الأحد، 25 سبتمبر 2011

إعمار ساحات المسجد الاقصى .. خطوة استباقية ضرورية



لطالما كانت اطماع اليهود في المسجد الاقصى بادية جراء تصرفاتهم, و لكنهم لم يكونوا يفصحوا بها حتى عام 1997 عندما اصدر حاخامتهم فتوى بضرورة الصلاة في المسجد الاقصى. هذا القرار " الديني " ايده قرار سياسي منذ بداية الالفية الثالثة, لتصبح حرب الصهاينة المحتلين على المسجد الاقصى حرب مفتوحة و بشكل علني و مفضوح. و قد انتهج الصهاينة طرق مختلفة لتحقيق هذا المراد, و من اخطر هذه الطرق ما صرح به رئيس دولة الاحتلال في ذلك الوقت موشيه كتساف بان يتم تقسيم المسجد الاقصى و ان يخصص جزء محدد منه لليهود للصلاة فيه.


و قد اخذ المتطرفون اليهود يدنسون المسجد الاقصى بشكل واضح بحجة انهم جزء من السياحة القصرية المفروضة على المسجد الاقصى. و مؤخراً اصبحوا يدخلون بالمئات الى المسجد الاقصى و يرددون ترانيهم و يؤدون صلاتهم بشكل ملحوظ. و بالحديث عن هذه السياحة القصرية, فمن المهم الايضاح انها فرضت على المسجد الاقصى لعديد الاهداف الخفية. فبالاضافة الى ايجاد طريقة لدخول المستوطنين الى المسجد الاقصى, فإن هذه السياحة تهدف الى النيل من حرمة المسجد الاقصى عن طريق ادخال سياح بملابس شبه عارية اليه و فرض واقع جديد يتم نقله الى العالم, يتمثل في حصر المسجد الاقصى بالمسجد القبلي و قبة الصخرة فقط, و ان بقية الساحات و المساحات الموجودة عباراة عن ساحات عامة يجب ان تخضع لسلطة الاحتلال الصهيوني. و بالتالي ايجاد موطيء قدم لسلطات الاحتلال في المسجد الاقصى و تحقيق الرغبة التي صرح بها كتساف بإيجاد اماكن صلاة لليهود داخل المسجد الاقصى.


و ان كانت خطط الاحتلال خطيرة و تستغل ما تحاول تصويره للسياح, فإننا نتحمل جزء من هذه المسؤولية بدون شك. فعندما ينظر السائح الى روعة و بهاء قبة الصخرة و المسجد القبلي, ثم ينتقل بنظره الى ساحات الاقصى فيجدها خربة مهملة, لن يستطيع التصور بأي شكل من الاشكال ان هذه الساحات الخربة جزء لا يتجزء من المسجد الاقصى و لا تقل اهمية او حرمة عن قبة الصخرة او المسجد القبلي. فالسائح ليس مجبر  على دراسة تاريخ المسجد الاقصى بشكل مفصّل, و العين دائماً افضل واصف و ناقل للحقيقة, و ما يشاهده السائح و ينقله يرسخ الفكرة الخبيثة التي يسعى الصهاينة لبثها و نقلها للعالم.


و ازاء كل هذه التحركات, فإن اعمار ساحات المسجد الاقصى اصبح ضرورة ملحة و ليست خطوة كمالية. حيث انها ستبرهن للسياح ان المسجد الاقصى كله مسجد, بساحاته و مبانية و اسواره, و هذا ما سيغير الصورة المغلوطة لديهم. كما انها ستكون خطوة استباقية تمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها بوضع يدها على ساحات المسجد الاقصى و تحويلها الى اماكن عبادة للمستوطنين و اليهود الصهاينة. و عندما نتحدث عن اعمار الساحات, فنحن نتحدث عن رصفها و تنظيفها و الاعتناء بشجرها. نتحدث عن وضع اعمدة الانارة فيها بشكل اكبر و ايجاد فرق عناية و تنظيف لها على مدار اليوم و الاسبوع. أيعقل ان نطالب السياح بشيء افعالنا تناقضه ؟! فماذا يعني ان نتهم بالمباني و نهمل الساحات و هي كلها تابعة للمسجد ذاته و كلها جزء من بيت الله ؟!


و كما اسلفنا فهذه النقطة ليست كمالية بل هي خطوة ضرورية و استباقية يجب تنفيذها في اسرع وقت ممكن, و قد فعلنا ذلك من قبل و الى الان نحن نحمد الله على تلك الخطوة. نعم نحن نتحدث عن المصلى المرواني الذي كان يعمل الصهاينة بشكل خفي من اجل وضع اليد عليه و تحويله الى كنيس لانه كان مهجور. و قد قام اهلنا في القدس و مناطق الـ 48 و على رأسهم شيخ الاقصى رائد صلاح بإعادة اعماره و و اصلاحه و اعادته الى سيرته الاولى, مكاناً للصلاة و العبادة و جزءاً لا يتجزأ من المسجد الاقصى. لقد كانت تلك الخطوة طعنة موجعة في خاصرة المخططات الصهيونية, كيف لا و قد كانوا على وشك وضع يدهم عليه و تحويله الى كنيس يهودي يتوج مخططاتهم التهويدية و لكن الله رد كيدهم الى نحرهم. و نحن الان امام موقف مشابه تماماً, و يجب علينا ان نقطع الطريق عليهم و ان نصون هذه الساحات, و التي هي جزء اصيل من المسجد الاقصى.


اننا اليوم في حرب مفتوحة, اسلحتنا فيها محدودة نعم و لكنها ليست معدومة, و نحن قادورن بتحركنا و حذرنا على ردع الكثير من هجمات سلطات الاحتلال و الصهاينة على المسجد الاقصى. و ان كان اعمار مباني المسجد الاقصى ممنوع منذ عام 2000, فإن الاهتمام بالساحات و اعمارها لم يورد فيه شيء و بالتالي فإننا قادرون على اعمار هذه الساحات و التأكيد على انها جزء من المسجد الاقصى, و بالتالي ضرب عدد كبير من مخططات العدو الصهيوني للاستيلاء عليها .. ان امامنا هدف نبيل, قادرون على تحقيقه بالتحرك السريع و العمل الجاد و بإذن الله سنحقق نفس المنفعة التي حققناها من اعادة اعمار المصلى المرواني .. و بإذن الله سنقف حجر عثرة و شوكة في حلق المحتل الصهيوني و مخططاته و سنحمي المسحد الاقصى حتى يتحرر من براثن الصهاينة قريباً ان شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق