الأحد، 26 فبراير 2012

اضرب فلا استسلام بعد اليوم .. لا لا مؤتمر




بعد اسبوعين مريرين مرا على القدس .. شهدت خلالها المدينة صراعات متعددة بين قطعان المستوطنين و جنود الاحتلال من جهة و اهالي القدس و الداخل الفلسطيني المحتل من جهة اخرى حيث كان عنوان الصراع .. المسجد الاقصى. خلال اسبوعين تداعى و تنادى المستوطنون من شتى المغتصبات و بأسماء عديدة لاقتحام المسجد الاقصى و تدنيسه بحجة تثبيت حق الصلاة في " جبل الهيكل" زوراً و بهتاناً. و لله الحمد وقف اهلنا المرابطون سداً منيعاً في وجوه هؤلاء القطعان رجالاً و نساءاً ليدافعوا عن قبلة المسلمين الاولى و يذودوا عنها.



و لم تفوت قوات الاحتلال هذه الفرصة المناسبة من اجل المشاركة في مثل هذه الاقتحامات, بداية من حماية قطعان المستوطنين المقتحمين للمسجد الاقصى, مروراً بعمل اقتحامات خاصة بجنود جيش الاحتلال و افراد الشرطة بأسلحة خفيفة داخل المسجد الاقصى انتهاءاً بما حدث يوم الجمعة الماضية بعد انتهاء صلاة الجمعة. حيث قامت اعداد كبيرة من قوات الاحتلال بإقتحام المسجد الاقصى و مهاجمة المصلين مما ادى الى اصابة 15 مصلي جراءة تصدي المصلي لهذا الاقتحام بعزيمة و قوة.


من خلال هذه الاقتحامات المتجددة اراد الكيان الصهيوني تمرير رسائل للعالم الاسلامي و فرض واقع جديد في ما يخص المسجد الاقصى. اول رسالة عملية ارسلتها سلطات الاحتلال تتمثل في ان السيادة على المسجد الاقصى الان اصبحت بالكامل للكيان الصهيوني من خلال قيامهم تحديد اعمار الدخول للمصلين الى المسجد الاقصى و منع من تريد من دخوله حتى لو انطبقت عليه شروط السن كما حدث مع السيخ رأفت نجيب و الذي تم منعه من دخول المسجد الاقصى لاسبوعين. ثاني رسالة وجهتها سلطات الاحتلال للامة ان مسألة تقسيم المسجد الاقصى باتت مسألة وقت. فشاهدنا سباق كبير بين جميع اطياف الكيان الصهيوني لاقتحام المسجد الاقصى و اداء تراتيلهم فيه, من سياسيين و مستوطنين بمباركة كبار حاخاماتهم. حتى جماعة " الحريديم" الذين كانوا يحرمون دخول المسجد الاقصى اصبحوا يشاركوا في مثل هذه الاقتحامات. ثالث رسالة الى الامة الاسلامية تتمثل في تقليص عدد المرابطين في المسجد الاقصى من خلال منع عدد من النساء من دخول الاقصى و احتجاز هوية كل من يدخل الاقصى بحيث يتم اعتقاله في حالة قيامه بالدفاع عن الاقصى خلال اقتحامات الصهاينة.


في هذا الواقع و في ظل هذه الرسائل القوية الموجهة من الكيان الصهيوني للامة الاسلامية ينعقد في الدوحة عاصمة قطر مؤتمر القدس حيث سيستمر لمدة 3 ايام ليناقش قضية القدس و ما يحدث فيها و ما يحدث في المسجد الاقصى. و كباقي المؤتمرات العربية و الاسلامية انطبق عليه المثل القائل " المكتوب ببان من عنوانه". و قد بدأت البشارات بكلمة امير دولة قطر الذي دعى الى الذهاب الى الامم المتحدة و مجلس الامن من اجل تشكيل لجنة تقصي حقائق لمراقبة التهويد؟!!!!!! ثم توالت البشارات بكلمة رئيس محمود عباس و كلمة نبيل العربي الذي طالب بعمل كل شيء من اجل قيام الدولة الفلسطينية على اراضي الـ 67 و عاصمتها القدس الشرقية ؟؟!!!


تتغير الاوضاع ... يزداد الامر خطورة .. و ما زال زعماء الدول العربية يمارسون سياسة الانبطاح و يبرعون في ارسال و توجيه الرسائل التخديرية و كأننا ما زلنا في عام 1969 عندما احرق المسجد الاقصى و قامت الدول العربية بتشكيل لجنة القدس التي لم تقم بعمل اي شيء لهذه المدينة المباركة!!! هل هذا ما توصلتم له بعد كل هذه الرسائل الخطيرة التي تم توجيهها اليكم من قبل عدو الامة؟!!


اقولها لكم بكل بساطة ان الشعوب العربية و الاسلامية و اهلنا في القدس و فلسطين كفروا بكم و بكل وعودكم الزائفة. و نحن هنا نطالب كل دولة بتحمل مسؤولياتها بشكل عملي .. نحمل ما يحصل في المسجد الاقصى لكل من:


- الاردن كون المقدسات الاسلامية و على رأسها المسجد الاقصى تقع تحت سيادة المملكة الاردنية و بالتالي يجب عليها ان تتحرك في سبيل الذود عن سيادتها و حماية مقدسات الامة الاسلامية. لا تصريح و لا حتى استدعاء لسفير الكيان الصهيوني من اجل توجيه رسالة شديدة اللهجة له او طرده عن تراب الاردن الطاهر.


- السلطة الفلسطينية بإهمالها الشديد للقدس و حصر الحديث عنها عندما يتم الحديث عن اقامة دولة فلسطينية بحيث تكون عاصمتا القدس الشرقية. و كأن القدس الغربية ارض تابعة للمريخ لا نريدها ؟! و بمواصلة اقامتها للتنسيق الامني مع الكيان الصهيوني و لهثها المتواصل خلف مفاوضات لم تقدم اي شيء للقدس تحديداً.


- مصر بإستمرارها لحصارها لاهلنا في غزة و استمرارها في معاهدة كامب ديفيد و عدم استدعاء سفير الكيان الصهيوني و طرده من ارض الكنانة الطاهرة.


- قطر بإستمرار علاقاتها مع الكيان الصهيوني و مواصلتها لاقامة العلاقات معه. و اقول ان الوقوف مع الحق كل لا يتجزأ فكما لا يمكن ان نعتبر مال الربا زكاة, لا يمكن ان نعتبر التبرع المادي وحده فقط ان حدث اكثر ما يمكن فعله ضد هذا الكيان الصهيوني.


- السعودية بمواصلة صمتها و سكوتها عن كل ما يحدث في المسجد الاقصى و القدس من تهويد و تدنيس دون ان تحرك ساكناً. شاهدنا السعودية تتحرك بقوة ضد الظلم الذي يحدث في سوريا, و هذا موقف نريده و نثمنه من اجل رفع الظلم عن اهلنا في سوريا, فلماذا لا نقف بنفس الحدة و القوة ضد الكيان الصهيوني ؟؟!


- كل الدول العربية و الاسلامية التي تشاهد مقداستها تنتهك و تدنس و لا تحرك ساكناً و كأن هذا المسجد الاقصى ليس جزء من عقيدتنا؟!




كما لنا عتب كبير على علماء امتنا, و الذين هم مشاعل الهداية و نبراس الامة, فقد تجاهلوا المسجد الاقصى و القدس بشكل كبير و مفرط. نعلم ان الاحداث جسام و ان ما يحدث في سوريا امر جلل, نسأل الله ان يخلصهم من هذا الطاغية و ان يمن عليهم بالامن و الامان حتى تعود سوريا حرة عزيزة, و لكن هذا لا يعني تجاهل المسجد الاقصى بشكل كامل. نعم الاولوية لحماية دماء المسلمين بالتالي فله الصدارة و لكن يجب ان نواصل العمل ايضاً لنصرة المسجد الاقصى و حث المسلمين على العمل على نصرة المسجد الاقصى.


لقد جعل الله المسجد الاقصى مركزاً للبركة ينقلها لما حوله في بيت المقدس و اكناف بيت المقدس. و من بين هذه البركات العظيمة وجود صمود عالي و كبير لا مثيل له عند اهلنا في القدس و فلسطين كافة و هم اثبتوا اكثر من مرة انهم قادورن على حماية المسجد الاقصى و الذود عنه على الرغم من كل الاستهداف و التضييق الذي يتعرضون له من قبل سلطات الاحتلال. و هم بصمودهم يذودون عن شرف الامة الاسلامية كافة .. فإلى متى سوف نتركهم دون اعانة  او نصرة؟! الى متى سنكتفي بالكلام و المؤتمرات التي لا تجدي نفعاً و من ثم ننصرف لنتركهم وحدهم في الميدان؟؟!!


الى كل مدمني المؤتمرات ... نقول ما قاله الشاعر خالد ابو العمرين:




شاهت وجوه بني النضير تدافعوا نحو الحفر

شاهت وجوه الانتهازيين عباد البشر

اضرب لـ( غزّة ) وحدها بزغ القمر !

اضرب لـ( نابلس ) الأغاني والدرر !

اضرب فلا استسلام بعد اليوم .. لا لا مؤتمر

أنا الذي أحبه الحجر

وإخوتي في البئر قذفوني وما تركوا أثر

يا أيها المرتد والسمسار والمحتال موعدكم سقر !

في القدس قد نطق الحجر
لا مؤتمر..لا مؤتمر
أنا لا أريد سوى عمر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق