الخميس، 9 فبراير 2012

علماء امتنا ... هل تسمعون أنين المسجد الاقصى ؟!



منذ ان قامت الامة الاسلامية ببعثة حبيبنا المصطفى - صلى الله عليه و سلم - عرفت الامة تبدل الاحوال بين رفعة و علو و رخاء و بين تقهقر و ضنك و تمزق, فما التزمت الامة بدينها الحنيف الا و كانت ارفع و اعز امة في الكون كله و ما تخلت عن دينها الا و هانت على الناس و اصبحت فريسة لا حول لها و لا قوة تنهشها الامم. و لقد اعلنها الفاروق رضي الله عنه عند فتح بيت المقدس حين قال "نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله".

و على مر الزمان كانت القدس عنوان و مؤشر على حالة الامة الاسلامية. فما كانت الامة الاسلامة في كامل عنفوانها و رفعتها الا و كانت القدس عزيزة مزدهرة تنشر بركاتها حول اكنافها من الاراضي, و ما كانت الامة الاسلامية في اشد ضعفها و تناحرها و انقسامها الا و كانت القدس محتلة حزينة تناشد امتها و تصرخ و لكن الامة بسبب تخاذلها لا تسمع مثل هذا الصراخ.

و ما ان عادت الامة الاسلامية الى دينها و طريقها الطبيعي الا و عادت القدس مزدهرة عزيزة. و حين نتحدث عن عودة الامة الى دينها الحنيف فإن ذلك لم يكن بمحض الصدفة, بل بوجود علماء ربانيين حملوا هم هذه الامة و نشروا الدعوة في هذه الامة و كانوا قدوة و مشاعلاً تنير الطريق للامة اجمع. فجيل صلاح الدين الايوبي و نور الدين زنكي كان نتاج ثورة حقيقية من قبل حجة الاسلام ابو حامد الغزالي و ثلة من كبار علماء الامة كالجيلاني .. ثورة على مفاهيم المجتمع و من بينها دور العلم التي قسمت الناس جماعة و شيعاً, فأعادوا تفعيل دور العلماء في الامة و نشروا تعاليم الدين الحنيف كما وضحها لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام و كما طبقها و تبعه في هذا التطبيق صحابته الكرام و سلفنا الصالح.

و حال القدس اليوم دليل على ضعف الامة الاسلامية و تخليها عن دينها, كيف لا و قد احتلها الصهاينة منذ عام 1967 و عاثوا فيها فساداً, فدنسوا المسجد الاقصى و اعتدوا عليه و هجروا العديد من اهلها و قاموا بتغيير معالم المدينة. و هذا العمل ما زال الى يومنا هذا و كان لينتهي بشكل سريع جداً لولا ان ربط الله على قلوب ابنائها فتراهم الى يومنا هذا صامدين مرابطين في ارضهم و في المسجد الاقصى يقفون حجر عثرة في طريق سلطات الاحتلال الصهيوني و يرابطون في المسجد الاقصى لحمايته و نصرته. و لكن عندما تواجه العين المخرز فإنه مهما كانت قوة هذه العين الا انها ما زالت تحتاج الى من يساندها و يساعدها في دحر هذا المخرز.

و للاسف فإن امتنا لم تترك اهالي القدس و فلسطين وحدهم في نصرة المسجد الاقصى بل انهم تجاهلوه و لم يهبوا للدفاع عنه بل انهم من هجرهم له اصبحوا لا يدورن ما هو المسجد الاقصى. و في الايام الاخيرة يتعرض المسجد الاقصى الى هجمة شرسة من قبل سلطات الاحتلال من اجل تدنيسه و فرض واقع جديد فيه ينتهي بتقسيمه بحيث يتحول جزء من المسجد الاقصى الى كنيس يهودي. ففي الاسابيع الاخيرة شهد المسجد الاقصى انتهاكات يومية من قبل المستوطنين و جنود جيش الاحتلال بحيث يتجولون فيه بلباسهم العسكري و يقومون بإستفزاز المصلين.

و في كل يوم تتواصل افواد السياح الاجانب بتدنيس المسجد الاقصى فيأتون عراة لا يراعون ديناً و لا حرمة يتجولون في بيت الله بهذا الشكل المخزي و يقومون بحركات و تصرفات تدمي قلب كل مسلم غيور ينتهكون بأفعالهم حرمة بيت الله, حتى وصل الحال ان يقوم احدهم بالتبول في احدى جنبات المسجد الاقصى ؟؟!! كما ان هؤلاء السياح يقومون بنقل فرضية يروج لها العدو الصهيوني بأن المسجد الاقصى هو فقط المسجد القبلي و قبة الصخرة اما ما تبقى من معالم و ساحات فهي ليست تابعة له و يجب ان تتبع لسلطة الاحتلال الصهيوني.

و اليوم نشاهد سباق حامي الوطيس لتدنيس المسجد الاقصى بين متطرفي اليهود , فقد اعلنت مجموعة من اعضاء حزب الليكود الصهيوني انه سيقتحمون المسجد الاقصى يوم الاحد بهدف الدعوة الى بناء الهيكل المزعوم على انقاض المسجد الاقصى. و قد قاموا بدعوة عدد كبير من اعضاء هذا الحزب للمشاركة في هذا الاقتحام و سيترأسهم المدعو موشيه فيجلين, و قد تضمنت الدعوة رسالة من اجل تطهير الموقع من اعداء اسرائيل " سارقي الارض". كما اعلنت مجموعة من المتطرفات اليهوديات يسمين انفسهن بـ نساء المعبد عن نيتهن اقتحام المسجد الاقصى يوم الثلاثاء القادم للتأكيد على حقهن في الصلاة في " جبل البيت".



و امام كل هذه الاحداث الكبيرة التي تحدث في المسجد الاقصى, نجد تجاهل كامل من علماء الامة الاسلامية لهذه الاحداث الخطيرة. فلم نسمع اي عالم يناشد الامة الاسلامية و يوعيها و ينبهها على خطورة هذه الافعال و يهيب بهم لنصرة المسجد الاقصى. لم نجد وقفة جادة من علماء هذه الامة لنصرة المسجد الاقصى .. لانشاء جيل تحرير المسجد الاقصى .. و كيف يحرر المسجد الاقصى و قد نسيه اهله و تجاهلوه؟؟!

لقد اصبحت اتسآل بشكل جدي كم من علمائنا يعرف ما هو المسجد الاقصى ؟؟! لو حدثت هذه الافعال في المسجد الحرام او المسجد النبوي لا سمح الله هل ستكون ردة فعلنا مشابهة؟! فكيف نترك مسرى رسولنا الذي نتغنى به كل سنة في ذكرى الاسراء و المعراج و نهجره باقي السنة ؟! لا نلوم على شعوب الامة الاسلامية ان كانت مشاعلنا غائبة عن طريق نصرة المسجد الاقصى و القدس .. كيف نلوم الشعوب و قد تخلى علماؤنا عن دورهم في نصرة المسجد الاقصى و توعية الامة الاسلامية لخطورة ما يحدث في القدس و المسجد الاقصى ؟!

يا علماء الامة اجمع ... الاقصى ينتهك .. الاقصى يضيع .. الاقصى يحول الى كنيس ... فأين انتم؟؟ اين انتم يا ورثة الانبياء؟؟ اين انتم يا مشاعل الهدى و منارات الهداية ؟؟! ان عتابنا هذا نابع من محبة كبيرة و لكن الخطر كبير و الخطب جلل جلل ... أما آن لكم ان تتحركوا لنصرة مسرى رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام ام ان الاقصى لم يعد يعنينا ؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق