الجمعة، 16 ديسمبر 2011

ببساطة ... لإنهم مقدسيّون




منذ احتلال فلسطين و وقوعها تحت ظلم العدوان الصهيوني, تنافس اهلنا في تقديم صور الصمود و النضال في ابهى حلة و اجمل صورة .. و كأن مدن و قرى فلسطين تتسابق في اظهار الصورة الابهى للصمود. يزداد العدو ظلماً و تجبراً, فنزداد صموداً و دفاعاُ عن الارض .. من أهلنا في فلسطين الداخل .. الى نابلس, الخليل, جنين, و باقي مدن الضفة الغربية .. و حتى غزة العزة .. غزة الصمود. كلها بدأت تدون اسطورة صمودها في كتب التاريخ و ما تزال مستمرة حتى تحررها كاملة ان شاء الله.



و لكنهم مختلفون .. لهم خصوصيتهم و ابداعهم الحصري في الصمود .. يستمدون هذه الابداع من ارض فيها البركة و القدسية انزلت عليها من فوق سبع سماوات .. يستنشقون عبق التاريخ في كل ما حولهم و يأخذون منها العبر و الدروس. يفتحون اعينهم على المسجد الاقصى و يغلقونها على كنيسة القيامة .. ارض باركها الله من فوق سبع سماوات .. اسرى اليها محمد عليه الصلاة و السلام, و عرج منها الى السماء .. ارض فتحها عمر و كبار صحابة رسول الله عليه الصلاة و السلام .. أذن فيها بلال بن رباح .. و حررها صلاح الدين الايوبي من كيد الصليبين .. فكيف لا يكون أهلها مميزون بصمودهم؟!


في كل يوم يضرب المقدسيّون اروع صور الصمود و الثبات في وجه حملة شرسة من قبل العدو الصهيوني تهدف الى تهويد المدينة و تفريغها من أهلها و تحويلها الى مدينة يهودية خالصة, الا ان هذا الشعب الصامد في القدس يحول دون هذا. و كل العالم شاهد كيف ان المقدسيون ضربوا العدو في مقتل بعد ان قام ببناء الجدار فقاموا بهجرة عكسية من خارج الجدار تاركين بيتوهم و اراضيهم و مصرين على البقاء في مدينة القدس حتى لا يفقدوا حقهم في البقاء فيها بحسب القوانين الخزعبلية التي يفرضها العدو الصهيوني.


و من اروع قصص الصمود و العشق بين المقدسيّين و القدس .. ما سمعناه من سفير فلسطين في لندن د. حساسيان حول وفاة زوجته السيدة سميرة. يقول د. حساسيان ان السيدة سميرة كانت متواجدة في لندن تتلقى علاجها الكيميائي حيث انها مصابة بالسرطان, و قد رفضت السلطات الصهيونية تجديد اوراقها المقدسية, مما دفع بالسيدة حساسيان بكل اصرار و عزيمة للسفر عائدة الى القدس حتى لا تفقد حقها في البقاء في القدس على الرغم من انها لم تكمل علاجها و على الرغم من تحذير فقد رفضت د.سميرة اعطاء الاحتلال فرصة منعها من دخول القدس و اصرت بالعودة الى مدينتها العزيزة. اصيبت السيدة سميرة بفايروس في طريق عودتها و هو ما ادى الى وفاتها في المدينة التي تحب بعد ان قضت اجلها.


ان قصة د. سميرة صورة من بين لوحات رسمها المقدسيّون في حبهم و رباطهم في بيت المقدس ..  هذا العشق المتواصل الذي قد لا يفهمه غير المقدسيّين .. ما الذي يدفع أهل القدس بالبقاء في مدينة تخنق و تهود .. تهدم بيوتهم و تغلق محلاتهم و يحاربون في كل شيء ؟! لانهم مقدسيّون .. لانهم من الارض التي باركها الله .. لانهم جيران المسجد الاقصى و احباؤه. و حتى نفهم جزء من هذا العشق .. نضع بين يديكم فيديو للشيخ موسى الخالص الذي ساومه الصهاينة من اجل بيع محله التجاري فكان رده مزلزلاُ رائعاً 



و كما شاهدنا في هذا الفيديو ... لم يكن رد الاطفال المقدسيّين بأقل روعة من رد الشيخ الخالص رحمه الله, ليوضح لنا ان هذا الصمود عقيدة و فكر يحمله المقدسيّون منذ الصغر.

و السؤال هنا ... ماذا فعلنا من اجل نصرتهم ؟؟!! ماذا فعلنا لدعمهم ؟! .. ان اهلنا في القدس لا ينتظرون منا مؤتمرات و كلمات في الهواء, بل هم بحاجة الى دعم يؤتي اكله على ارض الواقع .. تعينهم على صمودهم و توفر لهم الادوات على ارض الواقع من اجل مواصلة رباطهم فيها .. لا نطالب ان نكون مثلهم فهذا امر صعب علينا .. و لكن دعونا نسير على طريقهم دعماً و نصرة لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق