السبت، 3 ديسمبر 2011

حصرياً ~ مقابلة مع د. ديمة طهبوب حول القدس و نصرتها




منذ ان فتحها الفاروق عمر بن الخطاب و كبر فيها المسلمون و أذن فيها بلال بن رباح, اصبحت القدس مهوى افئدة العشاق و قبلة العلماء و طلبة العلم فكانت على طول الزمن جوهرة تزين الامة الاسلامية, حتى ان الخلفاء و السلاطين كانوا يتسابقون لترك بصمتهم في هذه المدينة متشرفين بإعمارها و اعلاء شأنها اكثر فأكثر. و ان كان هذا شعور المسلمين تجاهها و هي حرة عزيزة, فإن ارتباطهم بالقدس كان اكبر كلما وقعت في أسر الاعداء. فتجدهم يهبون لنصرتها, يبذلون الغالي و النفيس لتحريرها و يعملون ليل نهار لاعادتها سيرتها الاولى, حرة عزيزة ترفرف فيها راية لا اله الا الله شامخة خفاقة.



و ان كان الامة الاسلامية انجنب اجيال تضم عماد الدين  و نور الدين زنكي و القائد العادل صلاح الدين الايوبي الذين واصلوا الليل بالنهار مجاهدين بالنفس و المال حتى حرر المسجد الاقصى من براثن الصليبيين, فإن الامة نفسها اخرجت العلماء الذين اسسوا و بنوا هذا الجيل امثال الامام ابي حامد الغزالي و الجيلاني و غيرهم من العلماء الاجلاء. و القدس اليوم تقبع تحت احتلال قاسي لئيم يعمل على طمس هويتها و تهويدها, ليجعلها منسلخة عن تاريخها و نسبها العريق, و لكن اهلنا المقدسيّون صامدون في وجه هذه الحملة ينتظرون نصرة اهلهم في الامة الاسلامية لدحر هذ العدو و طرده و اعادة القدس الى حاضرة الامة الاسلامية.


و إن كنا بعد لم نرزق بقادة عظماء, و العظمة لله وحده, كأمثال عماد و نور الدين و صلاح الدين الايوبي, الا ان الامة تنجب الاساس الذي سيبني جيلاً يضم هؤلاء القادة, فنجد من علماء الامة من يعمل ليل نهار من اجل تأسيس جيل يحمل تحرير المسجد الاقصى في قلبه و يستند على اسس اسلامية ثابتة لتحقيق غايته. و من منّ الله علينا و فضله, فإن هذا الدور في زمننا هذا ليس مقتصراً على علماء الدين فقط, فهناك من الكتاب و الصحفيين و العلماء من مختلف الاختصاصات من يعمل على نشر قضية القدس و العمل على جعل تحرير المسجد الاقصى غاية امتنا بشكل عملي. و من أجمل و اروع الاقلام التي تكتب عن القدس ضيفتنا الغالية القديرة الدكتورة ديمة طهبوب, التي لطالما جاد قلمها اروع الكلمات في هذا المجال.


و لقد خصتنا مشكورة بهذه المقابلة المميزة ...


- المسجد الاقصى اولى القبلتين و ثاني المسجدين و ثالث الحرمين .. له عظيم المكانة و القدسية في ديننا الحنيف .. و على الرغم من كل ذلك .. نجد هجران كبير له من قبل امتنا .. لماذا؟!

هناك جهل كبير بعظمة و قدسية المسجد الأقصى خصوصا عند جيل الشباب، و ليس كلهم بالطبع،ناهيك أن الكثرين سلموا بالأمر الواقع و اكتفوا بإدانة القلب أو ذرف الدموع التي لا ترحك ساكنا و لا ترد أرضا مغتصبة هذا بالإضافة الى أن الحرص و التعلق بالدنا قذف في قلوب الناس الوهن فأصبح الجهاد فريضة غائبة لا يذكرها أحد و لا يراها الوسيلة الوحيدة لتحرير الأرض

- المقدسيّون في حرب مفتوحة ضد هجمات متتابعة من التهجير و الطرد و التهويد .. كيف تجدين صمودهم ؟ و كيف يمكننا دعمهم؟

يسجل للمقدسيين استماتهم في الدفاع عن المقدسات و الأرض فوق ما يلاقونه من حرب يومية لا تستثني كبيرا و لا صغيرا و لا امرأة و لا عجوزا و لا شابا و لا طفلا و لا تقيم حرمة لبيت او مؤسسة غير أن جهودهم لا تكفي بأي حال من الأحوال ما لم يرفدها دعم عربيا و اسلامي مستمر يجعل القدس على سلم أولويات العمل العربي المشترك

- على الرغم من ان وزارة الاوقاف الاردنية تتحمل مسؤوليات الاشراف على المقدسات الاسلامية في القدس الا انها لا تحرك ساكناً ازاء الانتهاكات اليومية عليه من قبل المستوطنين و سلطات الاحتلال و لم تتحرك ازاء قرار هدم طريق المغاربة .. لماذا؟ و كيف يمكننا تفعيل دورها ؟

الحقيقة أننا لا يجب أن نبهت الأوقاف دورها على مر السنين الا أنها محدودة السلطة و المبادرة كما الأنظمة العربية و تاريخ الأقصى يشهد أن الجهد الشعبي كان و ما زال له أكبر الأثر في اطلاق مبادرات تدعم صمود المقدسات و الانسان المقدسي
و لقد أطلق ملتقى القدس الثقافي في عمان مبادرة أنا أردني الأقصى مسؤوليتي و كان لها أكبر الأثر في نشر الوعي بقضية جسر المغاربة و كذلك خاطب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الملك عبد الله الثاني منوها بدور الأردن في الحفاظ على المقدسات

- كيف نحيي قضية القدس و المسجد الاقصى في نفوس شبابنا ؟؟!!

بالتربية منذ الصغر و التعهد في الصبا و الانغماس في العمل للقدس في الشباب حتى تظل حاضرة دائما في حياتهم لا بشكل موسمي عند الأزمات فقط

- ما هو المطلوب منا لحماية المسجد الاقصى و نصرة اهلنا في القدس و فلسطين ... شعوباً, مؤسسات و دول؟

لان الاجابة على هذا السؤال تطول, آثرت د. ديمة ان تتحفنا بعدد من مقالاتها الرائعة التي تتحدث عن نوعية النصرة المطلوبة للقدس و المسجد الاقصى و اهلنا في القدس و كيفية تحويلها فعل حقيقي على ارض الواقع.


للاطلاع على مقالات د. ديمة طهبوب: http://www.4shared.com/folder/60UVtf7s/_online.html


في النهاية, لا يسعنا الا ان تقدم بالشكر للدكتورة طهبوب على ما اتحفتنا به من اجابات مميزة و رائعة, و نسأل الله ان يوفقها و يفتح عليها في نصرتها للقدس و المسجد الاقصى بقلمها و علمها .. و ان شاء الله قريباً نقرأ مقالتها عن المسجد الاقصى و قد اصبح حراً عزيزاً و ما ذلك على الله بعزيز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق