائيلية وبلدية القدس المحتلة الموالية لأجندة الجمعيات الاستيطانية.


في المقابل ننظر الى موقف و نظرة السلطة الفلسطينية تجاه قضية القدس فنجده يقتصر فقط على الكلام و حسب. فكلنا شاهد و سمع محمود عباس يرتدي ثوب الفاتح في الامم المتحدة متحدثاً عن دولة فلسطينية مشوهة على حدود 67 و عاصمتها القدس الشريف. و منذ ذلك اليوم اقتصر اهتمام السلطة بالقدس على الكلام و النادر من الكلام فقط. فعن اي عاصمة نتحدث ؟؟!! اي عاصمة تلك التي يبني و يغير و يهود فيها الاحتلال كل يوم دون ان تحرك السلطة ساكناً ؟! اصبحت فلسطين عضو في منظمة اليونسكو, و ذهب عباس مرتدياً نفس الثوب الى مقر اليونسكو و رفع علم فلسطين على المقر, و لكن ماذا بعد؟! هل استغلينا هذه الخطوة لحماية المسجد الاقصى و باقي المقدسات الاسلامية و الاثار العربية في القدس ؟!


لم يقتصر الامر على هذا الحد, فقد اعلنها عباس بشكل صريح ان على الكيان التوقف عن الاستيطان من اجل العودة الى ما يسمى بطاولة المفاوضات, و التي ادعو الله ان تحرق قريباً و ننتهي منها بلا عودة. و لكن الحديث يتغير بشكل مفاجيء, فيذهب وفد من السلطة الى الاردن برئاسة صائب عريقات من اجل التفاوض مع العدو الصهيوني من جديد .. و نتسآل .. هل توقف الاستيطان حقاً؟؟! مهلاً اذن ما الذي يحدث في القدس في كل يوم ؟! ماذا عن قرار الاحتلال زيادة ضريبة الارنونا على سكان عاصمة دولة فلسطين ؟؟! ماذا عن البيوت التي تصادر و تهدم في القدس بشكل اسبوعي ؟!


عندما يتكلم الصهاينة و كبار ساسة الكيان عن تقديرهم للقدس و انها عاصمتهم الابدية فهم لا يقولون كلاماً في الهواء و انما افعال التهويد و الاستيطان تسبق كلامهم .. في المقابل هل فعلاً السلطة الفلسطينية تعتبر القدس عاصمة لدولة فلسطين ؟! الاقوال دون افعال لا قيمة لها .. فكيف اذا كان الفعل مغاير للاقوال بالكامل ؟؟!! عندما تصبح القدس مسرح للاستهداف و التهويد و التهجير و من ثم تهرول للجلوس على طاولة المفاوضات مع من يقوم بهذه الافعال, فإنك لا تقدر القدس و لا تقيم لها اي وزن او تعطيها اي قيمة لها او لاهلها المرابطين الابطال الصامدين.


و للاسف السلطة الفلسطينية لا تقرأ التاريخ و لا تحتفظ بأي ذاكرة, فقبل قرابة العشرين عاماً و بعد توقيع اتفاقية غزة اريحا اولاً, اعلنت محكمة العدل الاسرائيلية عن ملكيتها الابدية لمنطقة المسجد الاقصى " جبل الهيكل كما يدعّون ". و التاريخ يعيد نفسه بشكل غريب, تهويد و عمل متواصل من سلطات الاحتلال, يقابله تجاهل كبير للقدس و اهلها من قبل السلطة الفلسطينية .. فهل القدس عاصمة فلسطين بنظر السلطة الفلسطينية ؟!!


ان لا تدافع عن القدس جريمة, و لكن الجريمة الاكبر ان تستخدمها لتحقق مكاسب دنيوية شخصية بعيدة عن مصلحة الشعب الفلسطيني. لا يحق لاي شخص التنازل عن شبر من ارض فلسطين, فكيف بترك القدس لليهود يسرحون و يمرحون فيها دون تحريك اي ساكن ثم الانكى ان تجلس مع من يدنس القدس من اجل " مفاوضات" لم تحقق لنا اي شيء !!


عفواً عبّاس . عفواً ايها المفاوضون .. ان ارض فلسطين و تراب القدس يلفظكم و يكره ان تطأ اقدامكم مكاناً باركه الله من فوق سبع سماوات و تركتموه عن طيب خاطر للصهاينة المعتدين .. 


و اخيراً اترك الاجابة لكل واحد منكم ... هل فعلاً تعتبر السلطة الفلسطينية القدس عاصمة لفلسطين ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق