الأربعاء، 8 فبراير 2012

صورة تذكارية !!!




لطالما قام كل واحد منا بإلتقاط الكاميرا مراراً و مراراً من اجل توثيق لحظة عائلية حميمية او منظر طبيعي خلاب او مكان تاريخي يحمل في ملامحه تاريخ الامم السابقة, و لكن لم نعتد ان نلتقط صورة لمكان معين او معلم ما من اجل توثيق وجوده و القول اننا كنا هناك قبل ان يزول هذا المعلم عن وجه الارض تماماً.



اليوم قام عدد من جنود العدو الصهيوني في مجموعة ضمت عدد من المجندات الصهيوينات ايضاً بإقتحام المسجد الاقصى و التجول فيه بكل عنجهية و استفزاز, ثم قاموا بحركات غير لائقة و التقطوا الصور امام المسجد القبلي و قبة الصخرة. و هذا التدنيس السافر ليس الاول من نوعه بل هو عملية مستمرة في كل يوم يميزها في هذه الفترة تواجد كثيف لجنود جيش الاحتلال الصهيوني و بأعداد كبيرة و لاكثر من مرة في اليوم.


يلتقطون هذه الصورة و يتناقشون حول معالم المسجد الاقصى و كأنهم يريدون توثيق وجودهم فيه قبل ان تتغير معالمه ليصبح كنيس يهودي يؤدون فيه صلواتهم. يلتقطون الصور امام قبة الصخرة حتى يقولوا لاولادهم هناك وقفنا متحدين كل مسلمي الارض .. هناك كان البناء الذي هدمناه و اقمنا مكانه الهيكل الذي يزعمون. 


قد يرى البعض ان هذه مبالغة و سوداوية و نظرة تشاؤمية منفصلة عن الواقع, و لكن للاسف هذا هو الواقع و هذه هي المؤشرات. المسجد الاقصى اصبح بشكل شبه رسمي كنيس يتجول فيه الصهاينة اليهود من مستوطنين و جنود و شرطة بحرية و دون اي عائق حقيقي. يرتلون فيه مزاميرهم و يتفحصونه و يسرقون من حجارته و ارضه دون اي ردة فعل من امة الاسلام, فماذا يمنعهم؟! لقد استغل الصهاينة ظروف اقل ملائمة في الخليل و عملوا على تقسيم المسجد الابراهيمي في الخليل, فما يمنعهم من عمل نفس الشيء في المسجد الاقصى ؟!


و حتى يتبين لنا الى اي درجة هان علينا المسجد الاقصى نشير الى التقرير الذي نشرته مؤسسة الاقصى للوقف و التراث و الذي ندد من خلاله بقيام احد السياح الاجانب بالتبول في احدى جنبات المسجد الاقصى, و لا حول و لا قوة الا بالله. و طبعاً سيخرج سؤال سريع من احد الاخوة .. هل دخل المسجد و تبول على السجاد؟! الجواب كلا تبول في احدى جنبات الساحات .. فستجده يأخذ نفساً عميقاً ليرتاح ثم يجيب .. اذاً لم يتبول في المسجد .. الحمدلله. و هذه هي المصيبة بأم عينها .. لقد جهل الكثير و الكثير من امتنا حقيقة المسجد الاقصى فحصروه بالمسجد القبلي و اعتبروا الباقي مرفقات فقط و هذه احدى كوارثنا. 


ان المسجد الاقصى هو كل ما احاطت به الاسوار بما فيها الاسوار ذاتها, بمعنى ان حائط البراق جزء من المسجد الاقصى يدنسه اليهود كل يوم دون اي ردة فعل منا ... ساحات المسجد الاقصى التي يدنسها اليهود و السياح الاجانب جزء من الاقصى المبارك .. ثالث الحرمين و اولى القبلتين يدنس كل يوم و امتنا غارقة في سباتها العميق. فعندما لا تنتفض الامة و مسجدها يحول الى كنيس و يعتدى عليه الغرباء و يتبلون فيه فلماذا يتردد اليهود في تقسيمه و تحويل جزء منه الى كنيس ؟!


ان هذا العدو الجبان الذي يرتعد خوفاً من اي تحرك اسلامي استمد قوته من تخاذل هذه الامة و سباتها. فشاهدنا عندما تحرك المسلمون في عدد من الدول ضد قرار هدم تلة المغاربة كيف اجّل هذا القرار رغم صدوره من اكبر محاكمهم. و لكن الاغرب من خوف عدونا .. تخاذلنا و تجاهلنا للمسجد الاقصى .. انتفضنا لهدم تلة المغاربة و تناسينا اقتحام و تدنيس المسحد الاقصى اليومي ؟! 


يا امتي اما آن لكِ ان تستفيقي من سباتك و تنصري المسجد الاقصى ؟! انني اهيب بكل منا ان يعاهد الله ان يعمل على نصرة المسجد الاقصى و القدس من اجل تحريرها من كيد يهود الذين قد اعدوا العدة لتحويله الى كنيس و معبد يهودي. و ان استمرت الامة في سباتها فإني ادعوها الى الاحتفاظ بصورة تذكارية للمسجد الاقصى حتى يتذكروا الاقصى بعد ان تضيعه الامة الاسلامية لا سمح الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق