الخميس، 5 يناير 2012

قبة الصخرة .. رمز لهوية القدس الاسلامية




خرج علينا اليوم جيش الاحتلال الاسرائيلي بخطوة جديدة تهدف الى تهويد القدس و طمس مقدساتنا الاسلامية, فقد تم تعميم صورة في الجيش الصهيوني للمسجد الاقصى المبارك و قد ازيلت منه قبة الصخرة, حيث انها تدعي ان هذه الصورة تمثل " جبل الهيكل ", كما يسمونه زوراً و بهتاناً, خلال فترة الهيكل الثاني. و قد اشارت صحيفة هآريتس العبرية ان المرجعية الدينية في جيش الاحتلال قامت بتعميم شرائح من الصور الارشادية لضباط جيش الاحتلال بمناسبة عيد الحانوكاة [ للتعرف اكثر على هذا العيد, ارجع الى هذا المقال http://maqdesyoun.blogspot.com/2011/12/blog-post_20.html?spref=tw ] حيث تظهر فيها صور للمسجد الاقصى المبارك دون ان تظهر قبة الصخرة فيها.



و تعميم هذه الصور ليس جراء خطأ ما بل فعل مقصود له العديد من الاهداف. فهذه الصورة هي منهج يعمل الاحتلال من خلاله على تغذية عقول هذه الفئة المتطرفة من جيش الاحتلال بأن هذا هو الهيكل المزعوم و ان هذه القبة يجب ان تزول اولاً من بناء هيكلهم المزعوم. كما تكشف هذه الصور ان حاخامات اليهود يعملون ليل نهار من أجل ازالة قبة الصخرة من المشهد العام للمسجد الاقصى من اجل بناء الهيكل المزعوم





و لكن السؤال لماذا قبة الصخرة تحديداً؟! ان قبة الصخرة المشرفة تمثل درة تزين المسجد الاقصى و هي تحفة معمارية تغنى بها جميع من رأها من مختلف البلدان. و ما يزيد من اهمية و روعة قبة الصخرة ان الداخل الى مدينة القدس من اي جهة يقع نظره على قبة الصخرة بمجرد دخوله للمدينة, مسجلة بذلك ختم اسلامية هذه المدينة و تاركة هذا الانطباع لدى الزائر بمجرد ان تطأ قدماه ارضها. و هذه الحقيقة مؤرقة جداُ لسلطات الاحتلال بشكل واضح, و لذلك تحاول سلطات الاحتلال ان تحجب قبة الصخرة باقامة كنس ضخمة تغطي على هذه الدرة, و ما ادل على ذلك من اقامة كنيس الخراب الذي بني تحديداً بهذا الحجم لحجب قبة الصخرة و الباس المدينة ثوب اليهودية و نزع ثوب الاسلام عنها. و هذا ما يتضمنه ايضاً مشروع القدس اولاً او 2020 او ما يعرف بمشروع زاموش و الذي في مخططه اقامة كنيس ضخم على طرف حائط البراق حتى يتم حجب قبة الصخرة بشكل كامل.


كما ان قبة الصخرة محور اساسي في صراع صمود المسجد الاقصى في وجه هجمات الاستيطان المتلاحقة. ذلك ان حاخامت اليهود يزعمون ان الهيكل المزعوم موجود تحت قبة الصخرة و بالتالي فهم يصدرون التعاليم لقطعان المستوطنين بإقتحام المسجد الاقصى و الوقوف امام قبة الصخرة و اداء التراتيل اليهودية عندها, الا انهم يمنعونهم من الصعود اليها لانهم لا تتوفر فيهم شروط دخول منطقة " الهيكل". الطريف ان كل كبار علماء الاثار اليهود اقروا بعدم وجود الهيكل تحت قبة الصخرة و ان هذا الهيكل من الاستحالة ان يتواجد في هذه المنطقة. 


و هنا نوضح ان خرافة الهيكل لم توضع الا لاسباب سياسية قومية فقط لا غير, فكل ما يذكر في توراتهم المحرفة عن الهيكل من خرافات تم ضحده مراراً و كذبته نتائج الحفريات التي اقامتها الكيان الصهيوني تحت المسجد الاقصى. لقد كانت العودة الى القدس الدافع الاول الذي استخدمته الحركة الصهيونية لهجرة اليهود الى فلسطين, و اليوم يستخدمون خرافة الهيكل من اجل استمرار ايجاد محرك و رابط لليهود مع فلسطين. و من اجل تجيش الصهاينة و تنفيذ مخططاتهم, نجدهم يزعمون ان الهيكل موجود تحت قبة الصخرة و بالتالي هدم هذه القبة يعتبر الخطوة الاولى لاقامة الهيكل المزعوم.


في المقابل للاسف نجد ان الكثير من ابناء امتنا لا يعرف قيمة قبة الصخرة, بل ان البعض اصبح يربطها بمخطط صهيوني من اجل تضليل الامة, فيقول لك ان قبة الصخرة ليست المسجد الاقصى و ان المسجد الاقصى هو المسجد القبلي ذو القبة الرصاصية. و هذا من جهل امتنا بحقيقة المسجد الاقصى, فالمسجد الاقصى كل ما وقع داخل الاسوار و قبة الصخرة المشرفة جزء من المسجد الاقصى و بالتالي فقيمتها من قيمة المسجد الاقصى و هي تمثل رمز الهوية الاسلامية للقدس و هذا ما يكسبها المزيد من الاهمية.


ان ما تم نشره اليوم هو انذار شديد اللهجة للامة ان احذري فالمسجد الاقصى في خطر ... حفريات تنخره نخراً و تنهش في اساساته حتى  اصبحت اثارها واضحة للعين المجردة. و مخططات من اجل تهميش دور قبة الصخرة قبل الاعتداء عليها مستقبلاً و هدمها من اجل اقامة الهيكل المزعوم .. نعم الخطر كبير و الحقد دفين .. و للاسف مقابل العمل المتواصل لاعدائنا .. هناك سبات عميق تعيش فيه الامة.


اليوم و نحن نعيش ذكرى استشهاد صقر كتائب القسام المهندس يحيى عياش رحمه الله, ندعو كل واحد من الامة ليعمل من اجل نصرة القدس و المسجد الاقصى بهمة عالية كهمة يحيى عياش, الذي لم يستكن و ينتظر البقية حتى تتحرك لنصرة فلسطين, بل بادر و عمل ليل نهار حتى زلزل الكيان كله باستشهاديين دكوا حصون العدو دكاً. ليكن في كل منا عزيمة المهندس و مبادرته و اصراره من أجل نصرة المسجد الاقصى و القدس ... ليكن كل منا عياش يمشي على الارض حاملاً الاقصى في قلبه و عاملاً على نصرته في كل وقت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق