الثلاثاء، 31 يناير 2012

مشروع زاموش ... قاب قوسين او ادني




في عام 2006 تم الكشف عن مشروع تهويدي يستهدف القدس بشكل خطير عرف بإسم القدس اولاً و قد اعده الصهيوني يورام زاموش, و هو من اوائل جنود قوات الاحتلال الذين اقتحموا المسجد الاقصى في عام 1967. يطرح زاموش في مشروعه خطة تطويرية كاملة للقدس من اجل جلب اكبر عدد من السياح اليها. و مخططه عبارة عن عدة مشاريع تفضي مجتمعة الى جعل القدس مدينة متطورة مع الحفاظ على قدسيتها من خلال تحويلها الى مدينة يهودية خالصة.



ان خطورة مشروع زاموش تكمن في التغيير الكبير المطروح على ارض القدس و في محيط المسجد الاقصى بشكل خاص بحيث يتم السيطرة بالكامل على منطقة المسجد الاقصى, من خلال السيطرة على ما تحته بحفر الانفاق و افتتاح الكنس فيها, السيطرة على ابواب المسجد الاقصى, و تحويل المنطقة المحيطة بالمسجد الاقصى من منطقة اسلامية خالصة الى منطقة يهودية صرفة توحي للسائح ان هذه المدينة يهودية التاريخ و المعالم منذ يومها الاول و بالتالي مسح الهوية الاسلامية للقدس بالكامل.


و بعد ان تم كشف هذا المخطط من قبل الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني, قامت بلدية القدس و حكومات العدو الصهيوني المتعاقبة على تنفيذ هذا المخطط بشكل تدريجي من أجل فرض الحقائق على ارض الواقع بشكل تدريجي. و هي الى اليوم تنفذ هذا بسياسة خبيثة جداً, حيث تقوم بإقامة اجزاء متفرقة من هذا المشروع بشكل تدريجي حتى اذا ما جهزت كل مرحلة تم ربطها بمراحل اخرى, و هذا يمكن سلطات الاحتلال من اتمام مآربها دون اي اعتراضات من اي دول خارجية و في حال اضطرارها تأجيل مرحلة فإنها تواصل العمل على مراحل اخرى بدلاً من تأجيل المشروع كامل.


شاهدنا عمليات التهويد المستمرة لمحيط المسجد الاقصى من خلال الاعمال المتواصلة من أجل اقامة ما يسمى بالحدائق التوراتية, اضافة الى اعمال التهويد المتواصلة للقصور الاموية في جنوب المسجد الاقصى من خلال مشروع "مطاهر الهيكل" المزعوم, اضافة الى عمليات اقتحام المسجد الاقصى المستمر و التي تهدف جعل هذه الاقتحامات, و التي امتازت في الاونة الاخيرة بتواجد جنود جيش الاحتلال, جزء اساسي من سلطة الكيان الصهيوني. و من الجدير بالذكر ان زاموش في مشروعه يتحدث عن اهيمة ازالة تلة المغاربة بالكامل و توسيع ساحات حائط البراق لتشمل الحائط الغربي كاملاً.


في الاشهر الاخيرة تم افتتاح عدد من الانفاق في سلوان تربط بين عين سلوان و المسجد الاقصى بشبكة اخطبوطية تنخر المدينة بشكل مخفي, و لا نعلم منه الا ما يرشح من معلومات تنشرها عدد من المؤسسات المقدسية و الفلسطينية. و لكن ما الهدف من هذه الانفاق في سلوان تحديداً ؟! الجواب كان اليوم من خلال ما تم نشره حول مشروع موقف جفعاتي و الذي من خلاله سيتم بناء مبنى للاستخدام السياحي ملاصق للمسجد الاقصى و سيخضع هذا البناء لسلطة جمعية العاد الاستيطانية و التي تعتبر رأس الحربة في حرب تهويد القدس.


و جزء من دور هذا المبنى الكبير و الضخم, انه سيكون محطة لاستراحة السياح و المستوطنين اثناء تجوالهم في الانفاق التي تربط بين عين سلوان و حائط البراق, و سيتضمن طابق كامل للبحوث الاثرية و سيستخم لعرض الاثار " اليهودية", و التي هي شبه معدومة في القدس. ايضاً هناك مشروع اخر لبناء مبنى سياحي اخر في منطقة عين سلوان ليكون حلقة جديدة في سلسلة مشاريع التهويد ضمن مشروع القدس اولاً. و يجب الاشارة هنا ان مشروع موقع جفعاتي تمت الموافقة عليه من قبل اللجنة المحلية للتخطيط و البناء في القدس.


ان حرب التهويد على القدس وصلت اشرس مراحلها و " على عينك يا تاجر" كما يقول المثل, و سلطات الاحتلال تعمل بشكل يومي على تنفيذ هذه المشاريع بكل قوة و دون تهاون و على اكثر من صعيد و اكثر من مستوى ... فماذا فعلنا تجاه هذا التهويد المسعور ؟؟! للاسف لم نقم بأي فعل له اثر على ارض الواقع لصد هذه المشاريع التهويدية و الاكثر ايلاماً اننا لم نعد مهتمين لمعرفة ما يجري في القدس و كأنها لا تعنينا .. فإلى متى ؟!!


ادعو كل مسلم ان يقف مع نفسه لدقائق و يسأل نفسه بشكل صريح و صادق .. ماذا فعلت لنصرة القدس و المسجد الاقصى ؟! و من ثم ان يضع كل منا خطة له من اجل نصرة القدس و المسجد الاقصى ... فهذا اقل القليل .. فالقدس اليوم تحتاج لكل جهد من اجل الذود عنها و حمايتها من غدر يهود.

الاثنين، 30 يناير 2012

رياح الاستيطان و التهويد تهب على بيت حنينا من جديد




تقع بيت حنينا الى الشمال الشرقي من مدينة القدس المحتلة, بين قريتي شعفاط و الرام, و تبعد عنها 8 كم, تبلغ مساحة اراضيها ما يزيد على الـ 15000 دونماً. بعد احتلال القدس بالكامل في عام 1967 قامت سلطات الاحتلال بمصادرة مساحات واسعة من اراضيها و اقامت عليها عدد من المستوطنات اهمها مغتصبة عطروت و مغتصبة راموت. قامت سلطات الاحتلال بتقسيم بيت حنينا الى قسمين, قسم شرقي و هو ما يعرف ببيت حنينا الفوقا و قد اتبعته لبلدية القدس, و قسم غربي و هو ما يعرف ببيت حنينا التحتا و هي تصنف ضمن مناطق "ج" التي تخضع للسلطة ادارياً أما الصلاحيات الامنية فهي بالكامل تخضع لسلطات الاحتلال.



و قد عانت بيت حنينا الامرين جراء جدار الفصل العنصري الذي احاط بالبلدة من ثلاث جهات بحيث بقيت الجهة الشمالية مفتوحة فقط بإتجاه بيت نبالا, و قد شق الجدار البلدة لنصفين و جعل التواصل فيما بينها مستحيلاً, و قد تمت مصادرة 2400 دونم من قبل سلطات الاحتلال لبناء الجدار الفاصل ثم تمت مصادرة 5500 دونم اضافي معظمها اراضي مزروعة بالزيتون قامت قوات الاحتلال بإقتلاعه نقله الى المستوطنات المجاورة.


و قد عادت الانظار لتتوجه من جديد نحو بين حنينا, حيث يظهر ان هناك مخطط استيطاني جديد يستهدف زرع قطعان المستوطنين داخل البلدة من اجل انتشارهم فيها كالسرطان لتهويدها و ضمها كاملة لبلدية القدس. فيوم الجمعة الماضية نشرت صحيفة "يروشاليم" العبرية تقرير تشير فيه الى اتخاذ عدد من الاعضاء اليمينيين افتتاح اول بؤرة استيطان في بيت حنينا, و ذلك من خلال الاستيطان في منزلين قاموا بالاستيلاء عليهما قبل عدة اعوام. و قد تحدث التقرير عن بناء لمواطن فلسطيني " غير مرخص" بين هذين المبنيين مما دفع بعدد من اعضاء اليمين الصهيوني بزيارة هذا الموقع و قد صرح احدهم انهم سينتقلون للعيش في هذين المبنيين في القريب العاجل.


و في نفس السياق و من اجل التضييق على اهالي بيت حنينا قامت شرطة الاحتلال بفرض غرامات مالية على عدد من سيارات اهالي بيت حنينا و قامت بشحن عدد منها و حجزها على الرغم من وقوفها بشكل قانوني. و هذه الاساليب تهدف الى الضغط على الاهالي و تقع ضمن سياسة القهر و التهجير الممنهجة من اجل دفع الناس لمغادرة القدس و الذهاب الى الضفة الغربية. و هذه الاساليب نفسها التي يستخدمها الاحتلال في سلوان و حي الشيخ جراح و غيرها من الاحياء المقدسيّة.


و مع الساعات الاولى لهذا الصباح, اتت الاخبار القادمة من بيت حنينا بتواجد قوات الهدم التابعة لبلدية القدس في بلدة حنينا و عزمها على هدم عدد من المباني, عرف منها كرفان سكني لاحد سكان بيت حنينا. و الى الان ما تزال التفاصيل غير معروفة بشكل واضح


إن هذه التحركات المتسارعة تشير الى وجود مخطط واضح لدى بلدية القدس من اجل استهداف بيت حنينا و تهويدها بالكامل و تهجير اهلها منها من خلال التضييق عليهم و زرع بؤر الاستيطان فيها. فها هي بيت حنينا امامكم .. تستغيث و تستصرخ ان انقذوني قبل ان ينتشر السرطان الصهيوني في جسدها .. فهل من مجيب ؟!

الأحد، 29 يناير 2012

مسابقة تعرّف على معالم المسجد الاقصى




بسبب ظروف الاحتلال التي تمنع امتنا الاسلامية من الوصول الى المسجد الاقصى حصل هناك انفصال كبير بين المسجد الاقصى و ابناء الامة الاسلامية, فتجد الكثير يتحدث عن المسجد الاقصى و هو لا يدرك حقيقة المسجد الاقصى. فتجد البعض يتحدث عن قبة الصخرة او المسجد القبلي على انه المسجد الاقصى, و عندما تخبره بأن المسجد الاقصى هو كل ما ضمته الاسوار و مساحته 144 دونم, تجد علامات الاستفهام ترتسم على محياه .. ماذا يوجد في الاسوار سوى قبة الصخرة و المسجد القبلي ؟؟!!



من أجمل ما يميز المسجد الاقصى, الشعور الرائع الذي يشعر به المصلي و هو يتنقل بين معالم المسجد الاقصى التي بلغت 200 معلم, لكل منها حكاية و قصة و تاريخ. معالم اموية, اخرى مملوكية, يجاورها معالم عثمانية و غيرها من حقب الدولة الاسلامية تمتزج جميعاً لتشكل لوحة تاريخية رائعة جعلها الله مركزاً للبركة تشع منه الى ما حوله.


و لان معرفة المسجد الاقصى بمعالمه و تاريخه ركن اصيل في نصرة المسجد الاقصى, نقدم لكم مسابقة تشجيعية من اجل معرفة و نشر معالم المسجد الاقصى بعنوان


تعرّف على معالم المسجد الاقصى 


حتى تتمكن من نصرته


من خلال هذه المسابقة سنقوم بطرح صورة او عدة صور لمعلم من معالم المسجد الاقصى على حسابنا على التويتر (https://twitter.com/Maqdesyoun#) و على المتسابقين ذكر اسم هذا المعلم. ثم سيتم اخذ اسرع ثلاث اجابات بحيث يحصل الاول على 5 نقاط, الثاني على 3 نقاط و الثالث على نقطة واحدة. بعد طرح كامل معالم المسجد الاقصى ان شاء الله سيتم جمع نقاط كل من شارك في المسابقة و الفائز سيكون صاحب المجموع الاعلى من النقاط. 


موعد المسابقة سيكون كل يوم الساعة 9:00 الى 9:30 مساءاً بتوقيت القدس الشريف ان شاء الله, و في حال حدوث طاريء سيتم تبليغكم في ذلك اليوم قبل موعد المسابقة ان شاء الله


و حتى تعم الفائدة اكثر فسنخصص جائزة للفائز في المسابقة و هي عبارة عن كتابي د. عبد الله معروف: أطلس معالم المسجد الاقصى و المدخل الى دراسة المسجد الاقصى المبارك. 


نرجو من الجميع نشر المسابقة و المشاركة فيها حتى تعم الفائدة و تنتشر المعلومات بين اكبر فئة من شباب الامة الاسلامية.

الأربعاء، 25 يناير 2012

لعل الله يخرج من ابنائنا من يفتح القدس




عن انس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة , فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها ". أي قيمة عظيمة يزرع فينا رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و اتم التسليم في هذا الحديث الشريف .. اي رسالة يحملها للامة الاسلامية في هذه الكلمات الرائعة التي خرجت من فمه الطاهر صلوات ربي و سلامه عليه. حتى و الساعة تقوم .. حتى و الدنيا تنتهي .. حتى و البشرية على اعتاب الاخرة, يوصينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ان نواصل العمل .. ان نواصل اعمار هذا الكون. 



و قد يتساءل احدهم, ما الفائدة من زرع هذه الفسيلة و الدنيا على وشك الانتهاء و الناس مقبلون على حساب مع رب الكون عز و جل و مصير ابدي اما الفوز بالجنة, اللهم اجعلنا منهم,  او الخسران العظيم بالخلود في نار جهنم, اللهم حرمها على اجسادنا؟! ان هذا الحديث الشريف يزرع فينا قيمة نحن احوج ما نكون اليها اليوم, الاخذ بالاسباب و التوكل على الله في اي عمل نقوم به. الانسان محاسب على العمل ذاته, اما نجاح العمل من عدمه فهذا من اقدار الله التي كتبها و هذا الحديث يوضح للمسلم ان عليه الاخذ بالاسباب و القيام بما هو مطلوب منه لنصرة الدين و اعمار هذا الكون, ثم التوكل على الله و ترك النتائج له بعد الاخذ بكل الاسباب المتاحة.


و ان كنا نتحدث عن الزرع فإن اهم زرع في هذه الارض هم ابناؤنا, اطفال اليوم و رجال الغد, حلم الاباء و مستقبل الاوطان. في ظل هذا الزمن الذي ضلت فيه بوصلة الكثير من الاباء في تربية ابنائهم فتركوهم عرضة لما تريده وسائل الاعلام, فتبدلت القدوات و تغيرت القناعات و ظهرت اجيال في مجتمعاتنا لا تمت لنا بصلة الا بالاسم اما الفكر و الثقافة فهما من عالم اخر. ان الطفل عبارة عن عجينة طرية قابل للتوجيه بشكل سهل سلس, فإذا كبر و شب اصبح صلباً مقاوماً و اصبح التوجيه و التغير اصعب.


و عند الحديث عن نصرة القدس و المسجد الاقصى, فإن من اهم ما نقوم به ان نأسس لجيل يحمل قضية المسجد الاقصى و القدس في قلبه و فكره عقيدة, يعمل على تحريرها ليل نهار. و لان فاقد الشيء لا يعطيه, فتأسيس هذا الجيل يتطلب منا ان نعرف قضية القدس و المسجد الاقصى بشكل جيد و ان نعمل لنصرتها, حتى نكون قادرين على نقل هذه القضية الى ابنائنا بالشكل و الطريقة الصحيحة حتى نأخذ بالاسباب كاملة بالشكل الصحيح.


من المهم جداً زرع أهمية المسجد الاقصى و القدس في قلوب ابنائنا منذ صغرهم, من خلال الحديث معهم عن روعتها و رواية القصص لهم عن المسجد الاقصى و عن فاتحيها و ابطال امتنا الذين حرروها حتى يكونوا لهم قدوة. الحديث معهم عن اهمية المسجد الاقصى و شرح روعته من خلال الصور و الفيديو, و ايجاد الوسائل التي تنقل و ترسخ هذه المعلومة في قلوبهم و عقولهم. ثم اذا كبروا اكثر نبدأ بشرح القضية بشكل اكبر من خلال  الحديث عن صمود اهلنا في القدس و اظهار الوجه الحقيقي لليهود الصهاينة و اطماعهم في مسجدنا و قدسنا و فلسطيننا كاملة.


و في هذا المجال يتحدث الداعية الشيخ أحمد القطان فيقول: :" المسجد الاقصى امانة في عنقك و في عنقك يا اختي في الله, علمي ابنك و اخاك, ان الاقصى و المسجد الحرام قرينان في آية واحدة, عقيدة ذكرها الله في كتابه لا نتنازل عنها ليهود, نحيي هذا في نفوسهم, نعلق صور المسجد الاقصى في غرفهم, نحضر لهم الاشرطة التي تبعث محبة القدس و الاقصى, نظهر لهم لهذا الشاب الصغير الذي يرجم يهود بحجر و مقلاع و نقول لابننا: هذا قدوتك, و نناديه: يا فاتح, يا استشهادي, يا مجاهد".


و عندما نتمعن في جيل صلاح الدين الايوبي, فإننا نجد جيل كامل ربي منذ طفولته على عشق المسجد الاقصى و القدس و على حمل قضيتها, فخرج جيل عمل ليل نهار من اجل فتح بيت المقدس و تحرير المسجد الاقصى .. جيل اسس على ايدي علماء اجلاء كأمثال حجة الاسلام الشيخ ابي حامد الغزالي و الجيلاني و غيرهم من العلماء الذين اسسوا لهذا الجيل المميز الذي فتح الله على يديه مسرى الرسول الكريم عليه افضل الصلاة و اتم التسليم.


الكثير من امتنا الاسلامية عندما تتحدث معه عن قضية القدس يقول بكل تثاقل ماذا بإمكاني تقديمه لنصرة القدس في هذا الوضع؟! في يد كل واحد منا عمل الكثير من اجل نصرة القدس و من اهم اعمال نصرة القدس ان تزرع هذه القضية في ابنائك و تنوي ان تخرجهم رجالاً و نساءاً يحملون المسجد الاقصى في قلوبهم و يعملون على نصرته في حياتهم .. فلعل الله يتقبل منك هذا الزرع و يبارك لك فيه فيخرج من انبائنا من يفتح القدس.

الاثنين، 16 يناير 2012

القصور الاموية .. في مهب رياح التهويد




منذ ان فتحها عمر الفاروق رضي الله عنه في السنة 15 هجري, حظيت القدس بمكانة مميزة عند الخلفاء على مر السنين. و لقد كان من اكثر من اهتم بالقدس الخلفاء الامويين حيث ما تزال اثارهم فيها شامخة الى اليوم. فعبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة و الوليد بن عبد الملك بنى المسجد القبلي, و امضى سليمان بن عبد الملك في القدس اكثر مما امضاه في دمشق, و قد اخذ بيعته في المسجد الاقصى, كما انه كان على وشك ان ينقل عاصمة الدولة الاسلامية من دمشق الى القدس لعشقه و حبه لهذه المدينة المباركة.



و قد بنيت قصور الخلفاء الاموين جنوب المسجد الاقصى حيث كانت مرتبطة بالمسجد الاقصى من خلال اروقة تنتهي بعدد من الادراج  كما كانت ترتبط من اعلاها بقناطر كبيرة توصل الى سطح المسجد. و ما تزال اثار هذه القصور الاموية جنوب المسجد الاقصى بشكل واضح. و لان هذه الاثار الاسلامية تشكل ضربة واضحة لادعاءات العدو الصهيوني عن هيكلهم المزعوم و تؤكد على الهوية الاسلامية للقدس فقد اصبحت هذه القصور هدف مستمر لعمليات التهويد من اجل طمس معلم اسلامي مهم و تهويده من اجل التوافق مع مشاريع التهويد المكثفة في محيط المسجد الاقصى.


اولى عمليات التهويد كانت بإقامة مدرج تهويدي امام البوابة الثلاثية, حيث قاموا بإلادعاء ان هذه الدرجات كان يصعدها و يتوقف عندها و قاموا بتفصيل مزمور خاص من توراتهم المحرفة ليتناسب مع ادعائهم الباطل. و قد افتتح هذا المدرج التهويدي رئيس الحكومة الصهيونية المجرم ايهود باراك في عام 1998 و من ذلك اليوم اصبحت هذه الدرجات الاموية مزاراً للسياح و للمستوطنين اليهود يردودن عندها مزاميرهم و صلواتهم.


ثاني عمليات الاعتداء على هذه القصور الاموية تمثل في قيام سلطات الاحتلال بالاستيلاء على حجر ضخم من حجارة القصور الاموية في عام 2009, حيث قامت رافعة عملاقة بإنتزاع حجر ضخم  و اخذ الى جهة مجهولة في اعتداء صارخ على المقدسات الاسلامية في القدس وسط صمت عربي اسلامي و مساندة اوروبية امريكية لهذا العدو الصهيوني الغاشم.


ثم كانت اكبر عمليات التهويد بقيام سلطات الاحتلال بمد شبكة من الجسور الحديدة  في منطقة القصور الاموية و قد كانت اعمال التهويد مكشوفة و مكثفة. و قد كشفت مؤسسة الاقصى ان سلطات الاحتلال تهدف الى الاعلان عن منطقة القصور الاموية كجزء من الهيكل المزعوم تحت اسم " مطاهر الهيكل". حيث تقوم سلطات الاحتلال بإنشاء هذه المطاهر في منطقة القصور الاموية و الربط فيما بينها بسلسلة من الجسور و الادراج الحديدية للربط بين هذه المطاهر التلمودية. كما انهم يخططون لجعلها جزء من مسارات توراتيه تلمودية.


كما ان سلطات الاحتلال قامت بتأسيس شبكات الانارة في هذه المنطقة اضافة الى مدها بشبكة واسعة من خطوط الكهرباء و الاتصالات من اجل تجهيزها لتصبح جاهزة للافتتاح تحت ما يمسى بمنتزه توراتي و بالتالي فإنها ستصبح محج و مزار لقطعان المستوطنين و السياح الاجانب و يتم تعريفها على اساس انها مطاهر للهيكل المزعوم و على انها جزء منه. و تشير مؤسسة الاقصى ان قوات الاحتلال تهدف الى ربط القصور الاموية عن طريق نفق بمنطفة وادي حلوة حيث يوجد ما يسمى زوراً و بهتاناً بـ " مركز الزيارات - مدينة داوود".


و بعد عدة شهور من كشف مؤسسة الاقصى لهذا المخطط التهويدي و فضحها لعمليات تغيير المعالم الذي تقوم به سلطات الاحتلال, فإن عمليات التهويد في منطقة القصور الاموية ما زالت مستمرة, حيث اشار اليوم الاستاذ فخري ابو دياب رئيس لجنة الدفاع عن سلوان الى ان عمليات تغيير المعالم ما زال جاري على قدم و ساق و قد قام بإلتقاط عدة صور تظهر احداها عدد من الصهاينة اليهود يتواجدون عن الدرجات الاموية و هم يرتلون صلواتهم.



[الصورة بعدسة الاستاذ فخري ابو دياب]


ان تهويد محيط المسجد الاقصى و تنفيذ مشروع مطاهر الهيكل و ربطه بباقي مخططات التهويد خطوة استباقية لتقسيم المسجد الاقصى و تحويله الى كنيس. فهم يريدون اولاً طمس اي معلم اسلامي محيط بالمسجد الاقصى حتى يقولوا للعالم شاهدوا .. ان كل ما يحيط بهذا الاقصى يهودي المعالم و بالتالي فإن هذا الاقصى مبني فوق هيكلهم المزعوم و عندها سوف يتوجهون بكل طاقتهم من اجل هدم و تهويد المسجد الاقصى بشكل كامل.


فمتى ننتصر للقدس و المسجد الاقصى؟؟! 


الخميس، 12 يناير 2012

اذا كانت هذه ردة فعلنا .. فلنتوقع الاسوء




منذ سنوات عديدة اتخذت سلطات العدو سياسة بالون الاختبار منهج في سياساتها التهويدية فيما يتعلق بالقدس و المسجد الاقصى, حيث تقوم بتنفيذ العمل بشكل بسيط كبالون اختبار و تنتظر ردة فعل الامة العربية و الاسلامية و على ضوء ردة الفعل تتحرك اما بالمضي قدماً بتنفيذ المخطط بحجمه الكبير و الحقيقي او بتعليقه او التراجع عنه. و المتابع لقضية القدس و المسجد الاقصى يجد ان في اغلب الاحيان كانت ردة الفعل شبه معدومة و كانت مقتصرة على اهالي القدس و فلسطين ممن استطاع الوصول الى بيت المقدس.



قبل قرابة اسبوع قامت ما يسمى بالمرجعية الدينية في جيش الاحتلال بتوزيع صور على الجنود الصهاينة للمسجد الاقصى " الهيكل كما يزعمون" و قد ازالوا قبة الصخرة من الصورة. في رسالة يوجهونها لجنودهم و قطعان مستوطنيهم ان هيكلهم المزعوم لن يعود الا اذا هدمت قبة الصخرة المشرفة, هذا الرمز الاسلامي الشامخ في قلب المسجد الاقصى المبارك. خرجت الاصوات المنددة في العالم الاسلامي من هنا و هناك, الا ان الشعب للاسف لم يعر هذا الحدث الخطير الاهتمام الكافي و تجاهلوا الاشارة الواضحة.


و يبدو ان هذه الصورة كانت بالون اختبار نتائجه كانت ايجابية من وجهة نظر الكيان الصهيوني, الا انه ليس بالاختبار الكافي بالنسبة لهم فكان لا بد من القيام باختبار اخر اكبر اثراً من اجل اخذ صورة مناسبة عن ردة الفعل في الامة الاسلامية. قامت سلطات الاحتلال بالسماح لعدد من جنود الاحتلال ,وصل عددهم الى 10 جنود, بتدنيس المسجد الاقصى مرتدين الزي العسكري للمرة الاولى منذ عشر سنوات. و لنعرف عمق هذه الرسالة و هذا الاختبار فيجب الاشارة الى ان هؤلاء الجنود يتبعون لفرقة المظليين و هي اول فرقة اقتحمت المسجد الاقصى في عام 1967 و رفعة علم الكيان الصهيوني فوق قبة الصخرة.


و للاسف فإن هذا الاختبار كانت نتائجه كارثية بالنسبة للامة الاسلامية و مبهرة بالنسبة للكيان الصهيوني, فلقد كانت ردة الفعل اقل من تلك التي حدثت عقب نشر صورة المسجد الاقصى  و حذف قبة الصخرة منها. و كأن الامر لا يتعلق بمسرى رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و اتم التسليم و لا يتعلق بقبلة المسلمين الاولى. صمت مطبق و تجاهل غير مبرر لحدث كبير .. ان يدنس بيت من بيوت الله و اي بيت .. انه المسجد الاقصى الذي ذكره الله في قرآنه الكريم و بارك حوله .. انه ثاني مسجد بني في الارض ... انه توأم المسجد الحرام.


و لان ردة الفعل كانت معدومة, قام اليوم 15 جندي صهيوني بتدنيس المسجد الاقصى مرتدين الزي العسكري متحدين الامة الاسلامية كلها .. ها نحن ندنس اقصاكم امام اعينكم فماذا انتم فاعلون ؟! ان هذه الخطوة خطيرة جداً لان هذا التدنيس اذا استمر قد يكون مقدمة لتواجد متواصل لجيش الاحتلال في المسجد الاقصى مما يعني خطوة متقدمة من اجل تقسيم المسجد الاقصى ليتحول جزء منه الى كنيس يدخله المستوطنون بكثافة و يؤدون فيه صلواتهم و يقومون برتديد ترانيمهم, كما حدث مع في الحرم الابراهيمي.


و نحن هنا لا نهول الامور او نضخمها, فهناك امور تحاك و تخطط في الخفاء تهدد المسجد الاقصى, فبالاضافة لما ذكرناه فإن قوات الاحتلال قامت بتركيب عدد كبير من كاميرات المراقبة في المسجد الاقصى و محيطه, مما يعني انهم يراقبون كل صغيرة و كبيرة تدور في المسجد الاقصى و يفرضون سيطرتهم على المسجد الاقصى بشكل عملي. و قبل سويعات قليلة شارك 90 جندي من فرقة المظليين في مسيرة استفزازية في الحي الاسلامي في البلدة القديمة, و قد قال رئيس جمعية عطريت كوهانيم الاستيطانية مخاطباً هؤلاء الجنود قائلاً “منحتمونا قوة جديدة، ولن نسمح بوصول جنود إلى حائط البراق من دون أن نعانقهم في البلدة القديمة، وعزاؤنا هو ببناء القدس وببناء الجيش الإسرائيلي”.


و في وجه هذه الاعتداءات الصريحة, يقف المقدسيّون و اهلنا في فلسطين الداخل صامدين مجددين للعهد مع المسجد الاقصى فقد تم تخريج طلبة مصاطب العلم في المسجد الاقصى معاهدين قبلة المسلمين الاولى بذل الغالي و الرخيص في سبيل الدفاع عنه و هم اهل الرباط و الصمود, و لكن لا يكلف الله نفساً الا وسعها و الهجمة الصهيونية شرسة على القدس, بين تدنيس للمسجد الاقصى و مصادرة لاراضي المقدسيّين و تهويد للمدينة و ابعاد لاهلنا في القدس .. لا يمكن ان نطالب اهل القدس بأي شيء اضافي لانهم يقومون بما يجب ان يقوم به امة الاسلام كاملة.


ان حالنا في نصرة القدس اليوم ينطبق عليه قول الشاعر:


ناديت يا جفرا الربع ما جابوا ردوا ... شدي على اطراف الجرح الله معك وحده


و ان ردة فعلنا المتخاذلة هي الدافع الحقيقي لسلطات الاحتلال للمضي قدماً في تدنيس المسجد الاقصى و تهويد القدس, و قد شاهدنا انه بمجرد تحرك الامة جماهيرياً بشكل جيد تم ايقاف قرار هدم تلة المغاربة. و لكن بما ان ردة فعلنا عبارة عن هبة انتهت مع مضي الوقت و اذا استمر صمتنا ازاء ما يحصل في المسجد الاقصى فعلينا ان نتوقع الاسوء. لانه مقابل كل صمت و تخاذل منا, هناك تطاول و تعدي و تدنيس جديد يتعرض له المسجد الاقصى من قبل سلطات الاحتلال.


و ان اردنا الذود عن المسجد الاقصى و نصرته, فأن التحرك ازاء هذه الافعال الحقيرة من سلطات الاحتلال اول خطوة في ردعهم و وضع حد لهم. و نحن بتخاذلنا هذا نرتكب الاثم العظيم الذي سيحاسبنا عليه رب العباد, فنحن نضيع الامانة و نفرط في مقدساتنا بل نحن نشجع الصهاينة للمضي قدماً في طغيانهم و عدوانهم ... و تذكر انه في كل تخاذل و صمت من كل فرد منا .. نحن نشجع مستوطن او جندي صهيوني للقيام بتدنيس جديد في المسجد الاقصى .. أفترضى ان تساهم في تدنيس المسجد الاقصى ؟!!

الثلاثاء، 10 يناير 2012

سورة المائدة و تبادل الادوار




بعد ان نجّى الله سيدنا موسى - عليه السلام - و بني اسرائيل من بطش فرعون و اغرقه, انعم الله على بني اسرائيل بجزيل النعم و اراهم على يد سيدنا موسى عديد المعجزات, ثم امر بني اسرائيل بدخول الارض المقدسة و مواجهة القوم الكافرين ( يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم و لا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين ).  الا ان بني اسرائيل و كعادتهم نكثوا عهودهم مع الله و كان ردهم كما بينه القرآن الكريم ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ). و على الرغم من محاولة بعض المؤمنين نصحهم بالتوكل على الله و دخول الارض المقدسة, الا ان جوابهم النهائي كان ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ), فحرمها الله عليهم, و كان التيه مصيرهم عقاباً لنكثهم بعهود الله و معصيتهم له.



و قد اجمع المفسرين و علماء الامة ان القدس جزء من هذه الارض المقدسة التي كتب الله على المؤمنين دخولها و سكناها. و للتوضيح, فإن الله لم يكتب الارض لبني اسرائيل حصراً بل كتبها للمؤمنين و الذين هم بني اسرائيل في ذلك الوقت, و لكنهم طغوا و افسدوا و حرفوا في دينهم فغضب الله عليهم. و من جديد تبين هذه الاية ميزة جديدة لبيت المقدس فهي الارض المباركة و هي الارض المقدسة ايضاً, بركتها و قدسيتها انزلت قرآننا الكريم, محفوظة لا تبدل و لا تتغير.


لقد زرع رسولنا المصطفى - عليه افضل الصلاة و السلام - حب و اهمية المسجد الاقصى في قلوب صحابته الكرام رضي الله عنهم جميعاً فترجمت فعلاً على ارض الواقع. فهذا ابو بكر الصديق يرسل الى خالد بن الوليد باللحاق بالجيوش المتوجهة الى الشام من اجل فتح بيت المقدس, و ها هو الفاروق عمر بن الخطاب ينتقل من المدينة المنورة الى بيت المقدس ليتسلم مفاتحها بيده معلناً تحرير اولى القبليتن و ثالث الحرمين الشريفين. ثم يطلب من سيدنا بلال بالاذان في المسجد الاقصى, فيؤذن للمرة الاولى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم. و قد زار بيت المقدس عدد كبير من الصحابة و أهلوا منه بعمرة او بحجة.


ثم ننظر الى حال بيت المقدس و حالنا اليوم فنجد ان المسجد الاقصى و الارض المباركة المقدسة ترزح تحت الاحتلال اليهودي و تتعرض لاشد انواع التهويد و التطهير العرقي يقابله صمود اسطوري لاهلها الذين عرفوا قدر هذه الارض و بركتها و عظيم مكانة المسجد الاقصى فنذروا النفس و المال من أجل الصمود و الدفاع عنها. الا ان الغريب العجيب يتمثل في حال امتنا التي اغمضت اعينها عن بيت المقدس و المسجد الاقصى, متناسين مكانتها و الكثير منا جاهل بقيمتها و عظيم شأنها في الاسلام.


و المتدبر في آيات سورة المائدة التي افتتحنا بها هذه المقالة, يجد انها تنطبق على حالنا اليوم, فحال الامة اليوم كحال بني اسرائيل في الاية, يأمرنا ديننا بالذود و الدفاع عن بيت المقدس و فلسطين و الجهاد في سبيل الله. ارض فيها مسرى رسلونا الكريم - عليه الصلاة و السلام -, و فيها ثاني مسجد بني في الارض, و هي الارض المباركة المقدسة, أيعقل ان نتركها للصهاينة اليهود يدنسونها ؟؟! و في مقابل الدعوة لدخول الارض المقدسة, نجد ردود الكثير الكثير من ابناء الامة, ان القدس و فلسطين محتلة من قبل اسرائيل التي لديها اعتى و احدث الاسلحة و نحن ضعفاء و مفككين و لا طاقة لنا بهم. لقد تخاذل بنو اسرائيل ارادوا دخول الارض المقدسة دون بذل اي مجهود او التعرض لاي اذى في سبيل طاعة الله .. ارادوها هدية لهم دون اي تعب .. أليس هذا حالنا اليوم؟!


و في نفس سياق الايات و بالحديث عن حالنا ايضاً, عندما قال بنو اسرائيل ان فيها قوماً جبارين, قام رجلان انعم الله عليهما بنصحهم بطاعة الله, حيث قال تعالى ( قال رجلان من الذين يخافون الله أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون و على الله توكلوا ان كنتم مؤمنين ). و لان هذه الامة لا تعدم الخير, فإننا نجد رجال و نساء انعم الله عليهم ينصحون الامة كل يوم و يوجهونها و يستنهضوها من اجل نصرة المسجد الاقصى و بيت المقدس و فلسطين. يعملون ليل نهار لزرع قضية الاقصى و بيت المقدس في قلوب الامة و يوجدون الافكار و المشاريع العملية لنصرة القدس و المقدسيّين طاعة لله و جهاداً في سبيله من اجل اعادة الامة الى جادة الطريق.


و للاسف فإن البعض قد وصل في تخاذله الى درجات كبيرة حيث انهم انتقلوا من سلبية السكون و الصمت الى تثبيط العزائم و التشكيك في جدوى اي عمل من اجل نصرة المسجد الاقصى و بيت المقدس .. و عندما تتحدث معه عما يحدث من تدنيس للمسجد الاقصى و ظلم لاهلنا في القدس يخرج علينا بعبارة " للبيت رب يحميه". تغيرت العبارة و لكن المدلول فيه الكثير من التشابه .. نعم يريدون تحرير المسجد الاقصى بمعجزة من الله, و هو القادر عليها سبحانه عز و جل, دون بذل اي جهد في سبيل ذلك.


ان الله انزل هذا القرآن خاتماً للكتب السماوية و دستوراً للبشرية صالحاً لكل زمان و مكان, و لكن مشكلتنا اننا عندما نقرأ اياته فإننا, الا من رحم ربي, نقرأ الكلمات و نقلب الصفحات دون التدبر في آياته و اسقاطها على ارض الواقع .. فهذا القرآن معجزة المصطفى صلى الله عليه و سلم و اعجازه مستمر حتى يوم القيامة.


ان نصر الله قادم لا شك في ذلك .. و ان تحرير المسجد الاقصى و بيت المقدس وعد من الله, الذي لا يخلف الميعاد سبحانه, و رسوله عليه الصلاة و السلام, الذي لا ينطق عن الهوى. و لكن هذا النصر لن يأتي الا بالعمل و نصرة بيت المقدس و فلسطين و المسجد الاقصى و الجهاد في سبيل ذلك حتى يأتي امر الله عز و جل و يتحقق وعده.


فيا اخوتي .. لكل واحد منا ان يختار .. اما ان يكون ممن انعم الله عليهم فنعمل لنصرة المسجد الاقصى و بيت المقدس و تحريره من الاحتلال و اما ان يكون من الخاسرين بإرتداده على عقبيه و تخاذله عن نصرة و تحرير اولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين


الأحد، 8 يناير 2012

في القدس تنقلب الموازين .. و يبقى المقدسيّ ثابتاً




اصدر اليوم مركز القدس للحقوق الاجتماعية و الاقتصادية بياناً يحذر فيه من نية ما يسمى ببلدية القدس اقامة نصب تذكاري للمهاتما غاندي في حي جبل المكبر جنوب البلدة القديمة في القدس. ان تقوم هذا الكيان الفاشي, المغتصب, المحتل بعمل نصب تذكاري لانسان عرف بثورته السلمية ضد الظلم و الاضطهاد و طالب بالاستقلال و الحرية امر غريب جداً, الا ان المضحك المبكي ان هذا النصب سيقام على ارض مصادرة تعود ملكيتها للمقدسيّين قامت سلطات الاحتلال بوضع اليد عليها زوراً و ظلماً و بهتناناً.



التناقض يتجلى بأبشع صوره, ان يقام نصب تذكاري لرجل يعتبر رمز للاستقلال و النضال على ارض مغتصبة !!! الا ان هذه الحادثة ليست فريدة من نوعها, بل هي الحادثة الثانية من نوعها و دائماً القدس مسرح هذا التناقض. فقد قامت سلطات الاحتلال بإقرار مشروع عرف بإسم متحف التسامح بالتعاون مع مركز سيمون فيزنتال, و هو مركز مقره في الولايات المتحدة الامريكية يهدف الى احياء قضية محرقة اليهود و الدفاع عن اليهود و ارثهم و تراثهم في كل مناطق العالم. الكارثة الكبرى ان هذا المتحف سيقام على اراضي مقبرة مأمن الله, اكبر و اقدم مقبرة اسلامية في القدس ... تنبش القبور و تسلب الارض و الاقاف الاسلامية بإسم التسامح .. فأي تسامح هذا؟!!


و ما قدمناه ليس الا نقطة من بحر التناقضات و انقلاب الموازين في كل ما يتعلق بالقدس. ففي القدس فقط, يقوم صاحب البيت بهدم جزء من منزله بيده .. نعم بيده, لانه في حال قامت قوات الاحتلال بهدم هذا الجزء بحجة انه مخالف لشروط البناء التي وضعتها بلدية القدس او انه غير مرخص, فإنها ستغرمه ايضاً تكاليف الهدم !! في القدس يطرد صاحب البيت و يسكن في خيمة مرابطاً في ارضه بينما يسكن مستوطنون اتوا من غياهب المجهول مكانه. في القدس .. تصل ضريبة المسقفات او ما يعرف بالارنونا لنسبة تقارب الـ 65% من دخل المقدسيّ في بعض الاحيان.


في القدس لا يحمل المقدسيّ اي جنسية حقيقية, فهو يعتبر مقيم بنظر الاحتلال الصهيوني, يحمل هوية مقدسيّة و وثيقة سفر فقط, و يحمل جواز اردني مؤقت دون رقم وطني ( للتعرف اكثر على هذا الموضوع ننصح بقراءة هل يكون عام 2012 عام "الربيع المقدسي" bit.ly/yw0QWm‏ ). و في القدس ايضاً, يمنع المقدسيّين من سكان مخيم شعفاط و غيرها من المناطق من دخول مدينة  القدس فقط لان الجندي الواقف على حاجز شعفاط لا يرغب في ذلك !! في القدس ايضاً, طفولة الاطفال لها خصوصية كبيرة, فالاطفال القصّر يعتقلون و يقضون ليالي عديدة في السجن او يدهسون بسيارات المستوطنين لغاية التسلية !!!!


في القدس فقط, يمنع المصليّن من دخول المسجد الاقصى و تغلق ابواب الاقصى في وجوههم, في حين تشرع الابواب امام السياح الاجانب ليشاهدوا المسجد الاقصى و يتجولوا فيه و يلتقطوا الصور دون مراعاة لحرمة المسجد او احترام لمشاعر المسلمين. في القدس فقط, يقوم جيش الاحتلال بحماية قطعان المستوطنين اثناء اجتياحهم للمسجد الاقصى و تدنيسه, في حين يتم اعتقال المصليّن في المسجد الاقصى بتهمة مقابلة هؤلاء المعتدن بالتكبير و ذكر الله !!!


و انقلاب الموازين حول القدس ليس مقتصر فقط بالامثلة البسيطة التي ذكرناها, بل انه ممتد لكل ما يتعلق بها. فالامة الاسلامية تقرأ كل يوم عديد الايات التي يذكر فيها الاقصى و بيت المقدس صراحة او بالمعنى و لا يمرون على هذه الايات مرور الكرام, دون ان يهتموا بهذا المسجد او بأهل القدس. يتفنن المسلمون بالتعبير عن حبهم و عشقهم لرسول الله - عليه الصلاة و السلام - ثم يفرطون بمسراه و قبلته الاولى. 


في القدس, يعتقل النواب المقدسيّين, يطاردون, يختطفون و يبعدون خارج المدينة, فقط لانهم قاموا بما قام به غاندي !!!. و القدس هي تلك عاصمة لدولة غير التي تعرفها؟!! نعم هي عاصمة دولة فلسطينية على حدود 67 التي يتغنى بها عباس على المنابر ثم ما يلبث ان ينساها و يأمر رجاله بالهرولة نحو مفاوضات مع العدو الصهيوني متجاهلاً لكل ما يجري من تهويد في عاصمة اختارها و نبذته .. نعم فالقدس بطهرها و بركة ارضها تأبى ان تتنازل عن ذرة تراب من فلسطين كاملة .. 


ان التناقضات المتعلقة بالقدس .. و انقلاب الموازين الحاصل و المرتبط بما يجري فيها .. يقابله حقيقتان ثابتتان لا تتغيران مهما طال الزمن .. اولاهما, ان المقدسيّ قد حسم خياره منذ اليوم الاول لاحتلال القدس و فلسطين بالثبات في القدس و الصمود في وجه التهويد و تعهد على نفسه ان يبقى طول العمر المدافع الاول عن المسجد الاقصى .. و ثانيهما, ان القدس ستتحرر و تعود لحاضرة الامة الاسلامية عزيزة شامخة, بوعد من الله عز و جل .. و لكل واحد منا الخيار .. اما ان تعمل على تحقيق هذا النصر فتسجل في صفوف المجاهدين المحررين .. او ان تتخاذل و و ينتهي بك الحال الى هامش الحياة و التاريخ


و لكل من يشكك في جدوى العمل على نصرة المسجد الاقصى و القدس ندعوه الى التأمل في صمود المقدسيّين و تعلم ابجديات النضال و الصمود منهم .. عندها سيعلم علم اليقين ان هذا الصمود و الاصرار و التوكل على الله سيثمر النصر لا محالة ..و قريباً جداً بإذن الله

الخميس، 5 يناير 2012

قبة الصخرة .. رمز لهوية القدس الاسلامية




خرج علينا اليوم جيش الاحتلال الاسرائيلي بخطوة جديدة تهدف الى تهويد القدس و طمس مقدساتنا الاسلامية, فقد تم تعميم صورة في الجيش الصهيوني للمسجد الاقصى المبارك و قد ازيلت منه قبة الصخرة, حيث انها تدعي ان هذه الصورة تمثل " جبل الهيكل ", كما يسمونه زوراً و بهتاناً, خلال فترة الهيكل الثاني. و قد اشارت صحيفة هآريتس العبرية ان المرجعية الدينية في جيش الاحتلال قامت بتعميم شرائح من الصور الارشادية لضباط جيش الاحتلال بمناسبة عيد الحانوكاة [ للتعرف اكثر على هذا العيد, ارجع الى هذا المقال http://maqdesyoun.blogspot.com/2011/12/blog-post_20.html?spref=tw ] حيث تظهر فيها صور للمسجد الاقصى المبارك دون ان تظهر قبة الصخرة فيها.



و تعميم هذه الصور ليس جراء خطأ ما بل فعل مقصود له العديد من الاهداف. فهذه الصورة هي منهج يعمل الاحتلال من خلاله على تغذية عقول هذه الفئة المتطرفة من جيش الاحتلال بأن هذا هو الهيكل المزعوم و ان هذه القبة يجب ان تزول اولاً من بناء هيكلهم المزعوم. كما تكشف هذه الصور ان حاخامات اليهود يعملون ليل نهار من أجل ازالة قبة الصخرة من المشهد العام للمسجد الاقصى من اجل بناء الهيكل المزعوم





و لكن السؤال لماذا قبة الصخرة تحديداً؟! ان قبة الصخرة المشرفة تمثل درة تزين المسجد الاقصى و هي تحفة معمارية تغنى بها جميع من رأها من مختلف البلدان. و ما يزيد من اهمية و روعة قبة الصخرة ان الداخل الى مدينة القدس من اي جهة يقع نظره على قبة الصخرة بمجرد دخوله للمدينة, مسجلة بذلك ختم اسلامية هذه المدينة و تاركة هذا الانطباع لدى الزائر بمجرد ان تطأ قدماه ارضها. و هذه الحقيقة مؤرقة جداُ لسلطات الاحتلال بشكل واضح, و لذلك تحاول سلطات الاحتلال ان تحجب قبة الصخرة باقامة كنس ضخمة تغطي على هذه الدرة, و ما ادل على ذلك من اقامة كنيس الخراب الذي بني تحديداً بهذا الحجم لحجب قبة الصخرة و الباس المدينة ثوب اليهودية و نزع ثوب الاسلام عنها. و هذا ما يتضمنه ايضاً مشروع القدس اولاً او 2020 او ما يعرف بمشروع زاموش و الذي في مخططه اقامة كنيس ضخم على طرف حائط البراق حتى يتم حجب قبة الصخرة بشكل كامل.


كما ان قبة الصخرة محور اساسي في صراع صمود المسجد الاقصى في وجه هجمات الاستيطان المتلاحقة. ذلك ان حاخامت اليهود يزعمون ان الهيكل المزعوم موجود تحت قبة الصخرة و بالتالي فهم يصدرون التعاليم لقطعان المستوطنين بإقتحام المسجد الاقصى و الوقوف امام قبة الصخرة و اداء التراتيل اليهودية عندها, الا انهم يمنعونهم من الصعود اليها لانهم لا تتوفر فيهم شروط دخول منطقة " الهيكل". الطريف ان كل كبار علماء الاثار اليهود اقروا بعدم وجود الهيكل تحت قبة الصخرة و ان هذا الهيكل من الاستحالة ان يتواجد في هذه المنطقة. 


و هنا نوضح ان خرافة الهيكل لم توضع الا لاسباب سياسية قومية فقط لا غير, فكل ما يذكر في توراتهم المحرفة عن الهيكل من خرافات تم ضحده مراراً و كذبته نتائج الحفريات التي اقامتها الكيان الصهيوني تحت المسجد الاقصى. لقد كانت العودة الى القدس الدافع الاول الذي استخدمته الحركة الصهيونية لهجرة اليهود الى فلسطين, و اليوم يستخدمون خرافة الهيكل من اجل استمرار ايجاد محرك و رابط لليهود مع فلسطين. و من اجل تجيش الصهاينة و تنفيذ مخططاتهم, نجدهم يزعمون ان الهيكل موجود تحت قبة الصخرة و بالتالي هدم هذه القبة يعتبر الخطوة الاولى لاقامة الهيكل المزعوم.


في المقابل للاسف نجد ان الكثير من ابناء امتنا لا يعرف قيمة قبة الصخرة, بل ان البعض اصبح يربطها بمخطط صهيوني من اجل تضليل الامة, فيقول لك ان قبة الصخرة ليست المسجد الاقصى و ان المسجد الاقصى هو المسجد القبلي ذو القبة الرصاصية. و هذا من جهل امتنا بحقيقة المسجد الاقصى, فالمسجد الاقصى كل ما وقع داخل الاسوار و قبة الصخرة المشرفة جزء من المسجد الاقصى و بالتالي فقيمتها من قيمة المسجد الاقصى و هي تمثل رمز الهوية الاسلامية للقدس و هذا ما يكسبها المزيد من الاهمية.


ان ما تم نشره اليوم هو انذار شديد اللهجة للامة ان احذري فالمسجد الاقصى في خطر ... حفريات تنخره نخراً و تنهش في اساساته حتى  اصبحت اثارها واضحة للعين المجردة. و مخططات من اجل تهميش دور قبة الصخرة قبل الاعتداء عليها مستقبلاً و هدمها من اجل اقامة الهيكل المزعوم .. نعم الخطر كبير و الحقد دفين .. و للاسف مقابل العمل المتواصل لاعدائنا .. هناك سبات عميق تعيش فيه الامة.


اليوم و نحن نعيش ذكرى استشهاد صقر كتائب القسام المهندس يحيى عياش رحمه الله, ندعو كل واحد من الامة ليعمل من اجل نصرة القدس و المسجد الاقصى بهمة عالية كهمة يحيى عياش, الذي لم يستكن و ينتظر البقية حتى تتحرك لنصرة فلسطين, بل بادر و عمل ليل نهار حتى زلزل الكيان كله باستشهاديين دكوا حصون العدو دكاً. ليكن في كل منا عزيمة المهندس و مبادرته و اصراره من أجل نصرة المسجد الاقصى و القدس ... ليكن كل منا عياش يمشي على الارض حاملاً الاقصى في قلبه و عاملاً على نصرته في كل وقت.

الأربعاء، 4 يناير 2012

القدس .. و موقعها من حسابات السلطة الفلسطينية




تتبدل الايام و تتعاقب السنوات و تبقى القدس على حالها, رابطة مصابرة في وجه ضربات التهويدية المتلاحقة على المسجد الاقصى و بيت المقدس. قبيل نهاية عام 2011, قامت سلطات الاحتلال بكتابة سطر جديد في كتاب التهويد و التهجير في القدس, حيث افتتحت معبر او حاجز شعفاط فاصلة بذلك اكثر من 70 ألف مقدسيّ عن مدينتهم على الرغم من حملهم للهوية المقدسيّة. ثم يخرج نير بركات - عليه من الله ما يستحق - رئيس ما يسمى ببلدية القدس ليقترح التخلي عن الاراضي خارج الجدار العازل مما يعني سلخ 120 ألف مقدسيّ عن مدينتهم و منعهم من دخول القدس.



و مع بداية هذا العام, كشف الائتلاف الاهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس في بيان لها نشرته اليوم عن مخطط استيطاني يستهدف توسيع المستوطنات في القدس و الضفة الغربية. و قد اوضح البيان ان الصحف العبرية نشرت اعلاناً عن مشروع مناقصة لاقامة 117 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة هار حوماة على اراضي جبل ابو غنيم جنوب القدس المحتلة. كما تم الاعلان عن توسيع مستوطنة هار أدار في غرب القدس المحتلة. ايضاً تم الاعلان عن اقامة 213 وحدة سكنية استيطانية في 5 مواقع في مستعمرة افرات في منطقة غوش غتصيون جنوب القدس, اضافة الى عدد من الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنة جغعات هزايت في وسط القدس.


بالنظر الى ما يحدث في القدس منذ النصف الثاني من سنة 2011 و حتى ايامنا الاولى من عام 2012 نجد اننا امام نهج مكثف و متصاعد تجاه تهويد القدس و اقامة المشاريع الاستيطانية في عديد المناطق داخل القدس الشرقية من أجل تهويد المدينة بأسرع وقت ممكن و تحديداً سلوان. و هذا ما اكده محمود القراعين عضو مركز معلومات وادي حلوة حيث نوّه الى ان جمعية “العاد” الاستيطانية تنوي تحويل الحي الفلسطيني إلى متنزه للسياح اليهود وحرمان الفلسطينيين من استغلال أراضيهم وسط التقاء أجندة جمعية العاد الاستيطانية وسلطة الطبيعة الإسرائيلية وبلدية القدس المحتلة الموالية لأجندة الجمعيات الاستيطانية.


في المقابل ننظر الى موقف و نظرة السلطة الفلسطينية تجاه قضية القدس فنجده يقتصر فقط على الكلام و حسب. فكلنا شاهد و سمع محمود عباس يرتدي ثوب الفاتح في الامم المتحدة متحدثاً عن دولة فلسطينية مشوهة على حدود 67 و عاصمتها القدس الشريف. و منذ ذلك اليوم اقتصر اهتمام السلطة بالقدس على الكلام و النادر من الكلام فقط. فعن اي عاصمة نتحدث ؟؟!! اي عاصمة تلك التي يبني و يغير و يهود فيها الاحتلال كل يوم دون ان تحرك السلطة ساكناً ؟! اصبحت فلسطين عضو في منظمة اليونسكو, و ذهب عباس مرتدياً نفس الثوب الى مقر اليونسكو و رفع علم فلسطين على المقر, و لكن ماذا بعد؟! هل استغلينا هذه الخطوة لحماية المسجد الاقصى و باقي المقدسات الاسلامية و الاثار العربية في القدس ؟!


لم يقتصر الامر على هذا الحد, فقد اعلنها عباس بشكل صريح ان على الكيان التوقف عن الاستيطان من اجل العودة الى ما يسمى بطاولة المفاوضات, و التي ادعو الله ان تحرق قريباً و ننتهي منها بلا عودة. و لكن الحديث يتغير بشكل مفاجيء, فيذهب وفد من السلطة الى الاردن برئاسة صائب عريقات من اجل التفاوض مع العدو الصهيوني من جديد .. و نتسآل .. هل توقف الاستيطان حقاً؟؟! مهلاً اذن ما الذي يحدث في القدس في كل يوم ؟! ماذا عن قرار الاحتلال زيادة ضريبة الارنونا على سكان عاصمة دولة فلسطين ؟؟! ماذا عن البيوت التي تصادر و تهدم في القدس بشكل اسبوعي ؟!


عندما يتكلم الصهاينة و كبار ساسة الكيان عن تقديرهم للقدس و انها عاصمتهم الابدية فهم لا يقولون كلاماً في الهواء و انما افعال التهويد و الاستيطان تسبق كلامهم .. في المقابل هل فعلاً السلطة الفلسطينية تعتبر القدس عاصمة لدولة فلسطين ؟! الاقوال دون افعال لا قيمة لها .. فكيف اذا كان الفعل مغاير للاقوال بالكامل ؟؟!! عندما تصبح القدس مسرح للاستهداف و التهويد و التهجير و من ثم تهرول للجلوس على طاولة المفاوضات مع من يقوم بهذه الافعال, فإنك لا تقدر القدس و لا تقيم لها اي وزن او تعطيها اي قيمة لها او لاهلها المرابطين الابطال الصامدين.


و للاسف السلطة الفلسطينية لا تقرأ التاريخ و لا تحتفظ بأي ذاكرة, فقبل قرابة العشرين عاماً و بعد توقيع اتفاقية غزة اريحا اولاً, اعلنت محكمة العدل الاسرائيلية عن ملكيتها الابدية لمنطقة المسجد الاقصى " جبل الهيكل كما يدعّون ". و التاريخ يعيد نفسه بشكل غريب, تهويد و عمل متواصل من سلطات الاحتلال, يقابله تجاهل كبير للقدس و اهلها من قبل السلطة الفلسطينية .. فهل القدس عاصمة فلسطين بنظر السلطة الفلسطينية ؟!!


ان لا تدافع عن القدس جريمة, و لكن الجريمة الاكبر ان تستخدمها لتحقق مكاسب دنيوية شخصية بعيدة عن مصلحة الشعب الفلسطيني. لا يحق لاي شخص التنازل عن شبر من ارض فلسطين, فكيف بترك القدس لليهود يسرحون و يمرحون فيها دون تحريك اي ساكن ثم الانكى ان تجلس مع من يدنس القدس من اجل " مفاوضات" لم تحقق لنا اي شيء !!


عفواً عبّاس . عفواً ايها المفاوضون .. ان ارض فلسطين و تراب القدس يلفظكم و يكره ان تطأ اقدامكم مكاناً باركه الله من فوق سبع سماوات و تركتموه عن طيب خاطر للصهاينة المعتدين .. 


و اخيراً اترك الاجابة لكل واحد منكم ... هل فعلاً تعتبر السلطة الفلسطينية القدس عاصمة لفلسطين ؟!!

الأحد، 1 يناير 2012

الدرة الفلسطيني و الدرة السوري .. بقلم د. ديمة طهبوب




كان حدثا هز أصحاب الضمائر على امتداد العالم أن يقتل طفل برىء أعزل في حضن والده عن سابق إصرار و ترصد بينما صوت استغاثاته يتعالى ليصدع قلوب الأحياء الا قلب قاتله الميت

محمد الدرة الطفل الذي خلد اسمه و خلدت قصته على الرغم من مأساويتها لتثبت أن البطولة لا تعرف سنا كما أن الاحتلال المجرم لا يعرف الرحمة لا لصغير و لا لكبير، و أن العيش بذلة لا يسمح للأب أن يكون أبا و لا للأطفال أن يحيوا طفولتهم، و أن الرفض معناه أن تستعد للضحية

وجهوا الرصاص نحو رأسه كما يفعل كل القناصة فهل كانوا يريدون موت الطفل أم موت الفكرة في رأسه و رؤوس من شاهدوه؟
نعرف أن البشر يتناسلون، فهل تتناسل المبادىء و تتوالد و تنتقل ما بين الناس؟ نعرف كذلك أن الأرث ينتقل في عصبة الدم، فهل ينتقل أيضا في عصبة الدين و الأمة؟!

اثنا عشر سنة مرت على استشهاد محمد الدرة في فلسطين و لكن الرمز لم يموت و أراد الله أن تعود الذكرى بجسد و روح بشر يدب على الأرض فعبرت روح الشهيد من فلسطين الى سوريا ليستلم الأمانة و يحيي سنة التضحية درة آخر و اسم خيّر آخر هو الشهيد محمود الدرة الي استشهد قبل عدة أيام في ريف دمشق و التحق بركب شهداء الثورة السورية ليؤكد أن هذه الأمة ما زالت حية على امتداد أوطانها، فالاسم ذات الاسم، و القاتل ذات القاتل باطش غادر لا يعرف الرحمة، و الدم ذات الدم ألم يقل رسول الله صلى الله عليه و سلم "و المسلمون تتكافأ دماؤهم و هم يد على من سواهم" و الروح ذات الروح بالرغم من تشويه الجسد تحلق في حواصل طير خضر

استشهاد محمد الدرة صوره المصور أبو رحمه و نقله بأمانة للعالم و تحمل الضغط مقابل شهادة حق على بشاعة الجريمة، و شهادة محمود الدرة تمت تحت أعين بعثة المراقبين العرب فهل ينطقون بالحق أم يشهدون بالزور و يذهب دم محمود هدرا و يفلت المجرم من عقاب الدنيا؟!

ما بين الدرة الفلسطيني و عمه الثلاثيني السوري نعرف أن التاريخ فينا لا يموت و أننا لسنا أحفادا عاقين لنضال و مجد آباءنا الأوائل
لبلاد العُرب اليوم وصف آخر و وحدة حقى بلون الدم فلقد اتصل الماضي بالحاضر ليصوغ مستقبلا مزهوا بالنصر و الحرية ان شاء الله

ما بين محمد الدرة و محمود الدرة تتواصل قافلة الدرر من الشهداء و سوريا ترث شيئا من مجد فلسطين  


و صدق الشاعر اذ قال:



إذا مـات فـينا سـيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعولُ
وما مات منا سيد حتف أنفه و لا طال منا حيث كان قتيلُ
يقرب حب الموت آجالنا لنا وتكرهه آجالهم فتـطـولُ
اللهم قرب النصر بحق و حرمة دماء الدرّتين






د.ديمة طارق طهبوب