الخميس، 22 مارس 2012

الى المثبطين و اصحاب الهمم الثقيلة !!




في كل خبر عن حفريات جديدة تجريها السلطات الصهيونية تحت المسجد الاقصى المبارك و في كل خبر عن اقتحام جديد و تدنيس للمسجد الاقصى تجد ان التفاعل متفاوت من قبل الامة الاسلامية و لكنك تجد نسبة كبيرة تنتهج الجانب السلبي في التفاعل. البعض يتجاهل الخبر, الاخر يبدأ بسب الجميع و الدعاء عليهم .. و نسبة اخرى تجدها تردد جملة " للبيت رب يحميه " ثم يمضي في حياته و كأن شيئاً لم يحدث. و ينسحب هذا التفاعل السلبي مع الكثير من الاعمال التي تقدم لنصرة المسجد الاقصى و القدس من محاضرات او مظاهرات عن طريق طرح السؤال التقليدي " يعني شو الفايدة من الي بتعملوه ؟! ".

و هنا لا اريد الحكم على حب الاقصى لدى هذه الاغلبية السلبية للاسف, لاني على ثقة تامة انهم يعشقون الاقصى بحب فطري, و لكن احكم على هذه الطاقة السلبية التي تطرح عند الحديث عن المسجد الاقصى و العمل على نصرته, حيث ان هذه الطاقة السلبية تتجسد بتيارات تثبيط تشكك في نجاعة اي من الاعمال التي تطرح لنصرة المسجد الاقصى و هنا مربط الفرس. هذه الطاقة السلبية المثبطة تشكل موجة باردة من تحطيم الارادة غالباً ما تؤثر على اشخاص لديهم همة مترددة و ثقيلة فيسيرون مع هذا التيار و يفضلون الركود الى الواقع دون العمل على التغيير.



و عند الحديث عن الارادة و الهمة لا يمكن ان نجد مثالاً ارقى و لا اروع من الشيخ الجليل الذي نعيش الذكرى الثامنة لاستشهاده .. الشيخ القائد أحمد ياسين. كما يعرف الجميع ان الشيخ احمد ياسين تعرض لحادث اثناء طفولته ادى الى اصابته بكسر في العنق نتج عنه شلل تام. الا ان هذا لم يثني الشيخ عن المضي قدماً في حياته فحصل على الشهادة الثانوية في عام 1958 و عمل مدرساً للغة العربية و التربية الاسلامية ثم عمل خطيباً و مدرساً في مساجد غزة ليصبح الشيخ اشهر خطيب في غزة بسبب اسلوبه المميز و منطقه الرائع.


اعتقل الشيخ احمد ياسين في عام 1983 و حكم عليه بالسجن لمدة 13 سنة الا انه افرج عنه في عام 1985 ضمن صفقة تبادل للاسرى بين الكيان الصهيوني و الجبهة الشعبية. ثم اعتقل الشيخ الياسين في عام 1989 ثم حكم في عام 1991 بالسجن مدى الحياة و 15 سنة اضافية بتهمة التحريض على اختطاف و قتل جنود صهاينة و تأسيس حركة حماس. الا انه خرج في عام 1997 اثر صفقة تبادل بين الاردن و الكيان الصهيوني بعد العملية الفاشلة التي حاول جهاز الشاباك القيام بها لاغتيال خالد مشعل. تعرض الشيخ الياسين لمحاولة اغتيال في عام 2003 الا انها باءت بالفشل, و استشهد رحمه الله في مثل هذا اليوم من عام 2004 بعد خروجه من صلاة الفجر.


و على الرغم من ان الظروف كانت معاكسة له, الا ان عزيمة الشيخ احمد ياسين و همته العالية للعمل على تحرير القدس و فلسطين كانت المحرك الاساسي لهذا الشيخ الجليل. و ما اجمل ما وصف به الدكتور الزهار الشيخ احمد ياسين اذ قال :" ان الشلل الحقيقي ليس شلل الاطراف, انما هو شلل العزيمة الماضية العمة العالية, و هكذا كان الشيخ احمد ياسين مقعداً لكن همته تساوي عزيمة ألف رجل من الاصحاء ".


و اذ اذكر بإيجاز نبذة عن حياة الشيخ احمد ياسين .. انما اضرب مثالاً حياً لمعنى اصحاب الهمة العالية. و كما ان الشيخ احمد ياسين مثال كبير على علو الهمة و الطاقة الايجابية, هناك امثلة كثير و كثيرة .. كأم كامل الكرد .. المقدسيّة الصامدة ( للتعرف اكثر على أم كامل الكرد  http://www.facebook.com/photo.php?fbid=267831013299536&set=a.265059416910029.62783.265047000244604&type=1 ) و خنساء فلسطين أم نضال فرحات و التي قدمت ابناءها بين شهيد و اسير في سبيل تحرير القدس و فلسطين.


لذلك اطلب من كل واحد فينا ان لا يكون طاقة سلبية و عامل مثبط لاي عمل لنصرة القدس و المسجد الاقصى .. بل ادعو كل واحد فينا ان يعمل و يتحرك بمشروعه الخاص لنصرة القدس و الاقصى .. في كل المجالات و في الطريقة التي من الممكن ان يبدع فيها و يخدم القضية على ارض الواقع .. فكن ذا همة عالية .. و اعمل لنصرة الاقصى و القدس في كل يوم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق