السبت، 31 ديسمبر 2011

كل عام و نحن الى المسجد الاقصى اقرب





على بعد سويعات قليلة من انتهاء عام 2011 و بدء العام الجديد بتوقيت القدس الشريف, تتفاوت نظرة العالم الى هذا العام. و ان كانت الامة العربية سطرت فصل جديد في تاريخها عندما انتفضت شعوبها و قامت بإقتلاع عدد من كبار طغاتها عن كراسي الحكم بقوة الشعب, فإن هذا العام مر ثقيلاً على المسجد الاقصى و القدس الشريف. و مع كل يوم تزداد ضراوة و شراسة حرب التهويد التي تشنها سلطات الاحتلال على بيت المقدس و المقدسيّين من اجل تغيير معالم المدينة و جعلها يهودية صهيوينة المعالم.



فعلى صعيد مصادرة الاراضي, شهد هذا العام تركيز واضح من قبل بلدية القدس على تحقيق هدف يتمثل في سلب اكبر مساحة ممكن من الاراضي التابعة للمقدسيّين تمهيداً لاقامة مشاريع تهويدية تساهم في تغيير معالم المدينة. و يبلغ ما تم مصادرته من الاراضي 3158 دونم تعود ملكيتها جميعاً للمقدسيّين و يحملون اثباتات على ملكيتهم القانونية لها, و تنوعت هذه الاراضي المصادرة في مختلف احياء القدس الشرقية, مما يدل بكل وضوح ان الاحتلال يعمل على تهويد المدينة بالكامل. و في نفس السياق, قامت قوات الاحتلال و قطعان المستوطنين بتدمير و حرق الاشجار و خصوصاً خلال موسم الزيتون. فقد بلغ عدد الاشجار التي تعرضت للاعتداء 1098 شجرة, تم تدمير 880 منها بالكامل.


و ضمن سياسة التضييق على المقدسيّين, قامت سلطات الاحتلال بهدم 41 مسكن و 56 منشأة, فيما تم تهديد 134 مسكن بالهدم و 17 منشأة بالازالة بشكل كامل. فيما تواصلت اعمال التنقيب و الحفريات اسفل البلدة القديمة, محيط المسجد الاقصى و القدس الشرقية بالكامل, حتى اصبح عدد كبير من منازل المقدسيّين في البلدة القديمة غير صالح للسكن, اذ اصبحت التصدعات كبيرة في الجدران و الارضيات. و قبل عدة ايام حدث انهيار في سور مسجد عين سلوان الجنوبي و اثر هذا الانهيار على روضة اطفال ايضاً. و اكثر ما يثير التخوف من هذه الحفريات, انه لا احد يعلم كم, عدد او عمق هذه الحفريات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني في القدس.


اما الاستيطان, فقد فتك بعضد القدس و اخذ يتغلغل فيها كالسرطان بشكل مسعور و متصاعد. فلم يمضِ شهر على القدس الا و اصدرت فيه سلطات الاحتلال قراراتها ببناء وحدات استيطانية في مناطق القدس مستمرة في خنق المدينة و عزلها عن محيطها الفلسطيني بشكل كامل. و قبل اسبوع من نهاية هذا العام, كشفت وسائل الاعلام عن مخطط استيطاني جديد يقضي ببناء 28 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس تتوزع بين مغتصبات هار حوما ( المقامة على اراضي جبل ابو غنيم ),  متسبيه نفتوح, سدوت راحيل, رامات رحيل و بي غليلوت.


و عند الحديث عن الاستيطان و مصادرة الاراضي لا ننسى ان نذكر الاثر الكبير لاخطر سلاح مستخدم في معركة القدس بين سلطات الاحتلال  و المقدسيّين الا و هو جدار الفصل العنصري. فلقد قامت سلطات الاحتلال بوضع حاجز جديد بإسم معبر شعفاط, بسببه قامت قواته بوضع 120 الف مقدسيّ خارج مدينة القدس في خطوة تهدم الى سلخهم عن مدينتهم. و في نفس السياق, خرج الصهيوني المتطرف بركات و الذي يرأس ما يعرف ببلدية القدس بفكرة التنازل عن الاراضي المقدسيّة خارج القدس و جعلها تابعة للسلطة الفلسطينية مما يعني الاخلال بالتركيبة الديمغرافية في القدس كخطوة لتحقيق مشروع 2020 و الذي يهدف الى جعل نسبة المقدسيّين الى ما يقل عن 12% فقط.


اما المسجد الاقصى, فقد مرت عليه هذه السنة ثقيلة جداً, فقد اصبح اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد الاقصى صباح كل يوم بأعداد ملحوظة, جماعات و فرادى, حدث يومي دون اي تحرك من الامة الاسلامية. كما ان تلة المغاربة كانت على وشك ان تهدم, اثر قرار بلدية القدس بخطورة وضع الجسر المؤقت و بالتالي وجوب هدمه, مما دفع الى هبة في العالم العربي و الاسلامي ادت الى تأجيل هذا القرار الى اجل غير مسمى. ايضاً شهد المرابطون في المسجد الاقصى تضيقاً شديداً في هذه السنة, فكثرت قرارات ابعاد عدد من طلاب مصاطب العلم عن المسجد الاقصى لتصديهم للمستوطنين الذين يقتحمون المسجد الاقصى بالتكبير. حتى ان التضيق لحق بطلبة مصاطب العلم و تم منع عدد منهن من دخول المسجد الاقصى و منهن من ابعد عن المسجد الاقصى ايضاً.


اما الامة الاسلامية و العربية, فقد استمرت بسباتها تجاه المسجد الاقصى و بيت المقدس و ما يحدث فيها من تضييق و تهويد. فتكاد ردات فعلنا لا تتجاوز التنديد و الاستنكار في الاحداث الرئيسية فقط, و قد كان الوقوف بشكل واضح ضد هدم تلة المغاربة التحرك الاوضح, ما عدا ذلك كانت ردات الفعل شبه معدومة. و مع اقتراب حلول العام الجديد, يرسل المسجد الاقصى و بيت المقدس نداءات العتب و الاستنهاض لامتنا العربية و الاسلامية .. يحثهم على نصرة مسرى رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام و دعم المقدسيّين في صمودهم و ثباتهم في وجه هذه الهجمة الشرسة. 


يا امتنا .. لنجعلها بداية جديدة .. لنعاهد انفسنا و نعاهد اقصانا .. ان نعمل في كل يوم من أجل نصرة المسجد الاقصى و بيت المقدس .. بكل ما اوتينا من قوة .. عمل يتحول الى فعل على ارض الواقع .. عمل بعيد عن الكلام و التنظير .. عمل يستنهض امتنا و يحيي قضية المسجد الاقصى في قلوبنا .. حتى يتحول كل منا, كما يقول دكتورنا الفاضل عبد الله معروف, الى اقصى يمشي على الارض .. المسجد الاقصى يمد يده معاهداً لكم .. فهيا نعاهده بالنصرة و الجهاد في سبيل الله حتى تعود القدس و فلسطين حرة عزيزة بإذن الله ... و كل عام و نحن الى المسجد الاقصى أقرب


نهدي هذه المقالة الى اخينا الرائع وليد السبع (http://twitter.com/waleedalsabea ) الذي حمل المسجد الاقصى و غزة و فلسطين في قلبه و عمله اليومي .. نسأل الله ان يلبسه ثوب العافية و ان يشفيه شفاءاً لا يغادر سقماً



الاثنين، 26 ديسمبر 2011

البدون الجدد ... في القدس




كالورم السرطاني يتلوى فيها .. ينهشها نهشاً .. ملتهماً الاراضي, مقتلعاً الاشجار و مدمراً البيوت .. جدار الفصل العنصري .. جملة وقعها على الاذن سيء و لكنه يزول, اما وقعه على العين فإن صادم, مذهل .. اما اثره على الارض فمدمر بكل ما لكلمة التدمير من معنى. و اجزم انه لو جمعنا قصص الشعب الفلسطيني مع الجدار العازل فإننا سنخرج بملحمة انسانية لم ترد من قبل في تاريخ البشرية. و لانها القدس .. هذه المدينة الخاصة, الفريدة في نوعها .. فقد وضع الاحتلال الجدار بطريقة خاصة تناسب خصوصية تعامله معها في كل شيء.


المتتبع لجدار الفصل العنصري في مدينة القدس يجده يتغلغل في المدينة بشكل غير منطقي ان كنا نأخذ الاسباب التي تطرحها سلطات الاحتلال بشكل جدي, فالاولى ان يلف الجدار المدينة كلها ان كانت الغاية " الدواعي الامنية". و لكن لان الهدف في القدس تحديداً امر مختلف تماماً, فمسار الجدار يأخذ هذا الشكل الافعواني الملتهم. عنوان مسار الجدار في القدس .. مخطط 2020 .. و هو مشروع يهدف الى تفريغ القدس من سكانها المقدسيّين العرب بحيث تصبح نسبة المقدسيّين اقل من 12% من سكان المدينة. و لان مخططات التهجير اصبحت فاشلة في اخراج المقدسيّين من اراضيهم و منازلهم, لجأ الاحتلال لاستغلال فكرة الجدار العازل, فعمل على جعل المناطق ذات الكثافة السكانية المقدسية العالية خارج نطاق الجدار و ضم مناطق استيطانية خارج المدينة لتصبح ضمن مساحة بلدية القدس.


آخر حلقات هذا الجدار تمثلت في اقامة حاجز او معبر شعفاط, و الذي جعل اكثر من 50 ألف مقدسيّ يحملون الهوية الفلسطينية خارج المدينة .. عملية طرد جماعي للمقدسيّين .. جبرية و سريعة جداً. لينضم سكان مخيم شعفاط لعدد كبير من المقدسيّين من حملة الهوية المقدسيّة الواقعين الان خارج المدينة بحيث انهم بحاجة الى اذن او تأشير او تصريح لدخول القدس و انه بكل سهولة بإمكان قوات الاحتلال منعهم من دخول المدينة, لا لشيء ... فقط لان الجندي لا يرغب بذلك !!!


و لان خطوات التهويد لا تأتي عبثاً بل تقع ضمن مخطط صهيوني خبيث ينفذ بوتيرة سريعة جداً, خرج علينا ما يعرف برئيس بلدية القدس ,و هي السكين المغروس في خاصرة المقدسيّين و رأس الحربة في تهويد القدس, نير بركات بخطة جديدة تتضمن نقل المسؤوليات الادارية المتعلقة بالمقدسيّين الواقعين خلف الجدار لتصبح ضمن صلاحيات السلطة الفلسطينية كجزء من اراضي الضفة الغربية. مما يعني سلخهم عن مدينتهم و منعهم من دخولهم القدس. في المقابل العمل يجري على قدم و سباق لانشاء مستوطنات جديدة في القدس من اجل جلب مستوطنين صهاينة ليسكونوا القدس و بالتالي احداث الفارق في التوزيع الديمغرافي ليحقق اهداف مشروع 2020.


و في الحقيقة فإن الخطوة التي يهدف اليها بركات, عليه من الله ما يستحق, تهدف فقط لتسريع عملية فصل المقدسيّين خارج الجدار عن القدس. فبالرجوع الى قوانين الاقامة للمقدسيّن, فإن ابتعاد المقدسيّ عن السكن في القدس لمدة سبع سنوات يفقده حقه في الاقامة في القدس و تسحب منه الهوية المقدسية, و هنا تكمن الكارثة. فسحب الهوية المقدسية يجعلهم امام معضلة حقيقية, فهم ليسوا مرتبطين بالقدس بشكل قانوني, و هم ليسوا مواطنين تابعين للسلطة الفلسطينية بحسب اتفاقيات اوسلو و لا يوجد لديهم جنسية اردينة بحكم فصل الارتباط.


هذا الوضع يجعلنا امام قضية بدون و لكن في القدس, و هو التعبير الامثل الذي استخدمه الاستاذ خليل التفكجي لوصف حالهم ( البدون هم مواطنون  لا يحملون اي وثيقة رسمية اغلبهم من البدو و لم يجدوا اي ضرورة في الحصول عليها عند تكون الدولة و بقوا على نفس الحال و هم الان يطالبون بالحصول على حقهم في الوثائق الرسمية. و هذه القضية تنشط في دولة الكويت الشقيقة. و المثال هنا للتقريب و ليس للمشابهة لا سمح الله).


و للخروج من هذا المأزق, هناك حل من اثنين فقط امام المقدسيّين المتواجدين الان خارج الجدار, اما الحصول على جنسية اجنبية, و هذا سيؤدي الى فقدانهم حق الهوية المقدسية  لانه بحسب قوانين الاحتلال المواطن المقدسيّ ممنوع ان يكون لديه اي جنسية اخرى. و الحل الثاني يتمثل في الحصول على الهوية الفلسطينية و بالتالي فقدان حق العيش في القدس و تسحب منه الهوية الفلسطينية.و شخصياً اجد ان هناك حالة جديدة قد تحدث و هي الهجرة العكسية من خارج الجدار الى داخله, و لكن هنا نحن امام عائق كبير. فنحن نتحدث عن ما يزيد عن 120 ألف مقدسي متواجد خارج الجدار الان و هذا الحجم من الصعب استيعابه في القدس الشرقية, اضافة الى ان العديد سيجد من الصعوبة ترك القرى فارغة لليهود لكي يصادروها و يستوطنوا بها.


و لكي نجعل الوصف اقرب الى ذهن القاريء حول وضع اهل القدس خارج الجدار, يقول الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين, ان هذه الفئة من المقدسيّين اسهل عليهم الوصول الى البيت الحرام من الوصول الى المسجد الاقصى لما يلاقونه من منع و اضطهاد و تضييق .. انها حملة تطهير عرقي شرسة و " على عينك يا تاجر ".


امام هذا الواقع, و امام هذه الخطط التي تنفذ لتهويد القدس, ماذا قدمنا لنصرة اهلنا في القدس ؟! لعل اكبر مصيبة نعيشها في نصرة القدس تكمن في انسلاخنا عن هذه القضية و تحولها الى خطابات رنانة تقال و احاديث اجتماعية تنتهي بعبارة " ايش طالع بإيدينا ؟! " .. و عند الحديث عن الاقصى .. نسمع العبارة التي تحمل كل معاني البرود و اللامبالاة " للبيت رب يحميه " .. و سؤالي هنا: هل كان هذا شعار الصحابة في فتح القدس الاول؟ هل كان هذا شعار صلاح الدين في فتح القدس و تخليصه من ايدي الصليبيين ؟!


ان نصرة القدس و المسجد الاقصى واجب علينا لا تكرماً منا عليهم .. مقدساتنا تنتهك .. اهلنا يشردوا .. و نحن ما زلنا نناقش مبدأ النصرة في حد ذاته. اين هي جمعيات حقوق الانسان .. اين هي المؤسسات الخيرية .. اين هي روح الشباب .. اين هو ابداع الامة في قهر الصعاب؟!


القدس اقرب من اي وقت مضى للضياع .. و المسجد الاقصى يستصرخكم لنصرته و نصرة حماته و جيرانه ... وقت الكلام انتهى .. فتحرك للفعل الان .. قبل ان تبكي المسجد الاقصى و القدس كما بكينا الاندلس .. تحرك .. تحرك

السبت، 24 ديسمبر 2011

مقالة لـ د. ديمة طهبوب بعنوان ... ماذا ننتظر ؟



منذ النكسة عام 67 بدأت أول فصول الجريمة بسياسة النفس الطويل و العمل الدؤوب و استكمل العدو الصهيوني في 2011 ما ظنه آخر الحلقات في مشروع هدم حي و تلة المغاربة الملاصقة للحرم القدسي الشريف. 44 عاما أنجز الاحتلال فيه في مشروع التهويد أكثر مما أنجزناه في ذات المرحلة في مشروع التصدي الموسمي للحفاظ على المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين و ثالث المسجدين!!

حي المغاربة الذي خلد أصل و بلاد الجنود الذين جاءوا في الفتح الصلاحي تاركين أوطانهم و أهاليهم لتحرير بيت المقدس، و خلد اجماع العرب من أقصى بلادهم الى أقصاها على قضية القدس و حرمتها استهدفه العدو الصهيوني أول ما احتل القدس، فهُدم الحي الذي كان يحوي أربعة مساجد أحدها مسجد البراق الشريف المرتبط برحلة الإسراء و المعراج، و كذلك 138 عقارا سنة 67 ثم هدم المدرسة الفخرية سنة 69 و بدأ تفريغ المنطقة من فوق الأرض و تحتها لتنفيذ مشروع "أورشليم أولا" و الذي يشمل توسيع ما يسمى "ساحة المبكى" و الذي يشمل إقامة مدرسة دينية و متحف و موقف للسيارات في محيط الساحة، و يكتمل بإقامة "كنيس نور القدس" ليطل مباشرة على ساحات المسجد الأقصى، و قد كان من نتاج الحفريات المستمرة أن انهار جزء من تلة المغاربة عام 2004 و أتبع الاحتلال ذلك بعد عام بإقامة جسر خشبي مؤقت مكان طريق المغاربة لتسهيل اقتحام ساحات المسجد الأقصى، و في عام 2007 بدأ الاحتلال بهدم التلة الا أن أهل القدس تصدوا للجرافات و الجيش و أوقفوا الجريمة، و في عامنا هذا استكملت سلطات الاحتلال جميع الاجراءات القانونية في عرفهم لهدم التلة الا أن الهبة الأردنية المصرية الرسمية و الشعبية حالت دون تنفيذ القرار الذي يعتبره العدو مسألة وقت سرعان ما يحاول بعده إعادة الكرة أول ما يحس بغفلة العرب و انشغالهم عن القدس

و قد كان و ما زال للأردن جهود رسمية مباركة في تاريخ القدس و حاضرها منذ عهد تأسيس المملكة حيث بعث مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني للملك المؤسس عبد الله الأول شهادة شكر و ثناء على جهود الأردن في الدفاع و الحفاظ على المسجد الأقصى ماديا و معنويا، و هذا ليس بغريب فالأردن بحسب العرف القانوني الدولي يعتبر الوصي الشرعي على القدس و المسجد الأقصى و الأوقاف
و أما الجهود الدبلوماسية الأخرى فينبغي طرق كل الأبواب و فضح ممارسات الاحتلال للعالم و بخاصة بعد أن أصبحت فلسطين عضوا في اليونسكو و أول مهامها يجب أن تكون الحصول على اعتراف بأن القدس و المسجد الأقصى جزء من التراث الانساني المهدد الذي لايجوز المس به فهو ليس أقل من تماثيل بوذا التي استماتت الأمم المتحدة للحفاظ عليها في أفغانستان
الا أن الجهود الدبلوماسية تظل متواضعة و محدودة و ينبغي أن تأزرها الجهود الشعبية في الدعم و التوعية و القيام بالحملات لحفظ و ترميم ما بقي من تلة المغاربة و هي التي يستهدفها العدو الآن

و لقد سبق الأردن بحكم التاريخ و الموقع و المسؤولية و الصلات الى إطلاق حملة شعبية بعنوان "أنا أردني الأقصى مسؤوليتي" و التي تم استنساخها في كثير من الدول العربية للتأكيد على المسؤولية الفردية في كل دولة على حدى، و توسعت في إطارها الإسلامي بعنوان "أنا مسلم الأقصى مسؤوليتي" للتأكيد على المسؤولية الجماعية تجاه المسجد الأقصى، و الحملة تنطلق من مجموعة من المفاهيم المبدئية التي ترمي الى نشرها و تعزيزها في نفوس الأفراد و الشعوب و منها: أن جسر باب المغاربة، المهدد حاليا، حكمه كحم المسجد الأقصى لأنه الطريق الموصل الى المسجد الأقصى من الناحية الغربية، و أن التلة التي يقوم عليها جسر باب المغاربة أثر إسلامي و الآثار البشرية حق إنساني"

و تهدف الحملات الوطنية و العربية الى التوعية بأهمية الأوقاف المقدسية و بالذات المهدد منها و المكانة الدينية و التاريخية لها، و حشد الطاقات للضغط على الحكومات و المؤسسات لتأخذ على عاتقها دعم مشاريع الترميم
اليوم يُفتح للمسلمين ملفات جرائم غير مثبتة قد عفى عليها الزمان و أكل و شرب لتشويه صورتهم في العالم!! فمن يفتح ملف الجرائم السابقة و المستمرة ضد القدس و أهلها و هل من محكمة يمكن الاحتكام إليها غير العدالة الإلهية و القضاة العدول الذين لا يفرطون بحقهم و حق الأمة في الأرث المقدسي المقدس؟!

البارحة كانت تلة المغاربة و التي لو هدمت لا سمح الله فسيكون لها ما بعدها، فلو هان علينا شيء من الحرم فما يمنع أن يهون علينا كله، فالتفريط لا يعرف القسمة و من فرط في البعض يوشك أن يضيع الكل و صدق الشاعر حين سألنا:

متى تغضب؟
إذا لله للحرمات للإسلام لم تغضب
فصارحني بلا خجل لأية أمن تُنسب
أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى و أن نُمحى؟
ألم تنظر الى الأطفال في الأقصى
عمالقة قد انتفضوا
أتنهض طفلة العامين غاضبة
و صناع القرار اليوم لا غضبوا و لا نهضوا؟!

أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى و أن نُمحى؟ لم يعد السؤال افتراضيا و لا خياليا إنه واقع يسعون الى تحقيقه أمام أعيننا، فهل ندخل التاريخ من باب المتخاذلين تحت اسم الجيل الذي ضيع الأقصى ؟!
الوضع خطير لا يحتمل التسويف أو الركون أو التأجيل و مصير الأقصى قرارنا و مسؤوليتنا أفرادا و جماعات و كذلك التفريط وزره و عاقبته في عنق كل منا

د.ديمة طارق طهبوب

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

عيد الحانوكا ... و اقتحام المسجد الاقصى




يصادف غداً اول ايام ما يسمى بعيد الحانوكا " تدشين " عند الصهاينة اليهود و الذي يحتفلون به في الـ 25 من شهر كيسليف حسب التقويم العبري, حيث يمتد الاحتفال بهذا العيد لمدة 8 ايام. و يتضمن الاحتفال بهذا العيد الامتناع عن الحزن و الحداد, اضافة الى القيام بطقوس دينية خاصة و قراءة تراتيل و مزامير الشكر.



و تشير الاساطير الصهيونية اليهودية الى ان الاحتفال يعود الى حدث تاريخي تضمن حدوث معجزة, و نلخص الخلفية التاريخية لهذا العيد بالاتي:


بعد ان تولى الملك انطيخوس الرابع رئاسة الدولة اليونانية, قام بفرض عدد من القوانين الشديدة على اليهود. و يتحدث الاستاذ عارف العارف عن هذه الفترة في كتابه المفصّل في تاريخ القدس فيشير ان انطيخوس عامل اليهود شر معاملة, فحرم عليهم القيام بمشعائرهم و احرق كتبهم و ارغمهم على انتهاك حرمة السبت و أكل الخنزير, حتى انه قام ببناء تمثال لزيوس في مكان " هيكلهم المزعوم", مما ادى الى قيام ثورة شعبية قادها زعيهم يهودي اسمه الحاشموني و بعد موته اكمل ابنه الثالث يهودا المعروف بالمكابي الثورة و نجح كما تشير الاسطورة الى تحرير القدس و تطهير هيكلهم المزعوم و اعادة بنائه في الـ 25 من شهر كيسليف العبري.


و يتحدث التلمود عن هذه القصة و يضيف اليها ان ايام العيد الثمانية تشير الى " معجزة" حدثت للحشمونين و هم يعيدون تدشين " هيكلهم المزعوم" و استمرت لـ 8 ايام. حيث يشير التلمود الى انه لم يتبقى في ما يسمى الهيكل الكثير من الزيت لاشعال الشمعدان المقدس و رغم ذلك انار هذا الزيت القليل الهيكل 8 ايام متواصلة حتى تم احضار زيت جديد.


أمام عن التقاليد المتبعة في هذا العيد اشعال الشموع في المشعدان الثماني  " حانوكياه " بعد غروب الشمس, فيتم اشعال شمعة واحدة في اول ليلة من ليالي العيد, و هكذا في كل ليلة حتى يتم اشعال الشمعدان بالكامل في اخر ليلة. يوضع هذا الشمعدان في كوة تطل على الطريق او يوضع على مائدة لوحده دون ان تستخدم لشيء اخر. و من تقاليد هذا العيد الموجهة للاطفال من اجل ترسيخ هذا العيد في عقليتهم, يتم توزيع دوامات رباعية الاضلاع مكتوب عليها الاحرف الاولى لكلمات الجملة التالية " معجزة كبيرة حدثت هنا ".


و لقد استغل الصهاينة اليهود ارتباط هذه الخرافة بهيكلهم المزعوم, و ربطوه بمزاعمهم و اهدافهم بانتهاك المسجد الاقصى الذين يزعمون ان الهيكل موجود تحته. و عليه فقد تحول هذا العيد لمناسبة اساسية لدى المتطرفين اليهود من أجل القيام بإقتحام المسجد الاقصى و القيام بقراءة التراتيل و المزامير داخل المسجد الاقصى. و قد سجل العام الماضي في مثل هذا العيد اقتحامات متعددة, ففي بيان اصدرته مؤسسة الاقصى في العام الماضي, رصدت المؤسسة اقتحامات كبيرة للمستوطنين للمسجد الاقصى طيلة ايام هذا العيد على شكل مجموعات و افراد, و قد تراوح عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الاقصى من 70 في اول يوم الى 170 مستوطن دنس المسجد الاقصى في اخر ايام هذا العيد.


و خلال هذا العيد العام الماضي, اعلنت ما يسمى بـ " شبيبة الحريديم " عن حملة تعليمية و محاضرات تلمودية تحت اسم " شعائر الهيكل"  لكل من يشارك في اقتحام المسجد الاقصى. ان هذا العيد يستخدم بشكل مركز من اجل فرض واقع جديد و تهويد القدس و المسجد الاقصى, حيث يشير الاستاذ احمد ياسين الى ان الصهاينة يقومون بنشر مناراة الحانوكاة امام ابواب المدينة القديمة و تحديداً امام باب الخليل.


و للاسف يأتي هذا العيد و المسجد الاقصى يأن بشدة من اقتحامات المسجد الاقصى المتواصلة التي يقوم بها المستوطنون, ففي الاثنين الماضي قام 57 مستوطن بإقتحام المسجد الاقصى و تدنيسه اضافة الى عدد كبير من السياح دون وجود رادع لهم. و ان اهم طريقة لردعهم تكمن في تواجد عدد كبير من المرابطين في المسجد الاقصى  يذودون عنه. و هنا نهيب بأهلنا في القدس و فلسطين الداخل بالرباط في المسجد الاقصى بكثافة في هذه الايام حتى نحمي المسجد الاقصى من غدر الصهاينة, الذين لن يتوانوا عن ادخال منارة الحانوكاة الى المسجد الاقصى اذا لم يجدوا من يردعهم.


في العام الماضي اليوم الوحيد الذي لم يتمكن الصهاينة فيه من اقتحام المسجد الاقصى خلال ايام هذا العيد كان بسبب تواجد اعداد كبيرة من اهلنا من القدس و الداخل الفلسطيني الذين توافدوا اليه بالالاف احتفالاً بذكرى هجرة الرسول عليه افضل الصلاة و اتم التسليم. و على الامة كافة الاستنفار و القيام بمسيرات تتوعد خلالها الصهاينة من اقتحام المسجد الاقصى حتى يرى العدو ان الامة كلها مستنفرة لتصرة مسرى الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام ...


لا تتركوا اقصانا وحيداً لقطعان المستوطنين يدنسونه و يحولونه الى كنيس .. الله الله في ثالث الحرمين .. الله الله في اولى القبلتين

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

ببساطة ... لإنهم مقدسيّون




منذ احتلال فلسطين و وقوعها تحت ظلم العدوان الصهيوني, تنافس اهلنا في تقديم صور الصمود و النضال في ابهى حلة و اجمل صورة .. و كأن مدن و قرى فلسطين تتسابق في اظهار الصورة الابهى للصمود. يزداد العدو ظلماً و تجبراً, فنزداد صموداً و دفاعاُ عن الارض .. من أهلنا في فلسطين الداخل .. الى نابلس, الخليل, جنين, و باقي مدن الضفة الغربية .. و حتى غزة العزة .. غزة الصمود. كلها بدأت تدون اسطورة صمودها في كتب التاريخ و ما تزال مستمرة حتى تحررها كاملة ان شاء الله.



و لكنهم مختلفون .. لهم خصوصيتهم و ابداعهم الحصري في الصمود .. يستمدون هذه الابداع من ارض فيها البركة و القدسية انزلت عليها من فوق سبع سماوات .. يستنشقون عبق التاريخ في كل ما حولهم و يأخذون منها العبر و الدروس. يفتحون اعينهم على المسجد الاقصى و يغلقونها على كنيسة القيامة .. ارض باركها الله من فوق سبع سماوات .. اسرى اليها محمد عليه الصلاة و السلام, و عرج منها الى السماء .. ارض فتحها عمر و كبار صحابة رسول الله عليه الصلاة و السلام .. أذن فيها بلال بن رباح .. و حررها صلاح الدين الايوبي من كيد الصليبين .. فكيف لا يكون أهلها مميزون بصمودهم؟!


في كل يوم يضرب المقدسيّون اروع صور الصمود و الثبات في وجه حملة شرسة من قبل العدو الصهيوني تهدف الى تهويد المدينة و تفريغها من أهلها و تحويلها الى مدينة يهودية خالصة, الا ان هذا الشعب الصامد في القدس يحول دون هذا. و كل العالم شاهد كيف ان المقدسيون ضربوا العدو في مقتل بعد ان قام ببناء الجدار فقاموا بهجرة عكسية من خارج الجدار تاركين بيتوهم و اراضيهم و مصرين على البقاء في مدينة القدس حتى لا يفقدوا حقهم في البقاء فيها بحسب القوانين الخزعبلية التي يفرضها العدو الصهيوني.


و من اروع قصص الصمود و العشق بين المقدسيّين و القدس .. ما سمعناه من سفير فلسطين في لندن د. حساسيان حول وفاة زوجته السيدة سميرة. يقول د. حساسيان ان السيدة سميرة كانت متواجدة في لندن تتلقى علاجها الكيميائي حيث انها مصابة بالسرطان, و قد رفضت السلطات الصهيونية تجديد اوراقها المقدسية, مما دفع بالسيدة حساسيان بكل اصرار و عزيمة للسفر عائدة الى القدس حتى لا تفقد حقها في البقاء في القدس على الرغم من انها لم تكمل علاجها و على الرغم من تحذير فقد رفضت د.سميرة اعطاء الاحتلال فرصة منعها من دخول القدس و اصرت بالعودة الى مدينتها العزيزة. اصيبت السيدة سميرة بفايروس في طريق عودتها و هو ما ادى الى وفاتها في المدينة التي تحب بعد ان قضت اجلها.


ان قصة د. سميرة صورة من بين لوحات رسمها المقدسيّون في حبهم و رباطهم في بيت المقدس ..  هذا العشق المتواصل الذي قد لا يفهمه غير المقدسيّين .. ما الذي يدفع أهل القدس بالبقاء في مدينة تخنق و تهود .. تهدم بيوتهم و تغلق محلاتهم و يحاربون في كل شيء ؟! لانهم مقدسيّون .. لانهم من الارض التي باركها الله .. لانهم جيران المسجد الاقصى و احباؤه. و حتى نفهم جزء من هذا العشق .. نضع بين يديكم فيديو للشيخ موسى الخالص الذي ساومه الصهاينة من اجل بيع محله التجاري فكان رده مزلزلاُ رائعاً 



و كما شاهدنا في هذا الفيديو ... لم يكن رد الاطفال المقدسيّين بأقل روعة من رد الشيخ الخالص رحمه الله, ليوضح لنا ان هذا الصمود عقيدة و فكر يحمله المقدسيّون منذ الصغر.

و السؤال هنا ... ماذا فعلنا من اجل نصرتهم ؟؟!! ماذا فعلنا لدعمهم ؟! .. ان اهلنا في القدس لا ينتظرون منا مؤتمرات و كلمات في الهواء, بل هم بحاجة الى دعم يؤتي اكله على ارض الواقع .. تعينهم على صمودهم و توفر لهم الادوات على ارض الواقع من اجل مواصلة رباطهم فيها .. لا نطالب ان نكون مثلهم فهذا امر صعب علينا .. و لكن دعونا نسير على طريقهم دعماً و نصرة لهم.

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

المفاهيم تتغير .. و الصمت لغتنا المستمرة




احداث متتابعة على مدار الساعة و اليوم, تغيّرات جذرية و متعددة من لحظة لاخرى و معالم تحذف و اخرى جديدة توجد بشكل متواصل .. هذا هو حال القدس في الايام الاخيرة. و ان كانت الاخبار الايجابية التي صدرت مؤخراً حول قرار حكومة العدو الصهيوني بإيقاف قرار هدم تلة المغاربة حتى اشعار اخر, الا ان كل متتبع لشؤون القدس و طريقة تعامل العدو معها كان مدرك تماماً ان هذا القرار ليس بحل نهائي و لن تنتهي الامور عند هذا الحد.


و حتى لا يبقى الوضع كما هو, قررت حكومة العدو الصهيوني اغلاق باب المغاربة و الجسر الخشبي المؤقت المبني فوق التلة, و الذي قامت بوضعه سلطات الاحتلال بعد ان تهدم جزء من تلة المغاربة نتيجة الحفريات المحيطة بها من كلا الجانبين. هذه القرارات اثارت حفيظة المتطرفين الصهاينة الذين نددوا بهذا القرار و طالبوا حكومتهم بالتراجع عنه, او اتخاذ اجراءات اخرى بالتوازي مع هذا الاغلاق. و قد كان هناك مطلبان رئيسيان: الاول يتمثل في اغلاق كافة ابواب المسجد الاقصى و منع المصلين المسلمين من دخول الاقصى اسوة بمنع اليهود من دخوله, او فتح جميع الابواب لليهود يدخلون منها الى المسجد الاقصى كما يشاؤون. و للايضاح فإن باب المغاربة هو الباب الوحيد الذي يدخل منه السياح الى المسجد الاقصى و منه يقوم المستوطنون بإقتحام المسجد الاقصى, و هذا الباب ممنوع على المسلمين استخدامه.


و لم يقتصر الاحتجاج على هذه المطالب فقط, بل اعلن نائبي الكنيست المتطرفين أوري أرييل و أرييه الداد عن نيتهما اقتحام المسجد الاقصى احتجاجاً على قرار حكومة نتنياهو و اعلنت انها ستدخل المسجد الاقصى من باب السلسلة يوم الاربعاء في ساعات الصباح الاولى. ازاء هذه الضغوط, و بعد دراستها للموقف, قررت سلطات الاحتلال اعادة فتح باب المغاربة و الجسر الخشبي, على ان يتم تثبيت دعائم الجسر الخشبي و تزويده بمادة مقاومة للحريق. الا ان هذا القرار ما زاد الصهاينة الى غطرسة و طغياناً .. فقد اقدم هذان النائبان بمرافقة مجموعة من منظمة " أنصار جبل الهيكل " على اقتحام المسجد الاقصى و التجول فيه تحت حماية شرطة الاحتلال, و لقد هب المصلين و طلبة المصاطب للتواجد في المسجد الاقصى منذ ساعات الصباح لحمايته.


بالتوازي مع هذه الاختراقات الصهيونية, قامت مجموعة متطرفة من الصهاينة بحرق مسجد عكاشة الواقع في القدس الغربية و كتبوا على جدرانه شعارات عنصرية هاجموا فيه النبي الاكرم - عليه الصلاة و السلام -. كما ان مجموعة اخرى من الصهاينة قامت بوضع مجسم للهيكل المزعوم على سطح احد الابنية المقابل للمسجد الاقصى. و للمفارقة فإن هذا المبنى موجود في ما يسمى بالحي اليهودي و الذي بني على انقاض حارة المغاربة التي مسحها الاحتلال الصهيوني بالكامل.


إن هذه الاحداث تجعلنا امام تغير جديد في المفاهيم في صراعنا على نصرة المسجد الاقصى, فنلاحظ بشكل جدي ان اقتحام المسجد الاقصى بالنسبة للصهاينة اصبح حق اصيل بوجهة نظرهم يقارنوه بحق المسلمين بدخول المسجد الاقصى, بل انهم يرون ان المسلمين بدخولهم المسجد الاقصى يدنسون مكان "مقدس" لديهم. لقد تحول مفهوم اقتحام المسجد الاقصى و اداء الصلاة فيه بشكل علني بالنسبة لليهود من تحرك فردي غير ممنهج, الا حق اصيل لا يساوموا عليه و هذا مقدمة لامور غاية في الخطورة.


بشكل عملي و مطلق, فرضت حكومة الاحتلال الان سيطرتها بشكل كامل على بوابة المغاربة و الجسر الخشبي المبني فوق تلة المغاربة, مما يجعلها بشكل عملي ذات حق في السيطرة على باقي اجزاء المسجد الاقصى و هذا الامر يصيب المقدسات الاسلامية بمقتل. فعلى الرغم من ان الاوقاف الاردنية هي صاحبة السيادة بشكل نظري على المسجد الاقصى , فإن جزء اصيل من المسجد الاقصى اصبح بشكل عملي تجت سيطرة قوات الاحتلال تتحكم به كما تشاء.


بالنظر الى ما تقدم, نحذر بشكل علني ان المسجد الاقصى في طريقه الى ان يقسم كما حصل مع الحرم الابراهيمي. فاعلان اليهود ان دخول المسجد الاقصى حق اصيل لهم و تنفيذه بشكل يومي, اضافة الى بسط سلطات الاحتلال سيطرتها على جزء اصيل من المسجد الاقصى يشير الى هذا, خصوصاً ان الصمت العربي و الاسلامي اللغة الوحيدة التي نتكلم بها في كل ما يتعلق بالمسجد الاقصى. ان الوضع لم يعد يحتمل اي تخاذل, لا من الحكومات و لا من الشعوب .. و ان لم نقم بتحركات جدية على ارض الواقع فسيأتي قريباً اليوم الذي نجد فيه جزء تحول الى كنيس يهودي ... فينطبق علينا قول الشاعر  عبد الرحيم محمود:


المسجد الاقصى أجئت تزوره ~~~ ام جئت من قبل الضياع تودعه
حرم تباع لكل أوكع آبق ~~~ و لكل افّاق شريد اربعه
و غدا و ما ادناه لا يبقى سوى ~~~~ دمع لنا يهمي و سن نقرعه


أغيثوا المسجد الاقصى ... اغيثوا اولى القبلتين ... اغيثوا ثاني المسجدين ... اغيثوا ثالث الحرميــــــن




الأحد، 11 ديسمبر 2011

ليتنا نعامل القدس كما نعامل الكلاسيكو




بدأت الحشود تتوجه نحو المقاهي و تتجمع في البيوت امام شاشات التلفاز منذ ساعات المساء الاولى ... خُسف القمر, فلم يلق الكثير و الكثير له بالاً, فليس هذا هو الحدث الاهم .. استشهد الشاب مصطفى التميمي في قرية النبي صالح جراء اطلاق جنود الاحتلال قنبلة مسيلة للدموع من مسافة تقل عن الـ 10 امتار فتهشم الجزء الايمن من وجهه و توفي بعد ذلك. عفواً فهذا ليس الحدث الاهم .. اقتربت الساعة من الـ 11 مساءاً بتوقيت القدس الشريف, بدأت دقات القلوب تتسارع و اخذ الادرينالين يسري في العروق .. دقت ساعة الصفر .. و بدأ الكلاسيكو ( و لمن لا يعرف ما هو الكلاسيكو نقول .. ان الكلاسيكو مباراة كرة قدم تقام بين ناديي برشلونة و ريال مدريد ) .. الشوارع خالية و الاصوات تتعالى مع كل دقيقة .. و تعلو الصيحات و التصفيقات مع كل هدف .. و لله الحمد, انتهى الكلاسيكو بعد ساعتين تقريباً.



و لكن الشيء الملفت للنظر ليست المباراة بحد ذاتها, بل كم الشحن و التحضير النفسي و الذهني لهذه المباراة .. فلقد اخذ الكلاسيكو الحيز الاكبر من النقاش و الاحاديث في معظم بلادنا العربية و الاسلامية, فتجد في كل مجلس مناظرات,  شد اعصاب,  تحليل .. و وعيد و توعد. فأصبحت حياتنا كلها تتمحور حول مباراة كرة قدم, و لم يقتصر الامر على ذلك .. فما زال امامنا اسبوع كامل من الحديث عن الكلاسيكو و احداثه و تحليلاته, مع المزيد من شد الاعصاب و الاخذ و الرد و شد الاعصاب و ربما انتهى الامر بأكثر من ذلك.


و ليست المشكلة بمتابعة مباراة بحد ذاتها و الترفيه عن النفس لساعتين من الزمن, و لكن الكارثة تكمن في ان تصبح هذه المباراة اولى اولوياتنا, تطغى على اي شيء اخر في الوقت الذي يعج فيه واقعنا المؤلم بالكثير من الامور المصيرية التي تدعو لان تؤخذ بجدية تصل الى نصف الجدية التي نعامل بها هذه المباراة. و من اهم أولوياتنا الضائعة .. مسرى رسولنا الكريم - عليه الصلاة و السلام - و ثالث الحرمين الشريفين و مدينة القدس الشريف. هذه المدينة التي في كل يوم تشهد مواجهات, و اعتقالات, و تهجير و تهويد شرس يقابله صمود منقطع النظير من اهلنا في بيت المقدس.


ان الناظر الى الامة الاسلامية بتمعن يجد انها اصيبت بمتلازمة نقص ترتيب الاولويات .. و ان كان ما يعرف بمرض الايدز او متلازمة نقص المناعة المكتسبة يعد من اكثر الامراض فتكاً كونه يصيب جهاز المناعة فيجعل الجسم هشاً تجاه اي مرض, فإن الامر ذاته ينسحب على متلازمة نقص ترتيب الاولويات التي اصابت الامة و فتكت فيها. من غير المنطقي ان تضع الاشياء الثانوية في سلم اولوياتك و تترك امورك المصيرية في اخرها, هذا ان وضعت كأولوية. فكيف لصاحب منزل يجد بيته يتشقق و يكاد ان ينهار, يترك ترميمه و ينشغل في قص عشب حديقة المنزل ؟؟! كيف لصاحب سيارة يشاهد ان سيارته تعاني من خلل عميق في محركها, ينشغل في وضع معطر للمكيف ؟!


إن ضياع الاولويات و ترك الاهم و المصيري و الانشغال بالامور الثانوية تجعل الامة تدخل في نفق مظلم يجعلها لا ترى ما يدور حولها بوضوح. و ان القدس و المسجد الاقصى هي من اولى اولياتنا, كيف لا و نحن نشاهد مسجدنا يدنس في كل يوم, و اهلنا يشردون من بيوتهم و مقدساتنا تدمر و تزال عن بكرة ابيها .. افيعقل ان ننشغل عن كل ذلك بمباراة كرة قدم؟! .. و حتى نظهر الاثر الكبير لهذا المرض, ننظر الى عدونا الذي يضع القدس في اولى اولياته .. و الامر ليس مقتصر على سلطات الاحتلال فقط, بل ان ما يثير القلق ان هذا الامر موجود لدى اليهود اجمع ..فكم من جمعية خاصة تعمل ليل نهار في القدس من اجل مصادرة المنازل ؟؟ و كم من منظمة صهيونية ارهابية تعمل من اجل بناء الهيكل .. و كم من مستثمر صهيوني يضخ الملايين لتهويد القدس ؟!


و ان كان تشخيص المرض العضال اصبح واضحاً و اعراضه تغلغلت في جسم الامة, فإن العلاج و لله الحمد متوفر و في متناول الجميع, فلسنا بحاجة الى عمليات استئصال و لا الى انواع لا حصر لها من الادوية. إن دواء هذا الداء فقط يتطلب تحرك من كل فرد فينا .. جلسة صادقة مع الذات تعيد فيها ترتيب اولوياتك و تضع القدس و المسجد الاقصى في مكانه الصحيح ضمن سلم الاولويات. و وضع القدس في مكانها الصحيح يتضمن ان تتعرف الى تاريخها و واقعها .. الى مكانتها في ديننا الاسلامي الحنيف .. ان تجعلها جزء من يومك و غدك .. من حاضرك و مستقبلك. عندها سنجد ان المسيرات و المهرجانات الداعمة لقضية القدس و المسجد الاقصى تأخذ منحنى جديد غير مسبوق, بحيث تتحول الى نتائج ملموسة في القدس على ارض الواقع.


ان المسجد الاقصى و القدس الشريف امانة في اعناقنا و من غير المعقول ان نتناساها في حياتنا بينما نعطي اشياء ثانوية ايام و اسابيع من حياتنا ..لدرجة اننا اصبحنا  نتمنا ان نعامل القدس كما نعامل الكلاسيكو. و لا ابلغ من قول الشاعر و هو يخاطب المسجد الاقصى:


أدري بأنك غاضبٌ من أمةٍ ... شغلت عن المضمون بالعنوانِ
تركتك في ارض العدو و قطّعت ... ارحامها بمعارك البهتانِ


فيا أختي و يا أخي .. لم يعد مقبولاً ان نتنصل من واجباتنا و قضايانا المصيرية بهذا الشكل المخزي .. فجدد العهد و ضع القدس في اعلى اولوياتك .. و انصرها نصرة لدينك و نبيك و امتك ... 

الخميس، 8 ديسمبر 2011

التوقف المفاجيء بعد الحركية = سقوط مؤلم




لعل اهم ما يميز القوانين الفيزيائية الاساسية, ارتباطها  بحياتنا اليومية بحيث تأتي لتفسر ظواهير حياتية نختبرها و نعتاشها في واقعنا , و قد خبرنا ان التوقف المفاجيء لاي جسم متحرك يؤدي الى انقلاب هذا الجسم او سقوطه بشكل قوي. فالعزم و القوة المحركة لهذا الجسم تدفع به للامام بشكل اقوى من القوة الذاتية التي تدفع بالجسم للثبات في مكانه مما يؤدي الى انقلاب هذا الجسم او سقوطه بشكل قوي ارضاً .. و للاسف هذه الحالة تنطبق على حال امتنا في نصرة المسجد الاقصى



في الاسابيع الاخيرة شهدت الامة الاسلامية هبة و تحرك جماهيري ملحوظ, اثر التحذيرات التي اطلقتها الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني اضافة الى الدعوات الموجهة من بيت المقدس للوقوف في وجه قرار بلدية القدس و القاضي بهدم تلة المغاربة, فهبت الجماهير في الاردن و مصر و العديد من الدول الاسلامية منددة بهذا المخطط و قامت بمسيرات كبيرة, اسفرت عن تكوين رأي عام ضاغط على حكام الدول مما دفع رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو الى اصدار قرار وقف قرار هدم تلة المغاربة.


عمت الفرحة و السرور اهلنا و الجميع قرت عينه بوقف هذا القرار كخطوة اولى, و لكن بعد كل هذا الزخم العالي الذي سلط الضوء على قضية المسجد الاقصى و القدس بشكل مكثف و اذا بالامور تعود الى سابق عهدها فجأة .. و لتتناسى الامة قضية ثالث الحرمين بشكل مفاجيء حيث ما لبثت ان عادت سيرتها الاولى في السبات. و كأن المسجد الاقصى قد حرر و عاد الى حضن الامة الاسلامية و بالتالي انتهت المهمة و اصبحت الامة مشغولة بأمور اخرى. هذا التوقف المفاجيء بعد الحركية العالية في الامة الاسلامية تجاه قضية القدس أدى الى انقلاب كبير في نصرة المسجد الاقصى و سقوط قوي الى الارض.


 فقد كان قرار وقف هدم تلة المغاربة او بالاحرى تأجيله عبارة عن تهدأة بسيطة من قبل سلطات الاحتلال تبعه زيادة كبيرة في الحركية تتحول الى واقع على الارض. و للاسف فإن هذا الكيان يعمل بشكل مكثف و على اكثر من صعيد في القدس. فمن قيامها بإبعاد النائب المقدسي أحمد عطون الى رام الله بعد اختطافه من مقر الصليب الاحمر و سجنه لمدة شهرين و نصف. الى قراراتها المتواصلة ببناء الوحدات الاستيطانية في القدس, مروراً بهدم العديد من منازل المقدسيّين و اخيراً قرار بلدية القدس بإغلاق باب المغاربة و عدم استخدام الجسر الخشبي تمهيداً لهدم تلة المغاربة بالكامل.


و للاسف فقد انعكست الاية بشكل غريب .. فكيف للامة الاسلامية بعد ان تحقق مكسب اساسي في ايقاف قرار هدم تلة المغاربة ان لا تبني على هذه الخطوة و تعزز دعمها لقضية المسجد الاقصى ؟! كيف لها ان تعود سيرتها الاولى و تتناسى مسرى رسولها الكريم عليه الصلاة و السلام و قد شهدت ان ردة فعل قوية منها ادت الى نتائج اولية جيدة, فكيف اذا التفت حول قضيتها الاساسية في هذا الزمن الا و هي تحرير المسجد الاقصى و فلسطين من براثن المغتصب الصهيوني. ان تخاذل الامة لم يقف مانعاً دون تحقيق مكاسب اضافية فقط, بل انه اصبح محفز كبير للعدو الصهيوني ليفسد في الارض و يواصل سياساته التهويدية بشكل شرس و مكثف.


و ان كنا في هذه الايام نعيش الذكرى 24 للانتفاضة الاولى المباركة التي كسرت القيد و اخرجت للعالم اسطورة اطفال الحجارة, فإننا يجب ان نقوم بهبة جماعية على صعيد الامة في نصرة المسجد الاقصى و بيت المقدس, سواء على صعيد الشعوب او الجمعيات الفاعلة او حتى الحكومات. ان النتيجة الايجابية التي حققتها المسيرات الكبيرة لوقف هدم تلة المغاربة يجعلنا امام مسؤولية اكبر, فقد شاهدنا اثر التجمع و الاهتمام بقضية القدس, و بالتالي فالتراجع الان يعني تخاذل كبير و خيانة لمسرى رسول الله - عليه الصلاة و السلام - و الحملة الشرسة التي يطلقها العدو في هذه الايام تزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا.


لقد قالتها اميرة الاحرار احلام التميمي بكل وضوح .. من لم يعمل للقدس  لا كرامة له. بل و نزيد ان التخاذل الان جريمة في حق المسجد الاقصى فهي تمنعنا من تحقيق المزيد من المكاسب في نصرة القدس بل و تشجع العدو الصهيوني على زيادة عدوانه. لم نعد نملك كمالية الاختيار, فدعم قضية القدس و المسجد الاقصى الان اصبح ضرورة ملحة و واجب على كل فرد في الامة الاسلامية. يجب على امتنا الوقوف على اقدامها من جديد في نصرة المسجد الاقصى و استمرار الحركية بشكل اكبر و اقوى .. حتى نتمكن من اخذ زمام الامور.


الاقصى يناديكم ... القدس تناديكم ..  لنستنهض هممنا و نقوم بتأدية واجبنا تجاه مقدساتنا الغالية .... وقوفك تخاذل و نصرتك واجب !!

السبت، 3 ديسمبر 2011

حصرياً ~ مقابلة مع د. ديمة طهبوب حول القدس و نصرتها




منذ ان فتحها الفاروق عمر بن الخطاب و كبر فيها المسلمون و أذن فيها بلال بن رباح, اصبحت القدس مهوى افئدة العشاق و قبلة العلماء و طلبة العلم فكانت على طول الزمن جوهرة تزين الامة الاسلامية, حتى ان الخلفاء و السلاطين كانوا يتسابقون لترك بصمتهم في هذه المدينة متشرفين بإعمارها و اعلاء شأنها اكثر فأكثر. و ان كان هذا شعور المسلمين تجاهها و هي حرة عزيزة, فإن ارتباطهم بالقدس كان اكبر كلما وقعت في أسر الاعداء. فتجدهم يهبون لنصرتها, يبذلون الغالي و النفيس لتحريرها و يعملون ليل نهار لاعادتها سيرتها الاولى, حرة عزيزة ترفرف فيها راية لا اله الا الله شامخة خفاقة.



و ان كان الامة الاسلامية انجنب اجيال تضم عماد الدين  و نور الدين زنكي و القائد العادل صلاح الدين الايوبي الذين واصلوا الليل بالنهار مجاهدين بالنفس و المال حتى حرر المسجد الاقصى من براثن الصليبيين, فإن الامة نفسها اخرجت العلماء الذين اسسوا و بنوا هذا الجيل امثال الامام ابي حامد الغزالي و الجيلاني و غيرهم من العلماء الاجلاء. و القدس اليوم تقبع تحت احتلال قاسي لئيم يعمل على طمس هويتها و تهويدها, ليجعلها منسلخة عن تاريخها و نسبها العريق, و لكن اهلنا المقدسيّون صامدون في وجه هذه الحملة ينتظرون نصرة اهلهم في الامة الاسلامية لدحر هذ العدو و طرده و اعادة القدس الى حاضرة الامة الاسلامية.


و إن كنا بعد لم نرزق بقادة عظماء, و العظمة لله وحده, كأمثال عماد و نور الدين و صلاح الدين الايوبي, الا ان الامة تنجب الاساس الذي سيبني جيلاً يضم هؤلاء القادة, فنجد من علماء الامة من يعمل ليل نهار من اجل تأسيس جيل يحمل تحرير المسجد الاقصى في قلبه و يستند على اسس اسلامية ثابتة لتحقيق غايته. و من منّ الله علينا و فضله, فإن هذا الدور في زمننا هذا ليس مقتصراً على علماء الدين فقط, فهناك من الكتاب و الصحفيين و العلماء من مختلف الاختصاصات من يعمل على نشر قضية القدس و العمل على جعل تحرير المسجد الاقصى غاية امتنا بشكل عملي. و من أجمل و اروع الاقلام التي تكتب عن القدس ضيفتنا الغالية القديرة الدكتورة ديمة طهبوب, التي لطالما جاد قلمها اروع الكلمات في هذا المجال.


و لقد خصتنا مشكورة بهذه المقابلة المميزة ...


- المسجد الاقصى اولى القبلتين و ثاني المسجدين و ثالث الحرمين .. له عظيم المكانة و القدسية في ديننا الحنيف .. و على الرغم من كل ذلك .. نجد هجران كبير له من قبل امتنا .. لماذا؟!

هناك جهل كبير بعظمة و قدسية المسجد الأقصى خصوصا عند جيل الشباب، و ليس كلهم بالطبع،ناهيك أن الكثرين سلموا بالأمر الواقع و اكتفوا بإدانة القلب أو ذرف الدموع التي لا ترحك ساكنا و لا ترد أرضا مغتصبة هذا بالإضافة الى أن الحرص و التعلق بالدنا قذف في قلوب الناس الوهن فأصبح الجهاد فريضة غائبة لا يذكرها أحد و لا يراها الوسيلة الوحيدة لتحرير الأرض

- المقدسيّون في حرب مفتوحة ضد هجمات متتابعة من التهجير و الطرد و التهويد .. كيف تجدين صمودهم ؟ و كيف يمكننا دعمهم؟

يسجل للمقدسيين استماتهم في الدفاع عن المقدسات و الأرض فوق ما يلاقونه من حرب يومية لا تستثني كبيرا و لا صغيرا و لا امرأة و لا عجوزا و لا شابا و لا طفلا و لا تقيم حرمة لبيت او مؤسسة غير أن جهودهم لا تكفي بأي حال من الأحوال ما لم يرفدها دعم عربيا و اسلامي مستمر يجعل القدس على سلم أولويات العمل العربي المشترك

- على الرغم من ان وزارة الاوقاف الاردنية تتحمل مسؤوليات الاشراف على المقدسات الاسلامية في القدس الا انها لا تحرك ساكناً ازاء الانتهاكات اليومية عليه من قبل المستوطنين و سلطات الاحتلال و لم تتحرك ازاء قرار هدم طريق المغاربة .. لماذا؟ و كيف يمكننا تفعيل دورها ؟

الحقيقة أننا لا يجب أن نبهت الأوقاف دورها على مر السنين الا أنها محدودة السلطة و المبادرة كما الأنظمة العربية و تاريخ الأقصى يشهد أن الجهد الشعبي كان و ما زال له أكبر الأثر في اطلاق مبادرات تدعم صمود المقدسات و الانسان المقدسي
و لقد أطلق ملتقى القدس الثقافي في عمان مبادرة أنا أردني الأقصى مسؤوليتي و كان لها أكبر الأثر في نشر الوعي بقضية جسر المغاربة و كذلك خاطب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الملك عبد الله الثاني منوها بدور الأردن في الحفاظ على المقدسات

- كيف نحيي قضية القدس و المسجد الاقصى في نفوس شبابنا ؟؟!!

بالتربية منذ الصغر و التعهد في الصبا و الانغماس في العمل للقدس في الشباب حتى تظل حاضرة دائما في حياتهم لا بشكل موسمي عند الأزمات فقط

- ما هو المطلوب منا لحماية المسجد الاقصى و نصرة اهلنا في القدس و فلسطين ... شعوباً, مؤسسات و دول؟

لان الاجابة على هذا السؤال تطول, آثرت د. ديمة ان تتحفنا بعدد من مقالاتها الرائعة التي تتحدث عن نوعية النصرة المطلوبة للقدس و المسجد الاقصى و اهلنا في القدس و كيفية تحويلها فعل حقيقي على ارض الواقع.


للاطلاع على مقالات د. ديمة طهبوب: http://www.4shared.com/folder/60UVtf7s/_online.html


في النهاية, لا يسعنا الا ان تقدم بالشكر للدكتورة طهبوب على ما اتحفتنا به من اجابات مميزة و رائعة, و نسأل الله ان يوفقها و يفتح عليها في نصرتها للقدس و المسجد الاقصى بقلمها و علمها .. و ان شاء الله قريباً نقرأ مقالتها عن المسجد الاقصى و قد اصبح حراً عزيزاً و ما ذلك على الله بعزيز.