الخميس، 8 ديسمبر 2011

التوقف المفاجيء بعد الحركية = سقوط مؤلم




لعل اهم ما يميز القوانين الفيزيائية الاساسية, ارتباطها  بحياتنا اليومية بحيث تأتي لتفسر ظواهير حياتية نختبرها و نعتاشها في واقعنا , و قد خبرنا ان التوقف المفاجيء لاي جسم متحرك يؤدي الى انقلاب هذا الجسم او سقوطه بشكل قوي. فالعزم و القوة المحركة لهذا الجسم تدفع به للامام بشكل اقوى من القوة الذاتية التي تدفع بالجسم للثبات في مكانه مما يؤدي الى انقلاب هذا الجسم او سقوطه بشكل قوي ارضاً .. و للاسف هذه الحالة تنطبق على حال امتنا في نصرة المسجد الاقصى



في الاسابيع الاخيرة شهدت الامة الاسلامية هبة و تحرك جماهيري ملحوظ, اثر التحذيرات التي اطلقتها الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني اضافة الى الدعوات الموجهة من بيت المقدس للوقوف في وجه قرار بلدية القدس و القاضي بهدم تلة المغاربة, فهبت الجماهير في الاردن و مصر و العديد من الدول الاسلامية منددة بهذا المخطط و قامت بمسيرات كبيرة, اسفرت عن تكوين رأي عام ضاغط على حكام الدول مما دفع رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو الى اصدار قرار وقف قرار هدم تلة المغاربة.


عمت الفرحة و السرور اهلنا و الجميع قرت عينه بوقف هذا القرار كخطوة اولى, و لكن بعد كل هذا الزخم العالي الذي سلط الضوء على قضية المسجد الاقصى و القدس بشكل مكثف و اذا بالامور تعود الى سابق عهدها فجأة .. و لتتناسى الامة قضية ثالث الحرمين بشكل مفاجيء حيث ما لبثت ان عادت سيرتها الاولى في السبات. و كأن المسجد الاقصى قد حرر و عاد الى حضن الامة الاسلامية و بالتالي انتهت المهمة و اصبحت الامة مشغولة بأمور اخرى. هذا التوقف المفاجيء بعد الحركية العالية في الامة الاسلامية تجاه قضية القدس أدى الى انقلاب كبير في نصرة المسجد الاقصى و سقوط قوي الى الارض.


 فقد كان قرار وقف هدم تلة المغاربة او بالاحرى تأجيله عبارة عن تهدأة بسيطة من قبل سلطات الاحتلال تبعه زيادة كبيرة في الحركية تتحول الى واقع على الارض. و للاسف فإن هذا الكيان يعمل بشكل مكثف و على اكثر من صعيد في القدس. فمن قيامها بإبعاد النائب المقدسي أحمد عطون الى رام الله بعد اختطافه من مقر الصليب الاحمر و سجنه لمدة شهرين و نصف. الى قراراتها المتواصلة ببناء الوحدات الاستيطانية في القدس, مروراً بهدم العديد من منازل المقدسيّين و اخيراً قرار بلدية القدس بإغلاق باب المغاربة و عدم استخدام الجسر الخشبي تمهيداً لهدم تلة المغاربة بالكامل.


و للاسف فقد انعكست الاية بشكل غريب .. فكيف للامة الاسلامية بعد ان تحقق مكسب اساسي في ايقاف قرار هدم تلة المغاربة ان لا تبني على هذه الخطوة و تعزز دعمها لقضية المسجد الاقصى ؟! كيف لها ان تعود سيرتها الاولى و تتناسى مسرى رسولها الكريم عليه الصلاة و السلام و قد شهدت ان ردة فعل قوية منها ادت الى نتائج اولية جيدة, فكيف اذا التفت حول قضيتها الاساسية في هذا الزمن الا و هي تحرير المسجد الاقصى و فلسطين من براثن المغتصب الصهيوني. ان تخاذل الامة لم يقف مانعاً دون تحقيق مكاسب اضافية فقط, بل انه اصبح محفز كبير للعدو الصهيوني ليفسد في الارض و يواصل سياساته التهويدية بشكل شرس و مكثف.


و ان كنا في هذه الايام نعيش الذكرى 24 للانتفاضة الاولى المباركة التي كسرت القيد و اخرجت للعالم اسطورة اطفال الحجارة, فإننا يجب ان نقوم بهبة جماعية على صعيد الامة في نصرة المسجد الاقصى و بيت المقدس, سواء على صعيد الشعوب او الجمعيات الفاعلة او حتى الحكومات. ان النتيجة الايجابية التي حققتها المسيرات الكبيرة لوقف هدم تلة المغاربة يجعلنا امام مسؤولية اكبر, فقد شاهدنا اثر التجمع و الاهتمام بقضية القدس, و بالتالي فالتراجع الان يعني تخاذل كبير و خيانة لمسرى رسول الله - عليه الصلاة و السلام - و الحملة الشرسة التي يطلقها العدو في هذه الايام تزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا.


لقد قالتها اميرة الاحرار احلام التميمي بكل وضوح .. من لم يعمل للقدس  لا كرامة له. بل و نزيد ان التخاذل الان جريمة في حق المسجد الاقصى فهي تمنعنا من تحقيق المزيد من المكاسب في نصرة القدس بل و تشجع العدو الصهيوني على زيادة عدوانه. لم نعد نملك كمالية الاختيار, فدعم قضية القدس و المسجد الاقصى الان اصبح ضرورة ملحة و واجب على كل فرد في الامة الاسلامية. يجب على امتنا الوقوف على اقدامها من جديد في نصرة المسجد الاقصى و استمرار الحركية بشكل اكبر و اقوى .. حتى نتمكن من اخذ زمام الامور.


الاقصى يناديكم ... القدس تناديكم ..  لنستنهض هممنا و نقوم بتأدية واجبنا تجاه مقدساتنا الغالية .... وقوفك تخاذل و نصرتك واجب !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق